من أول من عدا بفرسه في سبيل الله؟ حيث عاش الصحابة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وتعلموا الإسلام من تلقينه لهم، علاوةً على نقلهم لما ورد عنه من قول أو فعل للتابعين ولسائر الأمة الإسلامية، ومن خلال موقع سوبر بابا يتسنى بيان كافة التفاصيل عن الصحابي الذي عدا بفرسه في سبيل الله.
من أول من عدا بفرسه في سبيل الله؟
أول من عدا بفرسه في سبيل الله هو الصحابي الجليل المقداد بن الأسود، نسبه هو المقداد بن عمرو بن ثعلبة من قضاعة وقيل: من كندة أبو معبد. وأبو عمرو نسب إلى الأسود بن عبد يغوث الزهري لأنه تبناه في الجاهلية.
قال الكلبي:” لقد كان عمرو بن ثعلبة أصاب دما في قومة بعدها فلحق بحضر موت فبعدها حالف كندة وحينها قد كان يقال له: الكندي وبعدها قد قام بالتزوج هناك بامرأة وقد أنجبت له هذه المرآة ولدا وهو المقداد“
اقرأ أيضًا: أين توفي بلال بن رباح
حياة المقداد بن الأسود
استكمالًا للإجابة عن سؤال من أول من عدا بفرسه في سبيل الله؟ يجب الإشارة إلى أنه تزوج من ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب، وهي تكون ابنة عم النبي محمد وعرف عنه أنه قام بالهجرة في الهجرتين، عاصر غزوة بدر وكان من الفرسان الموجودين يوم بدر، حتى أنه لم يُؤكد أحد على وجود أحد على فرس غيره.
كان فارسًا مقدامًا وشجاعًا ومن المعروف عنه أنه فارس كان يقوم مقام ألف رجل، بيد أنه كان من الصحابة الذين تجلى ذكرهم على أنهم من الرماة المذكورين من أصحاب النبي.. وكان من أول من عدا بفرسه في سبيل الله، فضلاً عن أنه من أوائل الفرسان في الإسلام ومن كبار الخيار من أصحاب النبي.
من الجدير بالذكر أنه كان من الذين إذا دعوا إلى الجهاد لبوا النداء على الفور، وحينما تقدم به العمر ظل كذلك، وكان يبرر ذلك ويقول أبت علينا سورة البحوث {انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالاً}، وكان معروفاً عنه أنه على قدر كبير من الخلق.
لماذا سُمي المقداد بالأسود؟
عندما بلغ المقداد أشده حدث نزاع بينه وبين أبي شمر بن حجر الكندي، فضرب قدمه بالسيف وبعدها قرر الذهاب إلى مكة هربًا، ثم أقام حلف مع بن عبد يغوث الزهري وقام بالكتاب إلى أبوه.
فقدم عليه وقام بعدها بتبني الأسود المقداد، فعرف بهذا الاسم واشتهر به.. ولما وردت تلك الآية: “ادْعُوهُمْ لآبَائِهِمْ” بدأ الناس يلقبونه بالمقداد بن عمرو بدلا من المقداد بن الأسود.
قصة إسلام المقداد بن الأسود
كان من أوائل الذين بادروا بدخول الإسلام؛ فكان من السبعة الأوائل الذين دخلوا في الإسلام.. كتم المقداد بن الأسود إسلامه عن سيده أسود بن عبد يغوث خوفًا منه وخوفًا من أن يرق دمه لأنه كان من كبار طواغيت قريش آنذاك.
كان هذا هو حال كل الناس الذين أسلموا في ذلك الوقت لأنهم كانوا مستضعفين وكانت قريش تدس لهم المكائد عامةً وخاصةً حلفائهم وسادتهم.. ومن أمثال المسلمين الذين أسلموا في البداية وكتموا اسلامهم عمار بن ياسر وأبية وبلالٍ وغيرهم الكثير ممن كانوا يتجرعون المحنة وغصصها.
فما الذي يمنع الأسود بن عبد غوث من أن يقوم بإنزال أشد عقوبة بحليفة إن شعر أنه قد صبا إلى دين محمد، فقد عرف عن الأسود في ذلك الوقت كره الشديد ومعاداته لسيدنا محمد؛ نتيجة لكل هذه الأسباب كان المقداد بن الأسود يتربص الفرصة ليتسنى له الإفلات من رقبة الخلف والذي كان ضربًا مخيفًا من ضروب العبودية.
اقرأ أيضًا: قصة إسلام الفاروق عمر بن الخطاب
مواقف من حياة المقداد بن الأسود مع رسول الله
تجلت سمة حسن الخلق في شخصية المقداد بن الأسود، فضلًا عن اتباعه لنهج الرسول، واتضحت معالم تربية الرسول له بشكل كبير من خلال عدة مواقف مع الرسول.
- تولية الرسول للمقداد بن الأسود ولاية مهمة، وحين سأله الرسول عنها أجابه المقداد بن الأسود قائلًا:” لقد جَعَلتني أنظر إلى نفسي كما لو كنت فوق الناس، وهم جميعاً دوني، والذي بعثك بالحقّ، لا أتأمرنّ على اثنين بعد اليوم أبداً “
- موقفه الشجاع أثناء غزوة بدر، حيث كان الرسول يشاور أصحابه بخصوص الحرب يوم بدر وقد تبين موقف المقداد بن الأسود وهو موقف قوة وشجاعة لا مثيل له، ثم تم تأييد المقداد بن الأسود بالخروج والتوجه إلى القيام بقتال العدو وقد وعده المقداد بن الأسود بالثبات وتحقيق النصر عند اللقاء مرة أخري.
المقداد بن الأسود في غزوة بدر
من المعروف عن المقداد بن الأسود أنه مقاتل وعلى قدر من الشجاعة التي لا مثيل لها ولا يخاف شيء، حتى أن عمرو ابن العاص قال عنه أنه يقوم مقام ألف رجل، وقيل عن المقداد بن الأسود أنه يحب القتال والجهاد في سبيل الله حتى طال به العمر وهو لا يزال على نفس الهمة والنشاط.
قال أيضًا عمرو بن العاص أنه أول من ثبت بفرسة يوم بدر ولم يقم سواه بالثبات عليه في القتال، الأمر الذي يثبت تفرده بأنه أول من عدا بفرسه في سبيل الله، اتضح من خلال ما ورد عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال:
”شهدت من المقداد مشهدًا لأن أكون أنا صاحبه أحب إليّ مما عدل به؛ إنه أتى النبيّ صلّى الله عليه وسلم وهو يدعو على المشركين فقال: يا رسول الله إنا والله لا نقول لك كما قال قوم موسى لموسى فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون، ولكنا نقاتل عن يمينك وعن يسارك وبين يديك ومن خلفك. فرأيت النبيّ صلّى الله عليه وسلم يُشرق لذلك ويسره ذلك”.
تجلت شجاعته الحربية في القتال في غزوة بدر وأحد والخندق، وكان من الرماة المذكورين من أصحاب الرسول. اتضح ذلك من خلال ما جاء عن عليّ قال: “ما كان فينا فارس يوم بدر غير المقداد بن عمرو”، أما عن المقداد بن عمرو فقال: “كان معي فرس يوم بدر يقال له سَبْحَة“.
هجرة المقداد بن الأسود إلي المدينة
لم يقم الصحابي المقداد بن الأسود بالهجرة من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة علناً بل هاجر سرًا، فقد كان المقداد بن الأسود مع المشركين من قبيلة قريش وكانوا بقيادة عكرمة بن أبي جهل في ذلك الوقت.
ذلك عندما تقابلوا مع سرية الرسول صلى الله عليه وسلم والتي قام النبي ببعثها وكان على قيادتها عبيدة ابن الحارث بن عبد المطلب رضي الله عنه وأرضاه، وقد خرج مع المشركين لأنه لم يعلن إسلامه.
اقرأ أيضًا: متى أسلم خالد بن الوليد
وفاة المقداد بن الأسود
في نهاية إجابة سؤال أول من عدا بفرسه في سبيل الله، يجدر الإشارة إلى أنه توفي المقداد بن الأسود رضي الله عنه وأرضاه في المدينة وتحديدًا في أرض له بالجرف وقد تم دفنه في منطقة البقيع، وصلى عليه حينذاك عثمان بن عفان رضي الله عنه وأرضاه، وتوفي المقداد بن الأسود عن عمر يناهز سبعين عامًا.
حظيّ الصحابة بشرف صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وثواب نشر الإسلام والجهاد في سبيل الله، فميزهم الله بميزة لم تُمنح لغيرهم حيث إنهم السبب الأساسي لوصول السنة النبوية.