لا بُدّ أن يحرص المُسلم على ترديد دعاء الخروج من الخلاء؛ اقتداءً بسنة النبي صلى الله عليه وسلم، فقد كان يحاول أن يُعافينا من الأذى والمصائب التي تُلحق بنّا من شر هذا المكان، وأن نأمن فيه.. فقد بيّن دُعاء الدخول والخروج من الخلاء، وآدابُه، وهو ما سيوضحه موقع سوبر بابا.

دعاء الخروج من الخلاء

إنّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنعمّ علينا بما يسر لنا من الطعام والشراب، وحرص على أن يُعلمنا ما يُجنبنا الأذى ويعفينا منه، لاسيّما عند الدخول إلى مسكن الجن والشياطين.

ففي الخلاء إنّ الإنسان مُعرض إلى الإصابة والأذى، لذا فعليه ترديد الدعاء قبل وبعد الخروج من الخلاء، وهو: “غُفرانَك”؛ لِما ورد عن النبي فعل ذلك.

اقرأ أيضًا: البسملة عند دخول الخلاء

آداب الخلاء في الإسلام

علاوةً على ترديد دعاء الخروج من الخلاء كما أشرت آنفًا، ثمَّة آداب على المُسلم أن يُراعيها جميعها لحث الرسول -صلى الله عليه وسلم- عليها في الأحاديث النبوية.. سواء عند الدخول أو الخروج من الخلاء.

  • ترديد دعاء الدخول إلى الخلاء، وهو ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه يقول: “اللهمَّ إنِّي أعوذ بك من الخُبُثِ والخبائِثِ“.
  • الدخول بالقدم اليُسرى، والخروج باليُمنى.
  • عدم ذكر اسم الله تعالى داخل الخلاء، أو لدخول بما يحمل اسمُه تعالى.
  • عدم استقبال القبلة في الخلاء؛ لِما ورِد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: “إذَا أتَيْتُمُ الغَائِطَ فلا تَسْتَقْبِلُوا القِبْلَةَ، ولَا تَسْتَدْبِرُوهَا ولَكِنْ شَرِّقُوا أوْ غَرِّبُوا قالَ أبو أيُّوبَ: فَقَدِمْنَا الشَّأْمَ فَوَجَدْنَا مَرَاحِيضَ بُنِيَتْ قِبَلَ القِبْلَةِ فَنَنْحَرِفُ، ونَسْتَغْفِرُ اللَّهَ تَعَالَى“.
  • الابتعاد عن استعمال العظم أو الروث في إزالة النجاسة، واستعمال الأدوات المُتعارف عليها مثل المناديل والحجارة؛ لِما جاء عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ يَحْمِلُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِدَاوَةً لِوَضُوئِهِ وَحَاجَتِهِ فَبَيْنَمَا هُوَ يَتْبَعُهُ بِهَا فَقَالَ مَنْ هَذَا فَقَالَ أَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ فَقَالَ ابْغِنِي أَحْجَارًا أَسْتَنْفِضْ بِهَا وَلا تَأْتِنِي بِعَظْمٍ وَلا بِرَوْثَةٍ فَأَتَيْتُهُ بِأَحْجَارٍ أَحْمِلُهَا فِي طَرَفِ ثَوْبِي حَتَّى وَضَعْتُهَا إِلَى جَنْبِهِ ثُمَّ انْصَرَفْتُ حَتَّى إِذَا فَرَغَ مَشَيْتُ فَقُلْتُ مَا بَالُ الْعَظْمِ وَالرَّوْثَةِ قَالَ هُمَا مِنْ طَعَامِ الْجِنِّ.
  • تجنب قضاء الحاجة أمام أعين الناس، وكشف العورة أمام الآخرين؛ لِما جاء عن المغيرّة بن شُعبة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ فَأَتَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَاجَتَهُ فَأَبْعَدَ فِي الْمَذْهَبِ“.
  • عدم التبول في موضع الاستحمام أو الوضوء؛ لِما ورد عن عبد الله بن مغفل رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “لا يبولَنَّ أحدُكم في مُستحَمِّه، فإنَّ عامَّةَ الوَسْواسِ منه“.
  • إنّ كانت عملية النظافة من النجاسة من خلال استعمال الحجارة، فيُستحب أن يوتر؛ لِما ورد عن أبو هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إِذَا اسْتَجْمَرَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْتَجْمِرْ وِتْرًا، وإذَا تَوَضَّأَ أَحَدُكُمْ فَلِيَجْعَلْ في أَنْفِهِ مَاءً ثُمَّ لِيَنْتَثِرْ“.

اقرأ أيضًا: فائدة دعاء دخول الخلاء

آداب الاستنجاء

إنّ الاستنجاء هو عملية التطهر للتخلص من النجاسة، والوقاية من الأمراض، وحث الإسلام على عدم إهمال النظافة، ولهذا قد بيّن آداب الاستنجاء.

  • الاستنجاء الكامل بالماء، وإنّ لم يجد فيُمكن أن يتم بالحِجارة.
  • استعمال الأدوات النظيفة إن تم الاستنجاء بالحجارة، وألا تكون استُخدمت من شخصٍ آخر؛ لحديث أبو هريرة رضي الله عنه: “ومَنِ استجمرَ فليوترْ مَنْ فعلَ فقدْ أحسنَ وَمَنْ لا فلَا حرجَ “.
  • نظافة اليدين جيدًا؛ فهي الأكثر عُرضة إلى نقل الأمراض، والجراثيم، على أن يتم استخدام الماء أو التراب النظيف.
  • التأكد في النهاية من النظافة وإزالة النجاسة بالمسح بمناديل ورقية ثلاث مرات، أو أكثر.
  • يُفضل عدم النظر إلى العورة خلال الاستنجاء.
  • لِمن استعمل الحجارة في الاستنجاء، فلا بُدّ من استخدام الماء وتنظيفها.
  • التأكد من نظافة المرحاض قبل وبعد استخدامُه.
  • الاستعانة باليد اليُسرى عن اليمنى خلال الاستنجاء؛ لِما ورد عن سلمان الفارسي: “قِيلَ له: قدْ عَلَّمَكُمْ نَبِيُّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ كُلَّ شيءٍ حتَّى الخِراءَةَ قالَ: فقالَ: أجَلْ لقَدْ نَهانا أنْ نَسْتَقْبِلَ القِبْلَةَ لِغائِطٍ، أوْ بَوْلٍ، أوْ أنْ نَسْتَنْجِيَ باليَمِينِ، أوْ أنْ نَسْتَنْجِيَ بأَقَلَّ مِن ثَلاثَةِ أحْجارٍ، أوْ أنْ نَسْتَنْجِيَ برَجِيعٍ، أوْ بعَظْمٍ“.

إنّ الله تعالى كان رحيمًا وكريمًا بعبادِه المُسلمين، فبيّن لهم ما يعفيهم من الآثام، ويزيد من حصولهم على الأجر والثواب.. وهذا في ذكر دعاء الدخول والخروج من الخلاء.