كانت الحرب العالمية الأولى والثانية نتاجًا لنزاعات القوى العظمى على الهيمنة، فانقسم العالم بين تحالفات وتكتلات دولية، وسارت على مبدأ “إن لم يفلح الثعلب في خطف عنقود العنب فليُسمع زئير الأسد.. فلتدق طبول الحرب!“.. ونوافيكم بالمزيد في سوبر بابا.

ملخص الحرب العالمية الأولى

إن لم يجدِ أسلوب الخداع والمراوغة في تحقيق المصالح لكل دولة على حدة، كانت تلجأ إلى أسلوب البطش والعنف، وهو المتمثل في الحروب الأكثر بشاعة على الإطلاق.. الحرب العالمية الأولى والثانية.

في خضم التنافس الإمبريالي تفاقمت النزاعات وآلت إلى الحرب في نهاية المطاف، وكانت هي الأولى بين القوى العظمى.

  • استمرت من 1914 إلى 1918
  • تسببت في خسارة أكثر من نصف ثروات الدول الأوروبية.
  • فقدت على إثرها أوروبا الصدارة الاقتصادية.
  • قامت بتعبئة الموارد الاقتصادية والبشرية الهائلة.
  • استخدمت أعدادًا هائلة من العتاد الحربي والجنود.
  • شهدت أسلحة جديدة لأول مرة من نوعها، على غرار: الغازات السامة، الخنادق، الطائرة الحربية، الدبابة.

اقرأ أيضًا: كم عدد الجنود المصريين الذين قتلوا في حرب الخليج

أسباب الحرب العالمية الأولى

  • اغتيال ولي عهد النمسا “فرنسو فردنالند” في 1914 في 28 يونيو على يد أحد طلاب صربيا.. وهي ما سُميت بحادثة “سراييفو”.
  • لأن صربيا من محميات روسيا أعلنت النمسا المجرية الحرب على صربيا وروسيا.
  • كان سباق التسلح على أوجّه بين الدول المتنافسة.
  • رفع القوى العظمى من النفقات العسكرية.
  • توقيع الاتفاق الودي بين إنجلترا وفرنسا في 1904م، وأخرى مماثلة مع روسيا 1907م.
  • التنافس الاستعماري بين الدول على إثر الثورة الصناعية في أوروبا، لتصريف المنتجات في الدول النامية المُستعمَرة.
  • الدخول في تحالفات على المستوى العسكري والسياسي.. على غرار تحالف (USA، روسيا، إنجلترا) ضد (إيطاليا، النمسا، ألمانيا) وهم دول الوفاق.
  • توالت الأزمات في مطلع القرن 20 فتوترت العلاقات الدولية التي تحكمها المصالح في الدرجة الأولى.
  • كانت الحرب العالمية الأولى من تبعات أزمة البلقان.
  • الصراع الفرنسي الألماني على الحدود الدولية.
  • تطلعت بعض الأقليات إلى الاستقلال عن الدول الحامية لها.
  • تزايد النزعة القومية في أوروبا.

مراحل الحرب العالمية الأولى

  • المرحلة الأولى: 1914 إلى 1917، انتصرت دول الوفاق الثلاثي بقيادة ألمانيا، بسبب التفوق العسكري وسياسة حرب الخنادق.
  • المرحلة الثانية: 1917 إلى 1918، قامت الثورة البلشفية في روسيا فانسحبت من الحرب، واستسلمت ألمانيا بعد دخول الولايات المتحدة الأمريكية في دول التحالف.

ما خلفته الحرب العالمية الأولى من خسائر فادحة

  • انهزمت دول الوفاق الثلاثي لصالح دول التحالف.. بعد صراع دام أربع سنوات فكبّد الطرفين خسائر فادحة.
  • نتاجًا لاستخدام الأسلحة الفتاكة في الحرب، كانت أعداد الخسائر البشرية هائلة.
  • تسببت في آثار نفسية سلبية عميقة في الدول الأوروبية.
  • نتج عنها دخول المرأة في سوق العمل الأوروبي؛ بسبب تزايد الطلب على العمالة.
  • انخفض معدل المواليد، وزادت معدلات الشيخوخة.
  • تراجع مستوى الإنتاج.
  • ارتفاع الأسعار.
  • زيادة الديون على الدول لسد تكاليف الحرب.
  • ظهور قوة صاعدة من الجانب الاقتصادي.. كاليابان والولايات المتحدة الأمريكية.
  • تخريب المنشآت الإنتاجية من موانئ ومطارات ومصانع.
  • تدمير الأراضي الزراعية، وكذلك المنشآت والمرافق.

النتائج السياسية للحرب العالمية الأولى

  • تم عقد مؤتمر فرساي 1919 وفرض شروط قاسية على ألمانيا أهمها دفع تعويض 132 مليار مارك، بل وانتزاع سلاحها، واقتطاع جزء من أراضيها.
  • تم الاعتراف بانفصال النمسا عن المجر، وفقًا لمعاهدة سان جرمان 1919
  • الاعتراف باستقلال الدول القومية.
  • انعقدت معاهدات أخرى مثل: (تويبي مع بلغاريا، تريانون مع المجر).
  • انهارت الإمبراطوريات القديمة مثل العثمانية، النمساوية المجرية، الروسية، الألمانية.
  • ظهرت دول جديدة على الساحة منها يوغوسلافيا، تشيكوسلوفاكيا، المجر كدولة لها سيادة.
  • تم تأسيس منظمة عصبة الأمم في يناير 1920م، للتعاون وضمان السلم والأمن العالمي.

ملخص الحرب العالمية الثانية

كانت الحرب العالمية الأولى بداية النتائج الكارثية التي عانت منها الدول الأوروبية، ولم يكن لعصبة الأمم موقفًا من منع الصدام مرة ثانية.. فجاءت الحرب العالمية الثانية متسببة في خسائر أخرى على البشرية.

  • انطلقت شرارة الحرب في مارس 1938 حينما غزا هتلر النمسا.
  • ما صعد حدة النزاع دخول الولايات المتحدة الأمريكية بعدما هجمت اليابان على الأسطول الأمريكي في المحيط الهادي.
  • استمرت الحرب 6 سنوات.
  • تم استعمال الأسلحة الذرية لأول مرة في التاريخ.
  • نتج عنها خسارة أرواح 17 مليون من العسكريين والمدنيين.

اقرأ أيضًا: شهداء السعودية في حرب الكويت

أسباب الحرب العالمية الثانية

قد يبدو الظاهر أن الحرب تعزو إلى ما قامت به ألمانيا النازية من اعتداء على البلدان الأوروبية، إلا أن هناك أسباب موضوعية كانت هي الأكثر تأثيرًا.

  • أنها نتاج طبيعي للحرب العالمية الأولى وما آلت إليه تسوياتها.
  • الشروط التعسفية التي وضعتها معاهدة فرساي 1919م.
  • الخسائر الفادحة التي تكبدتها أوروبا في مساحتها وسكانها واقتصادها.
  • التعويضات التي دفعتها ألمانيا للحلفاء، مما قلل من قدراتها المالية والاقتصادية.
  • تحجيم الإمكانات العسكرية للجيش الألماني بعد أن تحدد بألا يزيد عن مائة ألف جنديًا.
  • ظهور النازية في ألمانيا 1933 بقيادة هتلر، في مقابل ظهور الفاشية في إيطاليا في 1922م.

محطات الحرب العالمية الثانية وأهم أحداثها

  • احتلال ألمانيا للنمسا في 1938 وتشيكوسلوفاكيا وبولندا في 1939م.
  • إيطاليا هددت غزو ألبانيا، فأعلنت بريطانيا وفرنسا الحرب على دول المحور كرد فعل لذلك.
  • فرض الولايات المتحدة الأمريكية الحظر البترولي على اليابان لمنع تصدير الحديد.
  • قيام اليابان بالهجوم على الأسطول الأمريكي في 1941 في جزر هاواي.
  • دخول الولايات المتحدة الأمريكية الحرب ضد دول المحور.. رغم اعتماد الولايات المتحدة “مبدأ مونرو” وهو مبدأ الحياد، حتى لا تمد أوروبا نفوذها الاستعماري باتجاه أمريكا.

معارك الحرب العالمية الثانية

كانت تلك المعارك هي المحطات الأساسية في الحرب، فقد أثرت في مسارها وما آلت إليه من نتائج.

أولًا: معركة ستالينغراد

  • استمرت 6 أشهر، بين 1942 في أغسطس إلى 1943 في فبراير.
  • هاجمت ألمانيا مدينة “ستالينغراد” بالسلاح الجوي.
  • كان القتال مع الجيش الأحمر.
  • فشل الألمان في تدمير آخر خط دفاعي للجيش الأحمر بالقرب من نهر الفولغا.
  • تمكن الجيش الأحمر من محاصرة 250 ألف من قوات الألمان.
  • عجز الألمان عن توفير التموين اللازم للجنود، وما نتج عن ذلك إلا استسلام القائد الألماني “فريدريك باولوس”.
  • أسفر عن المعركة مصرع ما يقرب من مليون شخص، فكانت الأكثر دموية.

ثانيًا: معركة ميداوي

  • كانت في يونيو 1942م.
  • بدأت بعد مرور 6 أشهر من هجوم اليابان على الأسطول الأمريكي.
  • صدت القوات البحرية الأمريكية هجوم الأسطول الياباني على جزيرة “ميداوي”.
  • صُنفت المعركة باعتبارها الضربة الأكثر حسمًا في مسيرة الحروب البحرية.

ثالثًا: معركة العلمين

  • كانت في 1942 بين ألمانيا وإيطاليا من جهة بقيادة رومل، وبريطانيا بقيادة “برنارد مونتغمري” من جهة أخرى.
  • تمت المعركة على الأراضي المصرية.. فمن منّا لا يتذكر “إلى الأمام يا رومل!”.
  • صُنفت باعتبارها من معارك الدبابات.
  • تمت هزيمة ألمانيا، واستطاعت بريطانيا إحراز النصر على دول المحور.

نهاية الحرب العالمية الثانية

في 1944 تحديدًا في شهر يونيو، عمل الحلفاء بقيادة “آيزنهاور” الجنرال الأمريكي على “الإنزال العسكري” للجنود الأمريكيين والبريطانيين والكنديين والفرنسيين.. كان عددهم أكثر من 200 ألف، وكان ذلك في شمال فرنسا على شاطئ النورماندي.

  • تحررت المنطقة من الجنود الألمان.
  • أسفر الأمر عن خسارة 3 آلاف روحًا بشرية.
  • نتج عنها 6 آلاف من الأسرى والجرحى.
  • تم إعدام “موسوليني” زعيم الفاشية، من قِبل ثوار إيطاليا، وتعليقه من قدميه في ميلانو بأحد أعمدة الإنارة.
  • انتحر هتلر في 1945 يوم 30 أبريل.. وما نتج عن ذلك إلا أن أعلنت ألمانيا استسلامها بعد الفشل الذريع.
  • لم تتوقف الحرب نهائيًا، فقد تم استخدام القنبلة الذرية لأول مرة في التاريخ عند قصف مدينتي “ناغازاكي، هيروشيما”.
  • نتج عن قنبلة اليورانيوم موت 66 ألف، و69 ألف من الجرحى.
  • أما قنبلة البلوتونيوم فنتج عنها 39 ألف قتيل، و25 ألف من الجرحى.
  • قامت اليابان بتوقيع وثيقة الاستسلام دون أي شروط في 2 سبتمبر 1945م.
  • بعد 3 أيام.. رفرف العلم الأمريكي في سماء طوكيو.

اقرأ أيضًا: أسباب الثورة الفرنسية المباشرة والغير مباشرة

النتائج السياسية للحرب العالمية الثانية

  • انتصار الحلفاء على المحور.
  • إعلان الولايات المتحدة الأمريكية عن امتلاك أسلحة الدمار الشامل.
  • تشكلت خريطة جديدة للقوى العظمى على الساحة الدولية.
  • تراجع اقتصاد الدول المتحاربة فيما عدا القوة الاقتصادية الوحيدة التي خرجت بسلام من الحرب وهي الولايات المتحدة الأمريكية.
  • تم تقسيم ألمانيا بين الحلفاء في الفترة (1945 إلى 1948) فكانت ألمانيا الشرقية الاشتراكية، وألمانيا الغربية الرأسمالية.. والأمر ذاته على النمسا.
  • برزت الولايات المتحدة الأمريكية كفاعل رئيسي في النظام الدولي الجديد.
  • تم تقليص الدور الأوروبي، على إثر تشجيع الولايات المتحدة المستعمرات الأوروبية على نيل استقلالها، وفقًا لمبدأ الحق في تقرير المصير.
  • ساهم مشروع مارشال الأمريكي في جعل النفوذ الأمريكي ملحوظًا في صياغة النظام السياسي الدولي.
  • أخذت الولايات المتحدة الأمريكية تُحجّم من القوى الأوروبية المتصاعدة والاتحاد السوفيتي.. حتى لا يكون هناك قوة عظمى دونها.

تأسست منظمة الأمم المتحدة في عام 1945م للحد من تداعيات الحروب العالمية، بهدف الحفاظ على السلم العالمي، واحترام الحقوق، وتعزيز التعاون.

هكذا كانت الحرب العالمية الأولى والثانية نتاجًا لتباين المصالح بين الدول، فظلّ ميزان القوى العالمي في مهب الريح إلى حين الوصول للأحادية القطبية في ظل الهيمنة الأمريكية.