مواصفات الزوجة الصالحة في الإسلام مُتعددة، فشرع الله تعالى الزواج للمسلمين جميعًا، وأوصى الرجال بالتأني واختيار الزوجة الصالحة له ولأبنائهم مُستقبلًا، ومن تعينه على دينه ودنياه وآخرته؛ ليحيا معها حياة طيبة ترضي الله، ونستفض الحديث عنها من خلال موقع سوبر بابا.

مواصفات الزوجة الصالحة في الإسلام

جاء عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “الدُّنْيَا مَتَاعٌ، وَخَيْرُ مَتَاعِ الدُّنْيَا المَرْأَةُ الصَّالِحَةُ“، فإن الزوجة الصالحة هي التي تعين الرجل على مشقة ومصاعب الحياة.. دينُه ودنياه وآخرته.

لذا يجب أن يكون لها معايير الدين والأخلاق، مُحافظة على صلاتها ومُلتزمة بحجابها، وتكون ذات عفاف وطهر ومُطيعة لزوجها، وأن تتحلى بصفة التعامُل الحسن مع الناس.. وكثير من صفات الزوجة الصالحة التي اختصها الإسلام.

أولًا: الصفات الدينية للزوجة الصالحة

على كُل مُسلمة بالطبع أن تتحلى بالصفات الدينية الجيدة، صغيرة وكبيرة، فما نُشأ على شيء بقي عليه حتى مماتِه.. فالزوجة الصالحة رُبيت على الصلاح منذُ الصِغر، حتى كبِرت فزاد معها حتى أصبحت تتحلى بالصفات التالية:

1- حسنة السُمعة والخُلق

عن أبو هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (تُنْكَحُ المَرْأَةُ لأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا، وَلِحَسَبِهَا، وَلِجَمَالِهَا، وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ).

على الرغم من ذِكر الرسول -عليه الصلاة والسلام- الدين آخر أمر يُنظر إليه، لكنه لحِكمةٍ ما، وهو أهم معيار لاختيار الزوجة، فقول: “اظفر بذات الدين”، أي انتقيها وقربها وفضلِها عن سائر النساء، ولا تنظُر إلى غيرها لتحيا معها حياة طيبة، فصلاح المرأة هو دينها وأخلاقها.

2- طاعة الزوج

طاعة الزوج واجبة في حدود ما أحله الله تعالى، فلا تجوز في معصية، بل لا طاعة لأي مخلوقات الأرض في معصية الله، لذا على الزوجة ألا تمنع نفسها عن زوجها، وتُطيعُه إذا طالبها لمُعاشرتها، سوى إن كان هُناك عُذر شرعي، أو الإصابة بمرض.

حيثُ إن المرأة التي تمنع نفسها عن زوجها دون عذر تلعنها الملائكة، فقال أبو هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إذا دعا أحدُكم امرأتَه إلى فراشِه فأبتْ أنْ تجيءَ لعَنتْها الملائكةُ حتَّى تُصبِحَ).

3- حفظ الزوج في مالِه وعرضِه

إن من صفات المرأة الصالحة في الإسلام أن تعف وتحفظ نفسها لزوجها سواء كان حاضرًا أو غائبًا ولا تنساق وراء المحرمات، فلا تسمح بدخول أحد المنزل من أغراب أو رجال دون علمه ووجوده، ولا تسمح بدخول من يكرهه.

كما يتوجب على الزوجة عدم إنفاق مال زوجها دون إذنه حتى وإن كان ميسور الحال، مع مُراعاة مال زوجها وعدم الإسراف المبالغ فيه والتبذير، حتى في التطوع والصدقات عليها دون إذن زوجها، إلا إن كان هذا من مالها الخاص.

اقرأ أيضًا: أحاديث نبوية عن الزوجة الصالحة

ثانيًا: الصفات الأخلاقية للزوجة الصالحة

بالرغم أن معيار الدين هو الأهم عند اختيار الزوجة، ولكنه ليس الوحيد.. فهناك العديد من الصفات المهمة يجب توافرها في المرأة.

  • رجاحة العقل: فالعيش مع المرأة العاقلة المتزنة هنيئًا، وتكون سندًا لزوجها.
  • الود والرحمة: من أهم ما يميز المرأة ودها لزوجها، وإخلاصها في حبها له وسعيها لرضاه، وأن تكون رحيمة معه في أخطائه وزلاته.
  • الصبر: أحب الصفات للرجال عامةً، أن تكون حليمة صبوره عليه ومعه على الأيام والصعاب، فذلك دلالة على خلقها وطيب معدنها.
  • الإعانة: أن تكون معينة لزوجها على فعل الخير، ومساندة له دائمًا لفعل الخير، ولا تكون داعم له في أي فعل غير لائق.
  • حفظ الأسرار: فعلى الزوجة الصالحة أن تحفظ أسرار بيتها، وزوجها ولا تُخرجها لأحد.
  • حسن العِشرة: فإن الزوجة الصالحة هي من تُعامل زوجها باحترام وطيب خاطر، محاولة دائمًا الكف عن إغضابُه.
  • صديقة وشريكة لزوجها: الزوجة الصالحة تكُن صديقة لزوجها مما يجعل بينهم مساحة لمناقشة كل شيء، وتطلب رأيه وتُبدي رأيها، وأن تكون مُتعاونة ومُشاركة مع زوجها في كافة المشاكل دون تركُه.. فالتعاون هو ميزان الحياة الزوجية.

اقرأ أيضًا: حقوق الزوج عند طلب الزوجة الطلاق

حقوق الزوج في الإسلام

قال تعالى في سورة البقرة: “وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ“، فالزواج علاقة متبادلة بين طرفين، لكل منه حقوق وواجبات، ومن حقوق الرجل على زوجته:

  • وجوب الطاعة: فقد جعل الله الرجل قوامًا على المرأة، فعليها طاعته في أوامره.
  • الإذن: فجاء في السُنة الشريفة أنه لا يصح صيام النوافل للزوجة إن لم تطلب الإذن من زوجها، رُبما يحتاجها في شيءٍ ما، وهذا يتضمن كثير من الأمور الأخرى في الحياة اليومية.
  • خدمة الزوجة لزوجها: تكون خدمة الزوجة واجبة رغم اختلاف الأحوال؛ فخدمة الزوجة القوية غير الضعيفة، وخدمة المدينة غير خدمة القُرى.
  • التأديب: للزوج حق تأديب زوجته عند عصيانها له وعدم تنفيذ أوامره، والدليل على ذلك قوله تعالى: (وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ) والضرب هنا ليس المبالغ فيه أو المؤذي، وإنما من باب التأديب، فكان الرسول عليه السلام يضرب نسائه بالسواك، أمر الضرب لا يأتي إلا بعد الوعظ والهجر في المضاجع.

اقرأ أيضًا: طرق استرجاع الزوجة بعد الطلقة الأولى

حقوق الزوجة في الإسلام

كما حرص الإسلام على بيّان حقوق الرجل وأوصى المرأة بها، حرص على وضع حقوق للمرأة، فالعلاقة الزوجية هي علاقة مودة ورحمة قائمة على حقوق وواجبات من كلاهُما:

  • النفقة عليها من طعام وشراب وكسوه، وتأمين مسكن مناسب لها.
  • المهر وهو إعزاز للمرأة وإكرامًا لها، وحق وواجب على الرجل، ولكن ليس شرطًا بل أثر من أثار الزواج المترتبة عليه.
  • المعاشرة بالمعروف والاستمتاع بها بالود والرحمة لا بالعنف.
  • عدم الهجر مدة أكثر من 4 أشهر.
  • الإعدال بين الزوجات إن كانوا أكثر من واحدة.

الزوجة الصالحة في الإسلام هي كنز في الدنيا والآخرة، وفي الحياة الزوجية هي خير ونيس وأفضل رفيق تعين الزوج على مشاق الحياة ويأمن بها وتأمن به، تطيعه إذا أمر وتسره إذا نظر.