حقائق تاريخية عن بناء الكعبة عبر التاريخ تُساعد المسلمين في معرفة العديد من الأمور عن بيت الله، مما يعزز في قلوبهم حب الشعائر، والمبادرة في القيام بفريضة الحج، حيث اهتم المسلمون بالكعبة المشرفة اهتمامًا كبيرًا لما لها من مكانة عظيمة.. باعتبارها بيت العبادة وقبلة المسلمين، ومن خلال موقع سوبر بابا نوافيكم بأغرب تلك الحقائق.

حقائق تاريخية عن بناء الكعبة عبر التاريخ

الكعبة المشرفة هي أول بيت للناس على الأرض، وقبلة المسلمين في صلواتهم، وحولها يطوفون حجاج بيت الله، ويأتون إليها من جميع بقاع الأرض.

  • يُذكر أن الحجر الأسود كان شديد البياض عندما أتى به جبريل -عليه السلام-، إلا أسودَّ من خطايا البشر، فقد روى ابن عباس -رضي الله عنهما- قال:” نزل الحجر الأسود من الجنة، وهو أشد بياضًا من اللبن، فسودته خطايا بني آدم”
  • يحتوي داخلها على صندوق كبير تُحفظ فيه بعض مقتنياتها، وقد تدلّى من السقف قناديل ضخمة من الذهب المرصعة بالعديد من الجواهر.
  • شكل الكعبة مكعبًا ومجوفًا من الداخل ولا يوجد به سقف.
  • مبنية من الحجر الرملي والرخام.
  • تتجه الزوايا الموجودة بها مع حركة البوصلة ولا يحتوي الجزء الداخلي بها إلا على ثلاثة أعمدة يقوم عليها السقف.
  • لها مدخلين ملاصقين للأرض، يوجد أحدهما شرقًا والآخر غربًا.
  • للكعبة المشرفة بناء يقع في وسط المسجد الحرام، له باب مرتفع عن مستوى الأرض، وارتفاع الكعبة المكعب يبلغ نحو 15 متراً.
  • جعل إبراهيم -عليه السلام- طول الكعبة المشرفة 9 أذرع.
  • أما داخل الكعبة إنها قاعة مستطيلة الشكل غُطيت جدرانها بالرخام المجزع، وسقف خشبي محمول على ثلاثة أعمدة ضخمة، ويوجد في الناحية الشمالية منها فتحة في سقفها.

اقرأ أيضًا: كم يبلغ ارتفاع الكعبة وعرضها

مراحل بناء الكعبة

على ضوء معرفة حقائق تاريخية عن بناء الكعبة عبر التاريخ، فإن الكعبة قد مرّت   بالعديد من المراحل في بنائها عبر التاريخ.. والتي لا تؤثر إطلاقًا على مكانتها الرفيعة.

ورد أن الكعبة قد بُنيت عدة مرات منذ بداية الخلق، وقيل إنها بُنيت حوالي 12 مرة منذ وجود البشرية وبداية الخليقة.

1- بناء الملائكة للكعبة

وضع الملائكة الأساس الأول لبناء الكعبة، وقد أخبر الله -عز وجل- بذلك في سورة البقرة فقال: “وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا ۖ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (127)” لكنها هدمت بسبب طوفان سيدنا نوح عليه السلام.

2- بناء الكعبة على يد سيدنا إبراهيم

استطاع سيدنا إبراهيم وسيدنا إسماعيل -عليهما السلام- إعادة بناء الكعبة مرة أخرى بعد أن أوحى الله -عز وجل – لإبراهيم مكان البيت.

قال تعالى:” وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (26)الحج.

3- إعادة بناء الكعبة قبل البعثة

استطاعت قريش إعادة بناء الكعبة مرة أخرى بعد 30 عامًا من هدمها، لكنهم اختلفوا حول من يضع الحجر الأسود، فأشار عليهم الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن يضعوا الحجر على رداء ويحمل كل طرف منه زعيم كل قبيلة.

4- ترميمها بعد الإسلام

تم ترميم الكعبة عدة مرات لأسباب عديدة منها: الحرائق والسيول، فرُمّمت في عهد عبد الله بن الزبير، والسلطان أحمد، وأخيرًا في عهد السلطان مراد الرابع.. ويعتبر هذا البناء هو الأخير.

اقرأ أيضًا: ما لا تعرفه عن اتجاه القبلة

سبب تسمية الكعبة بهذا الاسم

نسبة إلى شكل الكعبة المكعّب؛ سُميت بهذا الاسم، والمكعّب هو كلّ بناء يتّخذ شكلًا مربعًا، ويقال إن الكعبة: تعني العلو والسمو.

قال ابن أبي نجيح عن سبب تسمية الكعبة بهذا الاسم: (إنّما سميت الكعبة بهذه التسمية؛ لأنّها مكعبة على شكل الكعب).

يعتبر أول شخص استطاع أن يبنى مبنى مربع الشكل هو حميد بن زهير ولذلك قالت قريش: (ربّعَ حميد بن زهير بيتاً، إما حياةً وإما موتاً).

لا يكتمل الحديث حول حقائق تاريخية عن بناء الكعبة عبر التاريخ، دون بيان الأسماء المتعددة التي سُميت بها الكعبة، وهي:

  • البيت العتيق: وسميت بهذا الاسم؛ لأنّ الله أعتقها من الطغاة الظالمين فلا يطوف فيها أحد منهم.
  • بكّة: وسميت بهذا الاسم؛ لأن الرجال والنساء يجتمعون فيها.
  • أول بيت: فهو أول بيت وضع الله للناس، فقد قال الله تعالى في سورة آل عمران: إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ (96)”.

كسوة الكعبة

أمر الله -عز وجل- بتعظيم شعائره وتبجيل بيته.. من هذا المنطلق تم وضع كسوة الكعبة، وقد برع في صناعتها أكبر فناني العالم الإسلامي عبر الزمن، وتسابقوا لهذا الشرف العظيم؛ لنيل الثواب العظيم.

تتكون من قطعة حرير أسود، نُقش عليه بعضًا من آيات الذكر الحكيم، يتم تغييرها سنويًا خلال موسم الحج، في صباح يوم عرفة في التاسع من ذي الحجة.

اقرأ أيضًا: من هو مؤسس المملكة العربية السعودية الثالثة

تاريخ كسوة الكعبة عبر الزمن

إن تاريخ كسوة الكعبة يعتبر جزء من تاريخ الكعبة نفسها، واستكمالًا لسرد حقائق تاريخية عن بناء الكعبة عبر التاريخ، نبين تاريخ كسوة الكعبة وهي:

1- قبل الإسلام

يقال في كتب التراث إن أول من كسا الكعبة في العصر الجاهلي هو تبع الحميري بعد زيارته لمكة.

  • داوم في كسوة الكعبة فكساها من الثياب الغليظة، والذي تدعى الخصف.
  • كساها خلفاؤه بعده بالجلد والقباطي.
  • بعد ذلك كساها الكثيرون في الجاهلية، وكانوا يعتبرون ذلك من الأمور اللازمة عليهم.

كانت توضع كسوة الكعبة بعضها فوق بعض، وعندما تبلى يقومون بدفنها، حتى تم ارجاع الأمر إلى الجد الرابع للرسول والذي قام بتهذيبها، بعد أن وحّد جميع القبائل وعرض عليهم أن يتحدوا ويقوموا بكسوة الكعبة.

أول امرأة قامت بكسوة الكعبة في التاريخ هي نُتيلة بنت جناب زوج عبد المطلب وأم العباس، حيث انفردت بكسوة الكعبة، بعدما نذرت ذلك.

2- الكسوة في عهد الرسول والخلفاء

كان من الطبيعي ألا يشارك الرسول -صلى الله عليه وسلم- في إكساء الكعبة قبل الفتح؛ لأن المشركين منعوه من ذلك، إلى أن تم فتح مكة فلم يستبدل كسوة الكعبة إلا عندما احترقت على يد امرأة تريد تبخيرها.

  • كساها الرسول-صلى الله عليه وسلم- بالثياب اليمانية.
  • ثم كسا أبو بكر وعمر بالقباطي.
  • أما عثمان بن عفان فكساها بالقباطي والبرود اليمانية.

3- في عهد الدولة الأموية

اهتم الخلفاء الأمويون في عصر الدولة الأموية اهتمامًا كبيرًا بكسوة الكعبة:

  • في عهد معاوية بن أبي سفيان كُسيت الكعبة مرتين في العام.
  • كانت تبعث كسوة الكعبة من دمشق إلى مكة وكانت تجهز بأرقى الاقمشة.
  • يعد معاوية بن أبي سفيان هو أول من قام بتطيب الكعبة في موسم الحج.

4- في عهد الدولة العباسية

نظرًا لتطور الحياكة في هذا العصر.. كان الاهتمام بكسوة الكعبة شديد حتى أنهم تفوقوا في صنعها على أجدادهم.

قام العباسيون بالبحث عن أفضل بلد تقوم بصناعة أفضل أنواع الحرير فوجدوا غايتهم في مدينة تنيس المصرية، والتي اشتهرت بالمنتجات الثمينة الراقية فصنعوا بها الكسوة الفاخرة من الحرير الأسود على أيدي أمهر النساجين.

كان للخليفة المأمون دورًا كبيرًا في كساء الكعبة، حيث كسا الكعبة عدة مرات:

  • الأولى: في يوم التروية، وكانت مصنوعة من الديباج الأحمر.
  • الكسوة الثانية: في بداية شهر رجب، وكانت من القباطي.
  • الكسوة الثالثة: كانت يوم السابع والعشرين من شهر رمضان المبارك، وصنعت من الديباج الأبيض.

قد اشتكى بعض الناس إلى الخليفة العباسي آنذاك وهو جعفر المتوكل أن إزار الديباج الأحمر تُبلى قبل شهر رجب من كثرة وضع الناس أيديهم عليها، فأمر بإزارين إضافيين، ثم كساها الناصر العباسي كسوة خضراء ثم كسوة سوداء، والتي استمرت إلى الآن.

الكعبة هي بيت الله الحرام، ومقصد الملايين من البشر في كل بقاع الأرض، وأول مكان أوجده الله على سطح الأرض، ثمّ مدّ الله الأرض من تحتها، فأصبحت بذلك وسط الدنيا بأكملها.