ما هو ثواب صيام أول رجب؟ وهل صيامه مستحب أم مكروه؟ فهناك كثير من المسلمين ينتظرون بفارغ الصبر قدوم شهر رجب والأشهر الحُرم حتى يصوموا فيها، ولكن البعض لا يعلم ما هو ثواب صيام هذه الأشهر؟ وهل حثنا الرسول على صيامها أم لا؟ الصيام هو اختبار من الله لتحمل المسلمين، ويُبعد المسلم كذلك عن ارتكاب المعاصي، فهناك فضل للصيام سنطرحه في هذا الموضوع من خلال موقع سوبر بابا.

ما هو ثواب صيام أول رجب

هناك آراء للعلماء في حكم صيام شهر رجب، اتجه فريق من أصحاب العلم إلى أن الصيام مستحب لأجل الفضل والأجر الذي يحصل عليه الصائم، وقد ورد في السنة النبوية.

عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال: (يا رسولَ اللَّهِ، لم أرك تَصومُ شَهْرًا منَ الشُّهورِ ما تصومُ من شعبانَ؟ قالَ: ذلِكَ شَهْرٌ يَغفُلُ النَّاسُ عنهُ بينَ رجبٍ ورمضانَ، وَهوَ شَهْرٌ تُرفَعُ فيهِ الأعمالُ إلى ربِّ العالمينَ، فأحبُّ أن يُرفَعَ عمَلي وأَنا صائمٌ)، ومن خلال هذا الحديث رأى أصحاب العلم أن صيام شهر رجب وشعبان مستحب الصيام فيه.

اقرا أيضًا: صيام ليلة النصف من شعبان

هل صيام رجب مكروه؟

أمّا من يذهب إلى أن الصيام مكروه في شهر رجب فهو ابن عمر رضيّ الله عنه، والحنابلة أيضًا قد كرهوا فرض صيام رجب، أمّا صيام عدة أيام من شهر رجب هو أمرٌ مستحب بالنسبة لهم إذا كان هذا كصيام نافلة.

أمّا كراهية الصيام التي جاءت عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وهي تحديد الصائم إلى هذا الشهر من العام بصيامه.

اقرا أيضًا:هل يجوز صيام رأس السنة الهجرية

صيام الأشهر الحُرم

رأى جمهور الفقهاء من المالكية والشافعية والحنفية أن صيام ثواب صيام أول رجب والأشهر الحرم أمر مستحب، فقد قال المالكية والشافعية أن شهري رجب ومحرم من أفضل الأشهر الحُرم.

ثم يأتي بعد ذلك ذو الحجة وذو القعدة، واستعانوا في ذلك الأمر بحديث رسول الله عندما قاموا بسؤاله: (أَيُّ الصَّلَاةِ أَفْضَلُ بَعْدَ المَكْتُوبَةِ؟ وَأَيُّ الصِّيَامِ أَفْضَلُ بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ؟ فَقالَ: أَفْضَلُ الصَّلَاةِ، بَعْدَ الصَّلَاةِ المَكْتُوبَةِ، الصَّلَاةُ في جَوْفِ اللَّيْلِ، وَأَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ، صِيَامُ شَهْرِ اللهِ المُحَرَّمِ).

من الأدلة التي جاءت في صيام الأشهر الحرم في كتاب الله الكريم هو قول الله تعالى: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهورِ عِندَ اللَهِ اثنا عَشَرَ شَهرًا في كِتابِ اللَّـهِ يَومَ خَلَقَ السَّماواتِ وَالأَرضَ مِنها أَربَعَةٌ حُرُمٌ ذلِكَ الدّينُ القَيِّمُ فَلا تَظلِموا فيهِنَّ أَنفُسَكُم) سورة التوبة: 36.

اقرا أيضًا: صيام يوم الشك عند المالكية

فضل صيام التطوع

صيام أول رجب أكثر ما يُرغبك فيه هو معرفة فضل صيام هذه الأيام، ومقدار ثوابها، فالتطوع في الصيام له أجر عظيم عند الله سبحانه وتعالى، فصيام التطوع يزيد من الحسنات ويكمل النقص الذي يفرض الصيام في الآخرة، فقد جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(إنَّ أوَّلَ ما يحاسبُ النَّاسُ بِه يومَ القيامةِ من أعمالِهمُ الصَّلاة قالَ يقولُ ربُّنا جلَّ وعزَّ لملائِكتِه وَهوَ أعلمُ انظروا في صلاةِ عبدي أتمَّها أم نقصَها فإن كانت تامَّةً كتبت لَه تامَّةً وإن كانَ انتقصَ منها شيئًا قالَ انظُروا هل لعبدي من تطوُّعٍ فإن كانَ لَه تطوُّعٌ قالَ أتمُّوا لعبدي فريضتَه من تطوُّعِه ثمَّ تؤخذُ الأعمالُ علَى ذاكُم) رواه أنس بن حكيم.

يعتبر صيام التطوع حصينة من نار جهنم، فقد جاء في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (يا كعبُ بنَ عُجرةَ! الصلاةُ برهانٌ، والصومُ جُنَّةٌ حصينةٌ)، وهو كذلك حصن للمؤمن الشهوات، فقد ورد عن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه، عن رسول الله- صلى الله عليه وسلم (يا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، ومَن لَمْ يَسْتَطِعْ فَعليه بالصَّوْمِ فإنَّه له وِجَاءٌ).

إذا صام المرء يوم التطوع في سبيل الله عز وجل، فهذا اليوم يجعل صاحبه يبتعد عن النار سعبين عامًا، فقد جاء عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم قال: (مَن صامَ يَوْمًا في سَبيلِ اللَّهِ، بَعَّدَ اللَّهُ وجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا)

فقد حث النبي الكريم- صلى الله عليه وسلم- على صيام التطوع، وسيُدخل المتطوع الجنة من باب الريان يوم القيامة، فقد روى أبو هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (مَن كانَ مِن أهْلِ الصِّيَامِ دُعِيَ مِن بَابِ الرَّيَّانِ).

يعد صيام التطوع كفارة للمعاصي والذنوب التي يرتكبها الإنسان، وحماية من وسوسة الشيطان، ويحمى القلوب من الحسد والحقد وغيرها، فسينال الجنة من تطوع بالصيام.

ورد في حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال (إنَّ في الجنَّةِ غرفًا يُرى ظاهرُها من باطنِها، وباطنُها من ظاهرِها، أعدَّها اللَّهُ لمن أطعمَ الطَّعامَ، وألانَ الكلامَ، وتابعَ الصِّيامَ، وصلَّى والنَّاسُ نيامٌ) رواه عبد الله بن عمرو، فمن كان آخر عمل له في الدنيا صيام تطوع لله، فسينال الجنة إن شاء الله، بالإضافة إلى أن دعوة الصائم لا يردّها الله عز وجل، فقد ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (إن للصَّائمِ عندَ فِطرِهِ لدعوةً ما تردُّ) رواه عبد الله بن عمرو.

ثواب صيام أول رجب هو نجاة من النار وحسنات في الدنيا، ويبعد الصائم عن المعاصي التي تغضب الله، ويجعل الصائم يتخلص من وسوسة الشيطان الذي يسعى لأن يضعف إيمان المسلمين.