ما الفرق بين الهمز واللمز وما حكمها في الإسلام؟ فالهمز واللمز لا تُعدان من الصفات الشخصية السيئة، بل هي عادات منع الدين الإسلامي قومه من الامتثال بهم، حيث أمرنا الله تعالى ورسوله الكريم بالاتصاف بمكارم الأخلاق التي تخلو من الهمز واللمز؛ والتي يأتي موقع سوبر بابا بحكم الدين الإسلام لهم.

ما الفرق بين الهمز واللمز وما حكمها في الإسلام

لا يُعد الهمز واللمز مرادفان لنفس المصطلح، بل الهماز هو من يذكر صفات الآخرين ويقارنها بصفاته فيدنو منها ويقلل من شأنها، وأيضًا يتصف بالتعالي فيرى الناس من حوله أقل منه في النعم سواء في المال أو الأولاد أو الصحة، ويحب أن يظهر عيوب الناس أمامه ويبين صفاته الجيدة.

أما اللماز هو الشخص الغيور والحسود ينتقد من حوله ويعيب في أفعالهم ليحبطهم ويمنعهم من التقدم في جوانبهم الناجحة، ولا تكمن إجابة ما الفرق بين الهمز واللمز وما حكمها في الإسلام؟ في ذلك فقط.

بل تعددت الأقاويل بأن معناهما مختلف ولكن هناك معنى واحد مشترك بينهما وهي الغيبة والنميمة والسخرية والاستهزاء بالآخرين، وقد توعد الله بهم، ففي قوله تعالى ” وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ “، ولقد أتى الكثير من تفسير معناهما.

  • قال ابن عبّاس رضي الله عنهما: “الهُمَزة المغتاب، واللُّمَزة العياب“.
  • قال سفيان الثوري رحمه الله: “الهُمَزة الذي يهمز بلسانه، واللُّمَزة الذي يلمز بعينه“.
  • قال أبو زيد رحمه الله: “الهُمَزة باليد، واللُّمَزة باللسان“.
  • قال الحسن البصري رحمه الله: “الهُمَزة الذي يهمز جليسه يكسر عليه عينه، واللُّمَزة الذي يذكر أخاه بالسوء ويعيبه“.
  • قال أبو العالية رحمه الله: “الهُمَزة بالمواجهة، واللُّمَزة بظهر الغيب“.

اقرأ أيضًا: ما اسم الخط أو الرسم الذي يكتب به القرآن الكريم

حكم الهمز واللمز في الإسلام

حرم الله أي نوع من الإيذاء سواء أكان مسلمًا أم كافرًا فالإسلام لم يأمرنا بهذا ابدًا.. فمن يهمز ويلمز بالناس هو شخص يظهر عليه المرض ويظهر عليه قلة الثقة في نفسه؛ فيحاول أن يقلل من شأن الآخرين بما يفعلونه ويكون في الغالب فاشل في حياته ويحفز نفسه بالسخرية على الآخرين، فيشعر بنشوة النجاح.

فتوعد الله بالهماز واللماز بالعقاب، قال تعالى “كَلَّاۖ لَيُنۢبَذَنَّ فِي ٱلۡحُطَمَةِ (4) وَمَآ أَدۡرَىٰكَ مَا ٱلۡحُطَمَةُ (5) نَارُ ٱللَّهِ ٱلۡمُوقَدَةُ (6)“، يلقي الله بالهماز واللماز في نار موقدة وحيدًا ومنبوذ عن باقي خلق الله بما يفعله بالناس.

فمن يفعل ذلك يُعد مُرتكب لجرم كبير في حق نفسه قبل الآخرين، إذا نظر الإنسان إلى نفسه وإلى موقعه في الحياة الآخرة عليه أن يكف عن التصرفات التي تزج به في نار جهنم.

فالله لا يطلب من عباده أن يفعلوا شيئًا فوق تحملهم، بل يأمرهم بما يُنشئ أواصر الرحمة والمودة بين العباد، بالإضافة إلى الوصول إلى مراتب عليا في الجنة والفوز بالمكوث فيها أبد.

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لا يدخلُ الجنَّةَ مَن كان في قلبِه مثقالُ ذرَّةٍ من كِبرٍ. قال رجلٌ: إنَّ الرَّجلَ يحبُّ أن يكونَ ثوبُه حسنًا ونعلُه حسنةً. قال: إنَّ اللهَ جميلٌ يحبُّ الجمالَ. الكِبرُ بَطرُ الحقِّ وغمطُ النَّاسِ“.

فمن يتعالَ على غيره ويسخر منه لا يشعر بأن هذا تطاول علي الله وخلقه، فالله لم يعطي أحد الحق في الدنيا أن يحكم على شخص، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أنَّ رجلًا قال: واللهِ! لا يغفِرُ اللهُ لفلانٍ. وإنَّ اللهَ تعالَى قال: من ذا الَّذي يتألَّى عليَّ أن لا أغفرَ لفلانٍ. فإنِّي قد غفرتُ لفلانٍ، وأحبطتُ عملَك“.

أيضًا أكد رسول الله على الحد من احتقار العبد المسلم لأخيه المسلم في كافة أموره على وجه الخصوص، حيث ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أبي هريرة أنه قال”بحسبِ امرئٍ منَ الشَّرِّ أن يحقِرَ أخاهُ المُسلمَ“.

اقرأ أيضًا: أنواع حروف القلقلة في التجويد بالأمثلة

التخلص من الهمز واللمز

على العبد المسلم أن يكف عن التصرفات المُشينة التي تُباعد بينه وبين الله سبحانه وتعالى، بالتالي تُرجع خطواته إلى الجنة، فمن خلال إدراك ما الفرق بين الهمز واللمز وما حكمها في الإسلام؟ عليه أن يكف عن هذا التصرف.

فعليه دائمًا تذكير نفسه بعقوبة هذا الذنب العظيم، وتذكر العقوبة في الدنيا قبل الآخرة؛ ولأن عاقبة الآخر أشد ففي الدنيا صاحب الذنب مكروه ومنبوذ عند الناس وفي الاخرة يتذكر أنه سيعذب وينبذ في الحطمة.

على المسلم أن يتحلى بمكارم الأخلاق التي أتى محمد صلى الله عليه وسلم ليُتممها، وأي سلوك لا يندرج تحتها عليه أن يتجنبه مرضاة لله تعالى.