ما هو لقب العباس بن عبد المطلب؟ وما مكانته في الإسلام؟ يوجد في السيرة النبوية المُطهرة العديد من الصحابة الذين كان لهم دور كبير في نشر الدعوة الإسلامية من خلال مشاركتهم في غزوات عديدة، الأمر الذي جعل الكثيرين يتساءلون حول لقبه، وهو ما نوافيكم إيّاه من خلال موقع سوبر بابا.

 لقب العباس بن عبد المطلب

إن العباس بن عبد المطلب كان واحدًا من الصحابة الأجلاء، وكان قريب للنبي صلى الله عليه وسلم، ونظرًا لكثرة خصاله الحسنة؛ أطلق أغلب الأشخاص لقب العباس بن عبد المطلب وهو “أبي الفضل” وتعود تلك التسمية إلى كثرة فضائله على غيره، كما أن له ألقاب أخرى عديدة:

  • ساقي الحرمين (السقاء).
  • الطيار.
  • الشهيد.
  • باب الحوائج.
  • صاحب اللواء.
  • العبد الصالح.
  • قمر بني هاشم.

اقرأ أيضًا: من هو النبي الملقب بشيخ المرسلين في الإسلام

نشأة العباس بن عبد المطلب

ولد العباس بن عبد المطلب في عام 56 قبل الهجرة بمكة المكرمة، ومن الأشياء التي لا يعرفها الكثيرون أنه من أعمام النبي صلى الله عليه وسلم، وثاني عم دخل في الإسلام، وتزوج الرسول صلى الله عليه وسلم من ميمونة بنت الحارث التي تربطها صلة قرابة بالعباس بن عبد المطلب، حيث إنها كانت أخت زوجته.

كان يكبُر النبي صلى الله عليه وسلم بثلاثة سنوات، وهو ما يمكن الاستدلال عليه من خلال ما ورد عَنْ أَبِي رَزِينٍ، قَالَ: “قِيلَ لِلْعَبَّاسِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنْتَ أَكْبَرُ، أَمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ: هُوَ أَكْبَرُ مِنِّي وَأَنَا وُلِدْتُ قَبْلَهُ”، كان العباس رئيسًا وسيدًا في وقت الجاهلية، وتزوج العباس بن عبد المطلب وأنجب أبناء كثيرون.

  • أم كلثوم بنت العباس.
  • عبد الله بن العباس.
  • عبيد الله بن العباس
  • كثير بن العباس.

إسلام العباس بن عبد المطلب

أعلن العباس بن عبد المطلب إسلامه يوم فتح مكة المكرمة، ومن الجدير بالذكر أن المؤرخون قالوا إنه قد أسلم قبل ذلك الوقت كثيرًا وتحديدًا قبل فتح خيبر، ولكنه لم يُعلن إسلامه، وهناك أقاويل تشير إلى أنه أسلم قبل غزوة بدر، ثم قام بالهجرة برفقة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى مكة المكرمة.

شهد العباس بن عبد المطلب بيعة العقة وكان بصحبة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، بالإضافة إلى أنه شهد ذلك وهو غير مسلمًا ولكنه كان كارهًا لأهل قريش، وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بعدم قتل بني هاشم حيث إنهم أخرجوا من ديارهم مُكرهين.

روي عن العباس بن عبد المطلب: العباس بن عبد المطلب “أَنَّ النَّبِيَّ (ص) قَالَ لِأَصْحَابِهِ يَوْمَئِذٍ: إنِّي قَدْ عَرَفْتُ أَنَّ رِجَالًا مِنْ بَنِي هَاشِمٍ وَغَيْرِهِمْ قَدْ أَخْرَجُوا كُرْهًا، لَا حَاجَةَ لَهُمْ بِقِتَالِنَا، فَمَنْ لَقِيَ مِنْكُمْ أَحَدًا مِنْ بَنِي هَاشِمٍ فَلَا يَقْتُلْهُ، وَمَنْ لَقِيَ أَبَا الْبَخْتَرِيِّ بْنَ هِشَامِ بْنِ الْحَارِثِ ابْنِ أَسَدٍ فَلَا يَقْتُلْهُ، وَمَنْ لَقِيَ الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، عَمَّ رَسُولِ اللَّه (ص) فَلَا يَقْتُلْهُ، فَإِنَّهُ إنَّمَا أُخْرِجَ مُسْتَكْرَهًا”.

أسر العباس بن عبد المطلب، ومعه عقبل بن أبي طالب ابن أخيه، وكان ذلك على يد عبيد بن أوس الأنصاري؛ الأمر الذي جعل النبي يطبق عليه اسم محمد مُقَرِّن ويمكن الاستدلال على ذلك على قوله: (لَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ أَسَرْتُ الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَعقَيْلَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، وَحَلِيفًا لِلْعَبَّاسِ فِهْرِيًا، فَقَرَنْتُ الْعَبَّاسَ، وَعَقِيلا، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِمَا رَسُولُ اللَّه (ص) سَمَّانِي مُقَرِّنًا وَقَالَ: “أَعَانَكَ عَلَيْهِمَا مَلَكٌ كَرِيمٌ).

اقرأ أيضًا: معلومات دينية عن قصص التابعين

صفات العباس من عبد المطلب

لا شك أن الصفات الحميدة واحدة من أخلاق المؤمنين الحق، ولقب العباس بن عبد المطلب خير دليل على أنه يتمتع بمجموعة من الصفات الحميدة والخصال الحسنة.

  • الكرم والجود على كل أهل قريته.
  • يتمتع بذكاء خارق جدًا، وبسبب دهائه استطاع حماية النبي صلى الله عليه وسلم فترة طويلة من الضرر الذي كان يتعرض له بسبب نشر الدعوة.
  • حسن جدًا في الخُلق خاصةً في المساجد، ويمكن الاستدلال على ذلك من قول ابن الأثير: “وأما عمارة المسجد الحرام فإنه كان لا يدع أحدًا يسب في المسجد الحرام لا يقول فيه هجرًا لا يستطيعون لذلك امتناعًا، لأن ملأ قريش كانوا قد اجتمعوا وتعاقدوا عَلَى ذلك، فكانوا له أعوانًا عليه”.

مكانة العباس بن عبد المطلب في الإسلام

لُقب العباس بن المطلب بالعديد من الألقاب التي تدل على صفاته الحسنة التي كان يتحلى بها اقتداءً بنبينا الكريم صلى الله عليه وسلم، ويمكن الاستدلال على ذلك من خلال الأحاديث التي قيلت عنه.

  • قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “إن الله تعالى اتخذني خليلًا، كما اتخذ إبراهيم خليلًا، ومنزلي ومنزل إبراهيم في الجنة تجاهين، والعباس بن عبد المطلب مؤمن بين خليلين”
  • قالت عائشة رضي الله عنها: “ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يجل أحدًا ما يجل العباس، أو يكرم العباس”.
  • قال عمر بن الخطاب للعباس بن عبد المطلب: “فوالله لإسلامك يوم أسلمت كان أحب إلى من إسلام الخطاب لو أسلم. وما بي إلا أني قد عرفت أن إسلامك كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من إسلام الخطاب لو أسلم”.
  • قال أبي سفيان الحارث “كان العباس أعظم الناس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، والصحابة يعترفون للعباس بفضله ويشاورونه ويأخذون رأيه”
  • قال خادم الرسول صلى الله عليه وسلم أبو رافع: “كنت غلامًا للعباس بن عبد المطلب، وكان الإسلام قد دخلنا أهل البيت، فأسلم العباس، وأسلمت أمُّ الفضل، وأَسْلَمْتُ، وكان العباس يكتم إسلامه”.
  • نزلت فيه آية في القرآن الكريم، قال تعالى: (أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)

اقرأ أيضًا: الحياء في الإسلام وخصائصها

وفاة العباس بن عبد المطلب

استطاع لقب العباس بن عبد المطلب أن يشير إلى صفاته الحسنة التي كان يتمتع بها، وتوفي في الثاني عشر من شهر رجب، والموافق السنة 32 هجريًا في المدينة المنورة، وكان ذلك في يوم جمعة، وهو يُناهز من العُمر 88 عامًا، ومن الجدير بالذكر أن هناك أشخاصًا كثيرون أتوا لجنازته.

تولى أمر غُسله علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وأخوه وابنه، وتم دفنه في بقيع الغرقد.

استطاع لقب العباس بن عبد المطلب أن يشير إلى الخصال الحسنة التي كان يتمتع بها، فهو من الصحابة الذين لهم دور كبير جدًا في الإسلام، حيث استأنس بالرسول وروى عنه أحاديث صحيحة.