هل الحلم يتحقق في النهار؟، وهل بالفعل إن أصدق الرؤى هي رؤى الأسحار؟ وما الدليل من سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم على ذلك؟ فالإنسان معرض أن يكون حلمه بالليل أو بالنهار، وسيعرض تفصيليًا على موقع سوبر بابا.

هل الحلم يتحقق في النهار؟

كثير من الناس يظن حين يتحدث عن رؤياه أنه يستدل عليها على صحتها بأنها حدثت في الليل قُبيل صلاة الفجر، وليس لهذا التوقيت من وسيلة صحيحة لتأكيد صحة الرؤية، فهي الصحيحة التي تعتبر رؤيا من الله قد تحدث في أي وقت بالليل أو بالنهار.

يحدث الحلم في الظهيرة والشمس في كبد السماء، فالرؤيا من الله لا ترتبط بزمن لها وكذلك الحلم الذي هو من الشيطان لا اعتبار لليل ولا للنهار فيه، على عكس ما يظنه الكثيرون أن يربطوا الرؤى من الله بالليل والأحلام التي يوسوس بها الشيطان بالنهار.

اقرأ أيضًا: هل تتحقق الرؤيا إذا فسرت

هل رأى رسول الله أحلاما بالنهار؟

من الثابت لدينا إذا أحببنا الاستدلال عن جواز أو عدم جوازه أن نبحث هل النبي صلى الله عليه وسلم فعله أم لا؟ فإن ثبت أن النبي الكريم فعله اعتبر سنة وعملًا جائزًا بل مستحبًا أيضًا، وإذا نبه عليه بقوله أو بدوام فعله انتقل الى مرتبة السنة المؤكدة أو الفرض إذا عقَّب عليه بفرض عقوبة على تاركه.

حلم النهار هذا حدث مع النبي -صلى الله عليه وسلم- وكان من الرؤى الصادقة التي أخبر بها النبي صحابته وبشرهم بها فقد ثبت عن النبي الكريم حديث أم حرام بنت ملحان وكانت من محارمه لأمه رضي الله عنها، فدخل عندها واتكأ ونام ثم استيقظ فرحا، فقالت له: لِمَ تَضْحَكُ يا رَسولَ اللَّهِ؟

فأخبرها النبي الكريم بأنه رأى في نومه مجموعة من الناس من أمته فقال: نَاسٌ مِن أُمَّتي يَرْكَبُونَ البَحْرَ الأخْضَرَ في سَبيلِ اللَّهِ، مَثَلُهُمْ مَثَلُ المُلُوكِ علَى الأسِرَّةِ، فقالت أم ملحان رضي الله عنها: “يا رَسولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي منهمْ”، فدعا لها قائلا: “اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا منهمْ ” ثم نام مرة أخرى، وقام فضحك مرة ثانية.

فسألته في الثانية فقال لها مثل المرة الأولى، وطلبت منه الدعاء أيضا لكنه قال لها: “أَنْتِ مِنَ الأوَّلِينَ، وَلَسْتِ مِنَ الآخِرِينَ” أي أنت من الدفعة الأولى ولا تشهدين الثانية، فكانت حياتها كما قال إذ خرجت فركبت البحر مع المجاهدين المسلمين في المرة الأولى مع الجيش المسلم، فلما رجعت وقعت من على ظهر دابتها فماتت ولم تشهد الثانية.

قد بوب البخاري في صحيحه بابًا بعنوان “باب من زار قومًا فقال عندهم، أي نام وقت الظهيرة والمسمى قيلولة” ليكون إجابة على من يتساءل هل الحلم يتحقق في النهار؟ فلا مانع منه؛ لحدوثه من النبي صلى الله عليه وسلم، وهو خير دليل.

 

دلائل تفضيل رؤى الليل عن النهار

هناك أحاديث نسبت إلى النبي صلى الله عليه وسلم تفضل رؤى الليل عن النهار وسنستعرضها ونأتي بالحكم على درجتها، فالاعتبار في الأحاديث بصحة الحديث أو ضعفه فالحديث الصحيح يقدم على الضعيف لقوته وصحة ثبوته عن النبي الكريم وبيان درجة الضعيف نجد أن هناك أحاديث ضعيفة درجتها من مرتبة أخيرة جدًا.

لم يثبت صحة حديث يفضل رؤى الليل عن النهار في السنة الصحيحة عن رسول الله وخاصة أنه قال في حديث صحيح رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا اقترب الزمانُ لم تكدْ رؤيا المؤمنِ أن تكذبَ، وأصدقُهم رؤيا أصدقُهم حديثًا) رواه أبو داود.

لم يقل فيه تصدق رؤى الليل عن رؤى النهار، وقد نقل البخاري رحمه الله عن ابن سيرين شيخ تفسير الأحلام قوله: “رؤيا النهار مثل رؤيا الليل” فمن الممكن أن نجيب عن السؤال هل الحلم يتحقق في النهار بالإجابة المطمئنة الواثقة أن نعم، فالحلم والرؤيا يتحققان سواء بالليل أو بالنهار.

اقرأ أيضًا: ما هو الحلم الأمريكي

هل يتحقق الحلم بعد تلاوة القرآن؟

ليس من شروط تحقق الرؤيا أن تكون بعد تلاوة قرآن كريم، فلا يوجد أثر صحيح أو ضعيف يشترط أن تتحقق الرؤيا التي يراها الإنسان، بشرط أن تكون بعد قراءة للقرآن، ومن ثم فليس عندنا دليل شرعي مقبول عليها من القرآن أو السنة ولا يوجد أيضًا من أقوال العلماء ما يؤيد ذلك.

ماذا نفعل بعد حلم النهار؟

بعد نوم الإنسان إذا رأى في النوم رؤيا تفرحه وتبشره أو حلمًا من الشيطان يزعجه ويقلقه وربما يخيفه، فلا بد أن يمتثل لكلام النبي صلى الله عليه وسلم ونصيحته بعد الرؤى والأحلام سواء تمت في الليل أو بالنهار.

فمن سنته الشريفة بعد الرؤيا الصالحة المُبشرة سواء حدثت بالليل أو بالنهار أن يحمد الله عليها وأن يذكرها لعالم ناصح أو محب؛ فهي من النعم التي أنعمها الله عليه، وكذلك يتجنب الحاسد فقد يحسده عليها، فقد طلب يعقوب من ابنه يوسف عليهما السلام أن يكتم رؤياه عن اخوته فقال: “قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا”.

من سنته بعد الحلم المزعج في الليل أو في النهار أن ينفث عن يساره ثلاث مرات ويتقلب على الجانب الآخر لنومه ويستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ثم يكتمه بعد ذلك تمامًا فلا يحدث به أحدًا حتى لا يعبره، فرسول الله صلى الله عليه وسلم: “الرؤيا على رجل طائر ما لم تعبر، فإذا عبرت وقعت”، صححه الألباني.

هل حلم النهار من الشيطان دائمًا؟

إذا أخذنا كلمة الحلم على إطلاقها وقلنا إن كل ما يراه الإنسان في منامه حلم، فلا يشترط أن يكون حلم النهار من الشيطان، فيجوز أن يرى الإنسان حلمًا من الله الذي يسمى بالرؤيا، ويكون لها تفسيرها، ويمكن أن تقع بإذن الله ويمكن أن تكون حلمًا من الشيطان، فيكون سؤاله هل الحلم يتحقق في النهار؟ فالجواب دومًا نعم قد يتحقق بالنهار بقدر الله سبحانه.

كيف أعرف إن كان حلمي رؤيا؟

إذا قمت من نومك نشيطا فرحًا مسرورًا وتلقيت بشارة من الله في نومك أو رأيت من يوصف بالصلاح وأفضلهم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ورأيت منه بشارة أو تهنئة أو تثبيتًا على موقف أو عمل فهذه رؤيا صريحة من الله وبشارة منه لتثبيت المؤمن على الطاعات وعمل الخير.

عامةً إذا كانت الرؤيا لشيء تحبه فهذه رؤيا من الله لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: “إذا رأى أحدكم رؤيا يحبها، فإنما هي من الله”، وساعتها يستبشر بها المسلم ويطمئن ولا يحدث بها إلا من يحبه فقط فقد قال النبي الكريم: “فإن رأى رؤيا حسنة فليستبشر، ولا يخبر إلاّ من يحب” رواه مسلم.

اقرأ أيضًا: ما هو الحلم وما هي الرؤيا

متى ينتهي مفعول الحلم؟

لا يوجد في الإسلام تاريخ صلاحية مفعول للرؤى والأحلام فقد تتحقق بعد عشرات لسنين أو قد بعد انقضاء عمر الإنسان، فرؤيا سيدنا يوسف عليه السلام وهو صغير التي قال فيها “إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِين” تأخر تحققها لأكثر من أربعين سنة كما قال المفسرون.

الحلم يتحقق في النهار كما يتحقق بقدر الله فلا فرق في الزمن بينهما ولا ميزة لليل على النهار ولا للنهار على الليل.