كيفية توزيع العقيقة للذكر تختلف عن الأنثى.. وقد اختلفت آراء العلماء حول مسألة الوجوه التي يؤدي إليها اللحم، وفي هذا الموضوع عبر موقع سوبر بابا سوف يتم التعرف على أحكام الحقيقة بالإضافة إلى كيفية توزيعها وآدابها ومتى يتم ذبحها ولماذا سميت بهذا الاسم وسنن الرسول بصددها.

كيفية توزيع العقيقة للذكر

العقيقة شاتان عن المولود الذكر، وشاة واحدة عن المولود الأنثى، وذلك هو الشائع عند الجمهور لما روته عائشة -رضي الله عنها- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أمرهم عن الغلام:

«شاتان متكافئتان، وعن الجارية شاة» سنن الترمذي، ويجوز الاكتفاء بشاة واحدة للذكر والأنثى، أما عن كيفية توزيع هذه العقيقة وتقسيمها فاختلفت آراء الائمة حولها فهي كالآتي:

  • آراء الحنفية والحنابلة: ذهبت إلى تقسيم العقيقة إلى 3 أقسام ثلث للإطعام وثلث للأكل وثلث للصدقة بالتساوي، واستدلت على ذلك بقوله تعالى: فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ”.
  • آراء الشافعية: ذهبت إلى تقسيم العقيقة إلى نصفين متساويين بين الإطعام والصدقة واستدلوا على ذلك بقوله تعالى: (فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ)، حيث ذكر الله في القرآن الكريم وجهين فقط يجوز عليهما التصدق.
  • آراء المالكية: ذهبت إلى إجازة تقسيم العقيقة بين الأكل والإطعام والصدقة دون تقييد بحد معين فهذا أمر مشروع لقول الله تعالى: (فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ) وقوله أيضاً: (فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ).

اقرأ أيضًا: كيفية توزيع العقيقة للأنثى

هل يجوز التصدق بثمن العقيقة؟

بعد أن تعرفنا على كيفية توزيع العقيقة بالتفصيل فسوف نتعرف على إجابة سؤال آخر يطرحه بعض الناس عن إجازة التصدق بثمن العقيقة.

  • أكدت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية أن العقيقة لا تتم بالتصدق بثمنها وإن حدث هذا فسوف يدخل تحت بند التصدق على الفقراء وليس العقيقة.
  • أفادت أيضًا أنه أقل ما يذبح في العقيقة شاة؛ استنادًا لقول النبي – صلى الله عليه وسلم – “الغلام مرتهن بعقيقته تذبح عنه يوم سابعه”.
  • إن الله تعالى بيَن فضل العقيقة وأهميتها عندما ذكرها بعد الصلاة مباشرة في قوله تعالى: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ).
  • قد أوضح الإمام ابن تيمية شيخ الإسلام ذلك جليًا في قوله “والأضحية والعقيقة والهدي أفضل من الصدقة بثمن ذلك”.
  • لم يفضل أحد من العلماء التصدق عن العقيقة؛ لأن المقصود من العقيقة هو الذبح حتى إن كانت قيمة التصدق أكبر.

هل يجوز عدم التصدق من العقيقة وأكلها؟

اتفق العلماء أن كيفية توزيع العقيقة كالأضحية، فالسنة المتبعة هي تقسيمها بين الأكل والإطعام والتصدق أو يقوم بتوزيع ما يشاء منها.. ورأى الإمام أحمد أن الأفضل أن يتصدق الشخص بجزء منها لكنه لم يمانع أن يفعل بها الشخص ما يشاء، فالتصدق بجزء منها أفضل حتى يخرج من الخلاف.

حكم الوليمة في العقيقة

اختلفت آراء العلماء حول جعل العقيقة وليمة، واجتمعوا في قولين سنتعرف عليهما فيما يأتي:

  • آراء الشافعية والحنابلة: أجازوا الوليمة في العقيقة، واشترط الحنابلة ألا تؤدي إلى المباهاة والفخر، ورأى الشافعية أنه من الأمور المستحبة أن ترسلها إلى الفقراء كنوع من أنواع الهدايا لهم.
  • آراء المالكية: رأوا أن جعل العقيقة وليمة من الأمور المكروهة؛ تجنبًا عن المفاخرة والمباهاة، وقالوا إن هذا لم يرد في أي من السنن وقد ورد في مذهب الإمام مالك أنه قال: ويُكره جَعْلها وليمةً، ويدعو لها الناس كما يفعله الناس، وإنّما كُرٍه لمخالفته لفعل السلف، وخوف المباهاة والمفاخرة”.

لماذا سميت العقيقة بهذا الاسم؟

جاءت تسميتها بهذا الاسم؛ لأن شعر الجنين وهو ينبت في رحم أمه يطلق عليه عقيقة، ولأنها تذبح عند حلق شعر الطفل الرضيع.

يقال إن العقيقة هي الذبح نفسه؛ لأن عق في اللغة تعني القطع، سواء كانت هذه الذبيحة من الشياه أو الأبقار أو الجمال.  

اقرأ أيضًا: معلومات عن توزيع العقيقة

متى تذبح العقيقة؟

يجوز أن تذبح العقيقة في أي يوم بعد أن تتم عملية الولادة، إلا أن السنة أكدت أنه من المستحب أن تذبح العقيقة في اليوم السابع من الولادة.

هل يجوز أن تقسم العقيقة على مرتين؟

ذهب الفقهاء إلى آراء السنة أن موعد العقيقة يكون في اليوم السابع للمولود، أو الرابع عشر، أو الحادي والعشرين، متى تيسر ذلك.. ويجوز تقسيم العقيقة على مرتين في وقتين مختلفين فلا بأس من ذلك.

محكم طبخ لحم العقيقة

تعددت آراء العلماء في بيان حكم طبخ لحم العقيقة، وسوف نتعرف عليها من خلال النقاط الآتية:

  • رأي الجمهور: ذهبت آراء جمهور الأئمة إلى أن طبخ لحم العقيقة من الأمور المستحبة خاصةً اللحم الذي سوف يتم التصدق به وإعطائه للفقراء والمساكين بل وجعلت أن إرساله نيئًا من الأمور المكروهة.
  • رأي الحنفية: أجازوا طبخ لحم العقيقة أو عدم طبخه في جميع الأحوال.

كما قد ثبت جواز تخزين لحم العقيقة عن الرسول – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: (كلُوا وأطعِمُوا، وتصَدَّقُوا وادَّخِرُوا) فهذا من الأمور المستحبة ولكن ليست مفروضة على المضحي وما يقاس على لحم العقيقة يقاس على لحم الأضحية.

عندما سُئل الإمام مالك حول هذا الموضوع قال: أن لا بأس بذلك، وهذا شأن الناس في أكلها.

أيضًا اجتمع جمهور العلماء أن طبخ العقيقة بشكل عام من الأمور المستحبة، باستثناء الحنفية الذين رأوا أنه يجوز أن تكون مطبوخة أو نيئة.

على أن طبخ لحم العقيقة في عصرنا هذا يتضمن العديد من الأشكال التي من بينها الشواء، إذن فهو جائز.

اقرأ أيضًا: توزيع العقيقة عند المالكية

السنن المرتبطة بالعقيقة

من السنن المتبعة عن النبي – صلى الله عليه وسلم – هي عدم كسر عظام الذبيحة استبشارًا بسلامة الطفل وصحته بل يتم قطعها من المفصل.

ومن السنن أيضًا المتبعة أن العقيقة قبل البلوغ تكون على الوالد أما بعد البلوغ فيجوز الابن أن يخرجها عن نفسه كما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم، أما من السنن المرتبطة بطبخ لحم العقيقة أن:

  • تُطبخ باستخدام شيء حلو لما ورد في صحيح البخاري عن عائشة -رضي الله عنها-: (كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُعْجِبُهُ الحَلْوَاءُ والعَسَلُ).
  • يسن أيضًا طبخ الشاة بدون رجلها كما فعلت فاطمة بأمر من رسول الله صلى الله عليه وسلم.

كثيرٌ من السنن المرتبطة بكيفية توزيع العقيقة سواء للذكر أو الأنثى، يجب أن يعلمها كل من كان على مشارف استقبال مولود جديد.