معلومات عن أول من سمى القرآن الكريم بالمصحف وما سبب تلك التسمية؟ حيث كان القرآن الكريم في صحف متفرقة بحسب ما نزل من الوحي أولًا، لكن بعد وفاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم – عمل الصحابة على تجميعه وتسميته حفاظًا عليه من الضياع والتحريف والنسيان، ومن خلال موقع سوبر بابا سوف نتناول هذا الموضوع لنزيدكم معرفة.

معلومات عن أول من سمى القرآن الكريم بالمصحف

القرآن الكريم هو كلام الله المقدس الذي أنزله على النبي –صلى الله عليه وسلم- من خلال الوحي، ودلالة ذلك ما جاء في قوله تعالى {وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِم مِّنْ أَنفُسِهِمْ ۖ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَىٰ هؤلاء ۚ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ} أنه يعد من معجزات الله في الأرض وعلينا تعليمه لأبنائنا ومعرفة آداب تلاوته وسماعه وقراءته وتدبر معانيه والمواظبة عليه بالحفظ والقراءة.

بعد وفاة النبي –صلى الله عليه وسلم- وتولى أبي بكر الخلافة واجه الكثير من المصاعب، منها: ارتداد بعض المسلمين وقيام المعارك بينهم واستشهاد عدد كبير من حفظة القرآن في هذه المعارك وبالأخص موقعة اليمامة، هنا اقترح سيدنا عمر بن الخطاب – رضي الله عنه- بتجميع القرآن خوفًا من ضياعه أو تحريفه، وأمر زيد بن ثابت بتجميع القرآن.

بعد انتهاء زيد من جمع القرآن الكريم سأل أبو بكر الصحابة وقال لهم اختاروا له أسمًا فقال البعض السِّفر وقال آخرون المصحف فأختار أبو بكر المصحف، وكان هو أول من سمى القرآن الكريم بالمصحف بعدما جمعه في كتاب واحد.

اقرأ أيضًا: من الذي قام بترتيب سور القرآن الكريم بوضعها الحالي

أسماء القرآن الكريم ومعانيها

القرآن له أسماء عديدة تعرف عليها علماء الإسلام من خلال التدبر في معانيه وكلامه، وجاء ذكر بعضهم في أحاديث الرسول –صلى الله عليه وسلم- فقال “القرآن والفرقان والذكر والكتاب” وكان أبو بكر الصديق أول من سمى القرآن الكريم بالمصحف.

  • النور: لأنه يوضح الحلال من الحرام وينير الطريق الصحيح للمسلمين كما جاء في قوله تعالى {إِنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ ۖ فَمَنِ اهْتَدَىٰ فَلِنَفْسِهِ ۖ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا ۖ وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ} (الزمر:41).
  • الفرقان: فهو يفرق بين الحق والباطل قال تعالى {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَىٰ عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا} (الفرقان:1).
  • البلاغ: لأنه أبلغ كلام الله للناس أوامره ونواهيه.
  • الذكر: فهو ذكرى للمسلمين وعظة لهم لما جاء في قول الله –سبحانه وتعالى- {ِبالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ ۗ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}
  • الكتاب: فهو كتاب الله – سبحانه وتعالى- الذي أنزله على النبي –صلى الله عليه وسلم وجاء في عدة آيات من قوله تعالى {ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ} (البقرة:2).
  • المصحف: يطلق في اللغة العربية على ما يجمع فيه الكتب ويكون من الجلد أو الورق وهو مجموعة من الصحائف جمع فيها القرآن بالترتيب.

نسب أبو بكر الصديق

اسمه عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن غالب، لقبه الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالصديق؛ لأنه أول من آمن به من الرجال وكان يصدقه في كل شيء وبالأخص في رحلة الإسراء والمعراج، كان أبو بكر من أشراف قريش وكان صديق أمين، حيث إنه كان موكل بالديات كما أنه لقب بالعتيق لأنه كان كريم حسن الوجه.

اقرأ أيضًا: من هو سيد القراء

صفات أبي بكر الصديق

نشأ أبو بكر في مكة المكرمة وكانت البيئة حوله مليئة بالفساد، ولكنه لم يتأثر بها إنما كان له الكثير من الصفات الطيبة ما جعل له مكانة كبيرة بين قومه، وكان له بصيرة جعلته يبتعد عن الخمر ويمتنع عن عبادة الأصنام.

  • صفات خُلقية: كان أبو بكر الصديق يتصف بالتواضع فبالرغم من مكانته وقربه من النبي، إلا أنه كان يتصف بالأخلاق الحميدة الكريمة، كان رفيقًا رحيمًا كما جاء في قول رسول الله –صلى الله عليه وسلم- في الحديث الشريف (أرْأَف أمتي بأمتي أبو بكرٍ)، فكان حسن المعاشرة طيب المجلس.
  • صفات خَلقية: جاء في وصف أبو بكر الصديق –رضي الله عنه- أنه كان جميل الخلق حسن الوجه على لسان ابنته عائشة قالت “أنه كان أبيض، خفيف العارضين، منحني الظهر، نحيف، غائر العينين قليل لحم الوجه”.

أعمال أبي بكر الصديق

كان أبو بكر الصديق أول من أسلم من الرجال بعد نزول الوحي على سيدنا محمد –صلى الله عليه وسلم- وكان له الكثير من الأعمال الجليلة في الإسلام.

  • لم يتردد في دخول الإسلام بعد أن سمع عن نبوة النبي –صلى الله عليه وسلم- لإيمانه وتصديقه وشهادته بأن محمد لم يكذب قط.
  • انفق كل أمواله من أجل الهجرة مع رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ولم يترك لأهله وبيته أي شيء.
  • واجه مع الرسول كل صعوبات الهجرة وظل معه في غار ثور قال الله تعالى: {إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ۖ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا}.
  • عندما عاد رسول الله –صلى الله عليه وسلم- من رحلة الإسراء والمعراج وحكى عليهم ما رأى كذبوه جميعًا ولكن أبو بكر –رضي الله عنه- سانده وصدقه.
  • كان ينفق الكثير من الأموال لعتق رقاب العبيد وتحريرهم وشارك بأمواله في تجهيز لغزوة تبوك “غزوة العسرة”.
  • ترك بصمة كبيرة في حماية الدين الإسلامي والدفاع عنه وقام بالكثير من الحروب والفتوحات.
  • انتصر المسلمون في عهده في كثير من المعارك والحروب مثل: معركة مرج الصُّفّر واليرموك وأجنادين واليمامة وحققوا انتصارات عظيمة.
  • بعد وفاة الرسول –صلى الله عليه وسلم- ارتد الكثير من الناس وكان هذا خطر كبير يهدد الإسلام فأمر بمحاربة الذين ارتدوا ليعودوا للإسلام والحد من انتشار الفتنة.
  • قتل مسيلمة الكذاب الذي تسبب في ارتداد الكثير من المسلمين واستشهد الكثير من الصحابة وحافظي القرآن وهذا ما دفعه لأمر زيد بن ثابت بتجميع القرآن حتى لا يتم تحريفه أو تضييعه.
  • كان أبو بكر أول من سمى القرآن الكريم بالمصحف بعد ما سأل الصحابة واقترحوا عليه عدة أسماء اختار منها المصحف.

اقرأ أيضًا: من هو أول فدائي في الاسلام

وفاة أبو بكر الصديق

قيل إنه مات بعدما اغتسل في ليلة شديدة البرد فأصابته الحمى ولم يخرج للصلاة لمدة 15 يومًا، وأمر عمر بن الخطاب –رضي الله عنه بأن يكون إمامًا للناس في الصلاة، وتوفي متأثرًا بمرضه يوم الثلاثاء في 22 من جمادي الآخر في السنة الثالثة عشر من الهجرة.

كان عمره عن وفاته نفس عمر الرسول 63 عام حين توفى.. حيث أوصى بتولية الصحابي –عمر بن الخطاب- الخلافة من بعده وحمل على نفس خشبة الرسول –صلى الله عليه وسلم- عند وفاته.

قالت أم المؤمنين ابنته السيدة عائشة رضي الله عنها وهي ترثوه” نضّر الله وجهك، وشكر لك صالح سعيك، فلقد كنت للدنيا مذلّا بإعراضك عنها، وللآخرة معزّا بإقبالك عليها، ولئن كان أجلّ الحوادث بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم رزؤك، وأعظم المصائب بعده فقدك.

إن كتاب الله ليعد بالعزاء عنك حسن العوض منك، فأنا أنتجز من الله موعوده فيك بالصبر عليك، وأستعيضه منك بالدعاء لك، فإنا لله وانا إليه راجعون، عليك السلام ورحمة الله، توديع غير قالية لحياتك، ولا زارية على القضاء فيك.

حزنت الأمة الإسلامية كلها على وفاة الصحابي الجليل أبي بكر الصديق –رضي الله عنه- بعد ما حفظ الأمانة التي تركها له رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وحافظ على القرآن الكريم فكان أبو بكر الصديق أو من قام بجمع القرآن الكريم وأول من سمى القرآن الكريم بالمصحف.

 أبو بكر الصديق أول من سمى القرآن الكريم بالمصحف، بعد بتجميعه بسبب موت الكثير من حفظة القرآن في حرب الردة، وذلك حينما تمت مبايعته على تولي الخلافة.