أول من قال سبحان ربي الأعلى هو إسرافيل، فمن هو إسرافيل؟ وما هي أوصافه؟ فإن الله سبحانه وتعالى لما خلق السماوات والأرض وقبل أن يخلق سيدنا آدم، خلق الملائكة، ووكّل كل ملك منها بأمر بعين، حيث يُمكن بيان من هو إسرافيل من خلال موقع سوبر بابا.

أول من قال سبحان ربي الأعلى هو إسرافيل

إن إسرافيل ملك من الملائكة التي خلقها الله عز وجل، وتعد الملائكة من الغيبيات التي أمرنا الله عز وجل بالإيمان بها، والتي هي ركن من أركان الإيمان، فخلق الله الملائكة، وهم خلق من نور، وهم عباد طائعون لله لا يعصونه، يسبحون الله عز وجل ليلًا ونهارًا.

فإن الله قد أعطى لكل ملك من الملائكة وظيفة معينة، وإسرافيل هو الملك الموكل بالنفخ في الصور، النفخة الأولى والثانية، وهو منذ أن وكله الله بذلك ينتظر أمر الله عز وجل حتى ينفخ في الصور، وهو أول من قال سبحان ربي الأعلى، والتي أصبحت جزء من صلاتنا الآن.

يقال إن إسرافيل شديد الخوف والخشية من الله عز وجل، فإنه لم يطرف بعينيه قط، مخافة أن يأمره الله عز وجل بالنفخ في الصور في أي لحظة، لذلك يقف أمام العين جاحظًا العينين، وقد تحدث القرآن عن خوف الملائكة من الله عز وجل فقال تعالى: وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِن دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (49)

اقرأ أيضًا: اللهم لا تدع لنا حاجة من حوائج الدنيا

أوصاف سيدنا إسرافيل عليه السلام

إن إسرافيل عليه السلام خلقه الله كخلقة للملائكة كلهم، والتي تتفق جميعها في العديد من الأوصاف، ويمكن ذكر أكثر ما يشتهر به سيدنا إسرافيل عليه السلام من أوصاف وما يتفق فيه مع غيره من الملائكة.

  • يملك إسرافيل الكثير من الأجنحة التي لا حصر لها، وإن لكل جناح يملكه يكون له عمله المكلف به، وتحدث القرآن عن ذلك فقال الله عز وجل: “الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ۚ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1)
  • هو من أشد الملائكة خشية من الله عز وجل، وقيل إنه لم يطرف بعينه قط لأنه ينتظر أمر الله عز وجل بالنفخ، وقيل إنه ينظر كل ليلة إلى جهنم ويظل يبكي، وقد روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: كيف أنعَمُ وصاحِبُ القَرنِ قد التقَمَ القَرنَ وحَنى جَبهتَه، وأصغى السَّمعَ متى يُؤمَرُ، قال: فسَمِعَ ذلك أصحابُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فشَقَّ عليهم، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: قولوا: حَسبُنا اللهُ ونِعمَ الوَكيلُ.”
  • إن دمعة واحدة من إسرافيل تقارن بالطوفان الذي أغرق قوم نوح، فلو نزلت منه دمعة على الأرض لأغرقتها.
  • أول من قال سبحان ربي الأعلى هو إسرافيل عليه السلام، فقد منحه الله عز وجل بالشعور واللسان الذي لا ينطق إلا بذكر الله وتسبيحه.
  • له بنيان عظيم وقوة هائلة تعادل قوة السماوات السبع والأراضي السبع، فهو كغيره من الملائكة، خلق عظيم، لا يتحمل البشر رؤيتهم ولذلك عندما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل وقع مغشيًا عليه، وقد قال الله عز وجل في كتابه العزيز متحدثًا عن أوصافهم: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (6)
  • لا يأكلون ولا يشربون ولا يتناكحون، ولا يتصفون بذكورة ولا أنوثه.
  • الملائكة لهم القدرة على أن يتشكلون بأشكال غيرهم، ومثال ذلك أنه لما نزل جبريل عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم في صورة بشر، وكذلك قد بعثه الله عز وجل إلى السيدة مريم ابنة عمران وكان في سورة بشر.
  • إن الملائكة تنزل من السماء إلى الأرض لسماع القرآن، وهذا ما بينه رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي لرواه أبو سعيد الخدري: “فَرَأَيْتُ مِثْلَ الظُّلَّةِ فِيهَا أَمْثَالُ السُّرُجِ، عَرَجَتْ في الجَوِّ حتَّى ما أَرَاهَا، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: تِلكَ المَلَائِكَةُ كَانَتْ تَسْتَمِعُ لَكَ، ولو قَرَأْتَ لأَصْبَحَتْ يَرَاهَا النَّاسُ ما تَسْتَتِرُ منهمْ.

اقرأ أيضًا: اللهم إني استودعتك الذي لاتضيع ودائعه

نفخات إسرافيل عليه السلام

إن العلماء كانوا قد اختلفوا في عدد النفخات في الصور، فقال البعض: إن هناك ثلاث نفخات للصور، وهي نفخة الفزع والبعث والصعق، وقال آخرين وهو الرأي الراجح أنهما نفختان: نفخة الصعق والبعث.

استدلوا على أنهما نفختان، بأن القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة لم تذكر سوى نفختان، فاستدلوا من القرآن بقوله تعالى: “وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاءَ اللَّهُ ۖ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَىٰ فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنظُرُونَ (68)” فدل على ذلك أنهما نفختان، الأولى هي الصعق، أو نفخة الموت، والثانية هي البعث.

كذلك استدلوا من السنة بالحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ما بيْنَ النَّفْخَتَيْنِ أرْبَعُونَ“، وهذا دليل واضح على أن إسرافيل سينفخ في الصور نفختان.

اقرأ أيضًا: دعاء سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين

الدليل على وجود إسرافيل عليه السلام

إن الملائكة من الأمور الغيبية التي لم نشاهدها عيانًا، إلا أن الله عز وجل أخبرنا عنها، وكذلك النبي صلى الله عليه وسلم، وكذلك إسرافيل، فنحن لم نره من قبل لكن قد أُمِرنا بالإيمان به غيره من الملائكة، وقد دلّ على وجوده القرآن الكريم والسنة النبوية.

  • قول الله عز وجل في سورة طه: يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ ۖ وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَٰنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا (108)“، فقال المفسرون أن المقصود بالداعي هنا هو سيدنا إسرافيل عليه السلام.
  • كذلك قوله تعالى في سورة الزمر: “ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاءَ اللَّهُ ۖ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَىٰ فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنظُرُونَ (68)فتحدثت الآية هنا عن النفخ في الصور، وأنهما نفختان، وبين المفسرين أن الملك الموكل بتلك النفختين هو إسرافيل.
  • كما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصفه وقال عنه في الحديث المروي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إِنَّ طَرفَ صَاحِبِ الصُّوَرِ مُذْ وُكِّلَ بِهِ مُسْتَعِدٌّ، يَنْظُرُ نَحْوَ الْعَرْشِ، مَخَافَةَ أَنْ يُؤْمَرَ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْهِ طَرْفُهُ، كَأَنَّ عَيْنَيْهِ كَوْكَبَانِ دُرِّيَّانِ.”
  • كان النبي صلى الله عليه وسلم يذكره في دعائه، وقد ورد هذا في الحديث الذي روته أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ربَّ جبريلَ وميكائيلَ وإسرافيلَ فاطرَ السَّمواتِ والأرضِ عالِمَ الغيبِ والشَّهادةِ أنتَ تحكُمُ بينَ عبادِكَ فيما كانوا فيهِ يختلِفونَ اهدِني لما اختُلِفَ فيهِ منَ الحقِّ بإذنِكَ إنَّكَ تهدي من تشاءُ إلى صِراطٍ مستقيمٍ

فتلك الأدلة كلها من آيات وأحاديث نبوية تدل على وجود سيدنا إسرافيل إلى غيرها من الأدلة، والتي تجتمع كلها على أن سيدنا إسرافيل هو الملك المُوكل بالنفخ في الصور، لخروج الناس من القبور من أجل البعث والحساب، ثم إلى الجنة أو إلى النار.

إن الملائكة خلق عظيم، وعباد مكرمون، فإذا تدبرت في خلق الله عز وجل وجميل صنيعه في الكون بأكمله، لأدركت أن ربٌ خالقٌ قادرٌ أحقُ بانفراد العبادة له وحده.