دعاء سيدنا الخضر للشفاء من الأمراض يعد أحد أشهر الأدعية المنسوبة لسيدنا الخضر رغم اختلاف الآراء والمذاهب حوله، حيث من المتعارف عليه أنه من الصالحين ذو المكانة العالية عن الأمة الإسلامية؛ وفقًا لرحلته مع سيدنا موسى عليهم السلام، لذا يأتي موقع سوبر بابا ببيان الدعاء الذي دعاه سيدنا الخضر للشفاء من الأمراض.

دعاء سيدنا الخضر للشفاء من الأمراض

جاء في بعض الأحاديث الضعيفة وغير الصحيحة فهو لا يعتبر دعاء ثابت ومن الأحاديث التي جاء فيها عن عبد الله ين عباس – رضي الله عنهما – قال (يَلتقي الخضرُ وإلياسُ عليْهِما السلام كلَّ عامٍ بالموسمِ بمنًى فيَحلقُ كلُّ واحدٍ مِنهما رأسَ صاحبِهِ فيَتفرقانِ عن هؤلاء الكلماتِ: بسمِ اللهِ ما شاءَ اللهُ لا يسوقُ الخيرَ إلا اللهُ، لا يَصرفُ السوءَ إلا اللهُ، ما كان من نِعمةٍ فمنَ اللهِ، ما شاءَ اللهُ، لا حولَ ولا قوةَ إلا باللهِ) (وهو حديث ضعيف غير صحيح).

اقرأ أيضًا: دعاء لنفسي بالشفاء والتوفيق

آراء علماء الإسلام في دعاء سيدنا الخضر

دعاء سيدنا الخضر للشفاء من الأمراض ليس صحيح، حيث أكد العلماء أنه باطل وضعيف..  والحديث الذي جاء فيه الدعاء أكد الأئمة أن بعض الرواة غير المعروفين وضعوه، حيث يُعد مردود لما جاء في كتاب الموضوعات لابن الجوزي.

ففي تفاصيل صحة وسند الحديث أن حديث الخضر الذي رواه عبد الله بن محرز متروك ومحمد الهواري وهم رواه غير معروفين ولا يتخذ بأحاديثهم وقال الإمام أحمد أن الأئمة لا تأخذ بهذا الحديث لضعفه وعدم صحته.

لفظ الحديث هو (يا من لا يشغله سمع عن سمع ويا من لا تغلطه المسائل ولا يا من لا يتبرم بإلحاح الملحين، وفي لفظ يا من لا يبرمه إلحاح الملحين أذقني برد عفوك وحلاوة رحمتك) والظاهر هو عدم صحة الحديث لعدة أمور.

  • الأمر الأول: أنه لم يتواجد في كتب السنة المشهورة، وإن كان له فضل فيتوجب وجوده في كتب السنة التي يحرص العلماء على نفع الناس بها.
  • الأمر الثاني: أنه جاء على لسان راوي غير معروف وحكم عليه من ابن الحجر بأنه ضعيف ولا يستند به.
  • الأمر الثالث: قال الإمام السيوطي في كتابه مصطلح الحديث ذكر علامات الضعف به قائلًا ” وما به وعد عظيم أو وعيد على حقير وصغيرة شديد” ويستدل علماء الحديث على قول السيوطي بأنه وضع اشتمالًا على أن العمل القليل عليه ثواب كبير.

لكن على المسلمين الاعتماد الأدعية التي جاءت على لسان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بالإضافة إلى ما جاءت في صحيح الأئمة المعترف بها.

أدعية للشفاء من الأمراض

هناك العديد من الأدعية يمكن الدعاء بها بنية الشفاء لأن الدعاء عبادة وهي بمثابة طوق النجاة للذين أرهقهم وأهلكهم المرض، وعلى من ابتلى بالمرض أن يتضرع إلى الله بالدعاء، وألا ييأس من رحمة الله فبيده الشفاء – سبحانه وتعالى- وإذا أراد شيئًا إنما يقول له كن فيكون.

  • اللهم أني أسألك العفو والعافية في صحتي وحياتي وألبسني ثوب الصحة يا أرحم الراحمين.
  • اللهم اشفني، اللهم خذ بيدي واحفظني بعزك الذي لا يضام يا مجيب الدعوات.
  • اللهم اشفني ومدني بالصحة والعافية لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك إنك أنت الرحيم بالعباد.
  • يا رب اشفيني وأنزل علي رحمتك وشفائك على هذا الوجع.
  • اللهم إني استودعك نفسي وصحتي فاشفني برحمتك التي وسعت كل شيء.
  • اللهم عافني في سمعي وعافني في بصري وعافني في قلبي وعافني في بدني بيدك الأمر إنك على كل شيء قدير.
  • اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك أعوذ بك من كل شر يمس جسدي ومن كل مرض يصيب بدني فيرهقني ويحزنني ويؤلمني اللهم اشفني اللهم اشفني اللهم اشفني.
  • يا رب إني مسني الضر وأنت الرحيم بعبادك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أن تذهب عني البأس وتشفيني شفاء لا يغادر سقمًا.
  • اللهم ارحم ضعفي وعجزي وقلة حيلتي فأنت رب الداء والدواء بيدك أموري فاشفني يا مجيب الدعوات.
  • اللهم إني اتألم ولا يراني ويشعر بي سواك أنت عالم الغيب وعالم السر والعلن.
  • يا مجيب الدعوات خفف عني ورد إلى صحتي وعافيتي يا من يعيد للمريض صحته وللضعيف قوته وللمظلوم حقه بيد كل شيء يا رب العالمين.
  • اللهم منّ عليّ بالصحة والعافية وأتمّ عليّ شفائي وصحتي ولا تجعلني أشكو همًا ولا حزنًا يا أكرم الأكرمين.
  • يا رب أنت عالم الغيب رب كل شيء أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أن تريح قلبي وتشفي جسدي، اللهم إني أعلم أن مرضي ابتلاء وأنا صابر على هذا الابتلاء وأنت تعلم أنني أتألم فارحمني يا رب.
  • اللهم اشفني من المرض وقني شر الأمراض والأوبئة أنا وسائر المسلمين.
  • اللهم عافني من سوء الأسقام والأمراض والعاهات واشفيني وأزح عني غمة المرض.

اقرأ أيضًا: دعاء شفاء المريض ليلة الجمعة

أفضل أدعية للشفاء من الأمراض

المرض ابتلاء وعلى المؤمن أن يشكر الله –سبحانه وتعالى- في السراء والضراء ويصبر على البلاء لما في ذلك من عظيم الأجر، بالإضافة إلى أن عليه اللجوء إلى ربه بالدعاء ليشفيه ويخفف عنه، كما يستعين بما جاء في الكتاب والسنة النبوية من أحاديث وأدعية على لسان نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم.

فعن أبي بن كعب – رضي الله عنه- قال (كانَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذا ذَهَبَ رُبُعُ اللَّيلِ قامَ فقالَ: أيُّها النَّاسُ اذْكُروا اللهَ، جاءَتِ الرَّاجِفةُ تَتْبَعُها الرَّادِفةُ، جاءَ المَوْتُ بما فيه، جاءَ المَوْتُ بما فيه).

  • عن أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – (اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاس، مُذهِبَ الباسِ، اشف أنت الشافي، لا شافي إلا أنت، اشفه شفاءً لا يغادِرُ سَقَمًا).
  • روى أبو داوود عن أبي الدرداء قال: سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم- يقول (من اشتَكَى منكم شيئًا أو اشتَكاهُ أخٌ لَه فليقُل ربَّنا اللَّهُ الَّذي في السَّماءِ تقدَّسَ اسمُكَ أمرُكَ في السَّماءِ والأرضِ كما رحمتُكَ في السَّماءِ فاجعَل رحمتَكَ في الأرضِ اغفِر لَنا حوبَنا وخطايانا أنتَ ربُّ الطَّيِّبينَ أنزِلْ رحمةً من رحمتِكَ وشفاءً من شفائِكَ علَى هذا الوجَعِ فيبرأ).
  • أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيكِ وسائر مرضى المسلمين.
  • أسألك اللهم أن تشفيه، لا ضر إلا ضرك، ولا نفع إلا نفعك، ولا ابتلاء إلا ابتلاؤك، ولا معافاة إلا معافاتك، أنت الحي القيوم.
  • أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من نفخه ونفثه وهمزه.
  • أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عينٍ لامةٍ.
  • بسم الله أرقيك من كل شيءٍ يؤذيك من شر كل نفسٍ أو عين حاسدٍ الله يشفيك بسم الله أرقيك.
  • بسم الله أرقيك من وساوس الصّدر وشتات الأمر، من الأمراض والأوهام، ومن نزغات الشّيطان ومن الأسقام، ومن الكوابيس ومن مزعجات الأحلام.
  • رب الناس اشفي أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاءً لا يغادر سقماً أذهب البأس رب الناس بيدك الشفاء لا كاشف له إلا أنت يا رب العالمين.
  • ربّ إنّي مسّني الضرّ وأنت أرحم الرّاحمين.
  • اللهمّ اشفه شفاءً ليس بعده سقماً أبداً، اللهمّ خذ بيده، اللهمّ احرسه بعينيك التّي لا تنام، واكفه بركنك الّذي لا يرام، واحفظه بعزّك الّذي لا يُضام، واكلأه في الّليل وفي النّهار، وارحمه بقدرتك عليه، أنت ثقته ورجاؤه، يا كاشف الهم، يا مُفرج الكرب، يا مُجيب دعوة المُضطرين.
  • اللهمّ ألبسه ثوب الصحّة والعافية عاجلاً غير آجل يا أرحم الراحمين، اللهمّ اشفه، اللهمّ اشفه، اللهمّ اشفه، اللهمّ آمين.
  • اللهمّ إنّا نسألك بكلّ اسمٍ لك أن تشفيه.
  • اللهم إني أسألك من عظيم لطفك وكرمك وسترك العظيم إن تشفيه وتمده بالصحة والعافية لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك إنك على كل شيء قدير.
  • يا إلهي، اسمك شفائي، وذكرك دوائي، وقربك رجائي، وحبّك مؤنسي، ورحمتك طبيبي ومعيني في الدّنيا والآخرة، وإنّك أنت المعطي العليم الحكيم.

أدعية القرآن الكريم للشفاء من الأمراض

المرض والشفاء بيد الله سبحانه وتعالى، فهو يبتلي العبد ليختبر صبره ويحمي ذنوبه ويكفر عن سيئاته، وعلى العبد أن يتضرع إلى المولى تعالى بالدعاء والذكر وتلاوة آياته الكريمة؛ فيخلصه الله من مرضه ويُثقل ميزان حسناته، مُضاف إلى ذلك الأخذ بالأسباب والحصول على العقاقير الموصوفة.

  • قال تعالى {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ} (يونس:57).
  • قال تعالى في كتابه الكريم {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ۙ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا} (الإسراء:82).
  • {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ*وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ*الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ*وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ*فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا*إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا*فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ*وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَب} (الشرح).
  • {وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (79) وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80) وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ} (الشعراء: 81).
  • {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَّقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ ۖ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ ۗ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ ۖ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى ۚ أولئك يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ} (فصلت:44).
  • ُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا ۚ يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِّلنَّاسِ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} (النحل:69).

اقرأ أيضًا: الدعاء المستجاب من أول مرة

ثمرات الدعاء

الدعاء له الكثير من الثمرات والفضائل فهو يقرب العبد من ربه ويجعله يناجي من ليس كمثله شيء من بيده الخير والملكوت، فلا يوجد ما يحجبك عن الله عز وجل، فعليك بالتوجه إلى داعيًا متضرعًا تطلب منه العفو والمغفرة والحسنة في الدنيا والآخرة.

  • سبب لانشراح الصدر: الدعاء فيه شفاء للصدور من الأحزان والهموم مثلما جاء من دعوات النبي –صلى الله عليه وسلم –قال (اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير، واجعل الموت راحة لي من كل شر).
  • الدعاء يرفع البلاء: يغفل الكثيرون عن أهم فضائل وثمرات الدعاء وهي دفع البلاء، فالدعاء يدفع البلاء عن المسلم وتبين ذلك في قول رسول الله –صلى الله عليه وسلم (لا يردُّ القدرَ إلا الدعاءُ، ولا يزيدُ في العمرِ إلا البرُّ، وإنَّ الرجلَ لَيُحرَمُ الرزقَ بالذنبِ يُصيبُه) (رواه عبد الله بن عمر).
  • الدعاء يزيد المودة بين المسلمين: دعاء المسلم للمسلم فيه الخير لكلاهما فالعبد يدعو لأخيه بالخير، وترد عليه ملائكة السماء ولك مثل ما دعيت له به ودعوته له في ظهر الغيب مستجابة وهذا يزيد من رابطة المودة والمحبة بين المسلمين كما قال الله- تعالى -في كتابه الكريم {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَٰنُ وُدًّا}.
  • الدعاء عبادة: الدعاء من أفضل العبادات عند الله ومن تركه فيحسب أنه استكبر، ويجب التنويه أن الاستكبار.. لذا على العبد أن يتذلل إلى الله تعالى داعيًا إياه بكل ما يجول في خاطره.
  • نيل قرب الله: الدعاء محبب إلى الله سبحانه وتعالى حيث يقرب العبد إلى ربه، وفيه دلالة على ثقة العبد بربه وأن أمره بيده –سبحانه وتعالى- روى أبي هريرة عن الرسول –صلى الله عليه وسلمقال (ليسَ شيءٌ أكرمَ علَى اللهِ من الدُّعاءِ).
  • دليل على الثقة بالله: سر الثقة بالله والتوكل عليه في الدعاء، فما أعظم أن يخرج العبد من حوله وقوته ويلجأ إلى قوة القهار العظيم الذي لا تضاهي قوته شيء في الأرض أو السماوات.
  • الدعاء وسيلة لدفع الكبر: فالدعاء يجعل النفس الإنسانية تتسامى وتشرف وتبعد عن الكبر، ويعتاد العبد على إثره بالاستعانة بالله في كافة أموره، ويبعد عن الطمع فيما ليس له.
  • ثمرة الدعاء مضمونة: روى أبي هريرة عن الرسول –صلى الله عليه وسلم- قال (ما من مسلمٍ يدعو بدعوةٍ ليس فيها إثمٌ، ولا قطيعةُ رَحِمٍ؛ إلا أعطاه بها إحدى ثلاثَ: إما أن يُعجِّلَ له دعوتَه وإما أن يدَّخِرَها له في الآخرةِ، وإما أن يَصرِف عنه من السُّوءِ مثلَها. قالوا: إذًا نُكثِرُ. قال: اللهُ أكثرُ).

دعاء سيدنا الخضر للشفاء من الأمراض ليس صحيح بأدلة علماء الإسلام، وعلى العبد أن يستشهد بالقرآن الكريم وأحاديث الرسول فيما ورد فيهم من أدعية بها ألفاظ تُناسب مخاطبة حضرة المتعال.