الدعاء المستجاب من أول مرة لا ينأى عن رحمة الخالق على الرغم من أن تأخير الاستجابة لا يمنعها، فالأمر يتعلق بقدره للعبد في كتابه من خير وشر، لكن نظرًا لأن الدعاء من شأنه تغيير القدر، فيُمكن أن يتضرع العبد إلى الله بالدُعاء لعله يُستجاب من المرة الأولى، وهو ما نوافيك به من خلال موقع سوبر بابا.

الدعاء المستجاب من أول مرة

بعد مشقة الحياة يلجأ العبد في نهاية المطاف إلى الله تعالى، ليستغيث به بقضاء حاجته وتيسير أمورِه، إلا أن طبع الإنسان قليل الصبر، على عكس المؤمن المُتيقن بقدر الله تعالى عالمًا بإجابة الله تعالى له بالخير.

لذا يلجأ إلى الدعاء المستجاب من أول مرة، إلا أنه لم يرد في السنة أو كتاب الله تعالى صيغة لدُعاء مُستجابة من أول مرة، يُستجاب الله تعالى لكافة عبادُه عند الإلحاح والتضرُع إليه مُتذللًا، ولا أحد يعلم متى تأتي الإجابة.

علاوةً على أن الدعاء المُستجاب هو المستوفي كافة شروط الدُعاء، ويُمكن أن تكون بأي صيغة لم يُذكر صيغة مُحددة، وقد جعل الله تعالى الشروط سلسة ومقدورة للخلق، ومنها:

  • الوضوء والدعاء متوجهًا إلى القبلة.
  • الإقرار بالابتعاد عن ارتكاب المعاصي.
  • عدم الاستعجال في الإجابة.
  • على العبد أن يأمر بالمعروف وينهي عن المُنكر.
  • الإكثار من الاستغفار.
  • الإلحاح في الدُعاء، واليقين بقدرة الله تعالى على الإجابة.
  • الدعوة بالخشوع والتضرع إلى الله تعالى دائمًا بالدُعاء.
  • الحرص على دُعاء الله بأسمائه وصفاته.
  • عدم الدعوة بمعصية.
  • ألا يسلب الداعي حقوق الآخرين، بل يرد الحقوق إلى أصحابها.
  • جني الرزق الحلال، والابتعاد عن الحرام.
  • اللجوء إلى الله تعالى في كافة الأوقات، في الرخاء، والشدة.

اقرأ أيضًا: دعاء اللهم استرنا فوق الأرض وتحت الأرض

أوقات استجابة الدعاء

إنّ الله تعالى سميع ويُلبي حاجة العِباد في كافة الأوقات، ويستجيب إلى الدعوات دائمًا، إلا أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أن هناك أوقات مُستحب الدُعاء فيها، فيكون الدُعاء فيها مُستجابًا أكثر من باقي الأوقات.

  • عند التقاء الجيوش وبدء الحرب.
  • في ساعات الليل، لاسيّما الُلث الأخير من الله الليل.
  • عند التشهد الأخير بعد الصلاة على النبي.
  • في جوف وبعد الصلوات المكتوبة.
  • الإلحاح عند السجود.
  • بين الصلاة والإقامة.

يرى ويسمع الله عِباد في أي مكان في بقاع الأرض، ويستجاب الدعاء في كافة الأوقات كما أشرت آنفًا، إلا أن هُناك أماكن وردت في السُنة النبوية حُددت أنها الأكثر استجابة ويُستحب إلحاح العبد خلالها كثيرًا بالتذلُل إليه تعالى.

  • مجالس عِلم المُسلمين وذكر الله تعالى.
  • على الصفا والمروة.
  • خلال رمي الجمرات.

اقرأ أيضًا: دعاء بالصحة والعافية وطول العمر

دعاء مستجاب للرزق الوفير

واحدة من أجلّ العبادات التي يتبعها المُسلم، هو التضرع إلى الله بالدُعاء، في كافة الأوقات.. في السراء والضراء، وهي الصلة التي بين العبد وربُه.

فعلى العبد أن يعلم أن الله تعالى سميع مُجيب الدعوات في كافة الأوقات، وينتظر الإجابة من الله في أي وقت، فلا يكون الدعاء مستجاب من أول مرة سوى بقدر الله، وكما كتب للعبد.

  • “يا بر يا متعال برحمتك نستغيث فأصلح لنا أمرنا وتولنا بين عبادك الصالحين.. اللهم يسر لنا كل الصعاب، وأرزقنا السكينة والسعادة في الحياة الدنيا.. وباعد بيننا بين العجز والفقر والكسل، وقربنا إليك على النحو الذي يرضيك عنا يا ذا الجلال والإكرام”.
  • “يا إله الكون ورب المستضعفين بدل الأحوال وأرزقنا الجنة والسعادة التي لا تنقطع أبدًا.. وباعد بيننا وبين النار، وزد لنا يا رب في الرزق الوفير.. وامنحنا السعادة والرضا في الحياة الدنيا”.
  • “إلى من ندعو سواك يا رب العالمين.. فاللهم أرزقنا المال والخيرات وبارك لنا فيما رزقتنا، يا رب أنت القادر على تبديل الفقر بالغنى.. أنت القادر على كل شيء يا رب العالمين”.
  • “إلهنا أنت القادر القوي.. إلى من ندعو وأنت القادر الذي لا يعجزك شيء، فاللهم أرزقنا الخيرات في الحياة الدنيا، وباعد بيننا وبين الذنوب والمعاصي والفقر كما باعدت بين المشرق والمغرب”.
  • “اللهم يا رب العالمين أنت القادر على منحنا الرزق الوفير.. يا رب أرزقنا المال الذي يعيننا على تحمل مشقات الحياة، وأستر العيوب وتجاوز عن السيئات يا أكرم الأكرمين”.
  • “اللهم يا بديع السماوات والأرض أنت القادر على منح عبادك الرزق الوفير الذي ييسر الحال على عبادك.. فاللهم أستر عيوبهم وأرزقهم الخير والحظ الوفير برحمتك التي وسعت الأرض والسماء”.
  • “اللهم أنت القادر القوي المتين البر الفرد الصمد.. ندعوك بكل أسمائك التي علمنا منها وما لم نعلم، أن ترزقنا السكينة والرضا والرزق الذي لا ينقطع أبدًا يا رب العالمين”.

اقرأ أيضًا: دعاء مستجاب لحفظ الوطن من الفتن والأعداء

أدعية لتيسير الأمور والرزق مستجابة

الله هو يُقدر الخير والضيق للعباد، وهو كفيلٌ بتخليصهم منها، فإن زاد ضيق العبد، عليه أن يتضرع إلى الله بالدُعاء والصلاة والصوم، وغيرها من العبادات صلة الوصل بينه وبين الله.

ثمَّة صيغ للأدعية لقضاء حوائج العبد، وتيسير أمورِه، وزيادة الرزق والبركة في حياتِه، ولكن على العبد ألا يتعجل في الإجابة كما أشرنا آنفًا في شروط الدعاء المستجاب.

  • “يا رب المستضعفين والأقوياء.. نسألك بكل أسمائك أن ترزقنا السعادة وباعد بيننا وبين الذنوب والمعاصي التي تغضبك علينا يا رب العالمين”.
  • “لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ العَظِيمُ الحَلِيمُ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ رَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَرَبُّ الأرْضِ وَرَبُّ العَرْشِ الكَرِيم”.
  • “اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ.. قَالَ وَمَنْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِنًا بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِيَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ”.
  • “اللهم إن كان رزقي في السماء فأنزله وإن كان في الأرض فأخرجه وإن كان بعيدًا فقربه وإن كان قريبًا فيسره وإن كان قليلًا فكثره وإن كان كثيرًا فبارك لي فيه”.
  • “اللهمَّ اقسمْ لنا من خشيتِك ما يحولُ بيننا وبين معاصيكَ، ومن طاعتِك ما تبلغُنا به جنتَك، ومن اليقينِ ما يهونُ علينا مصيباتِ الدنيا، ومتعنَا بأسماعِنا وأبصارِنا وقوتِنا ما أحييتَنا، واجعلْه الوارثَ منا، واجعلْ ثأرنا على منْ ظلمَنا، وانصرْنا على منْ عادانا، ولا تجعلْ مصيبَتنا في دينِنا، ولا تجعلِ الدنيا أكبرَ همِّنا، ولا مبلغَ علمِنا، ولا تسلطْ علينا منْ لا يرحمُنا”.
  • “اللهم افتح لنا خزائن رحمتك، اللهم رحمة لا تعذبنا بعدها في الدنيا والآخرة، وارزقنا من فضلك الواسع رزقًا حلالًا طيبًا، ولا تحوجنا ولا تفقرنا إلى أحد سواك، وزدنا لك شكرًا، وإليك فقرًا، وبك عمّن سواك غنيًا وتعفّفًا”.

لا يُمكن الجزم بأن الدعاء مستجاب من أول مرة؛ لِما فيه من تدخل في قدر الله تعالى لعبادُه، إلا أن الإلحاح في الدُعاء والتقرب من الله واليقين بقدرته يحصل العبد على مُبتغاه، وينال الثواب والأجر العظيم.