من هو النبي الملقب بشيخ المرسلين في الإسلام؟ وما سبب هذه التسمية؟ إن الله عز وجل اصطفى من ذرية آدم أنبياء ورُسل لكي يحثون الناس على توحيد الله عز وجل، وأن يهتدون إلى الطريق القويم الذي يقودهم إلى الجنة، وهناك العديد من الأنبياء الذين ذُكر عنهم ألقاب مختلفة، مثل لقب شيخ المرسلين، وهو النبي الذي نتعرف عليه من خلال موقع سوبر بابا.

من هو النبي الملقب بشيخ المرسلين في الإسلام

واحدًا من الأنبياء المُعمرين؛ حيث عاش حوالي 950 عامًا، بالإضافة إلى أنه يأتي في المرتبة ما بين التاسعة إلى العاشرة من بين أحفاد سيدنا آدم الذي لُقب أبو البشرية، وتكمُن الإجابة على سؤال من هو النبي الملقب بشيخ المرسلين في الإسلام في أنه نبي الله نوح.

بعثه الله تعالى إلى قومه لهدايتهم من الضلال الذي كانوا يعيشون فيه في تلك الآونة؛ حيث كانوا يكفرون بالله تعالى وكانوا يعبدون الأصنام عبادةً تصل إلى حد التخليد والتمجيد، ويمكن الاستدلال على ذلك من قول الله تعالى: (وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا) “سورة نوح: 23”

اقرأ أيضًا: من هو النبي الذي قتله قومه داخل الشجرة بمساعدة إبليس

سبب تسمية سيدنا نوح بشيخ المرسلين

إن كل لقب يحصل عليه صاحبه لا بُد من أن يكون منطبقًا عليه أو يُمثل صفة من صفاته، مثل لقب الصادق الأمين الذي كان يُسمى به النبي صلى الله عليه وسلم، أما نوح هو النبي الملقب بشيخ المرسلين في الإسلام وتم إطلاق هذا الاسم من قِبل أهل العلم نظرًا لأنه عاش طويلًا.

يُقال أيضًا عن سيدنا نوح عليه السلام أنه أبو البشرية الثاني بعد سيدنا آدم، وذُكر في القرآن الكريم أن سيدنا إبراهيم عليه السلام كان من اتباعه، وهو واحدًا من الأنبياء الذين أخذ الله منهم الميثاق وسمّاه الله عز وجل باسم الأمين والنذير، وقيل إنه سُمي نوح لكثرة بكائه.

اقرأ أيضًا: متى أسلم خالد بن الوليد

دعوة سيدنا نوح عليه السلام

إن نبي الله نوح عليه السلام بُعث إلى قومه لكي يُهديهم إلى الطريق القويم والتوحيد بالله عز وجل لا شريك له، كما بيَّن لهم جزاء من يتبعه عند الله عز وجل، أنه يغفر لهم ذنوبهم ويؤخرهم ليوم الموقف العظيم، ومن الجدير بالذكر أن نبي الله نوح عليه السلام دعا قومه بكافة الطرق الممكنة.

كما يمكن الاستدلال على ذلك مما ورد في القرآن الكريم، قال تعالى: (قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا* فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا*وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا) “سورة نوح: 5”.

نبي الله نوح عليه السلام في الآية السابقة ذكر كم المُعاناة التي يُعانيها مع قومه، وأنه دائم على دعائهم ليلًا ونهارًا وفي كل وقت، لكنه لا يُلاقي سوى النفور منه وعدم تصديق الدعوة، فقام نبي الله بدعاء قومه جهرًا وسرًا وذكّرهم بأن الله تعالى يُرسل على عباده التائبين الخير والرزق من السماء.

يمكن الاستدلال على ذلك مما ورد في القرآن الكريم، قال تعالى: (ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا*ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا*فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا*يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا)، حاول سيدنا نوح عليه السلام تذكير قومه ببداية خلقهم على يد الله تعالى عندما كانوا نُطفة ومن ثم صاروا علقة ومن ثم مضغة.

ظل سيدنا نوح عليه السلام يدعو قومه تسعمائة وخمسين عامًا، ويمكن الاستدلال على ذلك مما ورد في القرآن الكريم، قال تعالى: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلاَّ خَمْسِينَ عَاماً فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ)، توضح الآية الكريمة أن عقاب قوم نوح كان من خلال الطوفان الذي قضى عليهم.

على الرغم من أن سيدنا نوح عليه السلام بذل قصارى جهده في دعوة قومه بكافة الطرق المُمكنة، إلا أن هذا لم يُجدي نفعًا معهم، بل زادهم الأمر نفورا، وأصروا على معصية الله وكفروا به، وحينما يئس من هداية قومه دعا عليهم، وجاء دعائه في القرآن الكريم، قال تعالى: (وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا).

معجزات سيدنا نوح

بعد أن تمكنا من الإجابة على سؤال من هو النبي الملقب بشيخ المرسلين في الإسلام، يجدر بنا ذكر أن السفينة هي معجزة سيدنا نوح عليه السلام، والله عز وجل هو الذي أوحى له بصنعها، بالإضافة إلى أن الله عز وجل أمره بأن يحمل على سفينته من كل شيء زوجين لإكمال نسل البشرية.

لا يوجد هناك معلومات مؤكدة حول عدد الأشخاص الذين كانوا في السفينة، ولكن ذُكر إنها كانت تحمل كل من عليها وتسير بهم فوق الأمواج العالية التي تُشبه الجبال، وعن ابن كثير قال إن طول الماء حيتها لم يكُن كأي مرة سابقة، حيث كان هذا عقاب الله تعالى للقوم الظالمين.

صُنعت السفينة من الخشب، وهو ما ورد في القرآن الكريم، قال تعالى: (وَحَمَلْنَاهُ على ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ)، لم يكتفِ قوم سيدنا نوح عليه السلام بالعصيان الذين كانوا يفعلوه معه وكفرهم بالله عز وجل، بل كانوا أيضًا يسخرون منه لصنعه سفينة على أرض اليابسة لا يوجد بها محيط.

يمكن الاستدلال على ذلك مما ورد في القرآن الكريم، قال تعالى: (وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِّن قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ ۚ قَالَ إِن تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ)، من الجدير بالذكر أن ركاب هذه السفينة لم يكون من ضمنهم زوجة سيدنا نوح وابنه، وهلكوا مع القوم الظالمين، وذكر الله تعالى عقابهم قائلًا: (مِّمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَنصَارًا).

اقرأ أيضًا: من هو سيد القراء

خطيئة سيدنا نوح عليه السلام

على الرغم من أن الأنبياء من الأشخاص الذين اصطفاهم الله عز وجل، ويتمتعون بخصاله حسنة، إلا أن هناك منهم من أخطأ وهي طبيعة البشر، مثلما حدث مع آدم عليه السلام أبو الأنبياء حينما أكل من الشجرة التي أمره ألا يأكل منها، أما عن خطيئة سيدنا نوح عليه السلام فكانت أنه طلب النجاة لأبنه.

جاء رد الله عز وجل على سيدنا نوح في القرآن الكريم، قال تعالى: “إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ * قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ” (سورة هود: الآية 46).

قيل إن النبي الملقب بشيخ المرسلين في الإسلام تم تسميته كذلك لكونه كان من المُعمرين، حيث استمر في دعوة قومه قرابة الألف عام دون كلل أو ملل.