المعلومات عن الفرق بين المسلم والمؤمن اتضحت في كتاب الله وسنة رسوله- صلى الله عليه وسلم، فجميع المسلمين يُطلق عليهم لقب المسلم ولكن من منهم يطلق عليه لقب المؤمن؟ ومن يحمل صفات وأخلاق الإيمان؟ هي أمور تحتاج إلى دراسة حقيقية، ومن خلال موقع سوبر بابا نُجيبك عن كل هذه الأسئلة.

معلومات عن الفرق بين المسلم والمؤمن

يمكن تحديد الفرق بين المسلم والمؤمن وذلك عن طريق تعريف الإسلام والإيمان على النحو التالي:

1- تعريف الإسلام

العديد من المعاني تطلق على كلمة الإسلام، المقصود بالإسلام في كتاب الله الكريم هو الدين وجاء هذا في قول الله تعالى (إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّـهِ الْإِسْلَامُ)، ويأتي أيضًا الإسلام بمعنى الإخلاص الكامل لله وحده والتسليم له، فقد ورد في قول الله تعالى (وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّـهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّـهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا).

2- تعريف الإيمان

المقصود بالإيمان هو أن قلب المرء يصدق ما يسمع، ويقر بهذا بلسانه، أي أن الإيمان غير مقتصر على أداء الجوارح للشعائر والعبادات، بل مقصود به أن المرء يجب أن يصدق ويقر بالدين بقلبه وأن يكون على يقين بهذه الحقائق، وأن يقر لسانه على ما بقلبه وأن تشهد عينيه عما يقرأ من آيات الله.

اقرأ أيضًا: الفرق بين الإيمان والإسلام باختصار

الفرق بين المسلم والمؤمن من حيث الأركان

أظهرت الأحاديث النبوية الشريفة أن هناك أركان للإسلام والإيمان، وأركان الإسلام هي ما جاء في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (بُنِيَ الإسْلَامُ علَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، وإقَامِ الصَّلَاةِ، وإيتَاءِ الزَّكَاةِ، والحَجِّ، وصَوْمِ رَمَضَانَ) صحيح البخاري.

أمّا أركان الإيمان فهي ستة وجاءت في قول النبي صلى الله عليه وسلم (الإِيمانُ: أنْ تُؤمن بِاللهِ ومَلائِكتِه ، وكِتابِهِ وبِلقائِهِ ؛ وبِرُسُلِهِ ، وتُؤمن بِالبَعثِ الآخِرِ).

اقرأ أيضًا: معنى الإسلام لغة واصطلاحًا

كل مؤمن مسلم وليس كل مسلم مؤمن

إذا اجتمع الإسلام والإيمان في نفس السياق فهذا يشير إلى أن هناك فرق بينهما في المعنى، وجاء الدليل في قول الله تعالى (قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَـكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُوا اللَّـهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) الآية تدل على أن الإيمان مقرّه القلب، وتؤكد على أن كل مؤمن هو مسلم ولكن ليس كل مسلم مؤمن.

لذلك نجد الفرق بين المؤمن والمسلم، لأن الإيمان يحتاج اليقين وتصديق القلب وأن يقر اللسان على ما يؤمن به المرء، وذلك عن طريق اتباع ما أُمر به، فليس أداء الشعائر وحده يكفي حتى يقال على المرء أنه مؤمن.

ليس الصيام وحده يكفي للإيمان، فهناك منافقون وحاسدون وغيرهم يقومون بالسحر والأعمال المشعوذة وهم مسلمين ولكن الإيمان يفر من قلوبهم، لذلك يقومون بكل الأعمال التي نهى الله عن فعلها.

منهم أيضًا من يكشف الستر عن أخيه المسلم ومنهم من يقذف المحصنات وغيرها من الأفعال التي تغضب الله كثيرًا، ولكن الإيمان هنا هو ما يقصد به الامتناع عما نهى الله عنه وذلك يكون من قلب المرء.

اقرأ أيضًا: الحياء في الإسلام وخصائصها

مراتب الإيمان

عندما نتحدث عن الفرق بين المؤمن والمسلم، ينبغي أن نشير إلى أن الإسلام هو مرتبة ودرجة واحدة للمسلم، ولكن الإيمان عدة درجات ومراتب، المؤمن يرتقي إلى الله بالعمل الباطن قبل الظاهر.

فترتفع درجة إيمانه ويقترب أكثر من الله عز وجل، ويصل إلى مكانة عالية، وينال الأجر والثواب الذي وهبه الله لعباده المؤمنين.

1- حقيقة الإيمان

هناك خصائص لهذه المرتبة، وقد ورد بآيات في كتاب الله المجيد ما يوضح ماهيته الحقيقية، في قول الله عز وجل: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا ۚ لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ).

2- حلاوة الإيمان

يوجد أيضًا دليل على هذه المرتبة في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (ثلاثٌ مَنْ كُنَّ فيه وجَدَ حلاوَةَ الإيمانِ: أنْ يكونَ اللهُ و رسولُهُ أحبُّ إليه مِمَّا سِواهُما، و أنْ يُحِبَّ المرْءَ لا يُحبُّهُ إلَّا للهِ، و أنْ يَكْرَهَ أنْ يَعودَ في الكُفرِ بعدَ إذْ أنقذَهُ اللهُ مِنْهُ؛ كَما يَكرَهُ أنْ يُلْقى في النارِ)

3- الإيمان الفعليّ

هناك دليل على هذه المرتبة وهو قول رسول الله- صلى الله عليه وسلم (ذاقَ طَعْمَ الإيمانِ مَن رَضِيَ باللَّهِ رَبًّا، وبالإسْلامِ دِينًا، وبِمُحَمَّدٍ رَسولًا).

على المسلم أن يعلم الفرق بين الإيمان والإسلام، فهناك الكثير من المسلمين في بقاع الأرض لم يدخل الإيمان إلى قلوبهم بعد ويفعلون كل ما حرمه الله ولا يختلفون في أفعالهم عن المشركين بالله كثيرًا.