ما هو الحديث القدسي؟ وهل هو من كلام الله أم كلام الرسول؟ فيؤكد علماء الدين أن الحديث القدسي يختلف تمامًا عن الأحاديث التي تناقلها السلف الصالح عما قام به الرسول من أقوال أو أفعال، لذا يأتي موقع سوبر بابا بماهية الحديث القدسي.

تعريف الحديث القدسي

لكي نعرف ما هو الحديث القدسي لابد من التأكد أنه كلام الله سبحانه ويمكن تعريفه بأنه “هو ما يرويه النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه تبارك وتعالى بألفاظه هو”، حيث يراه الرسول صلى الله عليه وسلم في منامه أو يخبره به جبريل عليه السلام.

أي أن الحديث القدسي من الله سبحانه ولكن بألفاظ انتقاها وتلفظ بها النبي، فبالتالي هو يتشابه مع القرآن في جهة ويتشابه مع السنة الشريفة من جهة أخرى.. بالأحرى يشمل تعريف الحديث القدسي أنه في منزلة ما بين القرآن الكريم والسنة النبوية.

اقرأ أيضًا: أحاديث قدسية عن التوبة

أقسام الوحي

أنزل الله عز وجل إلى الأمة المسلمة عدة مصادر تشريع، فتكون بمثابة الدستور الذي يرجع إلى العباد في كافة الأمور الدينية والدنيوية.

أولًا: القرآن الكريم

هو أعلى مراتب الوحي وهو المصدر الأول للتشريع والدليل الأول من أدلة الأحكام الشرعية، فالقرآن هو “كلام الله المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم للإعجاز بسورة منه، المتعبد بتلاوته”، فهو بذلك لفظًا ومعنى من عند الله وهو معجز بكل آية منه مُتحدى به، ومتعبد بتلاوته في الصلاة وفي غيرها.

ثانيًا: الحديث القدسي

لمعرفة ما هو الحديث القدسي ينظر إليه من زاويتين، الزاوية الأولى أنه كمعنى هو من عند الله سبحانه، ولكنه من حيث اللفظ هو من صياغة النبي صلى الله عليه وسلم، ولكنه يختلف في شروطه عن القرآن وعن السنة، لنقول إن تعريفه في النهاية: هو “ما رواه النبيُّ صلى الله عليه وسلم عن رَبِّهِ ”

ثالثًا: السنة الشريفة

السنة الشريفة على قائلها الصلاة والسلام هي كل قول أو فعل أو إقرار منسوب إلى النبي صلى الله عليه وسلم، أي أنها معنى ولفظًا من عند النبي، وبذلك تختلف عن الحديث القدسي، إذ أن المعنى في الحديث القدسي من الله والمعنى من الحديث النبوي من النبي عليه الصلاة والسلام.

الفرق بين القرآن الكريم والحديث القدسي

أثناء بيان إجابة سؤال ما هو الحديث القدسي؟ يجب معرفة الفرق بينه وبين القرآن الكريم، فكلاهما من المولى عز وجل، لكن ما الذي يجعل ذلك الكلام هو القرآن أو يتضمن الأحاديث القدسية.

السمات القرآن الكريم الحديث القدسي
الحجية القرآن كله يصح الاحتجاج به حتى بأصغر آية منه لا يحتج إلا بالصحيح منه
التعبد يتعبد به بكل آياته حتى بأصغر آية منه فكل حرف بحسنة وتضاعف الى عشر أمثالها لا يتعبد به في الصلوات وغيرها وليس له من الأجر مثل القرآن
التحدي يتحدى به حتى بأقصر سورة منه فلن يأت المخالفون له بأي آية مثله لا يتحدى به
طريقة وصوله لنا وصل إلينا بالتواتر وهو أعلى درجات الوصول منه المتواتر ومنه حديث الآحاد بل منه الصحيح والضعيف حتى والمكذوب الذي نُسب كذبا للنبي ولم يقله
أحكام التعامل معه لا يمسه إلا المطهرون لا تشترط الطهارة في مسه

اقرأ أيضًا: الفرق بين الإيمان والإسلام باختصار

الفرق بين الحديث القدسي والسنة الشريفة

مثلما جاء في إجابة سؤال ما هو الحديث القدسي؟ تم التأكد أنها من كلام الرسول صلى الله عليه وسلم لكنه من عند الله، لذا لماذا لا يُعد كحديث شريف مثلما جاء في السنة النبوية.

يجدر الإشارة أنهما يختلفان في المعنى، فالحديث القدسي بلغ رسول الله بأدائه للناس فصاغه بلفظه، أما السنة الشريفة فهي كل لفظ أو فعل أو إقرار بحسب الموقف الذي يعيشه النبي –صلى الله عليه وسلم- فيعلم الناس.

إذا فالسنة الشريفة هي أكثر موضوعات وأشمل وتضم أقوال النبي وأفعاله وتقريراته، بينما الحديث القدسي أقل اشتمالًا من ذلك، لأنه معنى مُراد من الله لكي يصل لعباده، حيث يجب التنويه أن الأحاديث القدسية قليلة جدًا بجانب السنة الشريفة.

أسماء الحديث القدسي

هناك أسماء أخرى يستدل منها على ما هو الحديث القدسي؟ ولكنها غير مشهورة وغير متداولة كثيرًا، لكن يُفضل معرفتها والدراية بها حتى يتبين أنها تُشير إلى نفس مضمون الحديث القدسي.

  • الحديث الإلهي: هي تسمية تنسب الحديث إلى صفة من صفات الله سبحانه وهي صفة الألوهية، وهي المقصودة بصاحب الأمر الذي يجب أن يتبع أي اسم الله المختص بصفة وجوب العبادة له، فالله بهذه الصفة هو إله الكون لا إله غيره.
  • الحديث الرباني: صفة تنسب الحديث القدسي الى صفات أخرى من صفات الله سبحانه وهي صفة الربوبية، وهي صفات الخلق والرزق والتدبير والإحياء والإماتة وغيرها، فالله بهذه الصفات هو رب العالمين لا رب سواه.

هل الحديث القدسي ثابت عن الله؟

عندما نشير إلى ثبوت القول إلى رب العزة سبحانه لنعرف ما هو الحديث القدسي ومكانته من الله سبحانه، ننظر إلى طريقة وصوله إلينا، فطريقة الوصول هي معيار الثبوت والصحة والقبول.

فمثلًا كلما زادت طرق الروايات عن النبي، كلما زاد الوثوق في الحديث، وأعلى حد لطرق الوصول يسمى بحد التواتر الذي لا يمكن أن يتهم بأي شك فيه.. فالقرآن كله متواتر ولهذا ليس هناك شك في صحته وحجيته؛ لأنه كل منسوب لقائلة وهو الله سبحانه ولا يتطرق إليه أي شك، وبالتالي فهو بذاته المصدر الرئيسي للأحكام الإسلامية.

فالسنة الشريفة منها ما وصل رواها إلينا بطريق التواتر بأن عن النبي صلى الله عليه وسلم صحابة كثيرون، ومنها ما هو أحاديث مكذوبة على النبي بادعاء بعض الناس، لكن اكتشفهم العلماء بأن بينوا أن حديثهم ليس من كلام النبي.

لكي نعرف ما هو الحديث القدسي؟ وما هي درجة صحته ودرجة حجيته ننظر أيضًا إلى الطرق التي وصل إلينا بها، فإن وصل إلينا بطرق متعددة بحيث لا يمكن إتهامها حتى بتهمة الاتفاق على الكذب يصبح الحديث القدسي متواترًا، وبالتالي يكون تتوافر فيه الصحة والحجية معًا.

بينما إذا كانت الطرق يتطرق إليها شك فيكون حديث آحاد ويبحث فيه من حيث الصحة والضعف والقبول والرد، ويمكن أيضًا أن يكون فيه راوي متهم بالسهو أو الغفلة وعدم الدقة في الحفظ أو يكون متهمًا بتعمد الكذب، فبالتالي يكون لكل حديث قدسي الحكم عليه بحال رواته.

اقرأ أيضًا: الفرق بين صحيح البخاري وصحيح مسلم

هل الحديث القدسي يمكن أن يروى بالمعنى؟

من الطبيعي حين ينسى الإنسان نصًا يقول معناه، فلابد أن نعرف ما هو الحديث القدسي لكي نعرف هل يمكن روايته بالمعنى أم محظور مثل القرآن؟

فيجب التنويه أن القرآن له قدسية خاصة، فهو بنصه ومعناه من عند الله ولا يسمح بروايته بالمعنى؛ لأنه كلام الله الذي لا يمكن أن نبدل كلمة ولا حرفًا منه، ولكن الحديث القدسي يختلف لأنه من صياغة الرسول صلى الله عليه وسلم، فيمكن روايته بالمعنى مثله مثل السنة المطهرة كلها لأنه غير مُتحدى به.

على المسلم أن يعي مصادر التشريع المختلفة وفحواها حتى يرجع إليها دائمًا عندما يختلف في أمر مُعين يخص أموره الدينية أو أموره الدنيوية.