سمات المفكر الناقد هي من أكثر المهارات قيمة، لأنها تتيح التدقيق والتمييز بين الصواب والخطأ والمفيد والأقل فائدة.. وصولًا إلى القرار الصائب، وهناك الكثير من المهارات التي يمتلكها أي مفكر ناقد نوافيكم بها في موقع سوبر بابا.

سمات المفكر الناقد

بعض المواقف تتطلب أن تكون مُفكرًا ناقدًا، حتى تصل إلى حلول فيما تتعرض له من مشكلات لاسيما المعقد منها.. ولا تُعتبر المهارات النقدية مُستعصية، بل من اليسير أن تتحلى بها.

1- حب الاستطلاع والفضول

لا يكون المفكر الناقد هكذا دونما أن يمتلك الحد المناسب من الفضول، وهو فضول المعرفة بشأن ما يُحيطه والعالم الخارجي.. فبداية التعلم تكون عند الرغبة في المعرفة.

حيث يبحث المُفكر الناقد عن الإجابة لما يدور في ذهنه من تساؤلات، وهو ما يجعله يُفند ويقرأ كثير من الأبحاث ويدرسها حتى يصل إلى إجابة مقبولة تُرضي فضوله.

لذا يكون لدى المفكر الناقد نوع من الفضول الصحي لكافة الثقافات ومختلف الآراء.. للوصول من خلالها إلى ما يتماشى مع الثقافة الذاتية.

2- الذكاء والوعي

لا يُنتظر التفكير النقدي من شخص يُعاني من تدني الإدراك والمعرفة.. فالمُفكر الناقد يمتلك قدر كبير من الذكاء الذي يُخول له معرفة الصائب وغير الصائب في نهاية المطاف.

فمن سمات المفكر الناقد أنه يستخدم ذكائه ووعيه في التعلم، والتفنيد والبحث.. وهو على قناعة تامة أن المعرفة غير محدودة والعقل البشري محدود بطبيعة الحال، لذا ينتقي ما يتناسب مع عقله الواعي.

حيث يلعب الوعي دورًا هامًا في إخباره متى يستخدم التفكير النقدي، وكلما زاد وعيه زادت قدرته على استغلال المهارات المواتية له لتطبيقها، فهو حاضرٌ منتبه لما يدور حوله.

3- القدرة على الحسم

عادة ما يواجه المُفكر الناقد أمورًا جدلية، تتطلب شيء من الحزم في التعامل معها، فيكون قادرًا على اتخاذ القرار الصائب بسرعة وبإجراءات حاسمة.

ففي كثير من الأحيان يتعرض إلى مُشكلات تتطلب حلول سريعة، وسمات المفكر الناقد تتجلى في القدرة على مدى سرعة التنفيذ وفقًا لما هو متاح أمامه من نتائج.. فيختار البديل الأكثر أمانًا.

هذا ما يتطلب منه على جانب آخر أن يتجلى بشيء من الجرأة والشجاعة عند اتخاذ القرار في وقته، فيحيد مخاوفه جانبًا حتى يتقبل حقيقة مفادها أنه من المُحال أن يحصل على كافة الحقائق والمعلومات.. لذا فالخيار والقرار الأفضل هو الأهم.

4- التحلي بالصدق

من أساسيات سمات المفكر الناقد أن يكون صادقًا بشكل تام.. فتلك النزاهة الأخلاقية والاعتبارات التي يضعها في حسبانه هي السبب وراء وصوله إلى الصواب المُنتظر فيما يتخذه من قرارات.

فما يتخذه المفكر الناقد من إجراءات إنما تكون نابعة من صدقه، والصدق يتجلى أيضًا في الطريقة التي ينظر بها إلى نفسه والحقائق من حوله، فيكون بمعزل عن التزييف والتشويه، حتى لا يخدع نفسه والمُحيطين.

5- الرغبة والمرونة

لا شك في كونها من أهم سمات المفكر الناقد، أن تكون لديه الرغبة حاضرة في التعلم، وإلا ما كان له أن يسير على خُطى المفكرين الناجحين.

الأمر أشبه بعقلية النمو دائمة الاستمرارية.. ولا يُنتظر أن يكون الناقد ذا فكر جامد، فيجب أن يكون صاحب فكر مرن، يستطيع من خلاله التأقلم مع شتى المعارف على اختلافها.

من ناحية أخرى.. تجد أن امتلاكه لمثل تلك المهارات تجعله حريصًا على المُضيّ قدمًا، ناهيك عن استمرارية الشغف فيما يتعلم وفيما يصل إليه من نتائج حقيقية.

6- التفكير التحليلي

من أهم سمات المفكر الناقد التي لا غنى عنها، فهي القدرة على تحليل المعلومات وهي من صميم عمله، فيجب أن ينظر إلى مختلف المعلومات، ويستطيع تحليلها بمنطقية وموضوعية بالغة.

ناهيك عن الاستخدام الجيد للمهارات التحليلة يجعله قادرًا على تقسيم المعلومات وفقًا لمدى التشابه بينها، وتقييمها تقييمًا موضوعيًا.

وهكذا يرتبط التفكير التحليلي بالجانب الإبداعي عند المفكر الناقد، حيث لا يُعتقد أنه شخص غير مبدع، بل الإبداع هو جوهر صفاته، ففي أغلب الأحيان يتطلب الأمر منه تقديم كل ما هو مبتكر وجديد من الحلول.

7- القدرة على الملاحظة

هي جزء أساسي من التفكير النقدي، تعني أكثر من مُجرد النظر، بل هي تتضمن ترتيب ودمج وتصنيف المعلومات عبر الحواس كافتها لبناء فهم واستيعاب سليم.

فالمُلاحظ بإمكانه إدراك التفاصيل الصغيرة، والتغيرات الطفيفة التي تحدث في مُحيطه، فيكون حكمه سديدًا.

8- مهارة الاستدلال

هناك فارق ملحوظ بين الاستدلال والافتراض.. والاثنين يجب أن يشملهما المفكر الناقد في مهاراته، فالاستنتاج عند الناقد هو القدرة على تقييم المعلومات وبناء الاستنتاجات وفقًا للأدلة.

أما عن الافتراض فهو مجرد تحديد.. أما الاستنتاج فيُبنى على نقاط أعم وأشمل، للوصول إلى ذلك التحديد على درجة عالية من اليقين.

اقرأ أيضًا: نقد فني لفيلم عسل أسود

ما المقصود بالتفكير الناقد؟

إنّ التفكير النقدي الجيد هو الذي يتطلب بعض المهارات المعرفية إلى جانب الخصائص العقلية الإيجابية.. فالمُفكر الناقد يمتلك مهارات التحليل والتقييم والاستنتاج والاستقراء.

التفكير الناقد أو النقدي هو ذلك النوع من التفكير الذي يعتمد على التحليل للحقائق بشكل موضوعي يستهدف الوصول إلى حكم ما في موضوع الدراسة.. ويشمل التحقق من الافتراضات ما إن كانت صحيحة أو خالية من الصحة.

فهو عبارة عن نمط من التفكير يُصاحبه التأمل والعقل، يُفند المعتقدات والسلوكيات ويُقيم الحلول، ويُصدر حكمًا موضوعيًا حول قيم الأشياء.

خطوات التفكير الناقد

من لديه سمات المُفكر الناقد يُمكنه تحديد الخطوات التي عليه السير وفقًا لها، حتى تزداد لديه المهارات.

  1. تجميع المعلومات والأبحاث والدراسات ذات الصلة بالدراسة النقدية.
  2. بيان الآراء المختلفة في الموضوع.
  3. تفنيد تلك الآراء لتحديد الصائب منها.
  4. بيان نقاط القوة والضعف في أي من الآراء.
  5. التجرد من الذاتية، والتقييم بشكل موضوعي ينأى عن التحيز.
  6. اختيار رأي واحد من الآراء وفقًا للتقييم.
  7. تقديم الحجج والبراهين الدالة على صحة الرأي المُختار.
  8. إن استدعى الأمر مزيد من المعلومات يتم الرجوع إلى الأبحاث المعنية بالموضوع.. لمزيد من التأكد.

اقرأ أيضًا: نقد فني للوحة الموناليزا

أهمية تطوير مهارات التفكير النقدي

  • تُساعد بدورها على تعلم الجديد من المعلومات.
  • من خلالها يُمكن فهم المفاهيم المعقدة.
  • تُساعد على اتخاذ قرارات أفضل.
  • تساهم في جعلك أكثر موضوعية، بعيدًا عن الانحياز والذاتية.
  • تُعزز من العلاقات الشخصية والمهنية.
  • تُعتبر من أفضل المهارات المطلوبة في مجال العمل.
  • تُساعد على حل المشكلات بشكل مستقل.
  • يُمكن من خلالها تقييم مختلف المواقف بشكل إبداعي.. والتوصل إلى حكم سليم.
  • تُعتبر من العناصر الأساسية في الدراسة الأكاديمية.
  • تسمح بالبناء على المعارف السابقة واستنتاج معارف جديدة.
  • تُسهم في توسيع المدارك والخبرات.

بناء على ذلك.. إنّ التفكير النقدي ضروري في جوانب الحياة كافتها، بدءًا من العلاقات الشخصية مرورًا بالحياة المهنية، يُمكن من خلاله اكتساب منظور جديد للعالم المحيط، لذا ما زالت الفرصة قائمة في تحسين مهارات التفكير الناقد.

لا يُمكن لأي مجتمع أن يزدهر دون أن يتعلم بعض أفراده تطبيق مهارات التفكير النقدي.. وهي ما تُساعد في حل المشكلات المعقدة.