هل يجوز صيام رأس السنة الهجرية؟ وما أفضل الأعمال المستحبة في ذلك الوقت؟ تعتبر رأس السنة الهجرية بمثابة عيد لدى المسلمين؛ حيث يحرص كل مسلم على الاحتفال بالسنة الهجرية وفعل العبادات التي أمر بها الله تعالى مثل الدعاء، ولكن هل صيام رأس السنة الهجرية بالأمر الجائز؟ هذا ما سنعرف إجابته من خلال موقع سوبر بابا.

هل يجوز صيام رأس السنة الهجرية

هناك العديد من الاختلافات حول أمر صيام رأس السنة الهجرية احتفالًا بهجرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- من مكة إلى المدينة المنورة، وقامت دار الإفتاء المصرية بالإدلاء برأيها حول هذا الأمر، وقالت إنه من الجائز التطوع والصيام أول أيام شهر الله المحرم، باعتباره أول شهور السنة الهجرية.

أضافت أيضًا أنه يُستحب الصيام في مثل تلك الأيام، وذلك اقتداءً بالنبي الكريم صلى الله عليه وسلم لحديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: «أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللهِ الْمُحَرَّمُ، وَأَفْضَلُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الْفَرِيضَةِ صَلَاةُ اللَّيْلِ» رواه مسلم.

هناك رأي آخر يؤكد على أن صيام هذا اليوم بدعة، حيث إنه لم يرد في السنة النبوية ما يؤكد على فضل السنة الهجرية أو فضل صيامها، وصوم هذا اليوم يندرج تحت مُسمى التطوع فقط، والله أعلى وأعلم.

بالإضافة إلى أنه من المستحب أيضًا صيام يوم عاشوراء لِما له من فضائل تعود على العبد، فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: «مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ يَتَحَرَّى صِيَامَ يَوْمٍ فَضَّلَهُ عَلَى غَيْرِهِ إِلَّا هَذَا اليَوْمَ، يَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَهَذَا الشَّهْرَ يَعْنِي شَهْرَ رَمَضَانَ» أخرجه البخاري.

اقرأ أيضًا: معلومات عن رأس السنة الهجرية

حكم التهنئة برأس السنة الهجرية

تضاربت الأقاويل حول أمر التهنئة بالمناسبات المختلفة، ومن ضمن المناسبات التي يحرص فيها المسلمون على تبادل التهاني والتبريكات هي رأس السنة الهجرية؛ الأمر الذي جعل هناك بعض الأقوال التي تشير إلى أن هذا من البدع التي لا يصح فعله.

من الجدير بالذكر أن دار الإفتاء المصرية أدلت برأيها في ذلك الأمر، وأشارت إلى أن التهنئة برأس السنة الهجرية مُستحبة شرعًا؛ حيث فيها إحياء لذكرى هجرة نبينا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام، وهو من أفضل الأيام للتذكرة بها، وقد قال الله تعالى: ﴿وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللهِ﴾ [إبراهيم: 5].

في تلك التهنئة تذكر لنصرة الله تعالى لنبيه الكريم -صلى الله عليه وسلم- على كفار قريش، والذي ترتب عليه فيما بعد نصرة الدين الإسلامي، قال تعالى: ﴿إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنَا﴾ [التوبة: 40].

يمكن الاستدلال من الآراء السابقة على أن الاحتفال برأس السنة الهجرية وصيامه إن كان يوافق شهر محرم فقط، وما إلى ذلك بدعة، كما أن تبادل التهاني والتبريكات من الأمور المستحبة ولكنها ليست فريضة بل فيها إحياء لسُنة نبينا الكريم.

الأعمال المستحبة في رأس السنة الهجرية

بعد أن تمكنا من التعرف على إجابة سؤال هل يجوز صيام رأس السنة الهجرية يجدر بنا ذكر أن هناك العديد من البُسطاء يقومون بالإكثار من فعل الخير والطاعات التي أمر بها الله تعالى تضرعًا وخشوعًا له، والأعمال المستحبة في هذا اليوم مثلها مثل باقي الأيام.

  • الدعاء.
  • تلاوة القرآن.
  • الإكثار من الذكر.
  • صلاة التهجد. 

اقرأ أيضًا: قصة رأس السنة الهجرية

أفضل دعاء لرأس السنة الهجرية

ليس هناك أدعية معينة مستحبة في مثل تلك المناسبة، ولكن الدعاء لله في كل وقت من أسمى العبادات التي يتقرب بها العبد من المولى عز وجل.

  • اَللّٰهُمَّ اجْعَلْهُ حَجًّا مَبْرُوْرًا وَسَعْيًا مَشْكُوْرًا وَذَنْبًا مَغْفُوْرًا.
  • اَللَّهُمَّ مَا عَمِلْتُ فِيْ هَذِهِ السَّنَةِ مِمَّا نَهَيْتَنِيْ عَنْهُ فَلَمْ أَتُبْ مِنْهُ وَلَمْ تَرْضَهُ وَلَمْ تَنْسَهُ وَحَلُمْتَ عَلَيَّ بَعْدَ قُدْرَتِكَ عَلَى عُقُوْبَتِيْ، وَدَعَوْتَنِيْ إِلَى التَّوْبَةِ مِنْهُ بَعْدَ جَرَاءَتِيْ عَلَى مَعْصِيَتِكَ، اَللَّهُمَّ إِنِّي اَسْتَغْفِرُكَ فَاغْفِرْلِيْ, وَمَا عَمِلْتُهُ فِيْهَا مِمَّا تَرْضَاهُ وَوَعَدْتَنِيْ عَلَيْهِ الثَّوَابَ فَأَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ يَا كَرِيْمُ.
  • رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء، رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَاب.ُ
  • رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا.
  • ربَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ.
  • رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ.
  • رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِين.
  • رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ.
  • رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ.
  • رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ.
  • رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ.
  • رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَآ أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ.
  • رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ، رَبَّنَا إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ، رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأبْرَار، رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ الْمِيعَادَ.رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.
  • رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ، رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدتَّهُم وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ، وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَن تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ.
  • رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ.
  • لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ اللَّهُمَّ اهْدِنَا بِالْهُدَى، وَزَيِّنَّا بِالتَّقْوَى، وَاغْفِرْ لَنَا فِي الْآخِرَةِ وَالْأُولَى.
  • لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير.
  • اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا نُحِبُّك، وَنُحِبُّ مَلَائِكَتَكَ، وَأَنْبِيَاءَكَ، وَرُسَلَكَ، وَنُحِبُّ عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ.
  • اللهم اغْفِرْ وَارْحَمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعَزُّ الْأَكْرَمُ.
  • اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ وَعَطَائِكَ رِزْقًا طَيِّبًا مُبَارَكًا.
  • اللَّهُمَّ حَبِّبْنَا إِلَيْكَ وَإِلَى مَلَائِكَتِكَ، وَإِلَى أَنْبِيَائِكَ، وَرُسُلِكَ، وَإِلَى عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ.
  • اللَّهُمَّ يَسِّرْنَا لِلْيُسْرَى، وَجَنِّبْنَا وَجَنِّبْنَا الْعُسْرَى، وَاغْفِرْ لَنَا فِي الْآخِرَةِ.

أيام يُستحب فيها الصيام

صيام التطوع مثل صيام رأس السنة الهجرية من الأشياء التي يفعلها العبد تقربًا من الله -عز وجل- لكي ينال بها جزاء حسن يوم القيامة، ومن الجدير بالذكر أن الأمر لا يتوقف على صيام هذا اليوم فقط، بل هناك أيام عديدة يمكن بها الصيام تطوعًا لوجه الله الكريم.

  • أيام عشر ذي الحجة: أي أول تسعة أيام من ذي الحجة، أما اليوم العاشر لا يصح لأنه العيد، ويمكن الاستدلال على ذلك لما ورد عن حفصة رضي الله عنها قالت: “أربع لم يكن يدعهن رسول الله صلى الله عليه وسلم عاشوراء والعشر وثلاثة أيام من كل شهر والركعتين قبل الغداة” رواه أحمد والنسائي.
  • ستة أيام من شهر شوال: يتم إطلاق اسم الستة البيض على هذه الأيام، عن أبي أيوب رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال فذاك صيام الدهر” رواه مسلم وأحمد وأبو داود والترمذي ورواه أحمد من حديث جابر.
  • يوم عرفة لغير الحاج: يعتبر يوم عرفة من أكثر الأيام التي يحرص فيها المسلمون على الصيام لِما له من فضائل، ويمكن الاستدلال على ذلك مما ورد عن أبي قتادة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” صوم يوم عرفة يكفر سنتين: ماضية ومستقبلة وصوم يوم عاشوراء يكفر سنة ماضية “ رواه مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه.
  • ثلاثة أيام من كل شهر: ومن الأفضل أن تكون تلك الأيام موافقة الثالث عشر، والرابع عشر، والخامس عشر، ويومي الإثنين والخميس، وهو ما ورد عن عائشة رضي الله عنها قالت: “إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتحرى صيام الاثنين والخميس”.
  • الصيام في شهر شعبان: يعتبر هذا الشهر من أشهر الله الحرام التي يُستحب فيها الصيام، ويمكن الاستدلال على ذلك من خلال ما ورد عن عائشة رضي الله عنها قالت: “ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم في شهر ما كان يصوم في شعبان كان يصومه إلا قليلاً” متفق عليه.
  • أيام شهر الله المحرم: تلك الأيام تضم يوم عاشوراء وهو من أفضل الأيام التي يمكن الصيام فيها ونيل حُسن الجزاء من الله تعالى، وهو ما جعل أغلب الأشخاص يقومون بصيام رأس السنة الهجرية.

اقرأ أيضًا: لماذا يصوم المسلمون يوم عاشوراء

أيام منهي عن صيامها

هناك أيام نهى الله -عز وجل- فيها عن الصيام، أو يُكره الصيام بها وفقًا لِما ورد في السنة النبوية المطهرة.

  • أيام التشريق وهم الثلاثة أيام التي تأتي بعد يوم عيد الأضحى.
  • يومي العيدين.
  • يوم الجمعة منفردًا، وذلك وفقًا لحديث الصحيحين: (لا تصوموا يوم الجمعة إلا وقبله يوم أو بعده يوم).
  • يوم السبت إن لم يكُن عادة خاصة بالصائم.
  • صيام الدهر، وذلك وفقًا لِما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم ـ: (لا صام من صام الأبد) رواه البخاري ومسلم وأحمد.
  • يوم الشك، وهو اليوم الموافق الثلاثون من شعبان.
  • أيام الصيام المتواصل دون إفطار في غير شهر رمضان.
  • صيام النهار مع الليل.
  • صيام المرأة نافلة دون إذن زوجها، وذلك وفقًا لِما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم: (لا تَصُمْ المرأةُ يوماً واحداً وزوجها شاهدٌ إلا بإذنه إلا رمضان) لحديثٍ رواه البخاري ومسلم.

يسعى المسلمون دومًا نحو فعل الطاعات التي يرضى بها الله تعالى على العباد، مثل الصيام والصلاة والدعاء، وهو السبب وراء طرح تساؤلات كثيرة حول هل يجوز صيام رأس السنة الهجرية.