موضوع قصير عن أركان الإيمان يُبين لنا كيفية الوصول إلى درجة الإيمان، حيث إن هُناك فارقًا كبيرًا بين الإيمان والإسلام فليس كُل مُسلم  مؤمن.. فكما أوضح لنا الرسول في السنة النبوية  أن للإيمان أركان خاصة لا بُد من تحقيقها؛ لما يترتب عليها من آثار في حياة العبد، وخلال موقع سوبر بابا يُمكنك بيان ماهية الإيمان وأركانه.

موضوع قصير عن أركان الإيمان

خلق الله الإنسان من أجل هدفٍ واحد، ألا وهو عبادته والإيمان به.. وحتى يكون الإيمان صحيحًا لا بُد من معرفة أهم أركانه، والتي أرسل الله إلينا الرُسل لبيان معناها وكيفية الإيقان بها.

فهي الطريق إلى الفلاح في الدارين، لذا كان لزامًا أن يشتمل موضوع قصير عن أركان الإيمان على بعض العناصر التي تُعيننا على فهمها.

العناصر

  • مقدمة
  • ما هي أركان الإيمان؟
  • الإيمان بالله
  • الإيمان بالملائكة
  • الإيمان بالكتب السماوية
  • الإيمان بالرسل والأنبياء
  • الإيمان باليوم الآخر
  • الإيمان بالقضاء والقدر
  • ما الفرق بين أركان الإيمان والإسلام؟
  • خاتمة

مقدمة موضوع قصير عن أركان الإيمان

إن الإيمان هو القول والتصديق بأوامر الله تعالى والذي إذا احتل القلب، وصل به الإنسان إلى أعلى مراحل الارتقاء بالنفس والعلم، فهو الذي يقودك إلى حياة يملؤها السكينة  والاطمئنان، قال تعالى: فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا”.. وللإيمان أركانًا عدة يجب أن يُحيط بها كُل إنسان حتى يُنفذها بشكل سليم.

اقرأ أيضًا: الفرق بين الإيمان والإسلام باختصار

ما هي أركان الإيمان؟

إن أركان الإيمان هي الركيزة الأساسية للشريعة الإسلامية، فلا يُمكن أن يكتمل الإسلام دونها، والإيمان هو التصديق بالله وتوحيده ومحله القلب.. والهدف الرئيسي منها هو تحقيق ما أمرنا الله به.

قال تعالى: “لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ

وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ” (سورة البقرة: 177).

ذُكر في الآية خمس فقط من أركان الإيمان، والحقيقة أنهُم ستة أركان، ونستدل بذلك على قول الرسول صلى الله عليه وسلم لما سأله جبريل -عليه السلام- عن أركان الإيمان فقال:  (الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره)، رواه مسلم

الإيمان بالله

يتمثل الإيمان بالله في الاعتقاد.. فحتي يتحلى المرء بالإيمان عليه عبادة الله وتوحيده والاعتقاد جزمًا أنه لا شريك له، ويشمل الإيمان به الإيمان بصفات الله وأسمائه التي ذكرها لنا في القُرآن الكريم، وجاءت بها السُنة النبوية.. دون أي تغيير في معناها أو تشبيهها بصفات الخلق.

غالبًا ما يكون التأمل في قدرة الله والتدبر في شئون خلقه وآياته وحكمه، هي البُرهان والدليل القاطع على وحدانيته، قال تعالى: “سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ” (سورة فصلت: 53).

يندرج في هذا الرُكن الالتجاء إلى الله والاستعانة به وعبادته حق العبادة.

الإيمان بالملائكة

ما المقصود بالإيمان بالملائكة؟ يجب على المؤمن الذي يوحد الله أن يعتقد بوجود الملائكة ويُؤمن بهم، فهُم خلق الله قبل وجود الإنسان.. ولتمام الإيمان بهم يجب الاعتقاد أنهم مخلوقون من النور ويلتزمون بما أمرهم الله به فلا يعصون له أمرًا، وعلى أدائهم الوظائف التي خُلقوا من أجلها.

لا يقتصر الإيمان بهم على هذا فقط؛ بل يجب ترك تأنيثهم أو تذكيرهم فلم يرد أي دليل على ذلك، والحديث عنهم بالصيغة التي جاء بها القُرآن الكريم، حيث إن تأنيث الملائكة يُعد من الكُفر.

قال تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا” (سورة النساء: 136).

الإيمان بالكتب السماوية

يجب علينا كمسلمين الإيمان بجميع الكُتب السماوية التي أنزلها الله علينا، فلا نؤمن ببعضها “القُرآن”، ونكفر ببعض “الإنجيل والتوراة” والشرائع السماوية الأخرى مثل: “الزبور، صحف إبراهيم”، فنحن موقنون أن الله أنزلها جميعًا فاختص بعضها بأقوام، إلى أن جاء القُرآن هاديًا لجميع الخلق.

“نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ مِنْ قَبْلُ هُدًى لِلنَّاسِ وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ (سورة آل عمران: 2-3-4).

الإيمان بالرسل والأنبياء

التصديق بالرُسل والأنبياء الذين جاء ذكرهم في القُرآن الكريم أمرًا لازمًا علينا جميعًا، حتى تكتمل أركان الإيمان.. فلا يقتصر الإيمان بالرسل على سيدنا مُحمد -صلى الله عليه وسلم- فقط، بل يجب علينا الإيمان بجميعهم ممن نعرفهم وغيرهم.

لقد ذُكر في القُرآن خمس وعشرين نبيًا، ومنهم الرسل، فهُم الأنبياء الذين يجب علينا الإيمان بهم وبرسالتهم “يونس، يوسف، يعقوب، اليسع، يحيى، هود، هارون، نوح موسى، لوط، عيسى، صالح، شعيب، سليمان، زكريا، ذو الكفل، داوود أيوب إلياس إسماعيل، إسحق، آدم، إدريس، إبراهيم، محمد”.

قال تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا

ما الفرق بين النبي والرسول؟ لا يعرف الكثير الفرق بين النبي والرسول لذا لزم علينا ذكره، فالنبي هو الذي بعثه الله إلى قوم لدعوتهم إلى عبادة الله وتوحيده وبما جاء في شريعة الرسول الذي سبقه.

أما الرسول فهو الذي اختصه الله برسالة وأنزل عليه كتابًا ومدّه بالمُعجزات التي تدعم نبوتهم.

اقرأ أيضًا: معنى الإسلام لغة واصطلاحًا

الإيمان باليوم الآخر

يقتضي الإيمان باليوم الآخر أن تُصدق بوجود يوم القيامة والبعث بعد الموت والحساب، وأن الجنة حق والنار حق، وأنها نهاية كُل إنسان فلا مفر له منها، والإيمان بكُل ما ورِد إلينا في سنة النبي عنه.

الإيمان بالقضاء والقدر

يُعد الإيمان بالقضاء والقدر هو الركن الأخير من أركان الإيمان، وحتى تُصدق بهما لا بُد من توضيح ماهيتهما أولًا، فالقدر هو ما تم تقديره في علم الغيب من أمور العباد.. أما القضاء فهو الحكم به وتحقيقه في الواقع، قال تعالى: “إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ” (سورة القمر: 49)

فالأصل فيهما أن يؤمن بهما العبد والرضا بما يقع عليه، وفي الإيمان بهما مراتب يجب أن يكون العبد عالمًا بها، فيجب التصديق أن الله يعلم كُل ما يحدث في الكون تفصيلًا، وعالمًا بأعمال العباد.. وما ظهر منهم وما بطن، قال تعالى: “هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ” (الحشر: 22).

كما يجب الإيمان أن الله قد كتب كُل ما يحدث في الكون، وكُل ما يتعلق بأمور العباد في اللوح المحفوظ إلى يوم القيامة، قال تعالى: “وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ” (يونس: 61).

يرتبط الإيمان بالقضاء والقدر بالإيقان بنفاذ مشيئة الله، وأن كُل ما كتبه الله واقع خيرًا كان أم شرًا، فلا يوجد في الكون أي حدث يقع دون مشيئته، قال تعالى: “وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ” (التكوير: 29).

ما الفرق بين أركان الإيمان والإسلام؟

قال تعالى: “قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْأِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ” (سورة الحجرات: 14)، يتضح لنا من الآية أن هُناك فارقًا بين أن يكون المرء مُسلمًا وأن يكون مؤمنًا.

فما هو الفرق بين الإسلام والإيمان؟ وقد سبق وتعرفنا خلال موضوع قصير عن أركان الإيمان، فما هي أركان الإسلام؟

يُعد الفارق بينهما أن الإيمان وأركانه محلهما القلب، فهي العبادات والأعمال الباطنة التي لا يطلع عليها سوى الله، أما الإسلام فهو العبادات الظاهرة التي أقرها الله علينا.

عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وحج البيت ، وصوم رمضان ) رواه البخاري ومسلم .

اقرأ أيضًا: ما هي النوافل وما هي الرواتب في الإسلام

خاتمة موضوع قصير عن أركان الإيمان

تغرز أركان الإيمان في النفوس الكثير؛ فهي أولى الأمور التي يجب أن يُطقبها العبد، حتى يستشعر مُراقبة الله وينصلح حاله فيحرص دائمًا على فعل الخير والابتعاد عن فعل المُنكر.. حتى يفوز العبد بأعلى درجات الجنان.

حتى يكون الإنسان مؤمنًا حق عليه الاطلاع على المبادئ والركائز الإسلامية، والتي تقوده إلى طريق الفلاح والصلاح.. فيفوز بالدنيا والآخرة.