اللهم اغفر له وارحمه واسكنه فسيح جناتك هي الصيغة الأكثر شيوعًا للدعاء للميت بالرحمة والمغفرة، وهو الشيء الوحيد الذي يُمكن للحي تقديمه إلى الميت بعدما ينتقل من الحياة الدُنيا إلى رحمة الله تعالى، والذي يُعد من أعظم ما يصل ثوابه إليه، لذا لا بُد من التعرف على الصيغ المختلفة للدعاء للميت بالرحمة والمغفرة، والتي حرصنا على ذكرها عبر موقع سوبر بابا.

اللهم اغفر له وارحمه واسكنه فسيح جناتك

عندما يموت شخص عزيز علينا لا يجوز لنا البكاء والعويل، فكل هذا لن ينفعه في شيء ولن يُعيده مرة أخرى، فإننا جميعًا ملكٌ لله وحتمًا يأتي يومًا ويسترد الله أمانته من الحياة الدُنيا، لذا فإن أفضل ما يُمكن أن نُقدمه للميت هو الدعاء له، اللهم اغفر له وارحمه واسكنه فسيح جناتك، وعدة صيغ أخرى يُمكننا الاستعانة بها للدعاء.

  • اللهمّ أبدله داراً خيراً من داره، وأهلاً خيراً من أهله، وأدخله الجنّة، وأعذه من عذاب القبر، ومن عذاب النّار.
  • اللهمّ اجزه عن الإحسان إحساناً، وعن الإساءة عفواً وغفراناً.
  • اللهم اجعل عن يمينه نوراً، حتّى تبعثه آمناً مطمئنّاً في نورٍ من نورك.
  • اللهمّ اجعل قبره روضةً من رياض الجنّة، ولا تجعله حفرةً من حفر النّار.
  • اللهم اجعله في بطن الأرض مطمئنًا، وعند قيام الأشهاد آمناً، وبجود رضوانك واثقاً، وإلى أعلى درجاتك سابقاً.
  • اللهمّ اجعله من الّذين سعدوا في الجنّة، خالدين فيها ما دامت السّماوات والأرض.
  • اللهم ارحمه واغفر له وآنس وحشته ووسع قبره اللهم اجعل عيده في الجنة أجمل، اللهمّ اجعل قبره روضةً من رياض الجنّة، ولا تجعله حفرةً من حفر النّار.
  • اللهم ارحمه واغفر له، وارفع درجته في المهديين، واخلفه في عقبه في الغابرين، واغفر لنا وله يا رب العالمين، وأفسح له في قبره ونور له فيه.
  • اللهمّ ارزقه بكلّ حرفٍ في القرآن حلاوةً، وبكلّ كلمة كرامةً، وبكلّ اّية سعادةً، وبكلّ سورة سلامةً، وبكل جُزءٍ جزاءً.
  • اللهم أعذه من عذاب القبر، وجفاف ِالأرض عن جنبيها.
  • اللهم اغفر له وارحمه وادخله مدخلا كريما واجعل قبره روضة من رياض الجنة واجعله مع النبيين والصالحين والصديقين والشهداء، اللهم إنا نسألك أن تملأ قبره بالرضا.
  • اللهمّ افسح له في قبره مدّ بصره، وافرش قبره من فراش الجنّة.
  • اللهمّ املأ قبره بالرّضا، والنّور، والفسحة، والسّرور.
  • اللهمّ إن كان محسناً فزد من حسناته، وإن كان مسيئاً فتجاوز عن سيّئاته.
  • اللهمّ إنّا نتوسّل بك إليك، ونقسم بك عليك أن ترحمه ولا تعذّبه، وأن تثبّته عند السّؤال.
  • اللهمّ أنزله منازل الصدّيقين، والشّهداء، والصّالحين، وحسُن أولئك رفيقاً.
  • اللهمّ آنسه في وحدته، وفي وحشته، وفي غربته.
  • اللهمّ إنّه صبر على البلاء فلم يجزع، فامنحه درجة الصّابرين، الذين يوفّون أجورهم بغير حساب، فإنّك القائل “إنّما يوفّى الصّابرون أجرهم بغير حساب“.
  • اللهمّ إنّه عبدك وابن عبدك، خرج من الدّنيا، وسعتها، ومحبوبها، وأحبّائه فيها، إلى ظلمة القبر، وما هو لاقيه.
  • اللهمّ إنّه في ذمّتك وحبل جوارك، فقِهِ فتنة القبر، وعذاب النّار، وأنت أهل الوفاء والحقّ، فاغفر له وارحمه، إنّك أنت الغفور الرّحيم.
  • اللهمّ إنّه كان لكتابك تالياً وسامعاً، فشفّع فيه القرآن، وارحمه من النّيران، واجعله يا رحمن يرتقي في الجنّة إلى آخر آية قرأها أو سمعها، وآخر حرفٍ تلاه.
  • اللهمّ إنّه كان يشهد أنّك لا إله إلّا أنت، وأنّ محمّداً عبدك ورسولك، وأنت أعلم به.
  • اللهمّ عامله بما أنت أهله، ولا تعامله بما هو أهله.
  • يا رب اجعل له نصيبًا من فسيح جناتك ليسكُن فيها.

اقرأ أيضًا: اللهم هون علينا مصائب الدنيا

أدعية النبيّ للميت في السُنة النبوية

قِيلت العديد من الأدعية للميت على لسان النبيّ محمد صلى الله عليه وسلم، والتي تشابهت مع صيغة الدعاء اللهم اغفر له وارحمه واسكنه فسيح جناتك، حيث جاء الصحيح منها على النحو التالي:

  • رواه أبو هريرة: “كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إذا صلَّى علَى جِنازةٍ يقولُ اللَّهمَّ اغْفِرْ لحيِّنا وميِّتِنا وشاهدنا وغائِبنا وصَغيرنا وَكبيرنا وذَكرِنا وأُنثانا اللَّهمَّ مَنْ أحييتَه مِنَّا فأحيِه علَى الإسلامِ ومن تَوَفَّيتَه مِنَّا فتَوفَّهُ علَى الإيمانِ اللَّهمَّ لا تحرمنا أجرَه ولا تُضلَّنا بعدَه” صحيح ابن ماجه
  • الراوي عوف بن مالك الأشجعي: “صَلَّى رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ علَى جِنَازَةٍ، فَحَفِظْتُ مِن دُعَائِهِ وَهو يقولُ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ له وَارْحَمْهُ، وَعَافِهِ وَاعْفُ عنْه، وَأَكْرِمْ نُزُلَهُ، وَوَسِّعْ مُدْخَلَهُ، وَاغْسِلْهُ بالمَاءِ وَالثَّلْجِ وَالْبَرَدِ، وَنَقِّهِ مِنَ الخَطَايَا كما نَقَّيْتَ الثَّوْبَ الأبْيَضَ مِنَ الدَّنَسِ، وَأَبْدِلْهُ دَارًا خَيْرًا مِن دَارِهِ، وَأَهْلًا خَيْرًا مِن أَهْلِهِ، وَزَوْجًا خَيْرًا مِن زَوْجِهِ، وَأَدْخِلْهُ الجَنَّةَ، وَأَعِذْهُ مِن عَذَابِ القَبْرِ، أَوْ مِن عَذَابِ النَّارِ. قالَ: حتَّى تَمَنَّيْتُ أَنْ أَكُونَ أَنَا ذلكَ المَيِّتَ” صحيح مسلم.
  • الراوي بريدة بن الحصيب الأسلمي: “أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ كانَ إذا أتى على المقابِرِ قالَ السَّلامُ عليْكم أَهلَ الدِّيارِ منَ المؤمنينَ والمسلمينَ وإنَّا إن شاءَ اللَّهُ بِكم لاحِقونَ أنتم لنا فرَطٌ ونحنُ لَكم تبَعٌ أسألُ اللَّهَ العافيةَ لنا ولَكم” صحيح النسائي.
  • روته أم سُلمة أم المؤمنين: “دَخَلَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ علَى أَبِي سَلَمَةَ وَقَدْ شَقَّ بَصَرُهُ، فأغْمَضَهُ، ثُمَّ قالَ: إنَّ الرُّوحَ إذَا قُبِضَ تَبِعَهُ البَصَرُ، فَضَجَّ نَاسٌ مِن أَهْلِهِ، فَقالَ: لا تَدْعُوا علَى أَنْفُسِكُمْ إلَّا بخَيْرٍ؛ فإنَّ المَلَائِكَةَ يُؤَمِّنُونَ علَى ما تَقُولونَ، ثُمَّ قالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لأَبِي سَلَمَةَ، وَارْفَعْ دَرَجَتَهُ في المَهْدِيِّينَ، وَاخْلُفْهُ في عَقِبِهِ في الغَابِرِينَ، وَاغْفِرْ لَنَا وَلَهُ يا رَبَّ العَالَمِينَ، وَافْسَحْ له في قَبْرِهِ، وَنَوِّرْ له فِيهِ” صحيح مسلم.
  • رواه وائلة بن الأسقع الليثي أبو فسيلة: “صلَّى بِنا رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ على رجلٍ منَ المسلمينَ فسمعتُهُ يقولُ اللَّهمَّ إنَّ فلانَ بنَ فلانٍ في ذمَّتِكَ فقهِ فتنةَ القبرِ – قالَ عبدُ الرَّحمنِ في ذمَّتِكَ وحبلِ جوارِكَ فقهِ من فتنةِ القبرِ – وعذابِ النَّارِ وأنتَ أهلُ الوفاءِ والحمدِ اللَّهمَّ فاغفر لهُ وارحمهُ إنَّكَ أنتَ الغفورُ الرَّحيمُ” صحيح أبي داود.

اقرأ أيضًا: أدعية عند النوم

دعاء للميت في يوم الجمعة

إن يوم الجمعة من أفضل الأوقات المُستحبة للدعاء، خاصةً الساعة الأخيرة من النهار، والتي تكون فيها الدعوة أقرب إلى الاستجابة، لذا لا بُد من تذكر أمواتنا الغاليين والدعاء لهم بالرحمة والمغفرة في هذا اليوم الفضيل، على أن يكون الدعاء كما يخرج من الداعي بطبيعته، أو يُمكنه الاستعانة بإحدى صيغ الدعاء التالية:

  • اللهم أنت ربّه وأنت خلقت روحه، وأنت من قبضتها إليك، وأنت العالم بحسن ما عملت وشر ما عملت، لكننا قد جئناك طامعين في كرمك نرجو أن ترحمه وتغفر له ذنوبه وخطاياه في الحياة الدُنيا.
  • اللهم في هذا اليوم العظيم نسألك بعظيم وجهك أن تغفر له وتُبدله دارًا خيرًا من داره، وأن تقيه من عذاب النار بعد أن تغفر له ذنوبه.
  • اللهم ارحمه من عذاب القبر وآنسه في وحشته، يا رب ثبته عند السؤال واجعل له النصيب الجميل من حسابك.
  • في يوم الجمعة الفضيل نسألك يا رب أن ترحم من غاب عنّا أبدًا، فاللهم ابعث له نورًا عن يمينه يهديه يوم نُبعث جميعًا.
  • اللهم إن عبدك وابن عبدك قد مات وهو شاهدًا لك بالوحدانية، ولرسولك بالشهادة، فاللهم ارحمه وتجاوز عن سيئاته واغفر له منها بقدر لُطفك وكرمك.
  • اللهم إني أسألك أن تُيّسر عليه الأمر وتُسعده بلقائك، وتجعل ما خرج إليه أفضل مما خرج منه، يا رب العالمين.
  • يا رب إني أتوسل إليك، وأقسم بك عليك أن ترحمه وتقيه من عذاب جهنم ووحشة القبر، وتمنحه من كرم وجهك النصيب الجميل.
  • اللهم سهّل له حسابه وثقّل ميزانه بالحسنات، وثبت أقدامه على الصراط، وظله بظلّك يوم لا ظلّ فيه إلا ظلّك.
  • اللهم اجعل بشرته ولحمه ودمه حرامًا على النار، وانظر إليه نظرة رحمة وعطف، اللهم بيّض وجهه يوم تسوّد الوجوه.
  • اللهم اجعل له النصيب الحلو من جنتك، وانقله من ضيق القبور إلى سعة الدور والقصور، مع الذين أكرمتهم وأنعمت عليهم من الصديقّين والصالحين والأبرار.
  • يا رحمن يا رحيم نسألك أن تتجاوز عما تعلم من سيئاته، فأنت الواحد القدير الذي يعلم كل شيء، نسألك أن تنظر إليه نظرة الرحمة والمغفرة، اللهم آمين.

اقرأ أيضًا: أدعية لإبعاد شر الناس

فضل الدعاء للميت

من المعروف أن الدعاء للميت من أهم الأعمال الصالحة التي يُمكن القيام بها من أجل مساعدته على قضاء وقته في القبر، كما أنه من أعظم العبادات التي يصل أجرها إلى الميت بالفعل، على أن يكون الداعي مخلصًا نيته إلى الله -عز وجل- علاوة على ذلك فإن هناك العديد من الأفضال الأخرى التي يستفيد بها الميت في قبره من دعاء الحي، وهي:

1- الثبات عند سؤال الملكين في القبر

لقد شرع الإسلام الدعاء للميت بعد دفنه، وقد حثنا النبي محمد صلى الله عليه وسلم على بقاء أحد أقرباء الميت عند القبر بعد دفنه ليدعو له، وأيضًا كل من غادر منطقة الدفن، وقد جاء الدليل على ذلك في رواية عثمان بن عفان:

“كانَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ، إذا فرغَ مِن دفنِ الميِّتِ وقفَ علَيهِ، فقالَ: استغفِروا لأخيكُم، وسَلوا لَهُ التَّثبيتَ، فإنَّهُ الآنَ يُسأَلُ” صحيح أبي داود.

فإن الثبات عند سؤال الملكين هو أول ما يحتاجه الميت بعد دفنه، وليس هناك فرق أن يكون الداعي هو أحد أقربائه أو شخص غريب عنه، فالمدعوّ واحد، وهو الله سبحانه وتعالى.

2- غفران ذنوب الميت

جدير بالمعرفة أن قول اللهم اغفر له وارحمه واسكنه فسيح جناتك أو غير ذلك من الأدعية للميت يجعل ذنوبه أقرب إلى الغفران، فكلما دعا الناس للميت زادت شفاعته عند الله تعالى، وجاء ذلك في رواية أبي هريرة رضي الله عنه عن النبيّ حينما قال:

“إِذَا مَاتَ الإنْسَانُ انْقَطَعَ عنْه عَمَلُهُ إِلَّا مِن ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِن صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو له” صحيح مسلم.

أيضًا في رواية عبد الله بن عباس الذي قال: “أنَّهُ مَاتَ ابْنٌ له بقُدَيْدٍ -أَوْ بعُسْفَانَ- فَقالَ: يا كُرَيْبُ، انْظُرْ ما اجْتَمع له مِنَ النَّاسِ، قالَ: فَخَرَجْتُ، فَإِذَا نَاسٌ قَدِ اجْتَمَعُوا له، فأخْبَرْتُهُ، فَقالَ: تَقُولُ: هُمْ أَرْبَعُونَ؟ قالَ: نَعَمْ، قالَ: أَخْرِجُوهُ؛ فإنِّي سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يقولُ: ما مِن رَجُلٍ مُسْلِمٍ يَمُوتُ، فَيَقُومُ علَى جَنَازَتِهِ أَرْبَعُونَ رَجُلًا، لا يُشْرِكُونَ باللَّهِ شيئًا؛ إلَّا شَفَّعَهُمُ اللَّهُ فِيهِ” صحيح مسلم.

3- رفع منزلة الميت في الجنة

إن دعاء الابن لوالده بالرحمة والمغفرة يجعل مكانة الوالد في الجنة أعلى بدرجة، لذا كان أفراد السلف الصالح دائمًا ما يحرصون على الدعاء لوالديهم والاستغفار لهم بعد كل صلاة، وقد جاء الدليل على هذا الفضل في رواية أبي هريرة رضي الله عنه عن النبيّ حينما قال:

“إنَّ الرَّجلَ لتُرفَعُ درجتُه في الجنةِ فيقولُ: أنَّى هذا؟ فيقالُ: باستغفارِ ولدِك لكَ” صحيح ابن ماجه.

 على الرغم من أن فاجعة الموت تستحق الحُزن، إلا أنه لا بُد من الالتفات لما سينفع الميت في هذا الوقت، وهو ما يضم أشياء كثيرة من بينها الدعاء، الذي يُمثل صدقة جارية له.