كيفية التعامل مع البنت المراهقة في الإسلام في ظل الانفتاح الثقافي والاجتماعي، فالمراهقات في الفترة بين 13 إلى 18 يشعرون بأنهم أصبحوا أشخاصًا بالغة خاصةً بعد التغيرات الهرمونية التي تحدث لهم في ذلك الوقت، فتشعر الأمهات بعدم القدرة على التواصل مع بناتهن على الإطلاق، ومن خلال موقع سوبر بابا نتمكن من التعرف على وسائل التعامل مع البنات في سن المراهقة.

كيفية التعامل مع البنت المراهقة في الإسلام

يقول الداعية الإسلامي الشهير الشيخ “حمادة طنطاوي” إن الدين اهتم اهتمامًا بالغًا بالأنثى منذ صغرها إلى أن أصبحت مراهقة وشابة وأم.. وأكبر دليل على هذا الاهتمام هو وجود سورة كاملة في القرآن الكريم تحمل اسم سورة “النساء”، بالإضافة إلى الأحاديث التي وردت على لسان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – والتي تحث على الاهتمام بالمرأة.

1- تقبلي تذمر ابنتك

يجب على الوالدين خاصةً الأم في هذه الفترة تقبل عدم استقرار مشاعر ابنتهم في ذلك الوقت وإبداء عدم الرضا تجاه الكثير من الأشياء.

عند المطالبة بالتقبل فيجب العلم أنه يختلف اختلافًا كليًا عن التأييد، ولكن التقبل هنا تجنبًا للمشاحنات والدخول معها في صدامات ليس إلا.

اقرأ أيضًا: كيف أتعامل مع ابني المراهق إذا أخطأ

2- ابتعدي عما يضايق ابنتك المراهقة

إن في معظم الأحيان لا تلتفت الأمهات عما يثير غضب بناتهن، وأحيانًا لا ينتبه الكبار لمدى الأذى الذي يصيب المراهق، وذلك أثناء التنمر عليه أو ذكر عيوبه أو نواقصه من باب المزاح.

لكن فإن هذا قد ينجم عنه الكثير من المتاعب النفسية التي تؤثر على نفسية المراهق بالسلب، وعلينا تذكر قول الله تعالى: {لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ} [الحجرات:11].

3- احترام الخصوصيات

فإنها لم تعد الطفلة الصغيرة لذلك يجب الاحتفاظ بقدر من المساحة؛ حتى يتم الاستقلال بشكل جزئي مع الاحتفاظ بمبدأ المراقبة غير المباشر حتى يتم بناء علاقة من الود والمحبة بين الطرفين.

 4- لا تجمعي الأخطاء لها

إن التدقيق المستمر لما تفعله الابنة يساعد على حدوث فجوة بين الأبناء والآباء، ومن الجدير بالذكر أنه لا يمكن أن يحدث ذلك خصوصًا في هذه الفترة التي يجب أن يكون فيها التواصل دائم ومستمر بينهم.

لذلك على الوالدين تقدير الفترة التي تمر بها البنت وتفهم متى يجب الوقوف على المشكلة ومتى يجب التغاضي عنها.

5- ساعدي في بناء شخصية ابنتك

لمعرفة كيفية التعامل مع البنت المراهقة في الإسلام يجب على الأم أن تعلم أن هذه الفترة تتكون فيها شخصية البنت؛ لذلك يجب أن تساعدها وتدعمها في بناء شخصية قوية متحملة المسؤولية لديها قدر كبير من الثقة بالنفس.

ذلك من خلال التعامل باللين والرفق وحسن التوجيه؛ حتى تتقبل البنت النصائح التي توجه إليها بنفس راضية.

6- البعد عن النصيحة المباشرة

في هذا السن الخطر يكون السخط هو السائد لذلك على كل أم تجنب إعطاء الأمر المباشر بأن تقوم افعلي هذا وذاك..

لكن يجب أن تكون النصيحة لها شكل من الود والحب وهذا ما أمرنا به الله تعالى في كتابه العزيز قال تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ}.

7- ابتعدي عن المقارنات

إن انعقاد المقارنات الدائمة خاصةً في وجود الآخرين تلعب دورها في ضعف الثقة بالنفس في الوقت الذي يجب على الأم أن تدعم ثقة ابنتها في نفسها، هذا يؤدي إلى حدوث مضاعفات بعد ذلك نحن في غنى عنها.

8- تقديم الدعم النفسي

إن الأم هي مصدر العطف والحنان والدعم لابنتها خاصةً أثناء هذه الفترة؛ لذلك حتى تتمكن الأم من معرفة كيفية التعامل مع البنت المراهقة في الإسلام، عليها أن تستمع لجميع مشاكلها وأحزانها وما تعاني منه وما تحتاج إليه حتى يتحقق الحب المعتدل المتوازن.

9- النقد البناء لها

من المتعارف عليه أن الفتيات المراهقات يتضايقن بشدة عند تعرضها للانتقادات من قبل الوالدين وتعتبره أذى لها، لذلك فإن هذه المسؤولية تقع على عاتق الأم، فهي التي تكون قادرة على النقد بشكل بناء دون أن تجرح شخصيتها أو توجه اللوم إليها بشكل صريح؛ مما يسبب لها الضيق وقلة الثقة بالنفس.

اقرأ أيضًا: كيفية التعامل مع زوج نكدي

النظرية الإسلامية في تربية المراهقين

تقوم على 4 أسس منطلقة من قيم وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف من خلال القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وهي تربية الجسم، وتربية الروح، وتربية النفس، وتربية العقل.

إن الاهتمام بالتربية الصحيحة خاصةً في أثناء فترة المراهقة من الأمور التي تجعل المجتمع الإسلامي مجتمعً قويًا في ظاهره وباطنه.. وقد جاء على لسان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – “لاعبوهم سبعًا وأدبوهم سبعًا وصادقوهم سبعًا، ثم اتركوا لهم الحبل على الغارب”.

كما قدم القرآن الكريم بعض القواعد التي تؤدي إلى الانضباط أثناء فترة المراهقة من خلال وصايا لقمان الحكيم لابنه وهو يعظه، فقد قال الله – عز وجل –: “يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ” (لقمان: من ال آية13).

كما اعتبر الإسلام أن أحد أهم المعالم التي تعنى بعدم الخروج عن المألوف أثناء فترة المراهقة هي التعاون والتراحم، وما يدل على ذلك ما رواه أحمد في مسنده عن النعمان بن بشير – رضي الله عنه – عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أنه قال:” مثل المؤمن كمثل الجسد إذا اشتكى الرجل رأسه تداعى له سائر جسده”.

يدعو الدكتور سمير عبد الفتاح الخبير النفسي إلى التوقف عن محاولات برمجة حياة المراهق، وتقديم العديد من الحلول بدلًا منها مثل الاستماع إلى المراهق والتحلي بالصبر، واحترام طريقة تفكيره واستقلاليته واحتضانه بدلًا من انتقاده.

ينصح أيضًا الأمهات بضرورة إشراك الأب في تحمل أعباء تربية الأبناء في هذه المرحلة الخطيرة من حياتهم.

يقول للأم: يجب على البنت أن تعلم أنها انتقلت من مرحلة الطفولة إلى مرحلة جديدة تسمَّى مرحلة “التكليف”، وهي المرحلة التي تصبح فيها مسؤولة عن جميع تصرفاتها، وإنها مثلما زادت مسئولياتها فقد زادت حقوقها فقد أصبحت عضوًا فعالًا في الأسرة تشارك في اتخاذ جميع القرارات، ويؤخذ رأيها فيما يخصها.

تعطى لها مهام تؤديها ثقةً في قدراتها وتحملها للمسؤولية، يجب على الأم في هذه الفترة أن تعلم ابنتها الأمور الشرعية كالاغتسال، وكيفية التطهر، سواء من الدورة الشهرية أو من الإفرازات.

يجب إعطائها فرصة للتساؤل عن كل ما تشعر به حتى لا تأخذ معلوماتها من أي جهة خارجية تشوش أفكارها، كما يوجه نصيحة إلى الآباء أنه بدلًا من وسائل العقاب التي لا تكون مناسبة لهذا السن قم بفهم المشاكل التي يمرون بها والتي جعلتهم يقومون بهذه التصرفات.

عليك احترام أسراره وخصوصياته ولا تسخر مما يشعر به على الإطلاق، علاوةً على حرصك الدائم كونك قدوة صالحة له ومثلًا أعلى يحتذى به.

إن روح الشورى داخل الأسرى يجعل المراهق يشعر بأهمية رأيه الفعال في الأسرة بصورة عقلانية، علاوةً على إدراك بعض الأمور الدينية التي لا يمكن تجاهلها مثل: الصلاة والصيام وما إلى ذلك.\

اقرأ أيضًا: آثار إساءة معاملة الأطفال وإهمالهم

ما الذي يؤثر على البنات المراهقة أثناء هذه الفترة؟

للراغبين في معرفة كيفية التعامل مع البنت المراهقة في الإسلام فيجب العلم أن البنات في أثناء فترة المراهقة تحدث لها العديد من التغيرات الفسيولوجية والنفسية التي تؤثر عليهم أثناء مرحلة البلوغ، والتي يجب على الأهل أن يكونوا على علم بها عند التعامل معهم.

  • التغيرات الجسدية: إن التغيرات الجسدية والهرمونية التي تحدث للبنات في أثناء فترة البلوغ تؤدي إلى حدوث الكثير من التقلبات المزاجية، التي يجب على الأهل مراعاتها.
  • احتياجهم للاستقلال: في هذه الفترة تتمرد البنات على القواعد والقوانين الخاصة بالمنزل؛ لأنهم بحاجة إلى الشعور بالاستقلال الدائم وعدم الخضوع إلى أي قيود.
  • الظروف الأسرية: تؤثر الظروف الأسرية على نفسية البنات المراهقات، علاوةً على الغيرة الأخوية ومواجهة الأمور المادية وما إلى ذلك.
  • الأعباء الدراسية: إن ما يحدث داخل المدرسة من التعرض للتنمر أو التعرض للرفض أو ضعف المستوى الدراسي يؤدي إلى التأثير على نفسية البنت المراهقة بالسلب.
  • عدم القدرة على التعبير: تعاني المراهقات في أثناء هذه الفترة من فقدان القدرة على التعبير عما يشعرن به، بالإضافة إلى الخوف الدائم من التعرض للانتقادات أو اللوم.

غالبًا ما يرددن جملة “أنتم لا تعلمون شيئًا عما نمر به”، لذلك يجب على الأهالي الاستماع إلى بناتهن لفهم الحالة التي يمرون بها.

يجب على جميع الأهالي استثمار فترة المراهقة بشكل إيجابي، وذلك عن طريق توجيه طاقة المراهق للجهات الإيجابية التي تجعله عضوًا فعالًا في المجتمع.