كم مدة حكم الخلفاء الراشدين؟ ومن أقصرهم حكمًا؟ هم الصحابة الذين تولّوا الخلافة بعد النبي صلى الله عليه وسلم، وتمت تسميتهم بالراشدين نسبة إلى أنهم كانوا يقتدون بسنة النبي.. وعبر موقع سوبر بابا نعرض لك فترات حكمهم جميعًا على حِدة.

مدة حكم الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم

حَكَم الخلفاء الراشدين في فترة جُمعت في ثلاثين عامًا، وقسمت الخلافة عليهم لأنهم أكثر من استحقها، فقد كانوا خيرة صحابته صلى الله عليه وسلم، وتتابعت الخلافة بعد النبي ممن صلحوا لهذا المنصب، إلا أن الخلافة الراشدة لم تكن إلا في عدد محدود من الصحابة وحسب.

أولًا: أبو بكر الصديق رضي الله عنه

كانت مدة حكم أبو بكر الصديق من 632م إلى عام 634م، أي أنها سنتين، فقد بايعه المسلمون في سقيفة بني ساعدة، وكان أهم ما قام به منذ أن تولى الخلافة أنه قاتل المرتدين عن الإسلام فور توليه الخلافة.

  • شارك في كثير من الحروب مثل حروب الردة.
  • أرسل أسامة بن زيد كي يُقاتل الروم.
  • جمع القرآن الكريم بعد أن لاحظ أن الكثيرين ممن كانوا يحفظونه يقتلون.
  • هو واحد من المبشرين بالجنة، وفي حياة النبي كان وزيره.
  • رافقه وصاحبه حين لم يُصدقه أحد، وكل من جاء بعد النبي وصفه بأنه أكثر الناس زهدًا وإيمانًا.
  • كان أبو بكر حبيب رسول الله، والأقرب لقلبه بعد السيدة عائشة رضوان الله عليها.
  • أخذ هذا اللقب “الصديق” لأجل أنه كان يُصدق النبي صلى الله عليه وسلم.
  • وُلد في مكة، عام 573م، وكان هذا تاليًا لعام الفيل بسنتين وستة أشهر، وبلغ ثراءه قدرًا واسعًا.
  • حين دُعي من قِبل النبي إلى الإسلام وافق دون تردد، فكان أول المسلمين الأحرار.
  • شهد بعدها مع النبي الكثير من الأهوال التي تلاحقت دونما توقف، فقد هاجر معه من مكة إلى المدينة.

غزوات النبي كلها بداية من بدر وحتى مرضه صلى الله عليه وسلم ووفاته، وحين بدأ في إدارة شؤون البلاد وتيسير البلاد، قاتل كثيرًا وأرسل جيوشًا أكثر، حتى بعث جيش أسامة بن زيد الذي كان قد جهزه النبي قبل وفاته.

كما أرسل جيش يزيد بن أبي سفيان لدمشق، وجيش خالد بن الوليد للكوفة بالعراق، وجيش شرحبيل بن حسنة إلى الأردن، وجيش أبي عبيدة بن الجراح لحمص، وأمّا عمرو بن العاص إلى القدس.

اقرأ أيضًأ: من هم الخلفاء الراشدين وكم مدة خلافتهم

ثانيًا: عُمر بن الخطاب

كانت مدة حكم عُمر بن الخطاب عشر سنوات من عام 634م إلى عام 644م، واسمه أبو حفص عمر بن الخطاب العدوي القرشي، وكان لقبه الفاروق، وكان من أشهر قادة التاريخ، والأكثر تأثيرًا في الناس.

  • بُشر بالجنة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، وبلغ مكانة علمية كبيرة.
  • كان من أزهد الصحابة وأعلمهم.
  • تولى خلافته بعد أبي بكر مباشرة في الثاني والعشرين من جمادى الآخر سنة 13 هـ.
  • عمل بالقضاء، بل كان أنصف الناس وأعدلهم، وهذا ما جعل الكثيرين يسمونه بالفاروق، وإلى يومنا هذا يُضرب به المثل في الإنصاف.
  • أسس التقويم الهجري، كي يكون هُناك ما يحسب المسلمين به بدلًا عن التاريخ الهجري.
  • قام بالكثير من التوسعات أيضًا، فنجد الإسلام بعصره واصلًا إلى العراق ومصر وليبيا والشام والعراق ومصر وليبيا والشام وفارس وخراسان وشرق الأناضول وجنوب أرمينية وسجستان.
  • هو الذي فتح القدس، وجعلها تحت راية المسلمين، إضافة إلى أراضي الإمبراطورية الفارسية الساسانية، كذلك ثلث الأراضي البيزنطية.

السبب الذي جعل كل هذه الإمارات تحت راية الإسلام في عصره هي عبقريته الحربية، والتي جعلته يتفوق على من يفوقون المسلمين في العدد والقوة، كان رضوان الله عليه لديه من الحنكة والفطنة الكثير.

ثالثًا: عثمان بن عفان

حمل راية الحكم من 634م إلى عام 644م، أي أن مدة حكم الخليفة الراشد 12 عامًا، وهو أيضًا من العشرة المبشرين بالجنة، وإضافة على ذلك بشره النبي أنه سيكون شهيدًا، وقد سبق إلى الإسلام مثله مثل أبو بكر الصديق.

  • كان يُطلق عليه ذو النورين؛ فقد تزوج باثنتين من بنات النبي صلى الله عليه وسلم، أولًا كانت رُقية، والثانية كانت أم كلثوم.
  • هو أول من هاجر مع النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى الحبشة، ولم يتردد كذلك في الهجرة إلى المدينة.
  • أحبه النبي كثيرًا وكان شديد الثقة به، حتى أنه كان يبذل الكثير من المال كي ينصر المسلمين.
  • استمرت مدة خلافته 12 سنة، وجُمع في عهده القرآن من جديد.
  • قد قام بالكثير من التوسعات بالمسجد الحرام والمسجد النبوي.
  • اتسعت رقعة الدولة الإسلامية كثيرًا في عهده، إذ ضم أرمينية وخراسان وكرمان وسجستان وإفريقية وقبرص إليها.

بالنصف الثاني من سنوات خلافته، حدثت فتنة هي التي أدت في النهاية إلى مقتله.. فقد كانت نزاعات الخوارج مدوية، أدت فيما بعد إلى النزاع المذهبي.

فقد كانوا يُغالون في حب آل البيت، ويرغبون في تقديمهم على جميع الناس، مما أثار الفتنة بين المسلمين، وهذا الذي يحصل دائمًا إذا ما ظهرت الأحزاب بين الشعوب.

اقرأ أيضًأ: من هو أول فدائي في الاسلام

رابعًا: عليّ بن أبي طالب

هو ابن عم رسول الله، تولى الخلافة من 656م إلى عام 661م، أي أنها خمس سنوات، وهو أيضًا صهر رسول الله، وأحد المُبشرين بالجنة، ولد في مكة، وأمه هي فاطمة بنت أسد.

  • من أوائل الذين دخلوا في الإسلام، وقد كان هذا قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة.
  • هاجر إلى المدينة بعدما رحل النبي إليها بثلاثة أيام، وحين آخى النبي بين المهاجرين والأنصار، جعل من عليًا أخًا له في الإسلام.
  • تزوج من بنت النبي فاطمة بالسنة الثانية من الهجرة، وكان مُشاركًا في كل غزوة للرسول، فيما عدا غزوة تبوك بأمر منه صلى الله عليه وسلم.

كان موضعًا لثقة النبي صلى الله عليه وسلم، مما جعله من كُتاب الوحي، وكان هذا القرب الذي بينه وبين النبي من الأمور التي أدت لاندلاع الفتن الطائفية، فهو الذي اختاره الله سبحانه وتعالى وليًا للمسلمين، حتى أن النبي قد ذكر هذا في خطبة غدير.

فما كان من مشعلي الفتن إلا قالوا إن اختيار أبي بكر خليفة للمسلمين لم يكن هو الخيار الصائب، وأنه كان يجدر اختيار عليًا بدلًا منه.. فكان في عهده انعدامًا للاستقرار السياسي، إلا أن التقدم الحضاري كان واضحًا جدًا وملموسًا، وكان عند المسلمين شاعرًا وفصيحًا، وعادلًا زاهدًا.

اقرأ أيضًأ: كيف توفى عمر بن الخطاب رضي الله عنه

من هو الخليفة الخامس؟

هو الحسن بن علي، واستدل العلماء على أنه من الخلفاء الراشدين، بفضل الحديث الذي يقول فيه، أن الخلافة من بعده تكون ثلاثين سنة، وكانت فترة حكمه من عام 40هـ وحتى عام 41هـ.

هو حفيد رسول الله، الذي أطلق عليه سيد شباب أهل الجنة، ويُكنى بأبي محمد، أبوه هو علي بن أبي طالب، أمه فاطمة بنت النبي، وكان شديد الشبه به صلى الله عليه وسلم.

كان صغيرًا يركب على ظهر النبي، ويقبله ويلعب معه، ولطالما رقاه -صلى الله عليه وسلم- بيده الشريفة، وقد حرص على تعليمه الحلال والحرام.

هذا رغم ما هو مشهود بأنّ عمر بن عبد العزيز –رضوان الله تعالى عليه- أنه خامس الخلفاء الراشدين، ولعلّه مشهود له بذلك لما عُرف عنه من ورع وتقوى وخشية لله.. وسياسته العادلة تأسيًا بالفاروق عُمر.

مدة حكم الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم اختلفت بين كل خليفة وآخر، إلا أن جميعهم أدّوا الأمانة، وكانوا خير ما ترك رسول الله من بعده.