كيف هو شكل شجرة الزقوم في الحقيقة؟ وما قصة تلك الشجرة؟ إنّ القرآن الكريم حدثنا عن نعيم الجنة، وعذاب جُهنم، فيدخُل المؤمنون الجنة مُستبشرين بالنعيم الذي وعدهم الله به، من أنهار ونعيم لم يُشاهدوه في الحياة الدُنيا، ومن خلال موقع سوبر بابا سنستفيض في الحديث عن شكل شجرة الزقوم وقصتها.

كيف هو شكل شجرة الزقوم في الحقيقة؟

الذين كفروا بآيات الله وأشركوا به سيلقون في جهنم، حيثُ لهيبُ النار، وأشدُ أنواع العذاب؛ لِما ارتكبوه من سيئات في الحياة الدُنيا، وعدم اِتباع تعاليم وأوامر دينهم على النحو المطلوب، ووصف كتاب الله شكل جهنم وطعام أهلها.

فقال تعالى في سورة الصافات، الآيات 62-67: “أَذَ ٰلِكَ خَیۡر نُّزُلًا أَمۡ شَجَرَةُ ٱلزَّقُّومِ* إِنَّا جَعَلۡنهَا فِتۡنَةٍ لِّلظَّـٰلِمِینَ* إِنَّهَا شَجَرَةࣱ تَخۡرُجُ فِیۤ أَصۡلِ ٱلۡجَحِیمِ* طَلۡعُهَا كَأَنَّهُۥ رُءُوسُ ٱلشَّیَـٰطِين* فَإِنَّهُمۡ لَـَٔاكِلُونَ مِنۡهَا فَمَالِـُٔونَ مِنۡهَا ٱلۡبُطُونَ* ثُمَّ إِنَّ لَهُمۡ عَلَیۡهَا لَشَوۡبًا مِّنۡ حَمِیمࣲ”.

لذا فإن شجرة الزقوم هي طعام أهل النار، ولكن هل تتواجد في الأرض؟ حيث انتشرت في الآونة الأخيرة صورة لشجرة تُشبه شجرة الزقوم كوصف القرآن، أي تنبت رؤوس جماجم بشرية مُخيفة.

بعد اجتهاد العُلماء في تفسير الآيات والجدالات التي انتشرت حول الشجرة، تأكدوا أنها ليست شجرة الزقوم، فقد ذكرها الله صراحةً في الآيات أنها لا تنمو سوى في الجحيم، ولا أصل لها في الحقيقة.

اقرأ أيضًا: الشجرة المباركة في طور سيناء

شجرة الزقوم.. طعام الأثيم!

إنّ أبو جهل كان أشد الناس عداءً لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان أحيانًا يستهزئ بالقرآن عندما ينزل، فحينما أنزل الله تعالى في سورة الصافات عن شجرة الزقوم بدأ يضحك ويستهزئ.

حتى في ذات يوم حينما التقى بأصحابه كان يتناول تمر وزبدًا، فقال لهم تفضلوا تذوقوا من الثمار الغنية اللذيذة، إنها من الزقوم التي ذكرها الله في القرآن؛ استهزاءً بالعذاب الذي توعده الله لأصحاب النار ومذاق ثمار الشجرة.

كان أبو جهل وقح، يتعامل بأسلوب مُنفر وغير جيد مع النبي صلى الله عليه وسلم، وكلام الله عز وجل، فلو كانت في الأرض لأفسدت على أهلها معايشهم، فما بالك من كانت هذه طعامه وشرابه في جهنم؟

إنّ شجرة الزقوم تخرج من أصل الجحيم، طلعوها قيل إنها تُشبه رؤوس الشياطين، وقد قيل إنها شجرة واحدة تتفرع في النار كُلها، ورأيٍ آخر ذكر إنها عِدة أشجار تُسمى الزقوم.

كان أبو جهل يُسمي نفسه الكريم، ويسير بين القبيلة يُردد أنا العزيز الكريم، حتى أنزل الله قوله تعالى ردًا عليه: “إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ* طَعَامُ الْأَثِيمِ* كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ* كَغَلْيِ الْحَمِيمِ* خُذُوهُ فَٱعۡتِلُوهُ إِلَىٰ سَوَاۤءِ ٱلۡجَحِیمِ* ثُمَّ صُبُّوا۟ فَوۡقَ رَأۡسِهِۦ مِنۡ عَذَابِ ٱلۡحَمِیمِ* ذُقۡ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡعَزِیزُ ٱلۡكَرِیمُ“.

تُبيّن الآية مدى حرارة الشجرة، وسيُقال له هذا الحديث في جهنم دون رحمة، توبيخًا له، لِما كان يرتكبه ويتحدث به في الدُنيا.. هذا جزاء الاستهزاء والكِذب ونكران عذاب الله، وقُصد بالأثيم أبو جهل.

بالتمعُن في آيات الله يُطلق عنان المؤمن بعقله للتخيُل عن حال أهل النعيم، وأهل جهنم يوم القيامة والعذاب الذي ينتظرهم، وفي دُنياه بيده اختيار إلى أي الدارين يعيش.