متى تبدأ المشاكل بعد الزواج؟ وكيف يمكن حلها مبكرًا؟ كل هذه الأسئلة تراود الكثير من حديثي الزواج أو المقبلين عليه، نظرًا لانتشار ظاهرة الطلاق المبكر في المجتمع، ومن خلال موقع سوبر بابا نتطرق إلى أهم أسباب الخلافات الزوجية وإمكانية الحل المبكر.

متى تبدأ المشاكل بعد الزواج؟

هناك عدة عوامل تساهم في الخلافات الزوجية المبكرة خاصةً في السنة الأولى من الزواج، لذلك يجب معرفتها منذ اللحظة الأولى ويفضل أن يتم تداركها خلال مرحلة الخطوبة، حتى يتمكن الزوجين من الاستعداد للزواج نفسيًا وعقليًا ودراسة الحياة الزوجية وتوقع ما سوف تؤول إليه الأمور.

اقرأ أيضًا: أسباب عدم التفاهم بين الزوجين

1- ظهور العيوب

للإجابة على سؤال متى تبدأ المشاكل بعد الزواج؟ يجب أن تعرف على بعض الأمور، غالبًا ما تبدأ مشكلات الزواج عندما تظهر التفاصيل الكاملة لكل طرف أمام الآخر، بما فيها العيوب التي كانت مختفية أثناء فترة الخطوبة، بما في الأمور التي قد تضايق الطرف الآخر بقصد أو دون قصد.

  • غالبًا ما يظهر كلا الطرفين أجمل ما لديهم في مرحلة الخطوبة، وتعلو الصورة الذهنية لديهما حتى تمر مرحلة شهر العسل والتي تعد استكمالًا للخطوبة ويبدأ الزواج فيما بعد ذلك.
  • عندما يقترب الزوجين من بعضهما بشكل كامل لفترات طويلة من الوقت وتتشابك خيوط كل منهم تظهر بعض السمات الشخصية التي لم تكن ظاهرة من قبل.
  • قد يكون لكل منهم طبعًا غير مرضية للطرف الآخر يتفاجأ بها بعد فترة قصيرة وتعتبر بالنسبة له عيبًا كبيرًا.
  • كما أن هناك بعض الصفات التي تبدو سطحية وغير هامة في شريك الحياة في فترة الخطوبة لكن عند العيش في منزل واحد تتحول إلى كابوس.

2- روتين الحياة

  • من أكثر العوامل التي تسبب خلافات زوجية هي تملك الروتين للحياة الزوجية، فبعد فترة الخطوبة المليئة بالطاقة والحيوية فترة شهر العسل الزاخرة بالبهجة والمتعة، يدخل الزوجين في روتين ممل لا ينتهي، لتتم إعادة نفس اليوم مرارًا.
  • يعتبر الروتين اليومي والملل هو طارد الحب الأول من المنزل، كما أن الحب ينمو بالتجدد ويزدهر بالمفاجآت السارة، كما ينطفئ بالإهمال والتجاهل والاعتياد.
  • قد يفسر الروتين من قبل أحد الطرفين بعدم الرغبة أو انطفاء الشغف مما يوسع الفجوة بين الطرفين، كما أن الروتين قد يشعر البعض بالندم على قرار الزواج مما يزيد من الأمر سوءً.

3- كبت الحرية

  • قد يشعر بعض الأزواج ببعض القيود الزوجية وعدم القدرة على عمل ما يريد في أي وقت مثل الأوقات الخالية، كما أن المسؤوليات والالتزامات تقيد من الطبيعة الجامحة للنفس البشرية لاسيما في سن الشباب.
  • كما أن الزوجة قد تجد أنها مقيدة ببعض الالتزامات ولا تفعل ما يحلو لها مثل الأيام السابقة، فتجد أن الحياة أمر ثقيل ومقيد للحرية مما يزيد الخلافات.
  • عندما يصل أي من الزوجين إلى مرحلة الندم تكون هذه المرحلة من أخطر أسباب بداية المشكلات الزوجية.

4- عدم الدراية بالحقوق والواجبات

  • غالبًا ما تكون قلة خبرة الزوجين في بداية الزواج سببًا في الخلط بين الحقوق والواجبات بين الرجل والمرأة.
  • تتسبب هذه الأمور في خلافات زوجية شديدة أهمها عدم القدرة على تقبل فكرة الالتزامات دون مساعدة عند الزوجة.
  • غالبًا ما يشعر الزوج بعدم تقدير الأعباء الوظيفية والمالية التي يتحملها، مما يزيد من الفجوة الاجتماعية بينهم.
  • عندما يجد كل شخص أنه محاصر ببعض الالتزامات التي لن تفارقه طوال الحياة يشعر بالغضب الداخلي واليأس الذي يظهر في جميع تصرفاته.

اقرأ أيضًا: أسباب الخلافات بين الزوجين

5- غياب التفاهم

  • يجب أن نتفق على أن فترة الخطوبة لا تعبر بالضرورة عن الزواج، فقد تكون علاقة الخطوبة قوية ومليئة بالاهتمامات المشتركة والتوافق والتفاهم بين الطرفين.
  • لكن بعد الزواج يجد الزوجين أن الأمور الأكثر جدية ومسؤولية تصعب مناقشتها ويتمسك كل طرف برأيه الشخصي دون الرغبة في تقديم تنازلات.
  • قد لا يرغب كل طرف في تقبل تفضيلات الطرف الآخر والاعتياد على طبائعه وأسلوب حياته.
  • أحيانًا يكون الرجل مجهز نفسيًا للسيطرة على مجريات الأمور كما يشاع في بعض المجتمعات أن هذا من معالم الرجولة مما يتسبب في صدام حاد بين الزوجين وتقليل فرص التفاهم.

6- المشاكل المالية

  • تعد الأمور المالية واحدة من العراقيل التي تواجه الزوج خاصةً في بداياته، لاسيما في حالة وجود دخل خاص لكل طرف.
  • في ظل الظروف المالية والاقتصادية السائدة يتكبد الزوج الكثير من العناء في تغطية مصروفات المنزل والمصروفات الشخصية للزوجة.
  • قد تكون الضغوط المالية والديون من أهم أسباب غضب الزوج الدائم في المنزل وقد لا تتحمل الزوجة هذه السلوكيات وتبدأ الخلافات الزوجية من هنا.
  • كما أن كثرة متطلبات الزوجة من الأمور التي تؤدي إلى نفور الزوج، وعدم قدرة الزوج على جلب جميع المتطلبات قد تسبب نفور بعض الزوجات ومن هنا تبدأ المشكلات الزوجية في بداية الزواج.

7- تدخل الأهل

  • عندما تبدأ المشكلات الزوجية في الظهور تلجأ بعض الزوجات إلى الشكوى إلى الأهل في كل كبيرة وصغيرة مما يزيد غضب الزوج وعدم شعوره بالخصوصية.
  • في بعض الأحيان يتسبب تدخل الأهل في المزيد من الحرج للزوجين مما يتسبب في انعدام الثقة فيما بعد وعدم القدرة على التعبير بصراحة.
  • في بداية المشكلات الزوجية تكون الخبرات ضئيلة في التعايش والتأقلم مع الوضع الجديد مما يجعل الأزواج يلجأون إلى طرف ثالث لحل مشكلاتهم.
  • يمكن دخول الأهل لفض الخلاف في حالة استحالة التفاهم بين الطرفين، كما أمرنا الدين الإسلامي بتدخل طرف من أهل الزوج وطرف من أهل الزوجة للتحكيم.

اقرأ أيضًا: عادات وتقاليد الزواج في صعيد مصر

كيفية تجنب المشكلات الزوجية

بعد معرفة مؤشرات ظهور المشاكل الزوجية يجب أن نعرف بعض الأمور الوقائية، والنصائح التي تجنبنا ظهور تلك المشكلات من الأساس للوصول إلى السعادة الزوجية المنشودة.

  • كسر الروتين اليومي من خلال بعض التجديد في السلوكيات اليومية أو قضاء العطلات الأسبوعية في مكان جديد أو تغيير بسيط في المظهر وديكورات المنزل.
  • التفاهم في كل أمور الحياة الزوجية وعدم التسلط والانفراد بالرأي كما أن الحياة الزوجية هي مشاركة وليست قرارات تعسفية من طرف واحد.
  • التعبير عن المشاعر بطريقة إيجابية وتقدير مشاعر الطرف الآخر، لأن البخل العاطفي يزيد من المشكلات الزوجية ويشعر الطرف الآخر بالنفور.
  • عدم الاستخفاف بالإنجازات والطموحات وعدم السخرية والاستهزاء من أحلام كلًا من الطرفين لبعضهم.
  • الاهتمام بالنفس والمظهر والاهتمام أيضًا بالطرف الآخر يساعد في التواصل وبناء أسرة سعيدة.
  • التخلي عن الصورة الذهنية التقليدية عن الزواج الخيالي والنزول إلى أرض الواقع وتحمل المسؤوليات والاعتياد عليها.
  • عدم اعتبار الطرف الآخر كوسيلة ترفيه لأن هذا ما يصيب بالملل مع مرور الوقت ويجب التعامل معه كشريك في كل أمور الحياة وله مشاعر وأهداف.
  • الاتفاق منذ البداية على خطة مالية محددة قابلة للتحديث من ناحية الدخل والمصروفات حتى لا تتسبب الأمور المالية في إزعاج الزوجين مستقبلًا.

بداية مشكلات ما بعد الزواج ترتبط بظهور المسؤوليات والالتزامات وإدراك كل من الطرفين أن شريكه غير كامل وأن لديه بعض العيوب، لذلك علينا أن ننسي الصورة الحالمة للزواج ونتعاون للوصول إلى الحياة الزوجية المنشودة.