دعاء الطعام اللهم بارك من أكثر الأدعية انتشارًا بين المسلمين، حيث يضفي على طعامك وشرابك البركة ويدخل عليك وعلى بدنك الخير، والمسلم الذي يعتاد عليه ويحرص على قوله باستمرار لا يجد الشيطان إليه سبيلًا، وبالتالي يتخلص الإنسان من نسبة كبيرة من شروره، وللحديث عن آداب الطعام وسننه والأدعية التي يقولها المسلم فيه يدور هذا المقال على موقعكم سوبر بابا.

دعاء الطعام اللهم بارك

كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يعلم المسلمين جميعًا آداب الطعام وكيف يذكرون الله في طعامهم وكان يقسم لهم دعاء الطعام اللهم بارك إلى أدعية قبل الطعام وأدعية بعد الفراغ من الطعام، وكان يهتم كثيرًا بتعليم تلك الآداب للأطفال حتى يعلم الكبار والصغار وتستقر تلك الآداب في المجتمع.

ففي السنة الشريفة علم النبي -صلى الله عليه وسلم- أن ذكر الله سبحانه على الطعام يضمن لهم عدم حضور الطعام ويحرمه منه، فعن جابر رضي الله تعالى عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

(إذا دخل الرجل بيته فذكر الله تعالى عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان: لا مبيت لك ولا عشاء، وإذا دخل فلم يذكر الله تعالى عند دخوله قال: أدركتم المبيت، وإذا لم يذكر الله تعالى عند طعامه قال: أدركتم المبيت والعشاء) صحيح مسلم.

فالفارق بين مبيت الشيطان معك في بيتك وتناوله العشاء معك فقط عندما تذكر الله سبحانه عندما تدخل بيتك وعند بداية طعامك، فلو تذكر كل منا هذه الحقيقة لما تناساها أبدًا لأنه لا يوجد مسلم يتمنى أن يبيت الشيطان في بيته ولا أن يتناول معه طعامه.

اقرأ أيضًا: آداب تناول الطعام في الإسلام

أدعية قبل الطعام

توجد الكثير من الأدعية ومنها دعاء الطعام اللهم بارك، فمن أدعية قبل الطعام ما يلي:

ما جاء عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول في الطعام إذا قرب إليه: (اللهم بارك لنا فيما رزقتنا وقنا عذاب النار).

ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر بن أبي سلمة الذي كان ربيبه أي ابن زوجته يربى في بيت الرسول بعد أن تزوج أمه أم سلمة فقال له: “يَا غُلَامُ، سَمِّ اللَّهَ، وَكُلْ ‌بِيَمِينِكَ، وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ”.

ما جاء عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه عندما قال لرجل يقال له ابن أعبد “يا ابنَ أعبد هل تدري ما حقُّ الطعامِ قال: قلتُ: وما حقُّه يا ابنَ أبي طالبٍ قال: تقولُ بسمِ اللهِ اللهم باركْ لنا فيما رزقتنا قال: وتدري ما شكرُه إذا فرغتَ قال: قلتُ: وما شكرُه قال: تقولُ الحمدُ للهِ الذي أطعمنا وسقانا“.

اقرأ أيضًا: هل الدعاء ليلة الجمعة مستجاب

أدعية بعد الطعام

يشتمل دعاء الطعام اللهم بارك أدعية بعد الفراغ من الطعام، وتشتمل معظمها على حمد الله سبحانه وتعالى وشكره والثناء عليه على هذه النعم، فالطعام من نعم الله علينا التي ينسى الناس قيمتها، ومن هذه الأدعية:

  • الحمد لله الذي أطعمني هذا ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة.
  • الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وجعلنا مسلمين.
  • الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه غير مكفي ولا مكفور ولا مودَّع ولا مستغنى عنه ربنا.

قال رجل عن رجل خَدَمَ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثَمَانِ سِنِينَ، فسَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قُرِّبَ إِلَيْهِ طَعَامُهُ يَقُولُ:(بِسْمِ اللهِ، وَإِذَا فَرَغَ مِنْ طَعَامِهِ قَالَ: اللهُمَّ أَطْعَمْتَ وَأَسْقَيْتَ، وَأَغْنَيْتَ ‌وَأَقْنَيْتَ، وَهَدَيْتَ وَأَحْيَيْتَ، فَلَكَ الْحَمْدُ عَلَى مَا أَعْطَيْتَ).

من أطعمه الله طعامًا فليقل: اللهم بارك لنا فيه وأطعمنا خيراً منه ومن سقاه لبناً فليقل: اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه، فاللبن من طعام أهل الجنة وهو الطعام الوحيد في الدنيا الموافق لما في الجنة ولن يتغير طعمه تصديقا لقول الله تعالى “وَأَنْهَارٌ مِّن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ “.

فالطعام والشراب باب لتحصيل الأجور العظيمة والدرجات العالية وهو متكرر كثيرًا فلا ينبغي أن يهمل فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “مَنْ أَكَلَ طَعَامًا، فقال: الحمدُ للهِ الذي أَطْعَمَنِي هَذَا، وَرَزَقْنِيهِ مِنْ غَيرِ حَوْلٍ مِنِّي وَلَا قُوَّةٍ، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ”، فبإمكانك مغفرة ذنوبك كلها بمجرد دعاء لله بعد فراغك من طعامك.

اقرأ أيضًا: دعاء سورة الواقعة لقضاء الحوائج

آداب يجب مراعاتها عند الطعام

للمسلم آداب عند الطعام لا يتنازل عنها فهي من سماته التي لا تفارقه وهي التي تكون شخصيته الإسلامية المميزة، وتكون هذه الآداب قبل دعاء الطعام اللهم بارك، ومنها:

  • قبول أكل الطعام والشراب بكل ما جرت عليه عادة أهل بلده، فلم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم يشترط على مضيفه وعلى أهل بيته طعامًا معينًا، بل كان يأكل بما يتيسر له فيه، فكان هينًا سهلًا بسيطًا في تعاملاته، وهكذا تجب أن تكون شخصية المسلم فلا يشترط نوع طعام قبل استضافته أو في زياراته.
  • عدم التحقير من أي طعام أو السخرية من صنعه: فالنبي ما عاب طعامًا قط فإن استساغه واشتهاه أكله وإن عافته نفسه تركه دون أن يعيبه حتى لا يؤلم من صنعه وهكذا شخصية المسلم يجب أن تكون.
  • من آداب الطعام غسل اليدين قبله، فلا يخفى علينا فوائد غسلهما من التخلص من كل ما يوسخهما أو يغبرهما لكيلا تنتقل هذه الأوساخ الى الطعام.
  • استعمال اليد اليمنى في الطعام إلا لعذر: فالسنة هي استعمال اليد اليمنى فكما قال عمر بن أبي سلمة قال: كنتُ غُلاما في حَجْرِ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانتْ يَدِي تَطِيشُ في الصَّحْفَة، فقالَ لِي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا غُلامُ، سمِّ اَلله، وكُلْ بِيَمِينِك، وكُلْ ممَّا يَلِيكَ» فما زَالَتْ تِلك طِعْمَتِي بَعْدُ، ويستفاد منها أن الأكل مما يلي الإنسان فلا تطيش يده في الإناء يمينًا ويسارًا بل يأكل المسلم من الأكل الذي أمامه.
  • لو أراد الشخص أن يأكل بيساره مختارًا ينبه الى ذلك ويؤمر به، فيقول سلمة بن الأكوع أنَّ رجُلًا كان يأكُلُ عندَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بيده اليسرى فقال له النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: (كُلْ بيمينِك) قال: لا أستطيعُ فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: (لا استطَعْتَ) فما رفَعها إلى فيه.
  • الجلوس للأكل.. لأن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن الاتكاء للطعام فقال: “لا آكل متكئاً” ففيه من مظهر الكبر الذي كان يحاربه الإسلام، فللأكل احترامه والتواضع أمامه فهو نعمة من الله ولا ينبغي التكبر أمامها.
  • الانتظار حتى يذهب حر الطعام، ففيه من المرض والإيذاء الشيء الكثير، فقال النبي صلى الله عليه وسلم “ولا يؤكل طعامٌ حتى يذهب بخارُه” وذلك أقوم للصحة العامة ولتحقيق الوقار على موائد الطعام.
  • عدم الإتيان بالحركات المنفرة، فمن الناس من يتعمد أو يتجاهل غيره أثناء الأكل فيأتي بحركات منفرة ومؤذية لغيره، فمثل هذه الأفعال لا تليق بمسلم كالتجشؤ والبصاق والمخاط وغيرها، فالأولى التنزه عنها.
  • المعدة بيت الداء وكثرة الطعام تؤذي الجسد ولا ينتفع به بل تصيب صاحبها بالتخمة والثقل والرغبة في النوم والكسل وكل هذه الأمور التي لا يستحبها الناس، فقد قال رسول الله “ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطنه، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه فإن لم يفعل فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه“.
  • يجب عدم إطالة الوقت بعد الفراغ من الطعام إن كان ضيفًا، فأهل البيت الذي تنزل عليهم يحتاجون إلى أمور كثيرة يعتبر وجودك عائقًا أمامها، فيستحسن إذا فرغت من طعامك ألا تطيل فترة إقامتك إلا إذا كانت هذه رغبة من مضيفك، فالله عز وجل يقول “فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا”.

ما أجمل أن يعطر المسلم فمه بالدعاء في كل وقت ويطمئن قلبه بذكر الله مع كل سلوك يسلكه، فيصبح الذكر أسلوبًا للحياة.