معرفة كيفية الصلاة على النبي وفوائدها تُعزز في قلب العبد المسلم كثرة الصلاة عليه، والمداومة عليها، ذلك أن الصلاة على النبي فيها الفلاح والبركة في كل شيء، فكيف تؤدى؟ وما هو فضلها وفوائدها؟ هذا ما نتحدث عنه من خلال موقع سوبر بابا.

كيفية الصلاة على النبي

لما أُسري بالنبي صلى الله عليه وسلم في ليلة الإسراء والمعراج وصعد إلى السماء، أخذ يسلم على كل نبي يلقاه، ولذلك خصّه الله عز وجل واختاره بهذا التشريف.

قد أوجب الله عز وجل على العبد المسلم أن يصلى على نبيه محمد في أواخر كل صلاة، وهي النصف الثاني من التشهد الواجب قوله في كل صلاة فقال تعالي في سورة الأحزاب: إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (56).

قد وردت العديد من الصيغ والأساليب للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، لكن أفضل تلك الصيغ هي ما تعرف بالصلاة الإبراهيمية، والتي يرددها العبد في نهاية كل صلاة.

قد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم عن كيفية الصلاة عليه في الحديث الذي رواه كعب بن عجرة أنه قال: إنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خَرَجَ عَلَيْنَا، فَقُلْنَا: يا رَسولَ اللَّهِ، قدْ عَلِمْنَا كيفَ نُسَلِّمُ عَلَيْكَ، فَكيفَ نُصَلِّي عَلَيْكَ؟ قالَ: فَقُولوا: اللَّهُمَّ صَلِّ علَى مُحَمَّدٍ، وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما صَلَّيْتَ علَى آلِ إبْرَاهِيمَ، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ علَى مُحَمَّدٍ، وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما بَارَكْتَ علَى آلِ إبْرَاهِيمَ، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ”.

كما يوجد العديد من الصيغ الأخرى التي تعد من صيغ الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، والواردة عنه في السنة النبوية.

  • ما رواه كعب بن عجزة عن النبي صلى الله عليه وسلم اللَّهُمَّ صَلِّ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما صَلَّيْتَ علَى إبْرَاهِيمَ وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ؛ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما بَارَكْتَ علَى إبْرَاهِيمَ وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ؛ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.(صحيح البخاري)
  • اللهُمَّ ‌صَلِّ ‌عَلَى ‌مُحَمَّدٍ ‌النَّبِيِّ ‌الْأُمِّيِّ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَآلِ إِبْرَاهِيمَ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ
  • ما رواه أبو سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم:اللَّهُمَّ صَلِّ علَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ ورَسولِكَ، كما صَلَّيْتَ علَى آلِ إبْرَاهِيمَ، وبَارِكْ علَى مُحَمَّدٍ، وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما بَارَكْتَ علَى إبْرَاهِيمَ.

كما أن الصلاة على النبي ليست مقتصرة على الصلاة فقط، بل ينبغي للعبد الإكثار منها في مختلف الظروف والأوقات.

ولو قال العبد بأي صيغة صحيحة فلا بأس بذلك، فإن الغرض هو حصول المقصود وتحقيق الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فلو قال: اللهم صلى وسلم وبارك على محمد وعلى آله، فإن هذا يجزأه.

اقرأ أيضًا: فضل الصلاة على النبي في استجابة الدعاء

فوائد الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام

تُعد الصلاة على النبي من أفضل العبادات وأيسرها للعبد، ذلك أنها لا تحتاج إلى بذل الجهد أو تحري أوقاتًا معينة، فيمكن الصلاة في أي وقت.

تتعدد فضائل الصلاة على النبي والتي لا يكفي الحديث عنها، إلا أنه يمكن بيان بعض تلك الأفضال ومعرفة المنافع العظيمة التي تعود على العبد جراء تلك العبادة.

1- من أسباب استجابة الدعاء

فإن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم تكون سببًا في استجابة الدعاء ومحو الذنوب والخطايا، فينبغي للعبد عند الدعاء أن يثني على الله عز وجل ويحمده، ثم يصلى على رسول الله.

2- الامتثال لأوامر الله عز وجل

ذلك أن الصلاة على النبي واجبة على المسلم دون حصر بموقف معين، والصلاة على النبي من المؤمنين هي بمثابة دعاء لله عز وجل بأن يزيد من مكانته ومنزلته عليه الصلاة والسلام.

فقد قال الله عز وجل في سورة الأحزاب: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (56)”.

فإذا امتثل العبد لأوامر الله عز وجل وانتهى عن فعل ما نهى عنه، وأكثر من الصلاة على النبي، نال بذلك عظيم الثواب من الله عز وجل، ونال مرضاته سبحانه وتعالى.

3- الصلاة على النبي ذكرٌ لله

فإن الله عز وجل بيّن أن من ذكره فإن الله يذكره في الملأ الأعلى، ومن أعظم أنواع الذكر الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام، وقد قال الله عز وجل في سورة البقرة: فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ (152).

اقرأ أيضًا: أكثروا من الصلاة عليّ ليلة الجمعة

4- نيل العبد صلاة الله عز وجل

من فوائد الصلاة على النبي أن الله عز وجل يصلى على هذا العبد الذاكر عشرة أضعاف صلاته، ويُضاعف في حسناته ويرفع درجاته يوم القيامة.

فالنبي صلى الله عليه وسلم قال في الحديث الذي رواه أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: من صلَّى عليَّ صلاةً واحدةً؛ صلَّى اللهُ عليه عشرَ صلواتٍ، وحطَّ عنه عشرَ خطيئاتٍ.” (صحيح)

5- علامة من علامات الإيمان

فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه لا يكتمل إيمان العبد حتى يحب نبيه عليه الصلاة والسلام، ومن حب العبد لرسول الله، هو الإكثار من الصلاة عليه.

فقد جاء فيما رواه أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: “لا يُؤْمِنُ أحدُكم حتى أكونَ أحبَّ إليه من ولدِهِ، ووالدِهِ، والناسِ أجمعينَ.” (صحيح)

والمراد: لا يكتمل إيمان أحدكم.

6- رمز للجود وتوقيرٌ للنبي

فقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن العبد الذي يسمع ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ولا يصلى عليه فإنه بخيل غير جوّاد، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه أنه قال: رَغِمَ أَنْفُ رجلٍ ذُكِرْتُ عندَه؛ فلم يُصَلِّ عَلَيَّ..”

الصلاة على النبي تُعد توقيرًا له صلى الله عليه وسلم وحفظٌ لمكانته، ورمز على محبته، ذلك أن الله عز وجل قال في سورة الفتح: لِّتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (9)

اقرأ أيضًا: كرامات المكثرين من الصلاة على النبي

أفضل أوقات الصلاة على النبي

توجد العديد من المواطن التي يجب على العبد أن يحرص فيها على الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والإكثار من الصلاة عليه، والتي تجب على العبد في بعضها.

  • الإكثار من الصلاة عليه يوم الجمعة، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إنَّ من أفضلِ أيَّامِكُم يومَ الجمعةِ فيهِ خُلِقَ آدمُ وفيهِ قُبِضَ وفيهِ النَّفخةُ وفيهِ الصَّعقةُ فأكْثِروا عليَّ منَ الصَّلاةِ فيهِ فإنَّ صلاتَكُم معروضةٌ عليَّ قالَ قالوا يا رسولَ اللَّهِ وَكَيفَ تُعرَضُ صلاتُنا عليكَ وقد أرِمتَ – يقولونَ بليتَ – فقالَ إنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ حرَّمَ علَى الأرضِ أجسادَ الأنبياءِ”.
  • التشهد الأخير في كل صلاة.
  • عند ذكر اسمه الشريف عليه الصلاة والسلام.
  • عقب كل أذان، فقد روى عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إذا سَمِعْتُمُ المُؤَذِّنَ، فَقُولوا مِثْلَ ما يقولُ ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ، فإنَّه مَن صَلَّى عَلَيَّ صَلاةً صَلَّى اللَّهُ عليه بها عَشْرًا، ثُمَّ سَلُوا اللَّهَ لِيَ الوَسِيلَةَ، فإنَّها مَنْزِلَةٌ في الجَنَّةِ، لا تَنْبَغِي إلَّا لِعَبْدٍ مِن عِبادِ اللهِ، وأَرْجُو أنْ أكُونَ أنا هُوَ، فمَن سَأَلَ لي الوَسِيلَةَ حَلَّتْ له الشَّفاعَةُ.
  • الصلاة عليه في الخطب، مثل خطبة الجمعة، وخطبة العيدين.
  • في صلاة الجنازة.
  • في أذكار الصباح والمساء، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه أبا الدرداء رضي الله عنه أنه قال: من صلَّى عليَّ حينَ يصبحُ عشرًا وحينَ يمسي عشرًا أدرَكتْهُ شفاعتي يومَ القيامةِ.”
  • في صلاة الوتر.
  • في أي مجلس من مجالس الذكر، ذلك للحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “ما جلسَ قومٌ مجلسًا لم يًذكروا اللهَ فيهِ، ولمْ يُصلُّوا فيه على النبيِّ صلى الله عليه وسلم، إلا كانَ عليهِم تِرَةٌ يومُ القيامةِ، إنْ شاءَ عَفا عنهم، وإن شاءَ أخذهُم بها.”

من عِظم مكانة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أن خصّه الله عز وجل بالصلاة عليه إلى يوم القيامة، وجعلها من العبادات التي يكون فيها الثواب مضاعفًا، وليس هناك أفضل منها لإظهار العبد محبة نبيه.