حكم صيام يوم الشك عند المالكية لا يختلف كثيرًا عن رأي بقية الأئمة، فهي قضية ليس بها تعدد بالآراء، فالحكم فيها قد ورِدَ عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بسيرته الشريفة، وعبر موقع سوبر بابا نوافيكم بالفصل في هذه القضية.

صيام يوم الشك عند المالكية

يوم الشك هو الذي يكون الأخير من شعبان، ويحتمل أن يكون بداية رمضان، لذا يُمتنع الصوم فيه كي لا يصل المسلم رمضان بالشهور الأخرى.

يُعطي الله سبحانه الأمر للنبي فيبلغه لنا تفسيرًا وتدقيقًا، ثم أتى بعده عدد من العلماء مثل الشافعية والمالكية، يبذلون جهدًا كبيرًا في تفسير ما جاء في الكتاب وسنة النبي.

المالكية ذكروا أن يوم 30 من شعبان، والسبب في النهي عن صيامُه هو وجود رائي للهلال لا تقبل شهادته، كالفاسق، والعبد، والمرأة.

كما أكدوا على أنه بحال رغب العبد في أن يصوم يوم الشك، ثم ما كان منه إلا أن وجد أنه يُصادف يوم خميس كما اعتاد أن يصوم، كان صومه مندوبًا.

لكن في حال كان صيام قضاء من رمضان السابق، أو كفارة يمين، أو نذر صادف أنه آخر ليلة من شعبان، فبهذا يكون عليه الصيام ولا حرج في ذلك.

فإذا نوى أن يصوم على أنه قضاء، وبالنهاية وجد أنه رمضان لا يُحسب له أنه من رمضان؛ لأن نيته لم تكُن لصيام رمضان، وأساس صيامُه النية، ويكون عليه قضاء هذا اليوم من رمضان، وأيضًا قضاء اليوم الكفارة أو القضاء الذي كانت لديه نية بصيامه.

اقرأ أيضًا: هل يجوز صيام رأس السنة الهجرية

آراء الفقهاء في صيام يوم الشك

علاوةً على حكم صيام يوم الشك عند المالكية، جاء عدد من الأئمة والفقهاء يقولون ما إنّ صح صيامُه أم لا.

1- رأي الحنابلة

يكره الحنابلة أن يصوم المسلم يوم الشك تطوعًا، لكنهم يجيزوه في بعض الحالات هي إذا وافق عادة أو صام قبله يومين أو أكثر.

عليه أن يُكمل الإمساك إن تبين أنه من رمضان رغم أنه لا يُجزى عليه، وحتى إن كان الصيام واجب قضاء من رمضان الفائت فإن صيامه لا يصح لرمضان الحالي.

2- ما ورد عن الحنفية

أكدوا على أنه آخر أيام شعبان، وصيامه عندهم له ثلاثة أحكام.

  • يُكره تحريمه: في حال نوى أن يصوم وهو يُجزِم أنه من رمضان.
  • أيضًا يُكرَه تنزيهًا: في حال نوى أن يصوم لأن عليه نذر، أو في حال صام مترددًا بين ما إذا كان رمضان أو يقضي ما عليه.
  • يُندب صومِه: إذا كان تطوعًا.

إضافةً لهذا أكدوا على أن الذي يصوم مترددًا لا يُقبل منه صيام.

3- رأي الشافعية

قال الإمام أحمد أن مُراعاة الخلاف ليست مُستحبة، فقد أوضح النبي في حديثه الأمر، وقد استثنى من منع صيام يوم الشك هو أيضًا من عليه قضاء أو نذر.

كما يُتاح عندهم صيامُه حتى في التطوع، شريطة أن تكون من عادته، وإذا أفطر هذا اليوم وتبين له أنه من رمضان يُمسك لبقية اليوم ويقضيه بعد رمضان.

اقرأ أيضًا: رجيم الصيام المتقطع كم ينزل بالأسبوع تجارب

ما جاء عن النبي عن صيام يوم الشك

السبب في ظهور الفتوى بأن صيام يوم الشك عند المالكية أو الحنابلة مرفوض، هو الأحاديث التي وردت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بهذا الشأن.

  • عن أبي هريرة: “لَا يَتَقَدَّمَنَّ أحَدُكُمْ رَمَضَانَ بصَوْمِ يَومٍ أوْ يَومَيْنِ، إلَّا أنْ يَكونَ رَجُلٌ كانَ يَصُومُ صَوْمَهُ، فَلْيَصُمْ ذلكَ اليَومَ” صحيح البخاري.
  • عن صلة بن زفر: “كنَّا عندَ عمَّارٍ في اليومِ الَّذي يُشَكُّ فيهِ، فأتىَ بشاةٍ، فتنحَّى بعضُ القومِ، فقالَ عمَّارٌ: من صامَ هذا اليومَ فقد عَصى أبا القاسِمِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ” صحيح أبي داوود.
  • عن عبد الله بن عُمر، أنَّ رَسولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- قالَ: “الشَّهْرُ تِسْعٌ وعِشْرُونَ لَيْلَةً، فلا تَصُومُوا حتَّى تَرَوْهُ، فإنْ غُمَّ علَيْكُم فأكْمِلُوا العِدَّةَ ثَلَاثِينَ” صحيح البخاري.

صيام يوم الشك عند المالكية والحنابلة والحنفية والشافعية واحد تقريبًا، فقد اتفقوا على اِتباع ما جاء في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم.