أين توفي بلال بن رباح؟ وما أهم ملامح شخصيته؟ يوجد في التاريخ الإسلامي العديد من الصحابة الأجلاء، وكان بلال بن رباح من أشهر هذه الشخصيات، حيث كان مؤذن النبي صلى الله عليه وسلم، وشاركه في غزوات عديدة، ولكن يتساءل أشخاص كثيرون حول مكان وفاته، وهو ما نوافيكم إيّاه تفصيلًا، من خلال موقع سوبر بابا.

أين توفي بلال بن رباح

بلال مؤذن الرسول -صلى الله عليه وسلم- وكان يُحب صوته كثيرًا، وقد توفي في دمشق، وهو ما تم نقله عن رواية الشيخ البخاري ومسلم، في عهد خلافة سيدنا عمر بن الخطاب أمير المؤمنين رضي الله عنه وأرضاه.

توفي بلال بن رباح في السنة العشرين من الهجرة، وهو يناهز من العُمر بضع وستين عامًا، وتم دفنه في مقبرة بدمشق عند باب صغير، وعن وفاته قال ابن بكير: “مات بلال بدمشق في طاعون عمواس.

اقرأ أيضًا: من هو النبي الذي قتله قومه داخل الشجرة بمساعدة إبليس

تعذيب بلال بن رباح بعد إسلامه

هو بلال بن رباح الحبشي، وكان يُلقب باسم أبو عبد الله، وكان -رضي الله عنه- من السابقين لدخول الدين الإسلامي، بالإضافة إلى أنه خاض مع النبي -صلى الله عليه وسلم- غزوات عديدة، وحينما دخل الإسلام تعرض إلى أذى كبير جدًا من أهل قبيلة قريش كما تعرض النبي.

حيث قام الكفار بوضع الحجارة على صدره في شمس حارقة جدًا، وعلى الرغم من ذلك إلا أنه ثبُت على دينه ولم تتزعزع عقيدته أو تتأثر بأي شكل من الأشكال، وكان يُكرر جُملة واحدة فقط وهو يُعذب، ألا وهي “أحدٌ أحد.. أحدٌ أحد” وظل على هذا الحال طويلًا حتى اشتراه أبو بكر الصديق وأعتقه من هذا العذاب.

قال أمير المؤمنين عُمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه “أبو بكر سيّدُنا وأعتق سيّدَنا“، وهو ما يدل على شهامة الصحابي الجليل سيدنا أبو بكر الصديق، وزهده في المال، فكان على أتم استعداد في أن يخسر كل شيء فقط من أجل الجهاد في سبيل الله تعالى.

اقرأ أيضًا: من هو أول فدائي في الاسلام

هجرة بلال بن رباح

استطاع بلال أن يُهاجر في عهد النبي صلى الله عليه وسلم؛ حيث هاجر من مكة المكرمة إلى يثرب، وحينما فتح النبي مكة أمره أن يؤذن للمسلمين بصوته العذب الجميل، وبالفعل أخذ يؤذن فوق الكعبة، وقام النبي -صلى الله عليه وسلم- بالمؤاخاة بينه وبين عبيدة بن الحارث بن المطلب.

شارك بلال بن رباح الرسول في جميع الغزوات، وأمر بقتل أمية بن خلف في غزوة بدر، وذلك لِما كان يفعله به من تعذيب.

مكانة بلال بن رباح عند النبي

بلال ابن رباح صحابي جليل كان له مكانة كبيرة جدًا في الإسلام، وخاصةً لدى الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام، كما أنه روي العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي يمكن بها الاستدلال على حُبه وتقديره الكبير لمكانته.

  • عن عبد الله بن محمد بن الحنيفة لقد قال: “لي صهرٍ لنا من الأنصار نعوده، فحضرت الصلاة، فقال لبعض أهله: يا جارية، ائتوني بوضوء لعلِّي أصلي فأستريح، قال: فأنكرنا ذلك عليه، فقال: سمعت من رسول الله أنه قال: “قم يا بلال، فأرحنا بالصلاة”.
  • عن زيد بن أرقم قال عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: “نعم المرء بلال، هو سيد المؤذنين، ولا يتبعه إلا مؤذن، والمؤذنون أطول الناس أعناقًا يوم القيامة”.
  • روى بن مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال إن رسول الله قال لبلال عند صلاة العشاء: “يا بلال، حدثني بأرجي عمل عملته عندك في الإسلام منفعة، فإني سمعت الليلة خشف نعليك بين يدي في الجنة، وقد رد بلال: ما عملت عملًا في الإسلام أرجى عندي منفعة من أني لا أتطهر طهورًا تامًّا في ساعة من ليل ولا نهار، إلا صليت بذلك الطهور ما كتب الله لي أن أصلي”.
  • قال رسول صلى الله عليه وسلم له “يا بِلالُ بم سَبقْتَنِي إلى الجنَّةِ؟ إنني دخَلتُ البارحةَ الجنَّةَ فسمِعتُ خَشخشَتَك أمامي”.
  • قال عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-: “كان أوَّلَ من أظهر إسلامَه سبعةٌ: رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وأبو بكرٍ، وعمَّارٌ، وأمُّه سميَّةُ، وصهيبٌ، وبلالٌ، والمقدادُ”.
  • عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: “أبو بَكْرٍ سَيِّدُنَا، وأَعْتَقَ سَيِّدَنَا. يَعْنِي بلَالًا”.
  • عن هِشَام بْن سعد عَن زيد بْن أسلم عَن أَبِيه قَالَ: “قدمنَا الشَّام مَعَ عمر، فَأذن بِلَال، فَذكر النَّاس النَّبِي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَلم أر يَوْمًا أَكثر باكيا مِنْهُ” رواه البخاري.

اقرأ أيضًا: من هو الملك الموكل بالنفخ في الصور

حياة بلال بن رباح بعد وفاة النبي

بعد أن تمكنا من التعرف على إجابة سؤال أين توفي بلال بن رباح، يجدر بنا ذكر حاله بعد أن توفي النبي صلى الله عليه وسلم، حيث إنه كان المؤذن الخاص به، وبعد أن توفاه الله لم يؤذن ثانيةً أبدًا سوى مرة واحدة فقط بعد مُناشدة كبيرة جدًا مع الصحابة، وكان ذلك حُزنًا على النبي صلى الله عليه وسلم.

عندما قال أشهد أن محمدًا رسول الله انفجر في بكاء شديد، وذهب بعد وفاة النبي إلى صاحبه أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه، بغرض المشاركة في الفتوحات الإسلامية، ولكنه تفاجئ من رفض سيدنا أبو بكر الصديق، الذي كان يخشى عليه الأذى نظرًا لكبر سنه، وأنه لم يعُد يتحمل شقاء الجهاد بعد.

لم ييأس بلال بن رباح أبدًا، وحينما توفى أبو بكر الصديق رضي الله عنه، ذهب إلى خليفة المسلمين وقتها، وكان سيدنا عمر بن الخطاب أمير المؤمنين وأعاد عليه ما طلبه من أبو بكر من قبل، ولكنه رفض أيضًا لنفس سبب رفض أبو بكر الصديق، ولكن بعد إلحاح دام طويلًا وافق أخيرًا أمير المؤمنين على انضمامه للصفوف.

وفاة بلال بن رباح كانت بمثابة خسارة كبيرة جدًا للمسلمين، فهو من الصحابة الذين ضحوا بأنفسهم من أجل إعلاء راية الإسلام ونصرة الرسول صلى الله عليه وسلم على المشركين والكفار.