صفات حور العين في القرآن بالتفصيل جاء ذكرها في العديد من الآيات، فهن نساء لا يعلم مقدار جمالهن سوى الله سبحانه وتعالى ويكون للمؤمن في الجنة زوجتان منهن وللشهيد اثنتي وسبعين امرأة من حور العين على الأقل وسنعرض لكم بالتفصيل في هذا المقال على موقع سوبر بابا.

وصف حور العين في القرآن الكريم  

تتصف حور العين بالجمال الشديد الذي لم تراه عين ووصفهن الله عز وجل بالياقوت والمرجان لشدة بياضهم ولمعان أجسادهن، حيث قال سبحانه وتعالى (كأنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ) وعن أعينهم فإنها واسعة في غايه الجمال ومكحلة (وَحُورٌ عِينٌ*كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ).

يتميزون بكل صفات الحسن والكمال وقال الحسن البصري عن حور العين (هنَّ عجائزكم العُمص العُمش طَهُرنَ من قاذورات الدّنيا وقال تعالى (وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) فهن مطهرات من قاذورات الدنيا من حيض ومخاط وبول، ولم تقع عليهن الولادة والدليل على ذلك قوله سبحانه وتعالى (إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً* فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا * عُرُبًا أَتْرَابًا * لِّأَصْحَابِ الْيَمِينِ).

هن ليسوا من صلب آدم عليه السلام بل من خلق وإن شاء الله سبحانه وتعالى لأهل الجنة من رجال مؤمنين ولم يمسهن أحد من الإنس أو الجن. ويصف الله حور العين بأنهن متحببات عاشقات لأزواجهن.

ذكر عن حور العين أنهن لا يخرجن من بيوتهن ولا يتزين الا لأزواجهن قال الله عز وجل (حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ).

اقرأ أيضًا: يوم القيامة في الإسلام

وصف حور العين في الأحاديث النبوية الشريفة

ذكرت حور العين في العديد من الأحاديث النبوية وأحاديث عن الصحابة يصفون جمالهن، عن رسول الله على الصلاة والسلام (لو اطلعت امرأة من نساء أهل الجنة إلى الأرض لملأت ما بينهما ريحًا، ولأضاءت ما بينهما، ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها)

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال عن النبي عليه السلام (أَوَّلُ زُمْرَةٍ تَدْخُلُ الجَنَّةَ علَى صُورَةِ القَمَرِ لَيْلَةَ البَدْرِ، والذينَ علَى آثَارِهِمْ كَأَحْسَنِ كَوْكَبٍ دُرِّيٍّ في السَّمَاءِ إضَاءَةً، قُلُوبُهُمْ علَى قَلْبِ رَجُلٍ واحِدٍ، لا تَبَاغُضَ بيْنَهُمْ ولَا تَحَاسُدَ، لِكُلِّ امْرِئٍ زَوْجَتَانِ مِنَ الحُورِ العِينِ، يُرَى مُخُّ سُوقِهِنَّ مِن ورَاءِ العَظْمِ واللَّحْمِ) صحيح البخاري، بعد علم كل أهل الجنة بمكانتهم منزلتهم ترحب بهم حور العين مستبشرات الفرح والسرور بقدومهم.

اقرأ أيضًا: العشرة المبشرين بالجنة بالترتيب

سبب خلق الله حور العين

حث الرجال المؤمنين لزيادة طاعتهم لله تعالي وعباداتهم في الدنيا، فقد خلق الله حور العين كمكافأة للرجال المؤمنين، فبعد ما خلق الله الجنة والنار خصص الله لأهل الجنة ما لاعين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على بال بشر من جمال من قبل.

في مقابل ذلك أعد للكافرين نار جهنم وعذابًا أليمًا، وقد خلق الله كل هذا في الجنة ليكون فيها من المسرات والنعيم لعباده الصالحين، فقد جاء في وصفهن ما يذهب العقول ويسحر القلوب.

قد ذكر العلماء أن جمال حور العين يفوق الوصف ومن شده جمالهن، وقد ذكر الله تعالى لوصفهن (وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ* كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ) وأيضًا (وَحُورٌ عِينٌ* كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ) فقد نفي الله عنهن كل صفات النقص.  

حكم جماع الرجل لحور العين في الجنة

يقع هنا سؤال هل أتاح الله المعاشرة والجماع في الجنة لحور العين من رجالهن؟ والإجابة على هذا السؤال هو نعم، أباح الله الجماع بحر العين من رجالهن.

فقد خلق الله حور العين ليتمتع بهن الرجل المؤمن وتكون كمكافأة له على ما فعل من أعمال طيبة في الدنيا، فله الحق بالاستمتاع بها وحتى إن اشتهى الرجل أن يلد منها أمر الله حور العين بالحمل والولادة في ساعة دون مشقة وعناء الدنيا وعن ذلك قال أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي عليه أفضل السلام:

(إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا اشْتَهَى الْوَلَدَ فِي الْجَنَّةِ كَانَ حَمْلُهُ وَوَضْعُهُ وَسِنُّهُ فِي سَاعَةٍ كَمَا اشْتَهَى) صحيح الترمذي

يعطي الله الرجل في الجنة قوة مائة رجل في المشرب والمطعم والمأكل والشهوة والجماع، فعن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم (يعطى المؤمنُ في الجنَّةِ قوَّةَ كذا وَكذا في الجِماعِ قيلَ يا رسولَ اللَّهِ أوَ يُطيقُ ذلِكَ قالَ يعطى قوَّةَ مائةٍ) صحيح الترمذي

اقرأ أيضًا: ثلاث علامات يرسلها الله قبل الموت

أقوال في صفات حور العين

فبالإضافة إلى كل ما سبق من صفات حور العين والحديث عن جمالهن وأخلاقهن ولكن زيادة على ذلك فقد قال ابن القيم رحمة الله عليه عن حور العين في قصيدته التي أبدع بها (نونية الإمام ابن القيم) التي كان يصف فيها الجنة من جمال ونعيم.

فاسمعْ صفاتِ عرائسِ الجنّات

ثمَّ اخترْ لنفسكَ يا أخا العرفان

حور حِسان قدْ كملنَ خلائِقاً

ومحاسِناً من أجمل النّسوانِ

حتّى يحارُ الطَّرف في الحُسنِ الذي

قدْ أُلبست فالطّرفُ كالحيرانِ

ويقولُ لمّا أن يشاهدَ حُسنَها

سبحان مُعطي الحُسن والإحسان

والطّرف يشرب من كؤوسِ جمالها

كالبدرِ ليلَ الستّ بعد ثمانِ

والشّمسُ تجري في محاسنِ وجهِها

واللّيلُ تحتَ ذوائب الأغصانِ

فتراهُ يعجبُ وهوَ موضعُ ذلكَ من

ليلٍ وشمسٍ كيفَ يجتمعانِ

فيقولُ سبحانَ الذي ذا صنَعه

سبحانَ متقنِ صنعةِ الإنسانِ

فقد أبدع ابن القيم في بيان حور العين ووصفهن في أبيات قصيدته المشهورة الأكثر من رائعة في معانيها.

الجنة زينها الله وأنشأها بكل ما يخطر وما لا يخطر على بال بشر لتكون نعم مكافأة لصبر المؤمن على ابتلاءات الدنيا ومشقتها وحور العين من أعلى وأسمى هذه النعم في الجنة والتي ينالها المؤمن.