هل يصح البسملة عند دخول الخلاء؟ وما هي آداب دخول الخلاء؟ كان النبي -صلى الله عليه وسلم- حريص على أُمته من الأذى، فكثيرًا ما تحدث عن كيفية تحصين المُسلم مما قد يُلحق به من مكروه في الخلاء، وكيف يأمن فيه، لهذا ترك آداب للخلاء ودُعاء للدخول والخروج، وهو ما نتعرف عليه تفصيلًا من خلال موقع سوبر بابا.

البسملة عند دخول الخلاء

كثرت الأحاديث التي أقرّت بوجوب البسملة عند دخول الخلاء لستر العورة من أعين الجِن، والحفظ من الشرور التي قد تُلحق بالمرء.

إلا أن تلك الأحاديث جميعها ضعيفة، ولا يصح الاعتداد بها، فيُكره ذكر اسم الله في بيوت الخلاء؛ لأنه محل نجس.

اقرأ أيضًا: فائدة دعاء دخول الخلاء

حكم التسمية للوضوء

إنّ البسملة عند دخول الخلاء يُكره، ولكن عندما تكون قبل الوضوء فقد اختلف فيها العُلماء إلى رأيين، منهم من يرى كراهية البسملة، وآخرين رأوا وجوب البسملة.

فمن اتفق مع الوجوب يرى أنه لا حرج في التسمية؛ فالواجب هو المُقدم على اجتناب المكروه، وقد اتفق الشيخ عبد العزيز بن باز مع هذا الرأي، بوجوبها ما إن دعت الحاجة لذلك.

دعاء الدخول والخروج من الخلاء

الخلاء هو مسكن الشياطين، لذا فإن الإنسان فيه مُعرض إلى الأذى، وعليه أخذ الحذر حتى لا يمسه مكروه، ولهذا كان النبي حريصًا على ترديد دُعاء الدخول والخروج من الخلاء.

  • فما يُقال عند الدخول، ما جاء عن أنس رضي الله عنه: “أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان إذا دخل الخلاء، قال: اللهمَّ إنِّي أعوذ بك من الخُبُثِ والخبائِثِ“.
  • أمّا عن الخروج، فقد قالت عائشة رضي الله عنها: “كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا خرَجَ مِن الخلاءِ قال: غُفرانَك“.

اقرأ أيضًا: دعاء الاستعانة بالله والتوكل عليه

آداب الخلاء في الإسلام

ثمَّة آداب كان يتبعها النبي صلى الله عليه وسلم، واقتداءً به لا بُدّ أن يُراعيها المُسلم وتطبيقها بالكامل.

  • يُستحب الدخول بالقدم اليُسرى، والخروج بالقدم اليُمنى.
  • الابتعاد عن التبول في مكان الاستحمام، أو الوضوء، فقد قال عبد الله بن مغفل رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “لا يبولَنَّ أحدُكم في مُستحَمِّه، فإنَّ عامَّةَ الوَسْواسِ منه“.
  • تجنب استقبال القبلة، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: “إذَا أتَيْتُمُ الغَائِطَ فلا تَسْتَقْبِلُوا القِبْلَةَ، ولَا تَسْتَدْبِرُوهَا ولَكِنْ شَرِّقُوا أوْ غَرِّبُوا قالَ أبو أيُّوبَ: فَقَدِمْنَا الشَّأْمَ فَوَجَدْنَا مَرَاحِيضَ بُنِيَتْ قِبَلَ القِبْلَةِ فَنَنْحَرِفُ، ونَسْتَغْفِرُ اللَّهَ تَعَالَى“.
  • غسل النجاسة يكون بواسطة المناديل أو الحجارة والماء؛ لِما جاء عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ يَحْمِلُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِدَاوَةً لِوَضُوئِهِ وَحَاجَتِهِ فَبَيْنَمَا هُوَ يَتْبَعُهُ بِهَا فَقَالَ مَنْ هَذَا فَقَالَ أَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ فَقَالَ ابْغِنِي أَحْجَارًا أَسْتَنْفِضْ بِهَا وَلا تَأْتِنِي بِعَظْمٍ وَلا بِرَوْثَةٍ فَأَتَيْتُهُ بِأَحْجَارٍ أَحْمِلُهَا فِي طَرَفِ ثَوْبِي حَتَّى وَضَعْتُهَا إِلَى جَنْبِهِ ثُمَّ انْصَرَفْتُ حَتَّى إِذَا فَرَغَ مَشَيْتُ فَقُلْتُ مَا بَالُ الْعَظْمِ وَالرَّوْثَةِ قَالَ هُمَا مِنْ طَعَامِ الْجِنِّ.
  • الجلوس عند قضاء الحاجة، وعدم لمس العضو الذكري باليد اليُمنى؛ لِما روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إِذَا بَالَ أَحَدُكُمْ فَلا يَأْخُذَنَّ ذَكَرَهُ بِيَمِينِهِ وَلا يَسْتَنْجِي بِيَمِينِهِ وَلا يَتَنَفَّسْ فِي الإِنَاءِ“.
  • التستر عن الناس أثناء قضاء الحاجة، والحرص على عدم كشف العورة أمام الناس؛ لِما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم: “كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ فَأَتَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَاجَتَهُ فَأَبْعَدَ فِي الْمَذْهَبِ“.
  • عدم الدخول بمُصحف، أو الحديث، أو الغناء داخل الخلاء.
  • غسل اليدين جيدًا بعد الانتهاء، والتأكد من غسل النجاسة ثلاث مرات، وأن يكون الغُسل باليد اليُمنى، فقد قال عن سلمان الفارسي: “لقَدْ نَهانا أنْ نَسْتَقْبِلَ القِبْلَةَ لِغائِطٍ، أوْ بَوْلٍ، أوْ أنْ نَسْتَنْجِيَ باليَمِينِ، أوْ أنْ نَسْتَنْجِيَ بأَقَلَّ مِن ثَلاثَةِ أحْجارٍ، أوْ أنْ نَسْتَنْجِيَ برَجِيعٍ، أوْ بعَظْمٍ“.

اقرأ أيضًا: دعاء للحفظ من كل شر

حكم من نسي دعاء الخلاء

إنّ دُعاء الدخول والخروج من الخلاء سُنة عن النبي صلى الله عليه وسلم، لذا فإن نسى المُسلم ترديدُه، ثُمَّ تذكر وهو في الداخل فلا يشرع له قوله؛ لأنه فات محلِه، ويُكره ذكر اسم الله داخل هذا المكان، لكن الاستعاذة بالقلب دون اللسان لا حرج عليه.

فقد قال ابن المنذر رحمةُ الله عليه: “قال عكرمة: لا يذكر الله وهو على الخلاء بلسانه ولكن بقلبه”.

على المُسلم أن يأمن شر الخلاء وما يضُمه، من خلال الاقتداء بالنبي -صلى الله عليه وسلم- باِتباع آداب الخلاء والاستنجاء، وعدم ذكر البسملة عند دخول الخلاء.