أين دفن سيدنا يوسف ولماذا؟ وهل تم تغيير مكان قبره؟ قد يرغب البعض في معرفة مكان دفن الأنبياء.. وعلى الأغلب يُعد سيدنا مُحمد -صلى الله عليه وسلم -النبي الوحيد الذي عُرف مكان دفنه بدقة، وهُناك خلاف على أماكن دفن الأنبياء الأخرى.. فهل من المعروف مكان دفن سيدنا يوسف؟ يُمكن معرفة الإجابة خلال موقع سوبر بابا.

أين دفن سيدنا يوسف ولماذا

تُعد الإجابة عن أين دفن سيدنا يوسف ولماذا؟ من الأسئلة التي لا يُمكن التيقن من إجاباتها؛ فهُناك الكثير من الروايات الواردة والمُختلفة حول مكان قبر سيدنا يوسف، فتجد العالم ابن بطوطة يقول إنه بجوار قبر سيدنا إبراهيم -عليه السلام- وزوجته السيدة سارة.

إلا أن هُناك رواية أخرى تُشير إلى أنه يقع على بُعدٍ من قبر سيدنا يعقوب -عليه السلام- في مدينة نابلس، وقد أكدّ هذا الرأي “جبر خضير” وذلك في كتابه “المقامات والمزارات في نابلس”، وهي من الأمور التي يصعب التوصل إليها؛ فتجد أغلب الأنبياء لا يُعرف مكان دفنهم.

اقرأ أيضًا: من هو النبي الملقب بشيخ المرسلين في الإسلام

حقيقة تغيير مكان قبر سيدنا يوسف

يكمُن صعوبة التوصل إلى إجابة أين دفن سيدنا يوسف ولماذا بدقة إلى تغيير مكان قبره، فهو من أنبياء الله الذين أنعم عليهم بالكثير من خير الدُنيا، واستمرت حياته إلى أن بلغ من العُمر 120 عامًا، قال تعالى “رَبِّ قَدْ آَتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ” (سورة يوسف: 101).

عندما توفي سيدنا يوسف تنازع أهل مصر في مكان دفنه؛ وتعددت الروايات في ذلك، وفي النهاية كان الاتفاق على وضع جثمانه في صندوق ودفنه في نهر النيل؛ يرجع السبب في ذلك هو رغبة كُل فريق بالحصول على البركة، فكان دفنه في نهر النيل حلًّا وسطًا لدى الجميع.

استمر دفن سيدنا يوسف في نهر النيل إلى أن جاء سيدنا موسى -عليه السلام- أرض مصر، فأوحى له الله أن ينقل قبر سيدنا يوسف إلى آبائه في بيت المقدس.. لم يكُن سيدنا موسى يعلم مكان قبره إلى أن دلته عليه عجوز بني إسرائيل، فأخرجه من النهر ونقله إلى فلسطين في بيت المقدس.. وفي روايات أخرى مدينة نابلس.

اقرأ أيضًا: من هو الملك الموكل بالنفخ في الصور

حقيقة التعارض بين أحاديث دفن سيدنا يوسف

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله عز وجل حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء صلوات الله عليهم”، ويرى البعض في تفسير حديث عجوز بني إسرائيل العكس، فما حقيقة هذا التعارض؟

اقرأ أيضًا: من هو النبي الذي قتله قومه داخل الشجرة بمساعدة إبليس

حديث عجوز بني إسرائيل 

عن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- قال: (أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- أعرابيًا فأكرمه، فقال له: ائتنا، فأتاه، فقال له الرسول: سل حاجتك، قال: ناقة نركبها، وأعنز يحلبها أهلي! فقال رسول الله: أعجزتم أن تكونوا مثل عجوز بني إسرائيل؟

قالوا: يا رسول الله؛ وما عجوز بني إسرائيل؟ قال: إن موسى عليه السلام لما سار ببني إسرائيل من مصر ضلوا الطريق، فقال: ما هذا؟ فقال علماؤهم: إن يوسف عليه السلام لما حضره الموت أخذ علينا موثقا من الله ألا نخرج من مصر حتى ننقل عظامه معنا، قال: فمن يعلم موضع قبره؟ قال: عجوز من بني إسرائيل.

فبعث إليها فأتته، فقال: دليني على قبر يوسف، قالت: حتى تعطيني حكمي، قال: وما حكمك؟ قالت: أكون معك في الجنة، فكره أن يعطيها ذلك، فأوحى الله إليه: أن أعطها حكمها، فانطلقت بهم إلى بحيرة موضع مستنقع ماء.

فقالت: أنضبوا هذا الماء، فأنضبوه، فقالت: احتفروا، فاحتفروا، فاستخرجوا عظام يوسف، فلما أقلوها إلى الأرض وإذا الطريق مثل ضوء النهار) رواه ابن حبان والحاكم

بيّن العُلماء حقيقة هذا الأمر حيث إنه لا يوجد ما يُنافي حديث عدم تحلل أجساد الأنبياء؛ فالغالب أن المُراد بالعظام في حديثها الجسد؛ فالجسد بلا روح يُطلق عليه كذلك، فيُطلق الناس لفظ العظام ويُريدون به سائر البدن، وهو الأرجح في تفسير هذا الحديث.

يُعد مكان دفن الأنبياء محل خلاف بين الكثيرين، فيكون الأرجح تركها في علم الغيب.. فلا تُعد إجابة أين دفن سيدنا يوسف ولماذا؟ تُضيف أي إفادة للمُسلم.