ما المقصود بأهل السنة والجماعة؟ وما الاختلافات بينهما؟ ومن هم أهل البدع؟ إن الدين والشريعة الإسلامية تحتوي على مصطلحات كثيرة قد يختلط الأمر على الكثيرين في فهمها، ومن أشهر الجماعات الإسلامية هما أهل السُنة والجماعة، وهو ما جاوب عليه باستفاضة موقع سوبر بابا.

ما المقصود بأهل السنة والجماعة

هم الأشخاص الذين يتمسكون بسُنة الرسول صلى الله عليه وسلم، وفي جميع الأمور العملية الحكمية والمسائل العملية العقدية، ولقبوا بأهل السنة لأنهم ما زالوا مُتمسكين بسُنة الرسول صلى الله عليه وسلم، وتم تلقيبهم بأهل الجماعة لأنهم اجتمعوا على سنة نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم عملوا بها

اقرأ أيضًا: معلومات غريبة عن المهدى المنتظر

من هم أهل البدع؟

أهل البدع جاء هذا الاسم من البدعة والمقصود بالبدعة قد عرفه:

  • ابن منظور في لسان العرب البدعة في اللغة هي: “الحدث وما ابتدع في الدين بعد الإكمال”.
  • عرفه ابن السكيت: البدعة كل محدثة، إلى أن قال: وفلان بِدْع في هذا الأمر أي أول لم يسبقه أحد”.
  • البدعة شرعًا عرفها الإمام الشاطبي بأن المقصود بها: فالبدعة إذن عبارة عن طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشرعية.

أهل البدع هم من قاموا بالتغير في الدين، من خلال إضافة أمور للدين ما لا يوجد فيه في مجال العمل والعقيدة، وهم بعيدون كل البعد عن أهل الجماعة والسُنة، أما أهل الجماعة والسنه قد ذكرهم الرسول صلى الله عليه وسلم في كلامه، فهم المتمسكين بكتاب الله وسُنة رسوله.

تابع الصحابة والمؤمنين بالله عز وجل على منهج رسول الله وأن الله تعالى قد أمرنا بالسير وراء الأنبياء والرُسل، فقال الله تعالى: (وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (سورة الانعام: 153).

ألقاب أهل السنة والجماعة

لُقب أهل السُنة والجماعة بأقوال تدل عن صفاتهم وهي مأخوذة من قول النبي صلى الله عليه وسلم فمن تلك الألقاب:

أولًا: الفرقة الناجية

هذا الوصف مأخوذ من حديث عبد الله بن عمرو -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(ليأتينَّ على أمَّتي ما أتى على بني إسرائيل حَذوَ النَّعلِ بالنَّعلِ، حتَّى إن كانَ مِنهم من أتى أُمَّهُ علانيَةً لَكانَ في أمَّتي من يصنعُ ذلِكَ، وإنَّ بَني إسرائيل تفرَّقت على ثِنتينِ وسبعينَ ملَّةً، وتفترقُ أمَّتي على ثلاثٍ وسبعينَ ملَّةً، كلُّهم في النَّارِ إلَّا ملَّةً واحِدةً، قالوا: مَن هيَ يا رسولَ اللَّهِ؟ قالَ: ما أَنا علَيهِ وأَصحابي)، (صحيح الترمذي)

ثانيًا: الطائفة المنصورة

هذا الاسم مأخوذ من حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لا تَزالُ طائِفَةٌ مِن أُمَّتي يُقاتِلُونَ علَى الحَقِّ ظاهِرِينَ إلى يَومِ القِيامَةِ). (رواه جابر بن عبد الله)، صحيح مسلم، وفي رواية أخرى قال:

(لا تَزالُ طائِفَةٌ مِن أُمَّتي قائِمَةً بأَمْرِ اللهِ، لا يَضُرُّهُمْ مَن خَذَلَهُمْ، أوْ خالَفَهُمْ، حتَّى يَأْتِيَ أمْرُ اللهِ وهُمْ ظاهِرُونَ علَى النَّاسِ). (رواه معاوية بن أبي سفيان)، صحيح مسلم، كما أن هذه الطائفة تقف بثبات في وجه المخالفين للسنة وأهل البدع.

ثالثًا: السلف الصالح

لقبوا بذلك لأتباعهم منهج الصحابة رضي الله عنهم أجمعين، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (خَيْرُكُمْ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ – قالَ عِمْرانُ: فَما أدْرِي: قالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بَعْدَ قَوْلِهِ مَرَّتَيْنِ أوْ ثَلاثًا – ثُمَّ يَكونُ بَعْدَهُمْ قَوْمٌ يَشْهَدُونَ ولا يُسْتَشْهَدُونَ، ويَخُونُونَ ولا يُؤْتَمَنُونَ، ويَنْذُرُونَ ولا يَفُونَ، ويَظْهَرُ فِيهِمُ السِّمَنُ). (رواه عمران بن الحصين)، صحيح البخاري.

اقرأ أيضًا: ماذا يعنى الاحتراق الذاتي النفسي في الإسلام

خصائص عقيدة أهل السنة والجماعة

تمتاز عقيدة أهل السنة والجماعة عن غيرهم بعدة صفات منها:

  • وحدة المصدر، وهو كتاب الله عز وجل السنة وإجماع السلف.
  • الموافقة على الأدلة الصحيحة بالعقل والفطرة والنقل.
  • تمتاز بشدة الوضوح والسهولة.
  • الثبات والاستمرار.

اقرأ أيضًا: معلومات دينية إسلامية مفيدة عامة

عقائد أهل السنة والجماعة

أهل السنة والجماعة هم الذين يصيرون على النهج الصحيح لتعاليم النبي صلى الله عليه وسلم وأتباعه من الصحابة والصالحين، وما سنذكره هنا هو بعض ما كتبه العلامة الطحاوي في عقيدته الشهيرة “العقيدة الطحاوية”.

  • الإيمان بأن الله عز وجل وحده لا شريك له ولا مثيل لا ولا يعجز عن أمر أبدًا ولا إله غير الله الواحد الاحد.
  • الاعتراف بأن لله الاسماء الحسنى والصفات العلا.
  • إثبات ما أثبته الله لنفسه أو الذي أثبته الله للنبي صلى الله عليه وسلم بدون تحريف.
  • اليقين بأن محمد صلى الله عليه وسلم عبد لله رسول الله وانه خاتم الأنبياء وسيد المرسلين وحبيب رب العالمين.
  • الإيمان بالقدر بما فيه شره وخيره والاعتقاد بأن الله خلق عبادة بعلم، وقدر لكل واحد أقدار ولم يخفي عليه شيء وأمر الله عبادة بطاعته ونهاهم عن المعاصي والذنوب وإن شاء الله شيء ينفذ، فيما شاء كان وما لم يشأ لم يكن.
  • الإيمان بالملائكة والنبيين والرسل والكتب التي نزلت على المرسلين
  • الايمان الكامل بالقرآن الكريم وأن هو كلام الله عز وجل الذي أنزله على رسوله.
  • الإيمان باليوم الآخر والبعث بعد الموت والإيمان بيوم الحساب والايمان بالثواب والعقاب.
  • اليقين بوجود بالجنة والنار، وأن من عمل عملًا صالحًا سيدخل الجنة ومن شرك بالله ورسوله وعمل أثم لم يتب منه سيدخل النار.
  • الإيمان الكامل بأن العبد الصالح سيرى ربه في الجنة فعن النبي صلى الله عليه وسلم:

(كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، إذْ نَظَرَ إلى القَمَرِ لَيْلَةَ البَدْرِ، فَقالَ: أَما إنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كما تَرَوْنَ هذا القَمَرَ، لا تُضَامُّونَ في رُؤْيَتِهِ، فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لا تُغْلَبُوا علَى صَلَاةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ، وَقَبْلَ غُرُوبِهَا، يَعْنِي العَصْرَ وَالْفَجْرَ، ثُمَّ قَرَأَ جَرِيرٌ “وَسَبِّحْ بحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا” طه: 130، (رواه جرير بن عبد الله)، صحيح مسلم.

  • الإيمان بيوم القيامة عندما يخرج الدجال ونزول النبي عيسى بن مريم عليه السلام وطلوع الشمس من المغرب، وحينها لا نصدق كاهنا ولا عرافا ولا من يدعي شيئا يخالف الكتاب والسنة والجماعة.
  • الإيمان الكامل بأن الدين الإسلامي هو الدين الحق الوحيد الذي يجب علينا أتباعه وأن أتباع دين أخر غير الإسلام فهو باطل وشرك بالله عز وجل

كما في قول الله تعالى: (إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ) (أل عمران: 19) وقوله الله تعالى: (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (أل عمران-85).

يجب علينا اتباع سُنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والاقتداء به فعلًا وقولًا، والعلم بأن كل ما لم يرد في السُنة أو في القرآن الكريم فهو بدعة.