صفات المرأة الصالحة في القرآن هي التي يجب على المرأة المسلمة صحيحة الدين أن تتحلى بها، فلقد أمرها بها الله ورسوله لضمان نيلها الخير في الدنيا وحسن الثواب في الأخرة، جنة المرأة في الأرض هي صلاح حالها وتقواها، لهذا يجب عليها التمسك بصفات الصلاح، في موقع سوبر بابا قمنا بذكر تلك الصفات مدعمة بآيات الذكر الحكيم وأحاديث السنة النبوية الشريفة.

صفات المرأة الصالحة في القرآن

المرأة المسلمة قام الله عز وجل بتعظيم شأنها وقدرها في الإسلام، ولكن كي تستحق المرأة المكانة يجب أن تتحلى بعظيم الخلق والصفات، لهذا ذكر الله لها في القرآن الكريم عدد من الآيات التي يجب أن تتحلى بالصفات المذكورة بها.

1- التحلي بالعفة

العفاف المذكور في كتاب الله الذي يجب أن تتحلى به المرأة هو عفاف الشرف وغض البصر، فالمرأة العفيفة هي الكنز الذي إذا فاز بها الرجل ترتب يداه، وهي المرأة الصالحة التي يعدها الله بالفوز في الآخرة بجنات النعيم.

قال تعالى في سورة النور:” قُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ“، كان تقديم غض البصر في الآية السابقة هو توضيح من الله أن النظرة هي مدخل الشيطان التي يجب أن تحترس منه المرأة.

قال تعالى في سورة التحريم:” وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا“، في تلك الآية ضرب الله تعالى المثل بمريم ابنة عمران –رضي الله عنهما، السيدة مريم هي رمز العفاف التي كافئها الله بأن جعلها أم لنبي الله عيسى فكيف للمرأة المؤمنة ألا تتسم بالعفاف بغية إرضاء الله وتعظيمهّ.

اقرأ أيضًا: أحاديث نبوية عن الزوجة الصالحة

2- الخجل والحياء

حياء المرأة الصالحة الموجود في القرآن هو الحياء في كافة أفعالها من تعاملات وحديث ونظرات ومشيها بين الناس، المرأة الصالحة علامتها الكبرى هي الحياء، لذا خص الله تعالى لكل موضوع من تلك المواضع آيات واضحة امرأة لتلتزم بها كما ذكر الله تعالى مواقف وقصص من الأمم السابقة توضح حياء المرأة.

قال تعالى في سورة  القصص:” فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا“، تلك الواقعة التي كانت بين نبي الله موسى وابنتي نبيه شعيب تدل على أن المرأة الصالحة هي التي تتمسك بالحياء حتى وإن كانت تعامل نبي من أنبياء الله.

3- الوقار والجدية

الوقار الذي ذكره الله تعالى في كتابه القرآن الكريم يخص كافة تعاملات المرأة المسلمة خاصة طريقة سيرها، يجب أن تتحلى المرأة بشيء من الوقار في خطواتها دون لفت انتباه أحد المارة لها.

قال تعالى في سورة النور:” وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ“، في الآية الكريمة أمر صريح من الله تعالى للمرأة ألا تضرب في مشيتها متعمدة حتى لا تلفت الانتباه لها ولا يتبعها بنظره من في قلبه مرض من نظرات تقع به في كبائر الذنوب.

كما أن الجدية المقصودة هنا هي الجدية في الحدوث دون تمايل أو إظهار طبقة من الصوت بها رقة أو نعومة مبالغ فيها تجرح المظهر العام والصحيح للمرأة المسلمة، قال تعالى في سورة الأحزاب:” فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا

في تلك الآية يأمر الله تعالى المرأة المسلمة أن تكون غير خاضعة بالقول ولا متساهلة بشكل يخدش حيائها ويضعها في مظهر مسيء لها، كما أن الآية توضح أن المرأة الصالحة في القرآن الكريم يجب أن يكون حديثها حقًا ذو وزن ومناسبة لا حديث تافهة.

4- التحلي بالاحتشام

الاحتشام في الزينة واللباس من صميم الدين ومن أهم صفات المرأة الصالحة في القرآن الكريم، فرض الله عز وجل الحجاب على النساء لأنه المكمل لحيائها وتقواها كما أنه يحميها من لفت الأنظار لها من قبل الرجال الذين لا يغضوا أبصارهم.

قال الله تعالى في سورة النور:” وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا  وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ  وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ“.

تلك الآية هي الأمر الصريح من الله للنساء بالاحتشام، فالأحق بزينة المرأة الصالحة هو زوجها فقط، فالجلباب هو الثوب الواسع الفضفاض الذي لا يصف جسد المرأة ولا يبدي زينتها.

اقرأ أيضًا: مواصفات الزوجة الصالحة في الاسلام

مميزات يجب أن تتحلى بها المرأة

أولًا: تجنب الغيرة

من أهم صفات المرأة الصالحة في القرآن هي تجنب الغيرة، فالغيرة هي الصفة التي تتحلى بها النساء على حدٍ سواء، ولكن عند الوقوع في شركها تتأثر المرأة وعلاقتها بزوجها، حتى أن زوجات رسول الله وقعت في خطأ الغيرة المفرطة.

قال الله تعالى في سورة التحريم:” وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَىٰ بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَن بَعْضٍ  فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنبَأَكَ هَٰذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ

ثانيًا: الوفاء للزوج

عرض القرآن الكريم توضيح شامل لصفة الوفاء التي يجب أن تتحلى بها المرأة الصالحة، قال تعالى في سورة ص :” وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنَّا وَذِكْرَىٰ لِأُولِي الْأَلْبَابِ” آية 43

تلك الآية عرض لدور زوجة سيدنا أيوب خلال مرضه والابتلاء الذي عانى منه لفترات طويلة ولكن كانت زوجته الصالحة هي الهبة التي منحها الله إياه لتعينه على تحمل الأيام الشاقة والمرض.

كما أن صفة الوفاء للزوج تحمل في طياتها العديد من الملامح الهامة المكملة لهذا المعنى القيم والكبير مثل الطاعة والصبر والمحافظة على سلامة الاسرة، كما أن الحداد من صور الوفاء للزوج بعد مماته ومدة الحداد هي مدة العدة التي تختلف من حال امرأة للأخرى.

ثالثًا: تجنب التفاخر بالنسب

تقع العديد من النساء في خطر التفاخر بنسبها أمام زوجها مما يعمل على نشأة مشاعر الغضب بقلب الزوج مما يهدد استقرار الحياة الزوجية، ضرب الله عز وجل العديد من الأمثال التي توضح صفات المرأة الصالحة في القرآن الكريم التي تبتعد المفاخرة بنسبها.

المثل الأشهر في هذا الشأن هو الآية التي نزلت في رفض زينت بنت جحش الزواج من زيد بن حارثة بسبب تفاخرها بنسبها بالرغم من أن رسول الله هو الذي أمر بهذا الزواج، ولكن بعد ذلك تم الزواج ولكنه انتهي بالطلاق بسبب مداومة زينب على التفاخر بنسب عائلتها.

صفات المرأة الصالحة في القرآن الكريم يمكن إحصائها والعمل بها كي تضمن المرأة  المسلمة أنها على الطريق الصحيح في الدين.

أما في أمر رفضها الزواج، قال الله تعالى في سورة الأحزاب:” وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ  وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا

اقرأ أيضًا: مواصفات الزوجة المثالية في الإسلام

رابعًا: إقامة شعائر الدين

من صفات المرأة الصالحة في القرآن الكريم حرصها على إقامة شعائر الدين التي أمر بها الله عز وجل، حين تكون المرأة مقيمة لأركان دينها ستكون دائمًا متحلية بصفات الصلاح والتقوى التي تجعلها مسلمة مكتملة الدين ترتقي لدرجة الإيمان الكامل.

قال تعالى في سورة التوبة:” وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ  يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَٰئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ

المرأة المسلمة دومًا ما تبحث عن صفات المرأة الصالحة في القرآن، وذلك لكي تحتذي بها وتنال رضا الله ورضا زوجها.