على الرغم من تقدُم البلدان في كافة المجالات، إلا أن معاناة المرأة في المجتمع العربي مازالت مُستمرة، فلم تُنصف برغم ادعاء بعض الرجل بأنها “نصف المُجتمع”، لكنها ليست سوى محاولات من سي السيد وغيرهم من أصحاب الشارب الذكوري المُتعاليين عن مكانتها.. فهي صاحبة حق كبير، ونحنُ في سوبر بابا سنُسلط الضوء عن مُعاناة المرأة العربية، وخطواتها نحو التقدُم.

معاناة المرأة في المجتمع العربي

إن المرأة هي نصف المُجتمع، فهي الأُم، الأخت، الزوجة.. ثروة بشرية كبيرة، وأصبحت مُعلمة، وطبيبة، وباحثة، لكنها تتعرض إلى مشاكل كثيرة.. فالمرأة دائمًا ما تكون أسيرة لعقبات مُتعددة تواجهها.

لاسيما المرأة العربية، فتقدمت المرأة في الدول الأوروبية حتى أصبحنا نراها في الميدان كما نرى الرجُل، فهل المرأة العربية تحتاج لإنفاذ؟ على سواء المُسلمة وما غير ذلك.

المرأة العربية لا تُدرِك مكانتها الكاملة، وإلى الآن ظلت محرومة من تكافؤ الفُرص، فثمَّة عقبات واجهتها.. البعض يتركها، يرى أن الدين يُقيدّ من حصولها عليها، فمعاناة المرأة في المُجتمع العربي كبيرة ومُتعددة:

اقرأ أيضًا: أسباب الطلاق في المجتمعات العربية

1- انحطاط التعامل مع التكنولوجيا

  • أثبتت الدراسات أن حوالي 48% من النساء العربية لا تمتلكن هواتف محمولة؛ لاسيما في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء.
  • في منطقة الشرق الأوسط “أفريقيا” يستخدم من بين 2-3 أشخاص واحدة فقط الإنترنت، فليس هُناك مساواة بين الجنسين على سواء لاستخدام الهاتف، أو الإنترنت.
  • لهذا تزداد مُعدلات الفقر؛ لعدم إمكانية خلق فُرص العمل، لاسيما للنساء.. فأصبحت في انحدار كبير.
  • في منطقة الشرق الأوسط، بيّنت الدراسات أن درجة التفرقة بين الجنسيين في استخدام الإنترنت وصلت إلى 34%، وهذه ثاني أكبر فجوة بين الجنسيين في العالم.

2- الصحة النفسية

  • في القرن العشرين ازدادت مُعدلات الهجرة إثر المكائد السياسية، ومازالت المُعاناة مُستمرة في القرن الواحد والعشرين، فجميع سُكان العالم العربي تلقوّا صدمات نفسية مُتعددة.
  • بعد إجراء بعض الأبحاث تبيّن أن النساء العربية تُعاني من الاضطرابات النفسية، وتنتشر بنسبة أعلى بينهن عن الرجال، لاسيما الاكتئاب.
  • من بين عشرة من الدول العربية، نجد على الأقل سبعة منهم بلغوّا نسبة عالية من مستوى الاكتئاب.
  • ثمَّة عوامل عادت على ذلك، منها العُنف المنزلي، ذلك الذي يوضح مدى تأخر العقلية العربية، علاوةً على نقص التمكين، فلم تتمكن حتى الآن من الحصول على مكانتها، ووضعها.
  • أيضًا زيادة أعداد السُكان عن الحاجة المطلوبة، والاضطرابات الاقتصادية الذي يشهدها المُجتمع، والاجتماعية أبرزها العلاقة السيئة مع عائلة الزوج، والإحساس الذي يراودهن بعدم تلبية التوقعات المُجتمعية، والدينية.
  • جدير بالذكر أن اكتئاب ما بعد الولادة الذي يُصيبهن من أبرز مُعاناة المرأة في المجتمع العربي والأوروبي، لكن العرب لا يتفهمون السبب، وكيفية التعامُل معه، مما يؤدي إلى تفاقُم حالتها.

3- عدم الاهتمام بصحة الأم والإنجاب

  • برغم أنها الطبيعة البشرية لاستمرار الحياة، إلا أن في العالم العربي لم يتوافر مُبادرات صحية رفيعة المستوى من أجل مُتابعة صحة الأم، ولا يُتعامل مع صحة المرأة على نطاق واسع، يعتبرونها أنها مُجرد شخص يحمل.
  • فلا يُنظر إلى السبب وراء خفض مُعدل وفيات الأمهات، أيضًا لا يُهتم بالصحة العقلية للمرأة أثناء الحمل إن تعرضت إلى الإجهاض، فقدان الجنين.. إرغامها على تلقي حبوب منع الحمل.
  • فإنجاب المزيد من الأطفال هو موضع تقدير الأسر العربية في هذه السنوات، فأصبحت المرأة العربية أم لستة أو سبعة أطفال دون الشعور بدهشة، فيرونها أنه التقليد المُتبع واللازم تواجده في كافة البيوت العربية.
  • ثمَّة بلدان عربية ولكن النسبة الأقلية منها لا تسمح بإنجاب ما يزيد عن ثلاثة أطفال؛ للاهتمام بالتعليم، وتراجع الزيجات المُرتبة، لاسيما منطقة الخليج.

4- سلب حق الإنجاب

  • فالقواعد الإنجابية في البُلدان العربية يرى الرجال أنها من حقهم هُم فقط، هُم الذين يتخذون القرارات بشأن تنظيم الأسرة، وطريقة عيش أطفالهم.
  • فقد أوضحت الأبحاث أن نسبة 1% من النساء أبلغوا عن تلقي حبوب منع الحمل في البداية الزواج، وقبل الإنجاب الأول؛ لأن الزوج هو من قرر هذا، ويرى أنه الأصح.
  • إثر ذلك، عانت بعض النساء من صعوبة الإنجاب رغم قدرتها من البداية على إنجاب أكثر من طفل؛ لكن ما هي إلا محاولة من عقل رجُل لا يُفكر.. أو أحد أشباه الرجال إن صحَّ القول!

5- سوء المعاملة

  • تفاوت كبير بين الجنسين في العالم العربي، وهذا مُدعاة للقلق بشكل كبير، فأصبح ليس هُناك اهتمام بمكانة المرأة، أو احترامها ووضعها في مكانتها المُستحقة.
  • أثبتت الأبحاث أن ما لا يقل عن 30% من النساء في المجتمع العربي تعرضن إلى إساءة جسدية، وجنسية، وعاطفية.. ولم تُنقذ أيضًا من الاقتصادية.
  • فثمَّة أعراف راسخة في بعض المُجتمعات تُعزز سلطة الرجل على المرأة، هؤلاء الذين يتبعون قوله تعالى: “الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء“، مُتناسين قوله تعالى: “وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ“.
  • لكن، في ذات الوقت، كثير من النساء رغم تعرضها لذلك، إلا أن الخوف يتملك قلوبهن، فلا يُشجعن الإبلاغ عما تعرضون له من سوء مُعاملة وسلوكيات قُمعية.
  • برغم ذلك إلا أن التحرُش الجنسي أصبح أمر يحدُث شبه يومي لهن، لاسيما في مصر، فقد بيّنت الدراسات أنها أكثر البُلدان الذي أبلغت النساء فيها عن تعرضهن للتحرش الجنسي، بنسبة تصل إلى 43%
  • الرجل المصري يعتقد بذلك أنها تُحب وتهتم إلى من يتحرش بها جنسيًا، وبعد إجراء الأبحاث على العالم العربي ككُل، وجِدّ أن الرجُل المغربي يتفق في التفكير المُغفل الدنيء مع الرجل المصري.

6- التمييز بين الجنسين

  • إن المرأة العربية يُتعامل معها على أنها كائن هش وضعيف، غير قادر على تحمُّل المسؤولية.. فلا تحصل على ما يُناسبها من فُرص كالرجال.
  • فنرى التميز والعنصرية في فُرص العمل، بالإعلان عن الحاجة للرجال دون النساء، برغم قدرتهن على تطوير المُجتمع، لكن لم يُتيح لها الفرصة.
  • على الرغم من إثبات الدراسات أن 95% من النساء يوافقن على عرض المُرتب الأول الذي يحصلن عليه، وليس كالرجال.

اقرأ أيضًا: الفساد الأخلاقي وأثره على المجتمع

تخطو المرأة العربية نحو الأمام

إن النساء العربيات خطت خطوات كبيرة نحو المساواة بين الجنسين منذُ أن شنّت الحركة النسوية في العالم العربي، بدايةً من السعودية التي تمكنت من تحقيق أهدافها ورغباتها.

  • البعض منهن قدمن حريتهن من أجل تحقيق هذا الهدف، أن تُصبح هي والرجل واحد في المُجتمع، كما يحصل على حقوقه، هي الأخرى لا تُسلب منها حقوقها.
  • فمعاناة المرأة في المجتمع العربي تكمُن في سلب حق الرفاهية، والصحة، والرأي العام لها، فيتخذون القرارات نيابةً عنها، مُتغافلين عن وجودها، بل قد يكونوا في بعض البلدان لا يعترفون سوى أنها شخص يحمل، ويخدم، وينجب، وتُمتع الرجُل.
  • لكن ومع ما نُشّب من حركات، استطاعت أن تحصل على حقها، فعلى سبيل المثال عُيّنت المرأة وزيرة للصحة في مصر.

برغم ذلك ومحاولاتهن، إلا أن الأبحاث أبلغت أن ارتفاع عدد الذين يتعرضون إلى العنف المنزلي، التحرش الجنسي؛ إثر قلة أعداد القوانين التي تضمن لها حقها، فثمَّة وسائل تُعينها على الحد من معاناة المرأة في المجتمع العربي:

  • يجب تثقيف الرجل حول واقع العُنف المنزلي، والتحرُش، وتمكين المرأة في حياتها، وأنها شخص مُستقل بنفسِه، قادرًا على تحمل مسؤوليته دون الاستعانة بالرجل، والتخلص من الاعتقاد السائد “ضل رجل ولا ضل حيطة”.
  • المساواة بين أداء أعمال تقديم الرعاية في المنزل وغيره، فهذا يتسبب في عدم وجود الوقت الكافي لحياتها، والنظر لصحتها، والاهتمام به.
  • أن المرأة لها الرأي الأول في التحكم في صحتها الإنجابية، ورغبتها في الإنجاب أم لا، ومُراعاة مشاعرها في عدم التقليل من قيمتها.
  • تثقيف الرجل حول ما تواجهه المرأة، لاسيما عن اكتئاب ما بعد الولادة، والذي يُساعدهم على الاهتمام بالصحة النفسية لها.
  • تقديم الدعم الأسري لها عند تعرضها لمشاكل نفسية، أو اضطراب الصحة.

نهوض المرأة العربية في العالم المعاصر

برغم معاناة المرأة في المجتمع العربي حتى الآن من العواقب ذاتِها، إلا أنها تمكنت من النهوض في مكانتها، وأصبح صوتها يعلو الميادين ويفوق الرجُل، فقد نجحت في العديد من المجالات، ونرى نماذج جاحظة:

1- دور المرأة في السياسة

ثمَّة نساء عربيات تمكنوا من توضيح أهمية المرأة في المجال العام، والسياسة، وتقلّد المناصب الهامة التي كانت تقتصر على الرجال فقط:

  • زوجة الرئيس السابق لمصر أنور السادات، تلك التي أثرت بقوة على زوجها في التعامل بشؤون الدولة.
  • سُمح للمرأة حق التصويت في الانتخابات الوطنية، وعلى هذا لأول مرة في العالم العربي تمكنت راوية عطية الفوز بأن تكون أول نائبة برلمانية عام 1957
  • ثمَّة دول عربية منحت المرأة حق الانتخاب في الدساتير، والتعديل.
  • برغم أنها تُمثل نفسِها في البرلمانات في الدول العربية، إلا أنه مازال ناقصًا حتى الآن.
  • أصبح لها حق القضاء، والنيابة العامة، وهذا ما شهدته مصر مؤخرًا، وفي الجزائر عام 2017
  • أصبحت المرأة الآن وزيرة، وتتقلد مناصب رئاسية.
  • في عام 2017 تولت المرأة المصرية منصب المُحافظ لأول مرة.
  • تونس أولى الدول التي سنّت قوانين رادعة من أجل الحد من تعنيف المرأة، فكانت قضية العُنف ضدها من القضايا الهامة والحيوية في كافة البُلدان العربية.

2- تعليم المرأة العربية

في العقود الأخيرة، حققت النساء أكبر القفزات التعليمية في حياتها، وهو ما لم تشهده من قبل، وهذا في دول الخليج، ذاك الذي لم تستطع تحقيقه السعودية، لكن وعلى مدار التاريخ كان للتعليم دورًا بارزًا في تقليل معاناة المرأة في المجتمع العربي:

  • في عام 1977، ازداد تعليم الإناث بعد التحرر من السيطرة الأجنبية في بعض الدول.
  • أمّا عام 1965 كانت بداية تحوّل التعليم الجامعي نحو الأمام، عندما التحق ما يصل إلى 1020 فتاة في تونس، ثُمَّ باقي البُلدان.
  • وصلّ التحصيل العلمي في البلدان العربية إلى ذروته، لكن مازالت مصر العربية في مُعاناة لعدم مُلائمة جودة التعليم مع المناهج الدراسية والمهارات المهنية المطلوبة.
  • حيث خُلقت فجوة بين التعليم طبقًا للطبقة الاجتماعية، مما تسبب في انعدام المساواة بين الجنسين حول التحصيل العلمي.. تظل البلد العربية التي تحتاج لإنقاذ.

اقرأ أيضًا: أهمية الحياء في حياة الفرد والمجتمع

3- الحصول على حقوق المرأة

  • قديمًا لم يكُن هناك مساواة بين الرجُل والمرأة، فكان دائمًا ما يتردد لهن بشأن الرفض على كافة الأمور “أنا الراجل وأنتِ الست”، فيرى أنه يحق له ارتكاب المعاصي والجرائم.
  • لذا شُنّت حركات نسوية نشطة تُكافح من أجل العدالة الاجتماعية والقومية والعلمانية في العديد من الدول العربية مثل مصر، وتونس، ولبنان، والسعودية.
  • انتهى المطاف بالحركة النسوية السعودية بأسر الناشطات، وغيرهم من الحركات توقفت ولم تصل إلى ما هدفت له؛ نظرًا للإلحاد في المطالب، فالبعض يُريد المساواة بين الرجل والمرأة في الميراث!
  • لذا برغم معاناة المرأة في المجتمع العربي لكنهن حصلن على حقوقهن في التعليم، والعمل، والتنزهة، والقيادة دون عقوبة.. ومازالت ناشطات كُثُر تحاول من وضع مكانتهن والحد من اجحافهن.

المرأة العربية في نضال مُستمر من أجل الحصول على حقِها، وتسعى للوجود الفعلي في كافة المجالات، والتخلص من معاناة المرأة في المجتمع العربي بسنّ القوانين لحمايتها.