من المهم إلقاء كلمة عن التسامح ونبذ العنف في الإذاعة المدرسية، فهي التي تجعل الطلاب مُدركين أهمية التسامح، كارهين سلوك العنف، وبعيدون عن اتباعه في أيٍ من مواقف الحياة، مما يساعدهم على الشعور بالراحة النفسية والسكينة طوال الوقت، وبالتالي عيش حياة أفضل، وقد أتى موقع سوبر بابا بأفضل الكلمات المؤثرة التي يُمكن إدراجها في الإذاعة في حال كان التسامح هو موضوعها.

كلمة عن التسامح ونبذ العنف

التسامح هو أحد أفضل الصفات التي يتحلى بها الإنسان، فيُعبر عن مدى نقاء القلب ورقته، فلا تجد إنسانًا متسامحًا إلا ويكون قلبه خاليًا من الحقد والكراهية لمن هم حوله، لذا تعتبر المدارس أن إلقاء كلمة عن التسامح ونبذ العنف في الإذاعة المدرسية أمرًا هامًا للغاية، كهذه الأمثلة:

  • الإنسان المتسامح دائمًا ما يتجاوز عن أخطاء الآخرين؛ لأن قلبه صافٍ وحليم، وهو ما يُقابله الله بخير الجزاء.
  • التسامح يُمثل أمر ضروري للغاية للعيش في بيئة مسالمة، فكم من بلدان تخلت عنه وقد عانت من الخراب والدمار الشامل.
  • في أي حال من الأحوال يُعد العنف سلوكًا غير مقبول على الإطلاق، لذا نجد أنه في كافة الأديان السماوية التي أنزلها الله -عز وجل- دعا فيها إلى السلام والابتعاد التام عن العنف.
  • كلما ساد اتباع أسلوب العنف ونسيان قيم التسامح والعفو يجب أن نرجع إلى آيات الذكر الحكيم التي أهدرتها الأيام، ولم يلتفت إليها الناس.
  • الندم على العفو أفضل بكثير من الندم على العقوبة، وهو ما يجعل من التسامح واحدًا من شيم الإنسان الكريم قوي الشخصية.
  • لا تقتصر فائدة اتصاف الإنسان بالتسامح على الآخرين من حوله فقط، وإنما يكون هو أول شخص يحصل على فائدة هذا الخُلق العظيم.
  • لم تعلم البلدان قيمة السلام إلا عندما رأت ما حدث في غيرها من خراب ودمار في كلٍ من الأرواح والاقتصاد، لذا في النهاية يتجهون إلى ما دعانا الإسلام إليه، وهو التحلي بصفات النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
  • التسامُح مع الآخرين والعفو عند المقدرة من أعظم الأخلاق الحميدة التي علمنا إياها النبي صلى الله عليه وسلم، مع العلم أنه لا يُشير إلى ضعف شخصية صاحبه، وإنما هو أعظم مراتب القوة.
  • من أهم ما يجب على الإنسان التحلي به هو الصبر؛ وذلك لأنه حجر الأساس الذي يساعده ليكون بعيدًا كُل البعد عن أساليب العنف، حيث يتمكن الإنسان الصبور من السيطرة على أعصابه ولا يُستثار غضبه بسهولة، مما يصعِّب عليه اتباع أساليب العنف.
  • في النهاية لا يؤدي العنف إلى أي نتيجة سوى الحروب والخراب والخلافات بين الناس والشعوب، وهو الأمر الذي لا يترك شيئًا سليمًا، على الصعيد المادي أو المعنوي، فنجد أن البلدان بعد الحروب تُعاني من الدمار في كل مكان ومنطقة، ويُعاني أهلها من الجهل والفقر بعد ذلك.

اقرأ أيضًا: كلمة عن التسامح للإذاعة المدرسية

الدعوة إلى التسامح في القرآن الكريم

لا يُعد التسامح مجرد خُلق كريم يساعد الإنسان على العيش بطريقة أفضل، والحصول على محبة الناس فقط، وإنما يحصل العبد المُتسامح على محبة ربه أيضًا، كما أن الله -عز وجل- قد وعد المتسامحين بالأجر العظيم، ويُمكن الاستدلال على ذلك بالكثير من الآيات في مواضِع متعددة من الذكر الحكيم، ومن أبرز ما جاء في ذلك:

  • “وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ” الآية 22 من سورة النور.
  • “وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا ۖ فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ* وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَٰئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ* إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ ۚ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ* وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَٰلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ” الآية 40 من سورة الشورى.
  • “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ ۚ وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ” الآية 14 من سورة التغابن.
  • “فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ” الآية 159 من سورة آل عمران.
  • “وَعِبَادُ الرَّحْمَٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا” الآية 63 من سورة الطبري.

كلمة عن التسامح من سيرة الرسول

إن النبي مُحمد صلى الله عليه وسلم أفضل الخلق خُلقًا وخَلقًا، فكان هو الوحيد الجامع لمكارم الأخلاق، وقد ذكره الله -عز وجل- في كتابه الكريم حينما قال: “وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ” الآية 4 من سورة القلم.

لذا فإنه أفضل قدوة يُمكن أن يحتذي بها المسلم ويأخذ عنه الأخلاق الحميدة، التي يُعد التسامح أهمها، وقد نُقل عن النبي عدة أحاديث يُمكن اعتبارها كلمة عن التسامح ونبذ العنف، حيث توضح فضل الاتصاف بالتسامح، وضرورته، وكيفية تطبيقه، والعديد من التفاصيل التي تُعين المسلم على الالتزام بأمور دينه.

  • عن جرير بن عبد الله: “مَن لا يَرْحَمْ لا يُرْحَمْ، ومَن لا يَغْفِرْ لا يُغْفَرْ له، ومَن لا يَتُبْ لا يُتَبْ عليه” صحيح الجامع.
  • رواه أبو هريرة رضي الله عنه: “ما نَقَصَتْ صَدَقةٌ مِن مالٍ، وما زادَ اللَّهُ عَبْدًا بعَفْوٍ إلَّا عِزًّا، وما تَواضَعَ أحَدٌ للَّهِ إلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ” صحيح مسلم.
  • قال أنس بن مالك رضي الله عنه: “ما رأيتُ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ رُفِعَ إليهِ شيءٌ فيهِ قصاصٌ إلَّا أمرَ فيهِ بالعفوِ” صحيح أبي داود.
  • عن جابر بن عبد الله: “رَحِمَ اللَّهُ رَجُلًا سَمْحًا إذا باعَ، وإذا اشْتَرَى، وإذا اقْتَضَى” صحيح البخاري.
  • الراوي عبد الله بن مسعود: “كَأَنِّي أنْظُرُ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَحْكِي نَبِيًّا مِنَ الأنْبِيَاءِ ضَرَبَهُ قَوْمُهُ فأدْمَوْهُ، وهو يَمْسَحُ الدَّمَ عن وجْهِهِ ويقولُ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِقَوْمِي؛ فإنَّهُمْ لا يَعْلَمُونَ” صحيح البخاري.
  • قال عبد الله بن عمر: “جاء رجلٌ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسولَ اللهِ، كم نعفو عن الخادمِ؟ فصمَتَ، ثم أعادَ عليه الكلامَ، فصَمَتَ، فلما كان في الثالثةِ قال: اعفُوا عنه في كل يومٍ سبعين مرةً” صحيح أبي داود.

اقرأ أيضًا: كلمة عن الأخلاق للإذاعة المدرسية

أجمل ما قِيل من كلمات الشعر عن التسامح

اهتمت فئة كبيرة من الشعراء على مر العصور بكتابة القصائد عن التسامح وأثره الإيجابي في النفوس، ومن أبرزهم الشاعر جرير، الذي أوضح عظمة من يتصفون بالتسامح والعفو، في قصيدته على النحو التالي:

أَنتُم أَئِمَّةُ مَن صَلّى وَعِندَكُمُ

لِلطامِعينَ وَلِلجيرانِ مُعتَصَمُ

وَالمُستَقادُ لَهُم إِمّا مُطاوَعَةً

عَفواً وَإِمّا عَلى كُرهٍ إِذا عَزَموا

يا أَعظَمَ الناسِ عِندَ العَفوِ عافِيَةً

وَأَرهَبَ الناسِ صَولاتٍ إِذا اِنتَقَموا

قَد جَرَّبَت مِصرُ وَالضَحّاكُ أَنَّهُمُ

قَومٌ إِذا حارَبوا في حَربِهِم فُحُمُ

********

يُمكن الاستعانة أيضًا بقصيدة الشاعر الإماراتي مانع سعيد العتيبة، بعنوان (نقطة ضعفي) ككلمة عن التسامح ونبذ العنف، والتي جاءت أبياتها على النحو التالي:

لأن التسامح نقطة ضعفي

فما زلت تحظى بودي ولطفي

وما زلت تطعنني كل يوم

فلا يتصدى لطعنك سيفي

أداوي جراحي بصبري الجميل

فلا القلب يساو ولا الصبر يشفى

وأسأل ما سر هذا الثبات

على عهد حبي فيشرح نزفي

لو أكن يا شقائي الضيف

رحيماً غفوراً لأشقاك عنفي

فلا تتخيل بأنك أقوى

وأني صبور على رغم أنفي

أنا هو بأس العواصف فافهم

لماذا أصونك من هوى عنفي

لأنك لا تستطيع الصمود

إذا غاب عنك حناني وعطفي

أحبك ما زلت رغم الخطاي

وتشهد بالحب دمعة حرفي

بكيت طويلاً بصمت انتظاري

فأنت انتصاري الأخير وحتفي

أحبك واليأس لا يتناهى

أمام خطاي ونظرة طرفي

وأرض فؤادي إلى الغيث ظمأى

وما أنت إلا سحابة صيف

بخيل علي كريم على من

يماريك في قول زور وزيف

حبيباً تظل برغم دمائي

يلون كفيك يا جرح كفي

ومهما يكن لن أصيح احتجاج

ولا لن أقول لسيفك: يكفي

لن الوفاء له عين أعمى

وأذن أصم إذا صح وصفي

فإن شئت قتلي فوجهاً لوجه

وإياك من سل سيفك خلفي

فحين أموت سيكشف موتي

جميع الذي كنت توري وتخفي

وحين تذيع دمائي الحكاي

فكيف ستنكر صدقي وتنفي

عشقتك موتاً وبعثاً فهل

تفهمت مال وحالي وظرفي

***********

من أهم الأشعار التي يُمكن إدراجها في فقرة كلمة عن التسامح ونبذ العنف الأبيات الشعرية التي وضعها الإمام الشافعي في فضل اتصافه بالتسامح والعفو عن الآخرين، وما عاد عليه ذلك من أثر إيجابي.

لما عفوت ولم أحقدْ على أحد

أرحتُ نفسي من هَمِّ العداواتِ

إِني أُحَيِّ عدوي عند رؤيتِه

لأدفعَ الشر عني بالتحياتِ

وأظهرُ البشر للإنسان أبغضه

كأنما قد حَشى قلبي محباتِ

الناسُ داءٌ ودواءُ الناس قُرْبُهم

وفي اعتزالهمُ قطعُ الموداتِ

اقرأ أيضًا: كلمة عن الصدق للإذاعة المدرسية

كلمة عن التسامح على لسان الحكماء

إن كلمة عن التسامح ونبذ العنف قد قِيلت على لسان الحكماء كثيرًا، وبالفعل لها تأثير إيجابي على الطلاب عند سماعها في الإذاعة المدرسية، حيث نقلت الكثير من الحِكم عن الأدباء والفلاسفة من العرب والعجم، ومن أبرزها:

  • جورج إليوت: مسؤولية التسامح تقع على من لديهم أفق أوسع.
  • ماسون كولي: الغفران كالإيمان عليك أن تنعشه باستمرار.
  • مارك توين: التسامح هو العبير الذي يصبه البنفسج على القدم التي سحقته.
  • كورت توشولسكي: التسامح هو الشك بأن الآخر قد يكون على حق.
  • سينت أوغستين: الغفران هو محو الخطايا، كما لو تم العثور على ما ضاع وحفظ من الضياع مجددًا.
  • سوزان سومرز: الغفران هدية تمنحها لنفسك.
  • ساكي: إن العفو عن الإساءة هو انتقام رقيق.
  • رينهولد نيبوز: التسامح هو الشكل النهائي للحب.
  • غاندي: لا يمكن لشيء أن يجعل الظلم عادلًا إلا التسامح.
  • حنا مور: التسامح اقتصاد القلب، التسامح يوفر نفقات الغضب وتكاليف الكراهية وإزهاق الأرواح.
  • جورج برنارد شو: احذر من الشخص الذي لا ينتقم منك، فهو لم يسامحك ولم يسمح لك أن تسامح نفسك.
  • إبراهيم الفقي: إن الذّات السلبية في الإنسان هي التي تغضب وتأخذ بالثأر وتعاقب، بينما الطبيعة الحقيقية للإنسان هي النقاء وسماحة النفس والصفاء والتسامح مع الآخرين.
  • ديزموند توتو: دونَ التسامح لن يكون هنالك مستقبل.
  • ندى السريحي: أن تسامح لا يعني أن تنسَ، بل أن تتذكّر دون أن تمتعض.
  • جوزف جوبير: التسامح جزءٌ من العدالة.
  • فولتير: كنْ شديدَ التسامح مع من خالفك الرأي، فإن لم يكن رأيه كل الصواب فلا تكن أنت كل الخطأ بتشبثك برأيك.
  • منير العكش: إن التسامح مع الشرير ليس إلا تشجيعًا للشر، وليست هناك خطيئة أعظم من هذا.
  • توماس شاز: الأحمق لا يسامح ولا ينسى، الساذج يسامح وينسى، أما الحكيم فيسامح ولا ينسى.

التسامح هو أحد القيم الأخلاقية السامية التي يجب أن يتحلى بها كل مسلم ومسلمة؛ للقضاء على ظاهرة العنف والكراهية المنتشرة بين عدد كبير من الأشخاص.