أهمية التفاؤل في الإسلام عظيمة، حيث إنه من أهم الصفات التي يدعو إليها الإسلام، وذُكِرت في الكثير من الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة؛ لأن الدين الإسلامي يحث على نشر الإيجابية والابتعاد عن السلبيات والإحباط واليأس، وعبر موقع سوبر بابا سنتطلع سويًا لماذا يدعو الإسلام للتفاؤل وأهميته.

أهمية التفاؤل في الإسلام

يمر الإنسان في حياته بالكثير من الصعوبات التي قد تؤثر عليه بالسلب، ومن أفضل العلاجات التي يمكن أن يتحصن بها الإنسان خلال هذه الفترات هو التفاؤل؛ لكونه من أهم الصفات المُساهمة في نشر الإيجابية وبالتالي تحقيق المزيد من الطموحات والأحلام، ورؤية الغد المشرق.

كما أنها من الصفات التي تجعلك ترضى بقضاء الله عز وجل، وزيادة إيمانك بأنك سوف تُجزي بكل الخير في الدنيا والآخرة، ولهذا حرص الإسلام على نشر التفاؤل بين الناس، والنظر إلى الأجزاء الإيجابية في حياة الإنسان والابتعاد عن التفكير السلبي التشاؤمي.

اقرأ أيضًا: العدالة الاجتماعية في الإسلام

آيات تحث على التفاؤل في الإسلام

حظي التفاؤل على أهمية كبيرة في الدين الإسلامي، وجاء ذلك في عِدة آيات تُشير إلى التفاؤل وتحث على انتشاره في الحياة.

  • “وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ”. (سورة يوسف 87)
  • “وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ”. (سورة البقرة، جزء من الآية 216)
  • “قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ”. (سورة التوبة 51)
  • “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ”. (سورة آل عمران 200)
  • “وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ”. (سورة الطور 48)
  • “وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ* فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ”. (سورة الحجر، الآيات 97 و98)
  • “قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ”. (سورة آل عمران، الآية 26)
  • “إِن يَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ”. (سورة آل عمران، الآية 160)
  • “وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ”. (سورة غافر، الآية 60)
  • “وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ* فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ”. ( سورة الأنبياء، الآيات 87 و88)

أحاديث نبوية شريفة عن التفاؤل

لا يقتصر الأمر على الآيات القرآنية فقط، بل أن هناك الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة التي جاءت لتشرح أهمية التفاؤل في الإسلام، والتي من بينها ما يلي:

  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ قالَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ: أنا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بي، وأنا معهُ حَيْثُ يَذْكُرُنِي، واللَّهِ لَلَّهُ أفْرَحُ بتَوْبَةِ عَبْدِهِ مِن أحَدِكُمْ يَجِدُ ضالَّتَهُ بالفَلاةِ، ومَن تَقَرَّبَ إلَيَّ شِبْرًا، تَقَرَّبْتُ إلَيْهِ ذِراعًا، ومَن تَقَرَّبَ إلَيَّ ذِراعًا، تَقَرَّبْتُ إلَيْهِ باعًا، وإذا أقْبَلَ إلَيَّ يَمْشِي، أقْبَلْتُ إلَيْهِ أُهَرْوِلُ”.
  • قال أبي بكر رضي الله عنه: “نَظَرْتُ إلى أَقْدَامِ المُشْرِكِينَ علَى رُؤُوسِنَا وَنَحْنُ في الغَارِ، فَقُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، لو أنَّ أَحَدَهُمْ نَظَرَ إلى قَدَمَيْهِ أَبْصَرَنَا تَحْتَ قَدَمَيْهِ، فَقالَ: يا أَبَا بَكْرٍ ما ظَنُّكَ باثْنَيْنِ اللَّهُ ثَالِثُهُمَا؟”.
  • عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا يَزالُ قَلْبُ الكَبِيرِ شابًّا في اثْنَتَيْنِ: في حُبِّ الدُّنْيا وطُولِ الأمَلِ”.
  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “تبسّمك في وجه أخيك صدقة”.
  • عن أنس بن مالك رضي الله عنه: “أنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم دخل على شابٍّ وهو في الموتِ فقيل كيف تجِدُك قال أرجو اللهَ وأخافُ ذنوبي فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لا يجتمعان في قلبِ عبدٍ في مثلِ هذا الموطنِ إلَّا أعطاه اللهُ ما يرجوه وأمَّنه ممَّا يخافُ”.
  • عن أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا عَدوى ولا طِيَرةَ وأُحِبُّ الفألَ، قالوا يا رَسولَ اللَّهِ: وما الفَألُ؟ قالَ: الكلِمةُ الطَّيِّبةُ”.

اقرأ أيضًا: أنواع الحياء في الإسلام

آثر التحلي بالتفاؤل على الفرد والمجتمع

من ضمن الاطلاع على أهمية التفاؤل في الإسلام، اتضح أن التفاؤل من أهم الصفات التي يجب أن تتوفر في الفرد والمجتمع؛ لأنها تترك عِدة آثار هامة.

  • التخلص من كافة العقبات التي تقف أمامه في تحقيق الأحلام، والتي يسعى إليها من أجل صناعة مُستقبل جديد.
  • تجاوز المشاعر المُحبطة التي يُمكن أن تؤثر على حياتِه بشكل عام.
  • التعزيز من مشاعر الإصرار على تحقيق المزيد من النجاحات في المستقبل.
  • زيادة الثقة والقوة في النفس.
  • عدم سيطرة المشاعر والأفكار السلبية على الإنسان، وبالتالي يُصبح قادر على تحقيق المزيد من الإنجازات والنجاحات في الحياة.
  • زيادة القدرة على الإبداع والتقدُم والتطور.
  • دفع الإنسان للمزيد من الأعمال والاجتهاد في العمل، مما يزيد من الراحة والطمأنينة في التعامُل.
  • التقليل من فُرص الإصابة بالإحباط النفسي، وتقديم الدعم المُستمر للوصول إلى الأحلام بسهولة.

عوامل تزيد من الشعور بالتفاؤل

هناك عِدة عوامل بدورها تساهم في زيادة الشعور بالتفاؤل في المجتمع.

  • الاستماع دومًا إلى الأشخاص الإيجابيين في الحياة، وعدم السماح للأشخاص السلبيين بالسيطرة على الحياة بشكل عام.
  • الحرص على الاستماع إلى أنواع الموسيقى الهادئة نوعًا ما؛ لكونها تزيد من قدرة الشخص على التخلص من الطاقة السلبية التي تُسيطر عليه.
  • النظر إلى الجوانب الإيجابية في الحياة.
  • ممارسة التمارين الرياضية التي تُساعد على التخلص من الطاقة السلبية.
  • وضع الأهداف أمام الأعين؛ بهدف السعى والوصول إليها بكافة الطرق والوسائل الممكنة والمتاحة أمام الشخص.

اقرأ أيضًا: أهمية حسن الخلق في الإسلام

فوائد التفاؤل في الحياة

عادةً ما يؤمن الإنسان المُتفائل أن كل موقف سلبي من حولنا يمكن أن يتغير باليقين بالله سبحانه وتعالى، ومن أهمية التحلي بالتفاؤل في الحياة ما يلي:

  • تعزيز القدرة على الالتزام بالسلوكيات التي تعود على الجسم بالنفع، مثل ممارسة التمارين الرياضية وتناول الغذاء الصحي.
  • التعرف على أنواع من البشر، وذلك ما يزيد من شبكة المعارف؛ لأن المتفائل يرغب في قضاء معظم الوقت مع الأشخاص الإيجابيين والابتعاد عن المتشائمين.
  • تجنب العادات غير الصحية والسلوكيات الضارة، ومن بينها التدخين وغيره.
  • التحسن من كفاءة النوم.

التفاؤل من الصفات الإيجابية التي يجب أن يتحلى بها الإنسان في حياته، حتى يستطيع تجاوز المواقف الصعبة وزيادة إيمانه بقدرة الله عز وجل.