دعاء عن عذاب القبر من أكثر الأدعية التي يجب الالتزام بها بعد كل صلاة لعلها تكون المُنجية لصاحبها بعد وفاته، كما أنها تتردد على ألسنة المُسلمين في كل وقت خوفًا من العذاب، ويعرض لنا موقع سوبر بابا بعض الأدعية للوقاية من عذاب القبر التي وردت في السُنن عن السلف الصالح.
دعاء عن عذاب القبر
الخوف من عذاب القبر من المشاعر التي تبعد العبد عن ارتكاب المعاصي والذنوب التي تحول بينه وبين طريق الله وطاعته، حيث أكد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن بنزول العبد إلى قبره ينتقل إلى مرحلة تُسمى البرزخ يتلقى فيها العبد إن كان من الأشقياء في الحياة الدُنيا.
ذكر الله تعالى في آياته أدعية للتعوذ من عذاب القبر، كمنحة للمؤمن يدعو بها الله سبحانه وتعالى آناء الليل وأطراف النهار أملًا أن يتقبّل الله دعاءه وينجيه من فتنة القبر.
- رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا ۚ رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ.
- رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.
- رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.
- رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ۖ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ۚ أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ.
- اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ البُخْلِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الجُبْنِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ أَنْ نُرَدَّ إِلَى أَرْذَلِ العُمُرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الدُّنْيَا، وَعَذَابِ القَبْرِ.
- اللَّهمَّ اغفرْ لَهُ وارحمهُ، وعافِهِ واعفُ عنهُ، وأكْرِم نُزَلَهُ، ووسِّع مُدَخلَهُ، واغسلْهُ بالماءِ والثَّلجِ والبَردِ، ونقِّهِ منَ الخطايا كما نقَّيتَ الثَّوبَ الأبيضَ منَ الدَّنسِ، وأبدِلهُ دارًا خَيرًا مِن دارِهِ، وأهلًا خَيرًا مِن أهلِهِ، وزَوجًا خَيرًا مِن زَوجِهِ، وأدخِلهُ الجنَّةَ ونجِّهِ منَ النَّارِ.
- أَعِذْهُ مِن عذابِ القبرِ.
- اللهمَّ اغفرْ لحيِّنا وميتِنا وشاهدِنا وغائبِنا، وصغيرِنا وكبيرِنا، وذكرِنا وأنثانا، اللهمَّ من أحييتَه منا فأحيهِ على الإسلامِ ومن توفَّيتَه منا فتوفَّهُ على الإيمانِ [زاد بعضُهم] اللهمَّ لا تحرمنا أجرَه ولا تضلَّنا بعده.
- اللهم أحسن خاتمتنا واجمعنا مع الصديقين والمرسلين والشهداء، ونجنا من العذاب في القبر واجعل قبورنا روضة من رياض الجنة ولا تجعلها حفرة من حفر النار يا أكرم الأكرمين.
- اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، وأبوء بنعمتك عليّ وأبوء بذنبي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت برحمتك يا راحم السماوات والأرض.
يرى العبد في قبره لمحات من الآخرة والمصير الدائم الذي ينتظره، فبعد نزوله إلى القبر وذهاب أقاربه وانتهائهم من مراسم الدفن تعود له روحه مرة أخرى، ويُفتح القبر على نافذة يرى منها الذي وعده الله به.
فإن كان من العباد الصالحين الآمرين بالمعروف والناهيين عن المُنكر فيرى بعضًا من نفحات الجنة ومكانه به، أما إن كان يداوم على المعاصي ويُقدم على الفواحش فيرى العذاب الأليم الذي ينتظره، ويكون قبره حفرة من حفر النار.
لذا على كل مسلم ومؤمن التعوذ من عذاب القبر والتضرع إلى الله في الدعاء للنجاة من عذاب ووحشة القبر، لأن الدعاء من الأمور المُحببة للتقرب من الله –عز وجل- وفرصة عظيمة؛ لتحقيق الأمنيات وطلب المغفرة والرحمة والدعاء بالهداية والابتعاد عن كل الآثام والمعاصي التي لا ترضي الله.
اقرأ أيضًا: دعاء دخول المقابر
أدعية للنجاة من عذاب القبر
هناك بعض الأدعية التي تكون خير مثال على دعاء عن عذاب القبر وتتردد على ألسنة المسلمين بقلوب خاشعة تنتظر إجابة المولى تعالى.
- اللهم قِنا العذاب في القبر والعذاب في النار وفتنة المحيا والممات.
- اللهم أكفنا شر فتنة القبر وعذاب القبر للمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات إنك سميع مجيب الدعوات.
- اللهم اصرفني عن العذاب في القبر والعذاب في النار، وارزقني الشهادتين وثبتني عند سؤال الملكين.
- اللهم إني أعوذ بك من الكسل والجبن وسوء الكبر والعذاب في القبر والعذاب في النار.
- اللهم إني أعوذ بك من فتنة المسيح الدجال وفتنة القبر وقنا عذاب النار.
- اللهم أني أعوذ بك من شر ما صنعت وما لم أصنع، ومن شر نفسي وشر الشيطان، اهدنا إلى سبل الخير ونجنا من عذاب القبر وعذاب النار.
- اللهم رب الكون والمقام والخير والأنعام، نسأل أن تبلغ رسولنا السلام، وتقنا من عذاب النار.
- اللهم ابنِ لنا عندك بيت في الجنة، وبشرّنا بمقعدنا في الجنة يوم نلقاك عند البرزخ وأعِذنا وأهلنا من العذاب في القبر.
اقرأ أيضًا: هل يفرح الميت بالدعاء له
أنواع العذاب في القبر
ورد في القرآن والسنة النبوية عدة تفاصيل حول عذاب القبر، والدلالة على وجود العذاب في الآيات القرآنية في قوله تعالى: “وَلَنُذِيقَنَّهُم مِّنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ”.
في تلك الآية الكريم إشارة إلى أن الله عز وجل يعذب الكافرين في القبر قبل العذاب الأكبر الذي يلقونه في نار جهنم خالدين فيها أبدا.
1- تسليط الأفاعي
من أنواع العذاب في القبر تسليط سبعون حيّة في القبر فيبيت العبد العاصي في العذاب مقيمًا تلدغه وتخدشه حتى يوم القيامة؛ ليذوق العذاب جراء ما فعل، وورد صحة ذلك في حديث النبي للصحابة عندما فسر لهم الآية التي تحمل دلالة على نعيم الآخرة وبراح القبر للمؤمن.
فروى أبو هريرة – رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “أتَدْرونَ ما المَعيشةُ الضَّنكةُ”؟ قالوا: اللهُ ورسولُه أعلَمُ، قال: “عذابُ الكافرِ في قَبرِه، والذي نفْسي بيَدِه، إنَّه يُسلَّطُ عليه تِسعةٌ وتِسعونَ تِنِّينًا، أتَدْرونَ ما التِّنِّينُ؟ سَبعونَ حَيَّةً، لكل حَيَّةٍ سَبعُ رُؤوسٍ يَلسَعونَه، ويَخدِشونَه إلى يومِ القِيامةِ“.
2- تضييق القبر على المتوفى
يعتبر ضيق القبر على الميت من أنواع العذاب الشديد، فإن الله يأمر بتضييق القبر على صاحبه جزاء بما ارتكبه من الذنوب كالكذب وفعل المنكر واتباع أهوائه وأهواء الشياطين.
فهنيئًا بمن أنعم الله عليه باتساع القبر ورؤية النعيم الذي يصبح فيه مخلدًا يوم القيامة، فعن عائشة رضي الله عنها وارضاها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إنَّ للقَبرِ ضَغطةً، لو كان أحَدٌ ناجيًا منها نَجا سَعدُ بنُ مُعاذٍ).
3- ضرب الرأس بحجر وانشقاق الفم
هذا عذاب من أخذ الربا واستحل ما حرّم الله عليه، فجزاؤه رمي فمه بحجر فينشق نصفين، ثم يعود كما كان، ثم يظل يكرر هذا حتى قيام الساعة.
عن سمرة بن جندب روى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ رَجُلَيْنِ أتَيانِي، فأخْرَجانِي إلى أرْضٍ مُقَدَّسَةٍ، فانْطَلَقْنا حتَّى أتَيْنا علَى نَهَرٍ مِن دَمٍ فيه رَجُلٌ قائِمٌ وعلَى وسَطِ النَّهَرِ رَجُلٌ بيْنَ يَدَيْهِ حِجارَةٌ، فأقْبَلَ الرَّجُلُ الذي في النَّهَرِ، فإذا أرادَ الرَّجُلُ أنْ يَخْرُجَ رَمَى الرَّجُلُ بحَجَرٍ في فِيهِ، فَرَدَّهُ حَيْثُ كانَ، فَجَعَلَ كُلَّما جاءَ لِيَخْرُجَ رَمَى في فيه بحَجَرٍ، فَيَرْجِعُ كما كانَ، فَقُلتُ ما هذا؟ فقالَ: الذي رَأَيْتَهُ في النَّهَرِ آكِلُ الرِّبا).
وضحت السنة النبوية المنقولة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم طبيعة العذاب في الآخرة بدايةً من النزول إلى القبر، لعل العباد يتقون الله ويسلكون طريق الحق والهداية.
