كيفية حساب مقدار الصاع مسألة شغلت الفقهاء قديمًا وحديثًا، فالصاع كان وسيلة نبوية لكثير من الأحكام؛ ولذلك كان مهما معرفة مقداره بدقة كبيرة لارتباطه بفرائض أساسية كالزكاة بكمية ماء الوضوء وغيرها، وذلك ما يأتي جليًا من خلال موقع سوبر بابا.
كيفية حساب مقدار الصاع
الصاع هو وحدة مكاييل مختصة بالحجم وقديما كان القياس دائمًا إما وزنًا أو عددًا، وكان الصاع يستخدم في كيل الأحجام البسيطة وخاصةً في كيل المحاصيل الزراعية والأحجام القليلة منها.
كما أنه ورد في القرآن الكريم فقال الله سبحانه في عن يوسف عليه السلام وهو عزيز مصر ” قَالُوا نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ وَلِمَن جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ”، وقال الطبري في تفسيره: ” الصواع: هو الإناء الذي كان يوسف يكيل به الطعام “، وكلمة الصاع في الاستعمال اللغوي تذكر وتؤنث.
أما لكيفية حساب مقدار الصاع يلزم توفر عدد من المعلومات عن قيمة الصاع وعن وحداته الجزئية التي ترتبط بكفي الرجل، ويختلف حسب نوع الطعام أيضًا بحسب وزنه.
فاختلف العلماء أيضًا في تحديد كيفية حساب مقدار الصاع بشكل دقيق باستخدام الوزن، وهو الأكثر انضباطًا في تلك الآونة، فيمكن تقديره بملأ كفي الرجل المعتدل.. بحوالي من ستمائة جرام إلى ستمائة وخمسين جرام، وبالتالي يصير الصاع أربع أمداد أي حوالي 2 كيلو إلى 2.6 كيلو.
كما أصدرت اللجنة الدائمة للإفتاء في المملكة السعودية بتقريب المسألة بين المكاييل والموازين بتقدير حساب الصاع قيمة ثلاثة كيلو، وهو قياس أيضًا يعتد به فلا مانع فيه بل هو أقرب التقديرات.
اقرأ أيضًا: كيفية حساب الميراث بالرياضيات pdf
تحديد مقدار الصاع
ظلت مشكلة تحديد حساب مقدار الصاع قائمة منذ زمن طويل، حيث كانت عسيرة جدًا، فقال النووي رحمه الله في روضة الطالبين: ” قد يستشكل ضبط الصاع بالأرطال، فإن الصاع المخرج به في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكيال معروف، ويختلف قدره وزناً باختلاف جنس ما يخرج، كالذرة والحمص وغيرهما.
أما سبب الخلاف أن الصاع النبوي كما قال العلماء هو ما يساوي أربعة أمداد والمد ملئ الكفين المعتدلتين، وهذا تسبب في مسافة واسعة بين الحجمين، فكان الاختلاف بين الأحجام بين الفقهاء الأربعة كبيرًا تبعاً لاختلاف تقديرهم للأحجام.
فاختار مذهب المالكية وكذلك الشافعية وأيضًا الحنابلة أن الصاع يساوي خمسة أرطال وثلثاً، بينما مال الأحناف إلى الرأي الذي يؤكد أنه يساوي ثمانية أرطال.
الصاع في السنة النبوية
ورد ذكر الصاع في أكثر من حكم من أحكام الإسلام لأنه يعد المقدار الذي نُحدد به الزكاة، حيث يحتاج العبد أن يُخرج جزءًا من ماله كزكاة للفطر بعد انتهاء شهر رمضان، لذا عليه أن يعي جيدًا مقدار الصاع.
فروى ابن عمر رضي الله عنه وقال: “فرضَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ زَكاةَ رمضانَ على الحُرِّ والعبدِ، والذَّكرِ والأُنثى، صاعًا من تمرٍ، أو صاعًا من شعيرٍ. فعدلَ النَّاسُ بِهِ نِصفَ صاعٍ من بُرٍّ”.
اقرأ أيضًا: كيفية حساب الثمن في الميراث وطرق توزيعها
في كمية ماء الوضوء والغسل
كان النبي صلى الله عليه وسلم أقل استخدامًا للوضوء والغسل، فكان يعيش في صحراء قليلة الماء وكان يعلم صحابته أن يقللوا من استهلاكهم للمياه ليعلموا الناس ذلك من بعدهم.
فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: “كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَغْسِلُ، أوْ كانَ يَغْتَسِلُ، بالصَّاعِ إلى خَمْسَةِ أمْدَادٍ، ويَتَوَضَّأُ بالمُدِّ“،
حيث أكد عمرو بن العاص رضي الله عنه (أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِسَعْدٍ وَهُوَ يَتَوَضَّأُ فَقَالَ: مَا هَذَا السَّرَفُ يَا سَعْدُ؟ قَالَ: أَفِي الْوُضُوءِ سَرَفٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَإِنْ كُنْتَ عَلَى نَهْرٍ جَارٍ).
طرح التساؤل عن كيفية حساب مقدار الصاع في الشرع الإسلامي من أهم ما يعيه المسلم جيدًا، فعليه أن يعرف كم يخرج من الزكاة وكم يناسبه كميات المياه للوضوء.