ما الفرق بين السحر الاسود والسحر السفلي؟  وكيف أعرف إني مصاب بالسحر؟ يعتبر السحر من أكثر الأشياء التي تؤذي الإنسان هي السحر، وعلى الرغم من أن الله عز وجل نهانا عنه، إلا أن بعض المُشركين والكفرة تطرقوا إلى هذا العالم مُخترقين كافة الحواجز الدنيوية، وللسحر أنواع منه السُفلي والأسود، ولكن ما الفرق بينهما؟ هذا ما يُجيب عليه موقع سوبر بابا.

ما الفرق بين السحر الاسود والسحر السفلي؟

إن السحر مهما كان نوعه مُحرم، فهو بمثابة تحالف مع الشيطان ضد القدرة الإلهية، ويتساءل كثيرون حول ما الفرق بين السحر الاسود والسحر السفلي؟ ومدى تأثير كلًا منهما على الإنسان، لذا سوف نوضح الفرق بين كلٍ منهما على حِدة.

1- السحر الأسود

يُطلق عليه السحر المُظلم أيضًا، وهو واحدًا من أشكال الشعوذة التي يتبعها السحرة، ويعتمد بشكل أساسي على القوة الخبيثة الخفية التي لا يتسنى لأي إنسان عادي الوصول إليها، وهو أسوأ جانب من جوانب السحر، ويقوم فيه الساحر بتسخير الأرواح الشريرة من لتحقيق أغراض شخصية، أو إلحاق الضرر بشخص ما.

في أغلب الأحيان ما يُقدم السحر الأسود على هيئة طعام، حيث يقوم الساحر بإلقاء بعض كلمات اللعنة عليه ومن ثم تقديمها للهدف، ومن الجدير بالذكر أن مفعول السحر الأسود قد يُصيب شخص غير المقصود، ونظرًا لكثرة الأقاويل حول قدرة السحر الأسود على إعادة الموتى، فإن هذا الحديث لا يوجد له أي أساس من الصحة، فالروح لا يملكها سوى خالقها.

خدام السحر الأسود هم جن السحرة، وهي قبيلة الغول من أكبر قبائل السحرة، وهناك أنواع مختلفة من السحر الأسود، مثل:

  • سحر القاباله: واحدًا من أشد وأخطر أنواع السحر التي عُرفت، وهو من فئة الأسحار اليهودية، ونظرًا إلى شدته حذر كِبار كهنة اليهود من ممارسة هذا النوع من السحر إلا بعد تخطي 30 عامًا.
  • سحر هيمون: واحدًا من أنواع السحر اليهودي الفرعوني.
  • سحر الفودو: يُطلق عليه السحر الإفريقي، وهو من أنواع السحر المُختصة بالنزف أو بالقتل.

2- السحر السُفلي

من أخطر أنواع السحر الموجودة والمنتشرة على الإطلاق، كما أن له تأثيرات كبيرة جدًا على الإنسان من حيث الإصابة بالمرض أو القتل أو التفريق بين الأزواج والمُتحابين، والهدف من هذا السحر هو تخريب حياة الناس، وهو بمثابة كُفر صريح دون تورية؛ حيث يتم الاعتماد فيه على تنجيس كتاب الله عز وجل كوسيلة لإرضاء الجن والنفوس المريضة.

بعض الحالات قد تلجأ لهذا النوع من السحر لجلب الحبيب مرة أخرى، من خلال التأثير على تفكيره ومشاعره، ومن الجدير بالذكر أن الشياطين التي تخدم هذا النوع من السحر تُعد من أقذر أنواع الشياطين على الإطلاق، وهناك أعراض كثيرة قد تظهر على الشخص المُصاب بالسحر السُفلي، ومنها:

  • شم روائح كريهة على الإطلاق في كل مكان يُحيط به.
  • مرض أحد الأعضاء الجسدية، وقد يؤدي الأمر للإصابة بالشلل.
  • التأثير الكبير على الأفكار التي تنتاب الإنسان، وجعلها سلبية لأقصى درجة.
  • الجن يتمكّن من جسد الشخص المُصاب، بل ويؤثر عليه كُليًا لكي يُعبده عن فعل الطاعات.

اقرأ أيضًا: علامات السحر بين الزوجين

طرق وأساليب السحر

للسحر الأسود أو السُفلي طرق كثيرة جدًا، حيث برع السحرة في تطوير أسحارهم، وذلك من خلال اتباع أساليب منها التقليدية والمعروفة، ومنها المتطورة، وهي:

  • سحر النجاسة: من اسمه يمكن معرفة الأساليب التي يتم اللجوء إليها في هذا النوع، وهي كتابة كلام الله عز وجل بالنجاسة مثل دم حيض، أو بول، أو الغائط، وبالتالي فيبدأ من هنا التحالف مع الأرواح الخبيثة التي تُلحق الأذى بالإنسان.
  • سحر الشموع: نجد أن هذا السحر هو الأكثر انتشارًا في الأعمال التلفزيونية والدرامية، ومن أنواع السحر السفلي التي تتسبب في حدوث نزيف وأمراض كثيرة جدًا للمسحور.
  • سحر العروسة: إن هذا النوع ليس بجديد على المجتمعات العربية، ويتم فيه الاعتماد على دُمية من الورق، ويتم غرس الدبابيس بأطرافها، ويقوم فيها الساحر بإلحاق الألم بالمسحور من خلال تعذيبه وإصابته بالمرض.
  • سحر الحيوانات: تطور السحر كثيرًا إلى أن أصبح يدخل من ضمنه الحيوانات، وعلى الرغم من أنه ظهر مؤخرًا، إلا أنه كان موجود منذ عصر الفراعنة الذين كانوا يستخدمون القطط كرمز أساسي في أسحارهم.
  • السحر المشروب: يتم عمل السحر وإلقاء كلمات الشعوذة على المياه أو العصير، ومن ثم تقديمه للهدف لإصابته بالأذى، وغالبًا ما يُحدث هذا السحر من قِبل الأقارب.
  • السحر المرشوش: نفس الأساليب المُتبعة في السحر السابق، ولكن يتم فيه الاعتماد على رش العمل، ومن ثم يعبر الهدف من فوقه، وبالتالي فإنه بذلك قد أصيب بالسحر.

علامات تدل على أنك مسحور

لا شك أن الإصابة بالحسر واحدة من أكثر الأشياء التي قد تؤذي الإنسان، وبعد أن تمكّنا من التعرف على إجابة ما الفرق بين السحر الاسود والسحر السفلي؟ يجدر بنا ذكر أن علامات السحر عادةً ما تظل واحدة في أغلب الأحيان، ومنها:

  • الصداع الشديد غير المُبرر.
  • شحوب لون الوجه.
  • برودة الأطراف مع ارتفاع حرارة الجسم.
  • ضعف القدرة على الانتباه.
  • بالنسبة للرجال الابتعاد عن جِماع الزوج.
  • للنساء فتور الرغبة الجنسية.
  • الابتعاد عن فعل طاعات الله.
  • إصدار تصرفات غريبة وغير محسوبة.
  • كثرة الاندهاش، والذهول.

اقرأ أيضًا: أقوى تحصين من السحر والعين والجان واللصوص والحسد

حكم تعلم السحر

نجد في تلك الآونة العديد من الأمور المُخترقة للواقع، حيث أصبح أغلب الأشخاص يحاولون تعلم السحر من أجل الاطلاع على الغيب، أو لتحقيق مصالح شخصية، أو حتى للعمل به وكسب المال، وعلى غرار الإجابة على ما الفرق بين السحر الاسود والسحر السفلي؟ يجدر بنا ذكر الحكم الشرعي من تعلم السحر أو الإقدام على هذا الأمر بأي شكل من الأشكال.

  • من يُقدم على فعل السحر لا تُقبل لمدة أربعين يومًا، وذلك وفقًا لِما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، (من أتى عرَّافاً فسألَه عن شيٍء لم تُقْبَلْ لهُ صلاةٌ أربعين ليلة).
  • السحر يعتبر بمثابة الشرك الأكبر، وذلك وفقًا لِما ورد في كتاب الله تعالى: “وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السحر” (البقرة:102).
  • حرمه الرسول صلى الله عليه وسلم، صلى الله عليه وسلم قوله: (اجتَنبوا السَّبعَ الموبقاتِ. قالوا: يا رسولَ اللهِ: وما هنَّ؟ قال: الشِّركُ باللهِ، والسِّحرُ، وقتلُ النَّفسِ الَّتي حرَّم اللهُ إلَّا بالحقِّ، وأكلُ الرِّبا، وأكلُ مالِ اليتيمِ، والتَّولِّي يومَ الزَّحفِ، وقذفُ المحصَناتِ المؤمناتِ الغافلاتِ)، رواه البخاري.
  • كل الأحاديث الواردة في السُنة النبوية المطهرة حرمت السحر، ويمكن الاستدلال على ذلك مما ورد عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: (سألَ أُناسٌ رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- عن الكُهَّانِ، فقال لهم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: لَيْسُوا بِشَيْءٍ، قالوا: يا رسولَ اللهِ، فإنَّهُم يُحَدِّثونَ أحْياناً بالشَّيءِ يكونُ حَقّاً؟ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: تِلكَ الكلِمَةُ مِنَ الحقِّ، يَخطَفُها الجنِّيُّ، فيَقُرُّها في أُذُنِ وليِّهِ قَرَّ الدَّجاجَةِ، فيَخْلِطونَ فيها أكثَرَ مِن مِائةِ كَذبَةٍ).
  • السحر ما هو إلا تحالف مع الشيطان والجن، ولكن أكد الله تعالى في كتابه العزيز أنهم غير قادرين على إلحاق الأذى بالإنسان، ويمكن الاستدلال على ذلك من قوله تعالى: “وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ على مُلْكِ سُلَيْمَانَ ۖ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ ولكن الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ ۚ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حتى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ ۖ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ۚ وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ ۚ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ ۚ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ” (البقرة: 10).

بالتالي يمكننا القول إن كل ما ورد في السنة النبوية المطهرة، وفي القرآن الكريم يُحرم ارتكاب أمور السحر، ومن الضروري الابتعاد عنها بكافة الطرق، لكونها شرك بالله عز وجل.

اقرأ أيضًا: أقوى رقية شرعية للعين والحسد والسحر والمس مكتوبة

إبطال مفعول السحر الأسود

علاج السحر الأسود في بعض الأحيان قد يكون صعب، ولكنه ليس مستحيل، فالله عز وجل قادرًا على فعل أي شيء لم يتوقعه الإنسان، ويمكن إبطال مفعول السحر الأسود أو الوقاية منه من خلال:

  • الاستعانة بأحد الشيوخ الأجلاء؛ حيث يتعامل هذا الشيخ مع الجن ويقوم بإبطال سحره من خلال التواصل معه، ومن ثم يحرقه بالاستعانة بآيات الله عز وجل.
  • لا بُد من قراءة سورة البقرة؛ حيث وردت العديد من الأحاديث النبوية المطهرة التي تشير إلى أن لها بركة كبيرة وفضائل عديدة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اقْرَءُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ وَلَا تَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ)، وروى مسلم في صحيحه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ –رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (لَا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقَابِرَ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْفِرُ مِنْ الْبَيْتِ الَّذِي تُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ).
  • يجب قول دعاء الشفاء من السُنة النبوية، (اللهمَّ ربَّ الناسِ أَذْهِبْ الباسَ، اشفِه وأنتَ الشَّافي، لا شفاءَ إلا شفَاؤُكَ، شفاءً لا يغادِرُ سَقَماً) و (بِسمِ اللَّهِ أرقيكَ، من كلِّ شيءٍ يؤذيكَ، من شرِّ كلِّ نفسٍ وعينٍ حاسدةٍ، بِسمِ اللَّهِ أرقيكَ، واللَّهُ يشفيكَ) صحيح مسلم.
  • قراءة آية الكرسي، قال تعالى: “اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ۚ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ۚ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۚ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ ۖ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ ۚ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ۖ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا ۚ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ” (سورة البقرة: 255).
  • تناول سبعة تمرات قادرة على إبطال مفعول السحر، وذلك تصديقًا لِما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم “من تصبح سبعة تمرات عجوة لم يضره ذلك اليوم سمّ ولا سحر” متفق عليه.
  • الاستعانة بما كان يقول النبي صلى الله عليه وسلم لتفادي المخاطر، فهو بمثابة دعاء يمكنه دفع أذى الإنس والجن: (بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ لَمْ تُصِبْهُ فَجْأَةُ بَلَاءٍ حَتَّى يُصْبِحَ، وَمَنْ قَالَهَا حِينَ يُصْبِحُ ثَلَاثُ مَرَّاتٍ لَمْ تُصِبْهُ فَجْأَةُ بَلَاءٍ حَتَّى يُمْسِيَ).
  • الحرص على قراءة سورة الفاتحة سبع مرات.

 السحر الأسود والسحر السفلي أسوأ ما يُمكن أن يُصاب به المرء، ولا بُد من التعامل معه على الفور، حيث إنه قادرًا على تدمير حياة الإنسان تمامًا، بل ويقوده نحو الانتحار.