حُكم مظاهرة الكفار على المسلمين وتأييدهم ونصرهم بيّنه الله تعالى في مُحكم التنزيل؛ لِما شاع قديمًا من مُناصرة المُسلمين للكُفار على أخوتهِم المُسلمين في عِدة صور مُختلفة، وهذا ما نُبيّنه من خلال موقع سوبر بابا.

حكم مظاهرة الكفار على المسلمين وتأييدهم ونصرهم

إنّ مُظاهرة المُسلمين للكُفار تعني أن يكونوا ظهيرًا ونصيرًا وعونًا للكفار، في السلام وفي الحرب، ولكن يقع ذلك ضمن خيانة الرسول صلى الله عليه وسلم، ويأتي حُكمه أنه ردة عن الإسلام.

فقد بيّن الله تعالى أن مُعاونهم يستحق سخط الله وأليم عذابُه؛ لِما ورد في سورة المائدة الآية 80: “تَرَىٰ كَثِيرًا مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ“.

اقرأ أيضًا: الكبائر السبع المذكورة في القرآن والسنة

موالاة الكفار

الموالاة ذات شُعب متفاوتة، فمنها ما هو كُفر وردّة، ومنها ما لا يخرُج عن الملة، وقال أهل العِلم إنّ الموالاة اثنين، “موالاة كُبرى، وموالاة صُغرى”.

1- الموالاة الصُغرى

لم يُطلق عليها كذلك لأنها صغيرة، لكن من أجل التفريق بينها وبين الكُبرى، فهي أيضًا شأنها عظيم لا يُستهان به.. وهي مثل:

  • زيارتهم لا دعوة منهُم.
  • تهنئتهم بأفراحهم، وأعيادهِم.
  • توليهم على المُسلمين.
  • المُساعدة على رفع منزلتهم.
  • جعلهم يتصدرون في المجالس.

2- الموالاة الكُبرى

هي الردّة عن الإسلام، فمن ارتكبها كأنه كفر، ولها عِدة صور أبرزها مظاهرة الكفار على المسلمين وتأييدهم ونصرهم، وفي هذا قال الله تعالى في سورة الحشر، الآية 11:

أَلَمْ تَرَ إِلَى الّدِينَ نَافَقُوا يَقُوْلُونَ لِإِخْوَانِهِم الّدِيْنَ كَفَرُوْا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكَمَ وَلَا نُطِيْعُ فِيْكُمْ أَحَداً أَبَداً وَإِنْ قُوْتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ والله يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَادِبُوْنَ“.

لا يقتصر الأمر على تأييدهم ونصرهم، بل ومودتهم لأجل دينهم، أو سلوكهم، والموافقة على أعمالهم، والدعاء.. أو على الأقل التمني بانتصارهم على المُسلمين، والحد من الشك أنهم كافرين، والتشبُّه بهم.

اقرأ أيضًا: ما هي الكبائر التي لا تغفر؟

حالات إظهار الموافقة للمشركين

إنّ إظهار الطاعة للمُشركين والموافقة على أعمالهم، ومودتهم في دينهم وسلوكهم لهو من الموالاة الكُبرى، ويُعتبر فاعلة كافر عن الإسلام، ولكن فيه ثلاث حالات:

1- الموافقة في الظاهر والباطن

هو أن يودّهم في العلن أمام الناس، ويوافق على أعمالهِم ودينهم أيضًا في باطنه، أي قلبُه مؤمنًا بهم، ومن فعل ذلك فهذا كافر سواء كان بإرادته أو لم يكُن، فقد قال عنه الله تعالى في سورة النحل الآية 106:

مَن كَفَرَ بِاللّهِ مِن بَعْدِ إيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ“.

2- الموافقة في الباطن لا الظاهر

هو أن يميل إليه في باطنه، ويؤمن بهم وبسلوكهِم، إلا أنه يخاف إعلان ذلك أمام المُسلمين، وهذا كافرًا أيضًا لا محالة، إلا إذا كان يعمل للإسلام ظاهرًا عصم ماله ودمه، وفي هذه الحالة يكون مُنافق.

3- الموافقة في الظاهر لا الباطن

في مظاهرة الكفار على المسلمين وتأييدهم ونصرهم في العلن دون رغبة ورنية حقيقة في ذلك اختلف فيها العُلماء على وجهين:

  • يفعل ذلك رغمًا عنه لكونه في سُلطانهِم، وإن لم يكُن حليفًا لهم فهو مُهدد بالقتل، فيفعل ذلك أمامهم إلا أن قلبه مُطمئنًا بالإيمان، وفي هذا قال تعالى في سورة النحل، الآية 106: “مَن كَفَرَ بِاللّهِ مِن بَعْدِ إيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ“.
  • أمّا من يفعل ذلك طمعًا في رئاسة أو مال، فهُنا يكون كافرًا ارتد عن الإسلام، فقال فيه الله تعالى في سورة النحل، الآية 107: “ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّواْ الْحَيَاةَ الْدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ“.

حذر الله تعالى المُسلمين من عدم مُناصرة الكافرين على أخواتهِم المُسلمين كما كانوا يفعلون قديمًا، حينما انحاز الكثير منهم لمُناصرة قريش على الرسول أثناء نشر الدعوة.