معلومات دينية عن حكم الغناء يجب على المسلمين معرفتها حتى لا يقعوا في ذلك الإثم، فمن الجدير بالذكر معرفة أن الغناء له أحكام مختلفة على حسب أنواعه ولكن هل الأغاني كلها محرمة أم أن سبب تحريمها يعود للموسيقى؟ هذا ما سوف نتعرف عليه من خلال موقع سوبر بابا.

معلومات دينية عن حكم الغناء

أجمع نص أهل العلم على أن الأغاني محرمة، وهناك الكثير من الأدلة من الكتاب والسنة حول تحريم الغناء، وقد جاءت في صورة معلومات دينية عن حكم الغناء.

أولًا: حكم الغناء في القرآن الكريم

من أدلة تحريم الغناء ما جاء في قول الله تعالى (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا ۚ أولئك لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ﴾ (لقمان:6)، وقد جاء في قول ابن عباس أن الغناء هو كل ما يترك أثر بداخلنا وعمل على تضليل الفرد ويقوده للعذاب، كما أشار بعض العلماء على أنه كل لغو وباطل من الأقوال المرغبة في العصيان والكفر ومن غناء ومزامير الشياطين.

ففي قوله تعالى {أَفَمِنْ هذا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ 59 وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ 60 وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ 61}، وجاء فيه أن السمود بمعنى الغناء يحمل إشارة واضحة على تحريم الغناء لأنه كان من فعل المشركين عندما يستمعوا إلى القرآن.

ثانيًا: حكم الغناء في السنة النبوية

من أدلة تحريم الغناء في السنة النبوية ما جاء في الأحاديث الشريفة عن النبي –صلى الله عليه وسلم- وموقفه من الغناء أيضًا يوضح بعض المعلومات دينية عن حكم الغناء، ويشير إلى موقف الإسلام منه.

ما جاء في قول الرسول –صلى الله عليه وسلم- (عن عائشةَ قالت: دخلَ عليّ رسولُ اللهِ وعندي جاريتانِ تُغنّيانِ بغناءِ بُعاثٍ فاضطجعَ على الفراشِ وحوّلَ وجههُ ودخلَ أبو بكرٍ فانتهرنِي وقال مزمارةُ الشيطانِ عند النبي فأقبلَ رسولُ اللهِ فقال دعهمَا، فلما غفل غمزتهُما فخرجتا) ففي هذا الحديث يشير إلى أن الغناء المقصود في هذا الوقت ليس كالموجود في هذا العصر فالغناء محرم به آلات اللهو والمعازف والزمار والعود.

أما في حديث أبي عامر الأشعري “لَيكونَنَّ من أمَّتِي أقوامٌ، يَستحِلُّون الحِرَ والحريرَ، والخمرَ والمعازفَيخبر الرسول –صلى الله عليه وسلم- بأنه سوف يكون هناك مجموعة من الناس يستحلون المعاصي والمحرمات وأشار إلى أن المعازف من هذه المحرمات.

أما عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال: ( سمعَ ابنُ عُمرَ مِزمارًا فوضعَ أصبُعَيْهِ في أذُنَيْهِ، وَنَأَى عَن الطَّريقِ وقالَ لي: يا نافعُ هل تسمَعُ شَيئًا؟ قلتُ: لا، فرَفعَ أصبُعَيْهِ مِن أذُنَيْهِ وقالَ: كُنتُ معَ النَّبيِّ – صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ – وسمعَ مثلَ هذا وصنعَ مِثلَ هذاوفي هذا توضيح لموقف الرسول من الأغاني وسماعه لها وفيه قدوة حسنة يجب أن نتبعها.

ثالثًا: آراء الأئمة في حكم الغناء

هناك الكثير من الآراء للأئمة اللاتي أدلوا بمعلومات دينية عن حكم الغناء

  • قال الإمام القاسم رحمه الله: الغناء من الباطل، وفي هذا دعوة واضحة على أن الغناء أمر محرم وتحريمه يخلوا من أي تحريف.
  • قال الشيخ بن تميمة رحمة الله عليه: (مذهب الأئمة الأربعة أن آلات اللهو كلها حرام، ثبت في صحيح البخاري وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أنه سيكون من أمته من يستحل الحر والحرير والخمر والمعازف، وذكر أنهم يمسخون قردة وخنازير، ولم يذكر أحد من أتباع الأئمة في آلات اللهو نزاعا (
  • قال الحسن رحمه الله: إن كان في الوليمة لهو، فلا دعوة لهم وهذه إشارة واضحة على أن المسلم من الواجب عليه التحري قبل الوجود في مكان به غناء ولهو محرم لأن هذا لا يخليه من الذنب.
  • قال الإمام أبو حنيفة: أن الغناء أمر مكروه ويوقع الذنب على من يقوم بسماعه ويعذب عذاب شديد يوم القيامة.
  • قال الإمام مالك: إذا اشترى رجل جارية فوجدها مُغنية، كان له أن يردها بالعيب فقد نهى عن الغناء وقال فيه إنما يفعله عندنا الفساق حيث أنه كان يرى أن الغناء حرام شرعًا.
  • أما الإمام ابن أبي شيبة رحمة الله عليه قال: أن رجلا كسر طنبورا لرجل، فخاصمه إلى شريح فلم يضمنه شيئا – أي لم يوجب عليه القيمة -لأنه محرم لا قيمة له.

اقرأ أيضًا: ما هي النوافل وما هي الرواتب في الإسلام

أسباب تحريم الأغاني

سماع الأغاني حرام لما ورد في القرآن والسنة النبوية، وأيضًا ما تبيّن سلفًا في معلومات دينية عن حكم الغناء، ولكن إذا كان الغناء يخلو من الأمور المحرمة فلا يضر أن يكون فيه الغزل بعيد عن الأقوال الفاحشة.

  • تشغل عن ذكر الله، فلا يمكن أن يجتمع في قلب المؤمن حب كلام الله –سبحانه وتعالى-“القرآن” وحب كلام الشيطان” الغناء”.
  • الانشغال عن الصلاة فلا يمكن أن يستطيع الإنسان ترديد كلام الله وعقله منشغل بالأغاني وجاء في كتاب الله – عز وجل ما يفرض المحذورات أو المحرمات من كل فعل أو موضع يبعد عن الصلاة وذكر الله كما جاء في قوله تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِي} (الجمعة: 9-11)
  • يزين ارتكاب الشهوات لما في المعازف والألحان من وسيلة للزنا وتحريك الشهوات وزيادة حبها.
  • تساهم في تعلق قلب المؤمن بالنفاق وهذا من أكبر أسباب التحريم، التي يجب على الإنسان أن ينفر منها.

أنواع الغناء

في الدين الإسلامي الحنيف نوعان من الإسلام، يتسنى سردهم بشكل مُفصل بعد متابعة مجموعة معلومات دينية عن حكم الغناء وأسباب تحريمها، فهل النوعان محرمان؟

أولُا: غناء الماجن

هو الغناء الخبيث الذي يحمل في معانيه الفحشاء والمنكر، ويشجع على الرزيلة ويبعد المسلم عن ذكر الله، ويدعو إلى تهييج الشهوات وإثارة الفتنة بدلائل من القرآن والسنة.

  • يشمل فيه الصفير والتصفيق كما جاء في قوله تعالى {اسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا} ( الإسراء:64).
  • في الحديث الشريف عن ابن عباس –رضي الله عنهما- أن وفد عبد القيس قالوا (‏‏قالوا: يا رسول الله، فيم نشرب؟ قال:”‏ لا تشربوا في ‏ ‏الدباء ‏‏ولا في ‏‏المزفت ‏ولا في ‏‏النقير، ‏وانتبذوا ‏‏في ‏الأسقية”،‏ ‏قالوا: يا رسول الله، فإن ‏‏اشتد ‏‏في ‏‏الأسقية؟ ‏قال:” فصبوا عليه الماء”، قالوا: يا رسول الله، فقال لهم في الثالثة ‏أو الرابعة:”‏ أهريقوه”، ‏ثم قال: “إن الله حرم على ‏أو حرم ‏الخمر ‏والميسر‏ والكوبة”،‏ ‏قال: “وكل مسكر حرام”). ‏
  • عن أبي داوود –رضي الله عنه قال (من قالَ عليَّ ما لَم أقل فليتبوَّأ مقعدَهُ من جَهَنَّمَ قالَ: وسَمِعْتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ: إنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ حرَّمَ الخمرَ والميسرَ والكوبةَ والغُبَيْراءَ وَكُلُّ مسكرٍ حرامٌ).

ثانيًا: الغناء بدون آلة

يعد حلالًا ولكن له بعض الشروط فلا يصح أن يكون الغناء من امرأة لرجل فهنا يكون تحريمه واجب، ولكن يجوز أن يكون من الرجل للمرأة بشرط أن يراعي الكلام ويبتعد عن المحرمات والفواحش ولا يضيع الوقت في الغناء ويترك الصلاة والذكر.

كما يجوز الغناء بالدف ولكن بمعايير معينة للنساء في الأعراس والأعياد، بشرط أن يكون الكلام المغنى معه حسن ولا يكون مهيج للغرائز أو مقتصر على الخمر والنساء.

اقرأ أيضًا: معنى الإسلام لغة واصطلاحًا

حكم الغناء بدون موسيقى

هناك بعض علماء الفقه الذين أباحوا الغناء بدون موسيقى وأكدوا أنه حلال ولكن بشروط معينة لابد ألا يتجاوز أيًا منها؛ حتى يصح ولا يعتبر محرم ويعاقب عليه.

  • عدم مخالفة أحكام الأدب.
  • أن يكون الغناء بدون موسيقى متاح فقط الدف ولكن ليس مؤكدًا.
  • ألا تخالف للشريعة الإسلامية.
  • كلماتها بعيدة عن المنكر والفحشاء.
  • تتبع مكارم الأخلاق.
  • عدم إشغالها المؤمن عن الفروض الدينية.

اقرأ أيضًا: الكبائر السبع المذكورة في القرآن والسنة

كيفية الابتعاد عن الأغاني

الابتعاد عن المحرمات من واجبات المؤمن التقي الصالح، خوفًا من غضب الله وطمعًا في رضاه وجنته، ويمكن للمؤمن الابتعاد عن الأغاني فقط بعدة طرق.

  • تذكر الله في قول وقت وذكره وتلاوة القرآن.
  • الابتعاد عنها مراضاة لله عز وجل.
  • تشغل الأغاني المؤمن عن حفظ وتلاوة القرآن وعليه الابتعاد عنها بالتلاوة وسماع القرآن.
  • يجب على المؤمن معرفة أن الغاية من الحياة هي العبادة والبعد عن المحرمات.
  • تهدئة الأعصاب القرآن الكريم والابتعاد عن الغضب.

على المسلم الحق أن يعي جيدًا ما المُحرم وما غير ذلك من الأمور التي يتبعها؛ ليبتعد فورًا عنها ويتقرب إلى المولى تعالى باجتنابها.