معلومات عن قوم لوط تُبين للمُسلمين مدى رحمة الله تعالى بعبادِه، فهُم القوم الذي بعث الله لهُم نبي برسالة خاصة تلائم صفاتهم وحياتهم وبيئتهم، ومن خلال موقع سوبر بابا سنتعرف على كثير من المعلومات عن نبي الله لوط وقومُه.

معلومات عن قوم لوط

هم قوم من العرب على مقربة من قوم نبي الله شعيب، قال تعالى في سورة هود: “وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِّنكُم بِبَعِيدٍ“، وتمركزوا في مدينة سدوم وهي باتجاه جنوب البحر الميت على الحدود الفاصلة بين الأردن وفلسطين، بعث فيهم نبي الله لوط لتحقيق رسالة الله ودعوتهم للدين عامةً، ولنهيهم عن فاحشتهم بشكل أخص.

عبد قوم لوط آلهة عِدة، ولكن فاحشة قوم لوط الكبرى تتمثل في إتيانهم الرجال دون النساء، وهي خطيئة يهتز لها عرش الرحمن مخالفةً للفطرة، فهي من كبائر الذنوب والخطايا ولم يسبق قوم لوط لتلك الفاحشة من الأمم أحد.

أسميت فاحشتهم باسمهم نسبةً لهم (اللواطة)، والمعروف في المجتمع حاليًا باسم (الشذوذ)، ذُكِرَ ذلك في سورة الأعراف قوله تعالى: “وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّن الْعَالَمِينَ* إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ“.

كما تعددت منكراتهم غير اللواط فكانت بين قطع الطرقات، سلب ونهب الناس، الانحطاط وسوء التهذيب والأدب، وكان لهُم صفات تميزوا بها، ومنها ما كان يمهد لخطر كبير وعظيم سيفتك بهم.

  • اللهو بالحمام.
  • فرقعة الكعب.
  • صفير الأصابع.
  • رمي البندق.
  • تصفيف الشعر.
  • إدمان الخمر.
  • إقبال الذكور.

أتى الله لقوم لوط بنبي من لدنه حتى يخرج بهم من ضلال الفاحشة لنور الطهر، والإيمان بالإله الواحد الأحد، وكان هذا النبي هو لوط عليه السلام.

اقرأ أيضًا: أين توفي بلال بن رباح

من هو نبي الله لوط

يصل نسب لوط لنبي الله إدريس عليهما السلام، فهو لوط بن هاران بن سام بن نوح بن إدريس بن شيث بن آدم عليه السلام، عاصر خليل الله النبي إبراهيم عليه السلام، فقد كان عمه، وهاجر معه بعد حادثة الحرق الشهيرة التي نجى منها إبراهيم عليه السلام.

كانت رحلة نبي الله لوط في هداية قومه ليست سهلة، فقد مرّ بالعديد من المواقف والمحاولات لمنعهم ولكنهم أبوّ أن يتركوا فاحشتهِم.

دعوة لوط لقومه

أتى لوط عليه السلام أهل سدوم غريبًا، فلما وجد عليهم ما وجد بدء بدعوتهم للانصراف عن فاحشتهِم، وحدثهم عن التقوى وخشية الله، وأمرهم بطاعة الله وطاعته، فهو رسول من الله.

قال تعالى: “كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلا تَتَّقُو إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُون وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ“.

قد كان جزاء لوط هو الرفض ومحاولات الطرد من قِبل قومه، فلقد رفضوا آياته ونصحه جعلوه منبوذًا وحيدًا في منزله، مُنِعَ من استقبال الضيوف أو الحديث مع أحد أهل القرية، فقد كانوا يرفضون الهداية أشد الرفض، كما لو أن الطهر والعِفاف جريمة يُعاقب عليها.

هُنا ضاق لوط ذرعًا من قومه، وناجى ربه طالبًا النصر، قال تعالى: “قَالَ رَبِّ انصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ“، وهنا كانت بداية لإتيان العذاب على قوم لوط.

عذاب الله لقوم لوط

لرحمة من الله لم يأت العذاب بغتة، بل أعطاهم الله عز وجل فرصة عن طريق ملائكته، فبعثهم الله لأرض سدوم، ولكن كانت رحلتهم تحمل وجهين التبشير والتحذير.. فكانت لهم زيارتين:

أولًا: زيارة الملائكة لإبراهيم عليه السلام

جاء الملائكة أولًا لنبي الله إبراهيم ببُشرى له وعذاب لأهل سدوم، فكانت بُشراه بابنه إسحاق وحفيده يعقوب عليهما السلام، فقال تعالى: “وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَىٰ قَالُوا إِنَّا مُهْلِكُو أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ ۖ إِنَّ أَهْلَهَا كَانُوا ظَالِمِينَ”.

لكن أصاب قلبه الخوف على ابن أخيه لوط عليه السلام، فما كان له سوى السؤال ولكن كفته الملائكة عن المجادلة فإن أمر الله قادم، قال تعالى: “قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطًا ۚ قَالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَن فِيهَا ۖ لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ“.

جاءت الملائكة لإهلاك قرية اهل سدوم ومن بها من 200 انسان ولكن كان أمر الله ألا يقع عليهم العذاب إلا عند مغادرة لوط ومن معه من مؤمنين من أهله.

اقرأ أيضًا: من هو النبي الذي قتله قومه داخل الشجرة بمساعدة إبليس

ثانيًا: زيارة الملائكة للوط عليه السلام

أتت الملائكة سيدنا لوط على هيئة رجال فائقة الحسن، وقد حذرهم لوط من فحش قومه، وما يفعلونه برجالها وأنهم كمن أتى إلى فخ بإرادته، ولِما علمت زوجة لوط ذهبت وأخبرت القوم بضيوف زوجها لوط عليه السلام.

بدء الجدال بين نبي الله لوط وبين أهل قريته يمنعهم من ضيوفه؛ حتى لا يمسسهم شر من قومه الفاسقين، ظل الجدل قائمًا وحتى أن لوط عرض على قومه أن يتزوجوا من بناتِه، ولكنهم رفضوا حتى أنهم اتهموه بالسحر.

لم ينصاع أهل سدوم للوط ولم يغتنموا فرصة من ربهم مليئة بالرحمة، فلم يكُن لهم سوى أن يأتيهم جبريل بعذاب من الله أليم، قال تعالى: “إنَّا مُنزِلُونَ على أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزًا مِّنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ“.

هلاك قوم لوط

أمر الله ملائكته بإخبار لوط أن يذهب ليلًا مع ابنتيه، فإن عذاب الله آتٍ في الصباح، وجاء جبريل عليه السلام في الصباح، وكان جِناحِه تحت القرية، فأتى أمر الله بأن يخسف بهم الأرض.

فقلب جبريل بجناحه الأرض رأسًا على عقب بأهل سدوم، دُكت الأرض بهم وتوالت عليهم الحجارة وسمعوا تسبيح الملائكة، ثم أتتهم صيحة دمرت كل ما تبقى من القرية.

أمر الله جبريل أن يعيد الأرض على هيأتها، فكانت بعد ذلك بحيرة قوم لوط، فقال تعالى: “فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ“.

لا يذكر الله شيئًا بالقرآن سوى للعبرة والتعلم، ولهذا ترك الله بقايا البلدة بأهلها آية وعبرة لمن يخلفهم في الأرض.

اقرأ أيضًا: من هو النبي الملقب بشيخ المرسلين في الإسلام

آثار مدينة سدوم وقوم لوط

في الخامس عشر من شهر أكتوبر لسنة 2015 تم العثور على بقايا مدينة من العصر البرونزي من قِبل مستكشفون أمريكيون الجنسية، تُطابق مواصفات مدينة سدوم بعد خسفها وتدميرها.

يقع الاكتشاف في مدينة الأردن، كما قال مستكشفيها أنها بلدة توقفت بها الحياة فجأة دون تمهيد، وفيما بعد حدث خطأ بسبب اكتشاف بلدة الخطيئة في إيطاليا وظن أنها بلد قوم لوط.

بومبي مدينة الخطيئة سُميت بذلك؛ لِما وجد بها من صور وتماثيل حفر عليا سيرة شعبها السابق، كانت مدينة تسبح بالمجون والفوضى والشذوذ وكان أهلها متحجرين، لذلك ظن الكثير أنها سدوم أرض قوم لوط.

لكن تم الكشف أن تلك البلدة لا تمت بصلة لأهل سدوم (قوم لوط)، بل هي بلدة تأثرت بنشاط بركان فيزوف.

كان قوم لوط قوم سحيق من زمن غابر ظنوا أن ليس هناك برادع أو عدالة في السماء، نكرو الآلهة ورفضوا العِفة والطهر، وآتاهم العذاب، وأصبحوا عِبرة للبشرية كافة.