من هم صلة الرحم بالترتيب؟ وما هو حكم قطع صلة الأرحام؟ صلة الرحم من الأمور الهامة التي أمرنا الله ورسوله بها، ونجد في عصرنا هذا الكثير من الناس التي تغفل عنها، على الرغم من أنها فرضت على كل مسلم ومسلمة، لذلك سنتعرف من خلال موقع سوبر بابا على من هم الأرحام بالترتيب، وكيف تتم صلة الرحم.

من هم صلة الرحم بالترتيب؟

صلة الرحم تربط بيننا وبين الأشخاص المقربون إلينا، مثل الآباء، والأمهات، والأبناء، والأشقاء، والأقارب من الآباء والأمهات، وقال الله تعالى في قرآنه الكريم (وَأُولُوا الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ).

عند التعرف على من هم صلة الرحم بالترتيب؟ وجب علينا الاستعانة بحديث رسول الله- صلى الله عليه وسلم، عن بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده، قال: (قلت يا رسول الله: من أبر؟ قال: أمك، ثم أمك، ثم أمك، ثم، أباك، ثم الأقرب، فالأقرب).

نجد أن رسولنا الحبيب- صلى الله عليه وسلم، قد رتب صلة الرحم بالأولوية، وذكر الأم ثلاث مرات، ثم الأب، ومن من بعد ذلك الأقربون، كانت الأم الأكثر ذكر، لأنها الأكثر مشقة وتعب في خدمة أبنائها، والسهر عليهم ليلًا، وتعاني من مشقة الحمل والرضاعة، وتربية أبنائها.

كما أن هناك بعض الأرحام التي يجب على المسلم أن يصلهم، وهم الأقارب من صلة النسب، وينقسمون إلى نوعين هما:

  • الأقارب الذين حرم القرآن علينا النكاح بهم، كالآباء، والأمهات، والأخوات، والعمات، والخالات، والأجداد، والأمهات في الرضاعة، وأبناء الزوجة أو الزوج، الأعمام، والأخوال.
  • الأقارب الذي أحل الله الزواج منهم، وهم أبناء الخال، وأبناء العم، وأبناء الخالة، وأبناء العمة، وبنات الخال، وبنات العم، وبنات الخالة.

اقرأ أيضًا: فوائد صلة الرحم في الدنيا والآخرة

فضل صلة الرحم

صلة الرحم كغيرها من الأمور التي ذكرها الله، وأيضًا أوصانا بها الرسول، فهي من الأمور التي فرضت على المسلمين كغيرها من الفروض، كالصلاة، والزكاة، وحج البيت.. إلخ.

وصفها الرسول – صلى الله عليه وسلم- بالإيمان، عن أبي هريرة – رضي الله عنه قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت)، نجد في حديث النبي- صلى الله عليه وسلم- ثلاثة أمور تحقق الرحمة والمحبة بين الناس، وهي كرم الضيافة، وصلة الرحم، والإيمان بالله عز وجل.

صلة الرحم تأخر العمر وتبسط الرزق وتأتي بالبركة، من منا لا يريد أن يوسع رزقه ويؤخر آجله في الدنيا، وأن تحل البركة عليه من الله، فحب البقاء لأطول عمر هي غريزة داخل الإنسان، وتوسيع الرزق هو ما ندعو الله به دائما، فإذا أردت أن يطل عمرك ويبسط رزقك فعليك بصلة الرحم.

عن أنس رضيّ الله عنه قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم (من أحب أن يبسط له في رزقه، وينسأ له في أثره، فليصل رحمه)، وعن علي- رضي الله عنه، قال: عن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: (من سره أن يمد له في عمره، ويوسع له في رزقه، ويدفع عنه ميتة السوء، فليتق الله وليصل رحمه).

اقرأ أيضًا: قطع الأرحام في القرآن

حكم قطع صلة الرحم

قطع صلة الرحم من الكبائر التي حرمها الله علينا، مثلها مثل المنكرات والمعاصي، وقد تكون سبب حرمان الكثير من الدخول إلى الجنة، فينبغي على الشخص أن يزور أقاربه، وأن يكافئ زيارته إليه بأن يذهب هو الآخر لزيارتهم، ولا يقاطع من قطعه، ويصل الرحم مع من يحسن إليه المعاملة أو يقوم بمساعدته.

عن عبد الله بن عمرو- رضي الله عنه، أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم قال: (ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها).

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً قال: يا رسـول الله إن لي قرابة أصلهـم ويقطعونني، وأحسن إليهم ويسيئون إليّ، وأحلم عليهم ويجهلون عليّ فقال صلى الله عليه وسلم: إن كنت كما قلت فكأنما تُسِفهّم المَلَّ ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك).

كما لعن الله قاطع الأرحام في قوله تعالى: (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ)، وقال على بن الحسين لولده:) يا بني لا تصحبن قاطع رحم فإني وجدته ملعوناً في كتاب الله في ثلاثة مواطن).

التواصي بالأرحام يجعل الناس أقرب إلى الله، وصلة الرحم تعتبر من أقرب وأكرم الأعمال إلى الله، فهي واحدة من الطرق المؤدية إلى الجنة، فلا يجوز أن يقطع ما أمر الله ورسوله به.