من هو محمد بن عبد الوهاب

من هو محمد بن عبد الوهاب؟ وماذا قال العلماء عنه؟ يحتوي التاريخ على عدد من علماء الدين ممن كان لهم دور كبير في تعليم الناس أمور دينهم الصحيحة، وتلك الشخصيات التاريخية على الرغم من دورها الكبير إلا أنها لا زالت مغمورة عند البعض، ومن ضمنهم محمد بن عبد الوهاب؛ لذا سوف نتعرف على سيرته بشيء من التفصيل من خلال موقع سوبر بابا.

من هو محمد بن عبد الوهاب

هو محمد عبد الوهاب بن سليمان بن علي بن محمد بن أحمد بن راشد بن بريد بن محمد بن بريد بن مشرف بن عمر بن معضاد بن ريس بن زاخر بن محمد بن علوي بن وهيب بن قاسم بن موسى بن مسعود بن عقبة بن سنيع بن نهشل بن شداد بن زهير بن شهاب بن ربيعة بن أبي سود بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم بن مر بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.

ولد في عام 1115 هجريًا، والموافق 1703 ميلاديًا، لأسرة كان بها عدد كبير من علماء الدين، وتعلّم القرآن الكريم وحفظه عن ظهر قلب، وكان عمره حينها عشر سنوات فقط، وكان له العديد من الصفات الحسنة المتمثلة في سرعة الحفظ وصفاء الذهن، والحكمة والاطلاع على كتب الحديث والتفسير.

كما أنه عالم ديني حنبلي، وشرع في دعوته أملًا في التخلص من البدع والخرافات التي كان يرتكبها البعض، بالإضافة إلى أنه نبذ الشرك بالله عز وجل.

اقرأ أيضًا: من هو ابن سيرين

معتقدات بن عبد الوهاب الدينية

نعرف من هو محمد بن عبد الوهاب إثر التعرف على عقيدته، حيث إن أفكاره ومعتقداته جميعها كانت قائمة على السلفية، وهي التي تأسست من قِبل الشيخ ابن تميمة، وهو من أنصاره ودافع عن أفكاره كثيرًا، فقد جاء محمد عبد الوهاب بالإسلام الصافي الخالي من جميع الشوائب.

استطاع تأليف كتاب عظيم جدًا يُسمى كتاب التوحيد، بالإضافة إلى تأليفه كتاب القواعد الأربع، وحارب كل من خالف سُنة النبي صلى الله عليه وسلم ومن يخلقون البدع ويفترون على الإسلام في ذلك الوقت، واستطاع تيسير كافة سُبل الطاعة والاتصال والسفر.

عانى الشيخ من الكذب كثيرًا وتم تشويه صورته كُليًا في شبه الجزيرة العربية، ولكنه كان دائمًا ما يُنفي ذلك، لأنه كان يسير على كتاب الله عز وجل، وسُنة النبي صلى الله عليه وسلم.

دعوة محمد بن عبد الوهاب للتوحيد

كثيرًا ما يتم السؤال حول من هو محمد بن عبد الوهاب، وقد نال شهرته إثر دعوته لتوحيد الله -عز وجل- وفقًا لِما جاء في القرآن الكريم والسُنة النبوية المطهرة، حيث بدأت دعوته من حريملاء وبالفعل قبل دعوته أشخاص كثيرين.

كان يأتيه الناس من كل مكان لكي يستفادون منه، وكثر مُحبيه جدًا لآرائه، الأمر الذي ثار الحقد والغيرة في نفوس المُفدسين وكانوا يُقدمون على قتل الشيخ في العيينة، وذلك بعد إيمان الأمير واقتناعه بالدعوة، بل ومساعدته له في نشر الدعوة وإزالة جميع مشاهد الشرك بالله عز وجل.

لجأ علماء كثيرون إلى الكذب والافتراء وخلق الحيل والمكر نظرًا لأن شهرة الشيخ محمد بن عبد الوهاب كانت تتعارض مع مصالحهم، وأخذوا يزرعون الخوف في نفوس الملوك تجاه الإمام؛ الأمر الذي دفعه نحو الخروج تمامًا من العيينة.

يُقال إن سبب الخروج أيضًا كان ابن معمر أمير العيينة، الذي كان يخشى من حاكم الأحساء وقتها الذي كان يُهدد بقطع المعونة عنه، ولكن بعد خروجه ذهب إلى مقر آل سعود والتقى بمحمد بن سعود بن محمد آل مقرن، والذي كان أمير الدرعية، وعرض عليه دعوته وبالفعل كان شديد الاقتناع بها وتقبلها.

كذلك تحالفا على الدفاع عن الدين من المحرمات والشرك بالله، وأخذوا يدعون الناس إلى اتباع الدين الصحيح الخالي من البدع والخرافات، وهو ما جعل الأمر ينتشر سريعًا في جميع أرجاء شبه الجزيرة العربية.

أهم مؤلفات بن عبد الوهاب

لا يمكن التعرف على بن عبد الوهاب دون التعرف على أشهر مؤلفاته التي ذاع صيتها ويتعلم منها أشخاصًا كثيرين، حيث إن تلك المؤلفات جميعها نابعة عن فكر يرغب في محاربة الشرك بالله وفساد العقيدة، وكان له كُتب كثيرة جدًا تتحدث عن ذلك.

أصول الإيمان.
التوحيد فيما يجب من حق الله على العبيد.
الرد على الرافضة.
السيرة المختصرة.
فضائل القرآن.
كتاب السيرة المطولة.
كتاب فضائل الإسلام.
كشف الشبهات.

رسائل محمد بن عبد الوهاب

تعرض الإمام إلى مواقف سيئة كثيرة أثناء محاربته للبع والمُحرمات، وهو ما جعله دائمًا ما يُلقي الخُطب التي يُنفي فيها كل ما يُقال عنه، بالإضافة إلى زرع القيم والمبادئ في نفوس الناس.

“إني أدَّعى الاجتهاد”.
“إني أقول إن الناس من ستمائة سنة ليسوا على شيء”.
“إني أقول لو أقدر على هدم حجرة الرسول لهدمتها”.
“إني أقول: إن اختلاف العلماء نقمة”.
“إني أكفر البوصيري لقوله: يا أكرم الخلق”.
“إني أكفر من توسل بالصالحين”.
“إني أكفر من يحلف بغير الله”.
“إني أنكر زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم”.
“إني أنكر زيارة قبر الوالدين وغيرهم”.
“إني مبطل كتب المذاهب”.
“عقيدتي وديني الذي أدين به: مذهب أهل السنة والجماعة الذي عليه أئمة المسلمين مثل الأئمة الأربعة وأتباعهم إلى يوم القيامة”.
“لا خلاف بين الأمة أن التوحيد لابُد أن يكون بالقلب الذي هو: العلم، واللسان الذي هو: القول، والعمل الذي هو: تنفيذ الأوامر والنواهي؛ فإن أخل بشيء من هذا لم يكن الرجل مسلماً فإن أقرَّ بالتوحيد ولم يعمل به فهو كافر معاند كفرعون، وإبليس، وإن عمل بالتوحيد ظاهراً وهو لا يعتقده باطناً فهو منافق خالصاً، أشر من الكافر”.
“لو أقدر على الكعبة لأخذت ميزابها وجعلت لها ميزابًا من خشب”.
(فإذا عرفت أن جُهال الكُفار يعرفون ذلك، فالعجب ممن يدعي الإسلام، وهو لا يعرف من تفسير هذه الكلمة ما عرفه جُهال الكفار، بل يظن أن ذلك هو التلفظ بحروفها، من غير اعتقاد القلب، بشيء من المعاني؛ والحاذق منهم، يظن: أن معناها لا يخلق، ولا يرزق، ولا يُحيي، ولا يُميت، ولا يُدبر الأمر إلاَّ الله، فلا خير في رجل جُهال الكفار أعلم منه بمعنى لا إله إلاَّ الله).
قوله رحمه الله في البعث والنشور: “وأؤمن بإعادة الأرواح إلى الأجساد، فيقوم الناس لرب العالمين حفاة عراة غرلا فالناس إذا ماتوا يبعثون، ومن كذب بالبعث كفر”.
قوله في الإحسان “الإحسان ركن واحد، وهو أن تعبد، كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك”.
قوله في الإرادة والمشيئة “وأؤمن بأن الله فعال لما يريد، ولا يكون شيء إلا بإرادته، ولا يخرج شيء عن مشيئته، وليس شيء في العالم يخرج عن تقديره، ولا يصدر إلا عن تدبيره”.

زواج محمد بن عبد الوهاب وأبنائه

تزوج الإمام من عمة عثمان بن حمد بن معمر وهي الجوهرة بنت عبد الله بن معمر، وكان ذلك بعد خروجه من بلدة حريملاء، وقد كان له سبعة أبناء.

عليّ بن محمد عبد الوهاب، وتوفي صغيرًا.
إبراهيم بن محمد عبد الوهاب وذلك توفي ولم يعقب.
حسن بن محمد عبد الوهاب وتوفي في حياة والده أيضًا.
حسين بن محمد عبد الوهاب.
عبد العزيز بن محمد عبد الوهاب وتوفاه الله، وهو لم يعقب سوى ابنتين هما طرفة ونَورَة.
عبد الله بن محمد عبد الوهاب.
عليّ (الثاني) بن محمد عبد الوهاب.
فاطمة بنت محمد عبد الوهاب.

شيوخ محمد بن عبد الوهاب

في سياق التعرف على سيرة محمد بن عبد الوهاب، لا يجب التغافل عن أهم أشخاص ساهموا في بناء شخصيته وهم شيوخه الذين تعلّم منهم الكثير، ومن الجدير بالذكر أن جميعهم كانوا يشيدون بذكائه وفطنته الكبيرة وقدرته على تحصيل أكبر قدر من العلم خلال وقت قصير.

الشيخ عبد الوهاب بن سليمان (وهو والده).
إبراهيم بن سليمان (عمه).
الشيخ عبد الرحمن بن حسن، والذي قال عنه: (ظهر شيخنا بين أبيه وعمه، فصار يناظر أباه وعمه في بعض المسائل بالدليل على بعض الروايات عن الإمام أحمد والوجوه عن الأصحاب، فتخرج عليهما في الفقه، وناظرهما في مسائل قرأها في الشرح الكبير والمغني والإنصاف؛ لما فيها من مخالفة ما في متن المنتهى والإقناع).
إسماعيل بن محمد العجلوني الشامي.
الشيخ عبد الله بن فيروز الوهيبي التميمي الأحسائي.
محمد المجموعي البصري.
الشيخ محمد بن حياة بن إبراهيم السندي.
عبد الله بن إبراهيم بن سيف الشمري النجدي الفرضي.

اقرأ أيضًا: من هو سيد القراء