متى أسلم خالد بن الوليد؟ وما أهم انجازاته؟ تحتوي السيرة النبوية المطهرة على نماذج كثيرة من الصحابة التي دافعت بكامل جهودها عن الإسلام وساهمت في نشر الدعوة على نطاق واسع، ولا شك أن خالد بن الوليد كان واحدًا من هؤلاء الأبطال، وكان لإسلامه قصة كبيرة، وهو ما نوافيكم إيّاه من خلال موقع سوبر بابا.

متى أسلم خالد بن الوليد؟

لقد شهد التاريخ الإسلامي سواء في حياة النبي صلى الله عليه وسلم أو بعد وفاته قادة عظماء لهم دور وأصول راسخة في نشر الدعوة الإسلامي وإعلاء راية الإسلام، وتكمُن الإجابة على سؤال متى أسلم خالد بن الوليد؟ في أنه أعلن إسلامه قبل الفتح والذي يوافق العام الثامن من هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة للمدينة المنورة.

حينما أسلم خالد بن الوليد كان عُمره 40 عامًا، وفرح الرسول صلى الله عليه وسلم كثيرًا بإسلامه، ويمكن الاستدلال على ذلك حيث قال الرسول -صلى الله عليه وسلم: “الحمد لله الذي هداك، قد كنت أرى لك عقلا لا يسلمك إلا إلى الخير”.

اقرأ أيضًا: سيف خالد بن الوليد

قصة إسلام خالد بن الوليد

هو خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبدالله بن مخزوم بن يقظة بن مُرّة بن كعب بن لؤي بن غالب، ومشهور باسم أبي سليما، وبعد أن أسلم خالد بن الوليد لُقب بسيف الله المسلول، لأن قصة إسلام خالد بن الوليد بدأت عندما دخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة المكرمة؛ لأداء عمرة القضاء.

لكن في هذا الوقت كان خالد بن الوليد خارج مكة المكرمة ولم يشهد هذه العمرة، لكن كان أخو خالد وهو الوليد بن الوليد في مكان تواجد الرسول صلى الله عليه وسلم في عمرته، وطلب النبي أن يرى خالد ولكنه لم يجده، وهو ما جعل الوليد يكتب كتابًا ذُكر فيه:

(فَإنِّي لَمْ أَرَ أَعْجَبَ مِنْ ذَهَابِ رَأْيِكَ عَنِ الإِسْلَامِ وَعَقْلُكَ عَقَلَكَ، وَمِثْلُ الإِسْلَامِ يَجْهَلُهُ أَحَدٌ؟ قَدْ سَأَلَنِي رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- عَنْكَ، فَقَالَ: “أَيْنَ خَالِدٌ؟ “، فَقُلْتُ: يَأْتِي اللَّهُ بِهِ، فَقَالَ -صلى اللَّه عليه وسلم-: “مَا مِثْله يَجْهَلُ الإِسْلَامَ، وَلَوْ كَانَ جَعَلَ نِكَايَتَهُ وَجِدَّهُ المُسْلِمِينَ عَلَى المُشْرِكِينَ كَانَ خَيْرًا لَهُ، وَلقدَّمْنَاهُ عَلَى غَيْرِهِ”، فَاسْتَدْرِكْ يَا أَخِي مَا قَدْ فَاتَكَ، وَقَدْ فَاتَتْكَ مَوَاطِنُ صَالِحَةٌ).

كان سؤال النبي صلى الله عليه وسلم أثرًا عظيم في نفس خالد بن الوليد، وسرَّ جدًا لهذا، وتشجع لكي يُشهر إسلامه، وزاد تمسكه بالدين أكثر حينما رأى في المنام أنه يوجد في أرض يابسة، ومن ثم خرج إلى أرض خضراء أكثر اتساعًا، وعلِم خالد أنها رؤيا، وذهب لكي يقُصها على أبو بكر الصديق رضي الله عنه ويفهم معناها.

فبعد أن استمع إلى رؤيته قال له: “هُوَ مَخْرَجُكَ الذِي هَدَاكَ اللَّهُ لِلْإِسْلَامِ، وَالضِّيقُ الذِي كُنْتَ فِيهِ الشِّرْكُ”، إن كل تلك العلامات ساهمت في تشجيع خالد بن الوليد لإشهار إسلامه للناس أجمعين، وبالفعل خرج إلى الناس قائلًا: “لقد استبان لكل ذي عقل أن محمداً ليس بساحر ولا شاعر، وأن كلامه من كلام رب العالمين.

الصفات الخلقية لخالد بن الوليد

نظرًا للصفات الخلقية العظيمة التي كان يتمتع بها هذا القائد، يتساءل أشخاص كثيرون حول متى أسلم خالد بن الوليد؟ لمعرفة لو كانت تلك الصفات اكتسبها من الدين الإسلامي أم هي الفطرة التي خلقه الله تعالى عليها.

1- الشجاعة المفرطة

إن قائد جيوش الإسلام خالد بن الوليد كان من القادة الذين يصفون بشجاعة كبيرة جدًا لا مثيل لها، وهو ما جعل لقبه هو سيف الله المسلول، ويمكن الاستدلال على ذلك من رأي أبو بكر الصديق فيه، حينما قال: “عجزت النساء عن ولادة مثل خالد”، أي أنه يتسم بشجاعة لا مثيل لها ولم تُنجب امرأة مثله، الشجاعة والقوة المفرطة التي كان يتمتع بها سيف الله المسلول هي السبب الرئيسي في نشر الدعوة الإسلامية على نطاق واسع.

2- العلم والبيان

صفتان من أهم صفات سيف الله المسلول خالد بن الوليد؛ حيث كان لديه جامعًا خاص بالأحكام المتعلقة بالجهاد، ولكن على الرغم من ذلك لم يتسنى له التعرف على جميع العلوم الأخرى مقارنةً بالتي كان يعلمها الصحابة، بالإضافة إلى عدم مرافقته للنبي صلى الله عليه وسلم وقت طويل، لكنه كان أشد الصحابة حرصًا على الجهاد في سبيل الله، ويمكن الاستدلال على ذلك من الغزوات والفتوحات التي قام بها.

3- الحكمة والرأي

كان خالد بن الوليد صاحب رأي وحكمة، وكل القرارات التي كان يقوم باتخاذها كانت نابعة من حكمة قوية، وكان حريص دومًا على جمع كافة الآراء من الناس، ومن ثم مشاورتهم بها، ويُعرف عنه قدرته على التفكير بعمق شديد، فلم يتسنى له يومًا أن يُعطي رأيه بأي شيء قبل أن يُفكر به كثيرًا.

4- الجود والكرم

إن العطاء واحدة من أهم الصفات التي كان يتحلى بها خالد بن الوليد؛ حيث كان يقوم بإعطاء الهدايا لكافة الأشراف من العرب، وكان يشتري تلك الأشياء من نقوده الخاصة، بالإضافة إلى أنه كان طامعًا في رضا الله تعالى فقط، وكان على أتم استعداد على تقديم الحب والمودة للآخرين أكثر من التي يأخذها لنفسه، كان دائمًا ما يًفضل الغير عليه، وهو ما جعله محبوبًا لدى أشخاص كثيرون، وكان قريب للنبي صلى الله عليه وسلم.

5- البلاغة والفصاحة

واحدة من أهم الصفات التي تحلى بها سيف الله المسلول خالد بن الوليد، حيث كان يتمتع بخطابه كبيرة، وهو ما جعله يقوم بإلقاء إحدى الخُطب بعد أن قام بمبايعة أبي بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه، وكان لها تأثير عظيم جدًا، وأثنى عليها أبو بكر، علاوة على ذلك، فإن بعض شعراء العرب قام بالإدلاء برأيهم في هذه الخطبة.

اقرأ أيضًا: مدة حكم الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم

غزوات خالد بن الوليد

بعد أن أسلم خالد بن الوليد، قام بالاشتراك في العديد من الغزوات والمعارك التي كان يرجو منها نصرة الدين الإسلامي وتطبيق الشريعة الإسلامية ودعوة الناس إلى توحيد الله عز وجل والإيمان بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ونظرًا إلى شجاعته الكبيرة فلم يتردد في قتل كل مشرك وعدو لله عز وجل.

  • أليس.
  • الأنبار.
  • حروب الردة.
  • عين التمر.
  • غزوة حنين.
  • غزوة مؤتة.
  • فتوحات العراق والشام.
  • الكزار.
  • معارك دمشق وحمص.
  • معركة اليرموك يوم القيامة.
  • معركة دومة الجندل.
  • مفيشا.
  • موقعة عقرباء.
  • نجران واليمن.
  • الولجة.
  • يوم مقتل مسيلمة.

اقرأ أيضًا: الصحابي الذي ارتد مع مسيلمة الكذاب

وفاة خالد بن الوليد

حينما أسلم خالد بن الوليد سيف الله المسلول كان من أهم الأحداث في التاريخ الإسلامي، وكذلك كانت وفاته صاعقة كبيرة، حيث توفي رضي الله عنه في عهد خلافة سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وكان ذلك في عام 21 من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم.

توفى رضي الله عنه ويناهز من العُمر 55 عام، وكانت ثروته حينها لا تتعدى الفرس الخاص به، وسلاحه فقط، حينما كان يحتضر ويدنو أجله فبكى كثيرًا وقال: “لقيت كذا وكذا زحفًا، وما بجسدي شبرًا إلا وفيه ضربة برمية سهم أو سيف، وها أنا أموت على فراشي حتف أنفي، كما يموت البعير، فلا نامت أعين الجبناء”.

 تم تفسير بكائه الشديد على أنه كان يُفضل أن يموت شهيدًا في غزوة أو معركة أو فتح جديد، ولكنه القدر الذي جعله يموت على فراشه كما يموت سائر الخلق.