ما هي أحداث الجمعة العظيمة وطقوسها؟ هذا اليوم الذي يطلق عليه جمعة الآلام أو الجمعة الحزينة أو أسماء مُختلفة تشير إلى حزن الأمة المسيحية لمصابة يسوع قبل موته، ومن خلال موقع سوبر بابا يتسنى لكم معرفة تفاصيل الجمعة العظيمة وحقائق ما حدث فيها.

ما هي أحداث الجمعة العظيمة؟

تُذكر جزء من أحداث الجمعة العظيمة في عيد يوم القيامة، حيث يحتفل المسيحيون بذكرى صلب المسيح يسوع وموته بالجلجثة ودفنه.. فذلك يكون بمثابة إحياء للآلام التي عاشها يسوع قبل موته من تعرضه للخيانة عندما تم إلقاء القبض عليه بعد تناوله العشاء مع تلاميذه، وتعرض لعدة أحداث تتبع ذلك إلى وفاته مصلوبًا.

1- القبض على يسوع

حيث إنه بعد انتهاء العشاء الأخير ليسوع مع تلاميذه اتجه إلى بيت عنيا، وبعد أن عبر وادي قدرون توقف ودخل بستان هناك، وكان يهوذا الذي كان واحدًا من تلاميذ السيد المسيح يعرف هذا المكان من كثرة اجتماع يسوع وتلاميذه به؛ ثم جاء أحد تلاميذ السيد المسيح الاثني عشر وكان معه الكثير من الجنود الرومان؛ فسلم المسيح مقابل مبلغ من المال.

2- محاكمة المسيح أمام كهنة اليهود

في عهد الحاكم الروماني بيلاطس البنطي قامت المحكمة اليهودية العليا التي تشمل أبرز قادة اليهود بالحكم على يسوع المسيح بالموت صُلبًا.. كما يقال إنه تم ضربه وإهانته وتعذيبه وتلفيق الشهود الزور، فتلك المحاكمة لم تكن شرعية وفقًا للشريعة اليهودية.

3- المحاكمة المدنية

قام كبار الكهنة والشيوخ بالتشاور في الأمر وقاموا بتسليم يسوع إلي بيلاطس لاستجوابه؛ حيث قام بيلاطس بذلك مرتين ثم قرر جلده قبل تسليمه ليتم صلبه وكان ذلك تحت ضغط من الأحبار.

4- صلب يسوع

خرج يسوع من مقر الولاية متجهًا إلى تل الجلجلة وبعد وصوله تم صلبه واستمر صلب يسوع مدة تصل إلى 3 ساعات؛ ثم مات وتم إنزاله من على الصليب في صباح يوم السبت بأمر من يوسف الرامي؛ ثم تم دفنه في قبر في بستان الزيتون، وذلك كان آخر ما يُذكر في إجابة سؤال ما هي أحداث الجمعة العظيمة؟

اقرأ أيضًا: معلومات قصيرة عن يوحنا بولس الثاني وآرائه الدينية

طقوس الاحتفال بأحداث الجمعة العظيمة

للمسيحيين عدة طقوس أساسية تُمارس في الأحداث الدينة خاصتهم، لاسيما عند إحياء ذكرى صلب يسوع وكافة احداث الجمعة العظيمة، حيث يتبع ذلك عدة طقوس يجب مُمارستها.

  • يقوم الأقباط بالاجتماع في الكنائس مع حضور رجال الدين، ثم يقومون بالوقوف أمام الصليب وخفض رؤوسهم إلى الأسفل؛ للتعبير عن الحزن والذنب تأثرًا لما حدث في هذا اليوم.
  • ثم يقوم رجال الدين بالبدء ببعض الصلوات وإقامة بعض الطقوس تأملًا في الآلام التي حدثت للسيد المسيح.
  • بعد ذلك يقوم كبير الحضور في الكنيسة بإقامة صلاة النيابة عن جميع الحاضرين، حتى يذكر فيها محاسن المسيح وصفاته الطيبة والنبيلة؛ ثم يقوم بإنهاء الصلاة بتمني شيء معين ويردد الجميع خلفه بكلمة (أمين).
  • يقوم الجميع بالتوقير والاحترام للصليب باعتباره التركة التي تركها لهم السيد المسيح ويعتبرون هذا التبجيل يمثل حبهم للإله.
  • في الليلة التي تسبق يوم الجمعة العظيمة يتم فيها الاحتفال بيوم الخميس المقدس؛ باعتباره ذكرى العشاء الأخير الذي جمع عيسى بتلاميذه؛ حيث يقوم رجال دين بالصلاة والذبح من أجل تقديم القربان ثم يتركون المذبح خاليًا ويقومون بالانصراف في هدوء.
  • علاوةً على أكل الخبز يوم الخميس تعبيرًا عن حبهم للمسيح.

اقرأ أيضًا: هل الدعاء ليلة الجمعة مستجاب

حقائق عن الجمعة العظيمة

طالما احتفل المسيحيون بأحداث الجمعة العظيمة، وعملوا على إحياء تلك الذكرى من كل عام، لكن توجد بعض الحقائق التي تُشير إلى ذلك اليوم وما تناوله من تفاصيل.

فهناك أقاويل مختلفة حول تاريخ الجمعة العظيمة؛ حيث يوجد أقاويل تشير إلى أن تاريخها 7 نيسان؛ ويوجد أقاويل تشير الى انها توافق 14 نيسان؛ وهناك أقاويل أخرى تشير إلى أن تاريخها 15 نيسان؛ وبناءً على تلك الاختلافات في تاريخ الجمعة العظيمة أصبح أول تاريخ متوقع لموعدها هو 20 مارس (آذار) وآخر تاريخ متوقع هو 23 إبريل (نيسان).

يعتبر يوم الجمعة العظيمة يوم صيام إجباري على جميع المسيحيين بكافة طوائفهم؛ حيث إنه تم ذكر ذلك في الأناجيل الأربعة تعبيرًا عن الحزن عما أصاب السيد المسيح.

يقوم الأقباط بالامتناع عن الطعام والشراب بدءًا من ليلة الجمعة، ليتناولون الطعام غير المطبوخ يوم السبت، كما أن الطعام يكون نباتي فقط حيث يجب الابتعاد عن اللحوم أو أي مأكولات حية.

يوجد ملابس معينة يقومون الأقباط بارتدائها في هذا اليوم تعبيرًا عن الحزن؛ حيث يقومون الكهنة من الأقباط والسريان بارتداء اللون الأسود أو الأرجواني؛ بينما يقوم الكهنة من الرومان أو اللاتين بارتداء اللون الأحمر.

تم ذكر أن محاكمة المسيح تمت بشكل غير شرعي، حيث إنه تم تعذيبه وضربه وقام الجميع بالهتاف مطالبين بصلبه، على الرغم من أنهم قاموا بالتهليل له عند دخوله أورشليم يوم أحد الشعانين.

يُذكر أن السيد المسيح تم صلبه إلى جانب شخصين، حيث كان الأول آمن به بينما كذبه الثاني وسخر منه.. بالإضافة إلى أنه عندما صُلب تم وضع خشبة كبيرة أعلى الصليب وكان مكتوب عليها “هذا هو ملك اليهود” وقاموا بوضع إكليل من الشوك فوق رأسه.

يُقال إن آخر كلمات السيد المسيح في هذا اليوم هي” إلهي بين يديك استودع روحي”، ويُحكى أن الظلام ساد الأرض بأكملها بعد صلب السيد المسيح.

يظل الجمعة العظيمة هو اليوم الذي يحيي المسيحيون ذكرى السيد المسيح وما تعرض إليه من خيانة وقتل بطريقة مُشينة، مُضاف إلى ذلك وقعة إظلام السماء من بعد ذلك الانتهاك.