قبر الحسين من الداخل نتناوله من خلال تجارب مختلفة لأناس قيل إنهم دخلوا إليه بالفعل، كان ذلك في مناسبات وأزمنة مختلفة وشاهدوا الرأس الشريف، وخرجوا ليخبروا بهذه البشارة أن القاهرة تشرفت بوجود ضريح الحسين فيها، وسوف نتناول كل ما يخص هذه التجارب وشكل القبر من الداخل عبر موقع سوبر بابا.

قبر الحسين من الداخل

سوف نتعرض لثلاث تجارب مختلفة لأناس بالفعل تمكنوا من رؤية قبر الحسين من الداخل، وذلك في مناسبات وأزمنة مختلفة، واستطاعوا رؤية الرأس الشريف مباشرةً.

قبر الحسين من الداخل

قبر الحسين من الداخل

قبر الحسين من الداخل

اقرأ أيضًا: مقامات أولياء الله الصالحين في القاهرة

التجربة الأولى

إن الواقعة الأولى لزيارة قبر الحسين من الداخل كان ما روي على لسان الدكتورة سعاد ماهر في كتابها “مساجد مصر وأولياؤها الصالحون” نقلًا عن عثمان مدوخ في كتابه الشهير “العدل الشاهد في تحقيق المشاهد”.

الذي قال إن الأمير عبد الرحمن كتخدا كان يشتهر بإقامة المباني في مصر، فأراد أن يقوم بتجديد مسجد الحسين وإصلاحه وكان ذلك في عام 1175 هـ.

فقيل له أن المشهد المصاحب للمسجد لم يتم إثبات أن رأس الحسين مدفونة فيه بالفعل فأراد أن يتحقق من ذلك، فقام بدعوة المصريين للذهاب لكشف المشهد، واستعان بالشيخ أحمد بن الحسن الجوهري شيخ الفقه الشافعي في مصر في ذلك الوقت، والشيخ المحدث أحمد بن عبد الفتاح الملوي للنزول معه والتأكد من وجود الرأس بالفعل.

بالفعل نزل كل من الجوهري والملوي إلى المدفن وأكدوا لجموع المصريين أن أنهما شاهدا كرسي مصنوع من الخشب الساج عليه طشت من ذهب يوجد فوقه ستارة حريرية خضراء، تحتها كيس من الحرير الأخضر الرقيق والتي توجد بداخله الرأس الشريف.

بناءً على هذا الإثبات تم تجديد وإصلاح المسجد وأضاف إليه العديد من الخدام والقائمين عليه مع زيادة مرتباتهم.

التجربة الثانية

أما الواقعة الثانية فكشفت عنها صحيفة الأهرام وأثارت الجدل بين الكاتب الراحل أنيس منصور والكاتب الصحفي عبد الرحمن فهمي.. حيث قام الشيخ حلمي عرفة بالاتصال بفهمي وإخباره أن هناك رجلًا يريد أن يقابله فيما يخص قضية رأس الحسين.

قابل عبد الرحمن فهمي الشيخ منصور الرفاعي الوكيل الأول لوزارة الأوقاف داخل المسجد، والذي أخبره أنه رأى قبر الحسين من الداخل وتأكد من وجود الرأس الشريف بالفعل.

يقول الرفاعي: “نزلنا إلى مكان الرأس فوجدناه في حجرة صغيرة ملفوفا في قماش أخضر والحجرة تشع برائحة المسك والزعفران معا.. وأحضر عمر الفاروق -رجل الأعمال- قماشة خضراء جديدة ولف بها الرأس مرة أخرى.. ووضع عليه كمية كبيرة من مختلف العطور، ثم أعاد الرأس إلى مكانه.. وخرجنا جميعا وقمنا بالإعلان على الملأ أن الرأس موجود في الضريح كما تؤكد روايات التاريخ”.

التجربة الثالثة

للأسف لم يتم تحديد تاريخ هذه الواقعة التي رأى فيها  قبر الحسين من الداخل ولكنه تم تأكيدها من خلال الشيخ أحمد فرحات الإمام السابق لمسجد الحسين.

فعندما كان في أحد حواراته الصحفية فقد سئل عن إذا كان الرأس الشريف موجود فعلًا في القاهرة، وقد أجاب إجابة قاطعة أنها موجودة بالفعل ومن يُروج إشاعات عكس ذلك، فما هو إلا صاحب دعوة خبيثة مغرضة ليس لها أي أساس من الصحة.

قال الشيخ أحمد فرحات بالنص: “والله لقد رأيتها كثيرًا.. لا شك في وجودها هنا.. هذه حقائق تثبت منها بنفسي”.

لكنه لم يتم تأكيد تاريخ الواقعة التي رآها فيها ولا الأشخاص الذين نزلوا معه.. فظل الشيخ أحمد فرحات إمامًا للمسجد قرابة 40 عام إلى أن توفى عن عمر يناهز 90 عامًا، فقد تم تعيينه في أوائل السبعينات بواسطة شيخ الأزهر الشيخ عبد الحليم محمود، وبالرغم من أنه كان يرفض تعيين المكفوفين إلا أنه وافق عليه على الفور قائلًا “الحسين طلبه”.

كيف نُقلت رأس الحسين إلى مصر؟

انتقلت رأس الحسين إلى مصر عندما انتاب الوزير الفاطمي الصالح طلائع الخوف من الحملات الصليبية المُتكررة وانتهاك حرمة الرأس وكان موجودة في ذلك الوقت في عسقلان.

علق “يزيد بن معاوية” الرأس على أبواب منازل جنود المعركة ظنًا منه أنه بذلك يسبب لهم الرعب، وبعد وفاة يزيد وجدت الرأس في خزائن السلام بدمشق.

قام الوزير الصالح طلائع بأمر الخليفة الفائز بالتفاوض مع قائد الحملة الصليبية آنذاك وهو “بلدوين الثاني”، وقد قام بدفع مبلغ مالي كبير للحصول على الرأس الشريف.

تم الاتفاق على دفع مبلغ مالي قدره ثلاثون ألف قطعة ذهب أي دينارًا، وذلك بعد القيام بالعديد من المُفاوضات، ثم قام باستلامها الأمير الأفضل ابن أمير الجيوش بدر الدين الجمالي ووصل بها إلى مصر.

عند الوصول إلى مصر قام المصريون باحتفالات كبيرة لاستقبال الرأس الشريف، وقد قاموا بخلع نعالهم تكريمًا لها، وخرج الوزير الصالح طلائع برفقة الخليفة الفائز من أجل مراسم الاستقبال.

أمر الصالح ببناء مسجد في الجهة المُقابلة من باب زويلة ويتم وضع الرأس فيه ووضعها على لوح خشبي في ساحة المسجد وتعطيرها باستخدام أجود العطور.. ثم جاء الخليفة الفاطمي وأمر بوضعها في أحد السراديب الخاصة بقصر الزمرد حتى تم بناء مسجد الحسين بالكامل.

قد قال الشعراني في طبقات الأولياء: “إن الوزير الصالح طلائع بن رزيك خرج هو وعسكره حفاة إلى الصالحية، فتلقى الرأس الشريف، ووضعه في كيس من الحرير الأخضر على كرسي من الأبنوس، وفرش تحته المسك والعنبر والطيب، ودُفِنَ في المشهد الحسيني قريبًا من خان الخليلي في القبر المعرف”.

اقرأ أيضًا: أول ليلة في القبر

حقيقة وجود رأس الحسين في مصر

بُني مسجد الحسين في العهد الفاطمي وذلك في عام 549 هـ، كان بنائه تحت إشراف من الوزير الصالح طلائع.

قد أجمع المؤرخون والكتاب على أن رأس الحسين موجودة في مصر، ويقول الشيخ عبد المغيث إمام مسجد الحسين “وظلت الرأس هناك فترة من الدهر ما بين سوريا وعسقلان حتى جاءت الحملة الصليبية على عسقلان، فهتك الصليبيين أضرحة الأنبياء وأولياء الله الصالحين والعلماء ونشبت قبورهم حتى أنهم استخرجوا جثثهم لإذلال المسلمين وكانوا يجرونها في الشوارع وينادون على المسلمين “هذا وليكم هذا صالحكم أن كنت تستطيع أن تخلصه منى فأفعل”.

استطرد قائلًا: “وقيل إنه حفر لها خندقا من مسجد الصالح طلائع إلى ضريح الحسين الحالي لتخرج الرأس من الباب السري حتى لا يحدث هرج ومرج أثناء نقل رأس الإمام الحسين”.. والدليل القاطع على أن الرأس موجودة في مصر جاء الحكم الأيوبي الذي محى وقضى على جميع معالم الشيعة في مصر ولكنهم لم يقتربوا من مقام الحسين وهذا خير دليل على أن الرأس موجودة في مصر وأنهم كانوا يدرسون الفقه والعلوم الشرعية داخل مسجد الإمام وهناك مئذنة أيوبية موجودة حتى الآن”.

ما سر الباب الذي تفوح منه الروائح العطرة بمسجد الحسين في مصر؟

وعند سؤال الإمام عبد المغيث عن أبواب المسجد وسر تسميتها بهذا الاسم فقال: هذا المسجد له أكثر من باب وهذه الأبواب لها اسماء معلومة ومحفوظة منذ قديم الأزل فمنها باب الست وهو يعود إلى السيدة زينب رضوان الله عليها والباب الأخضر سمي بهذا الاسم نسبة إلى المئذنة الفاطمية التي كانت ملونة باللون الأخضر، أما باب الفرج سمى بهذا الاسم لأن من كان يأتي إلى الإمام الحسين وبه كرب أو حزن أو غم فالله عز وجل يفرج عنه ما به من هم وكرب وحزن، أما الباب البحري سمى بهذا الاسم لأنه كان يطل على الناحية الشمالية، أما باب السر فسمى بهذا الاسم لأنه دخلت منه رأس الحسين سرا إلى مسجد الحسين بعدما نقلت من الدرب الأحمر من مسجد الصالح طلائع”.

اقرأ أيضًا: عذاب القبر ونعيمه في القرآن

دماء الإمام الحسين

إن ما حدث في كربلاء من مقتل الإمام الحسين وإراقة دمائه صفحة سوداء لا يمكن أن يمحيها الزمن.. ويحكى أن قطرات الدم التي توجد عند الباب الأخضر منسوبة للإمام الحسين، وهي تخرج إلى حاكم عسقلان والرسل الخليفة الفاطمي عندما أمروا بنقل رأسه الشريف من عسقلان إلى مصر، وظلت دمائه لم تجف قرابة 500 عامًا.

بعد ذلك تم الحفر في إحدى سراديب قصر الزمرد والتي تم دُفن الرأس فيها قبل أن تنتقل إلى مسجد الحسين وتم وضعها في كيس أخضر مصنوع من الحرير وتم وضعها على كرسي من الأبنوس وكان ذلك في عام 549 هـ.

قد سُمي الباب الأخضر بهذا الاسم نسبةً إلى حرير الأخضر الذي يكسو الرأس الشريف ويوجد في أسفل المئذنة.. وبعد التجديدات التي حدثت للمسجد في عام 1965 أصبح الشباك يطل مباشرة على السرداب الذي يوجد به الرأس الشريف.

هذا المكان وقد وضع عليه زجاج به ثقوب حتى تتيح للزائر أن يشم رائحة هذه الدماء من خلاله، وهو الذي اشتهر برائحة العطر التي تفوح منه لكن لا يسمح بفتح هذه الغرفة إلا في أيام المناسبات ويكتفى فقط بفتح غرفة الدفن.

إن التاريخ له اختلافات كثيرة سواء اللفظية أو العرضية، ومنها الاختلاف حول مكان رأس الحسين ولكن بصرف النظر عن المكان الذي دفنت به الرأس الشريف فهي موضع تقدير وإجلال.