ما هو فضل الاستغفار في استجابة الدعاء بالتفصيل؟ وما هي فضائله العامة؟ فقد يقول العبد الدعاء مرارًا وتكرارًا، ولا يلقى أي إجابة، مما يشعره بالحزن الشديد حيال ذلك خاصةً إذا كان بحاجة مُلحة للاستجابة، ونجد العلماء قد أشاروا إلى ضرورة تزيين الدعاء بالاستغفار في هذه الحالة، لذا سنوضح حقيقة هذا الأمر من خلال موقع سوبر بابا.

فضل الاستغفار في استجابة الدعاء بالتفصيل

الاستغفار يُعد أفضل أنواع الذكر على الإطلاق؛ لأن العبد يقصد به مغفرة الله تعالى على كل ما تقدم من ذنب سواء كان كبير أو صغير، وهو يعتبر أحد أسباب فتح أبواب الرزق في الدنيا، ودخول الجنة بالآخرة، كما أنه سبب لإجابة الدعاء.

مصداقًا لقوله تعالى: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا*يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا* وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا) (سورة نوح: الآية 10: 12).

قد أوضح ابن القيم أن الدعاء يتحقق بالاستغفار إذا حرص العبد على القيام بـ 3 أمور.

  • أولًا: التضرع بالدعاء في أحد الأوقات المُستحبة للاستغفار، ومنها: ما بين الأذان والإقامة، وفي الثلث الأخير من الليل، وفي السجود، وفي آخر نهار يوم الجمعة، وبعد تأدية الفروض.
  • ثانيًا: أن تكون صيغة الاستغفار من الصيغ المأثورة، ومنها: اللَّهُمَّ أنْتَ رَبِّي، لا إلَهَ إلَّا أنْتَ، خَلَقْتَنِي وأنا عَبْدُكَ، وأنا علَى عَهْدِكَ ووَعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ، أبُوءُ لكَ بنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وأَبُوءُ لكَ بذَنْبِي فاغْفِرْ لِي، فإنَّه لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أنْتَ، أعُوذُ بكَ مِن شَرِّ ما صَنَعْتُ.
  • ثالثًا: الخشوع، والخضوع، والانكسار إلى الله تعالى عند الدعاء والاستغفار.

اقرأ أيضًا: استغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم وأتوب إليه

فضائل الاستغفار العامة

لا يقتصر فضل الاستغفار في استجابة الدعاء سريعًا فقط بل إنه يعود على الإنسان بالخير والنفع الكبير في الدنيا والآخرة.

  • التخلص من الكرب، ومشاعر الحزن والضيق.
  • أحد أسباب جلب شتى أنواع الرزق خاصةً المال، والأمطار.
  • سبب في تطهير القلب من الشر، وجعل الراحة والسكينة تستقر به أكثر من أي وقت مضى.
  • يزداد العبد المُستغفر تقربًا من الله تعالى؛ لأن الذكر يجعل قلب المسلم أكثر تعلقًا بالمولى عز وجل.
  • أحد أسباب الحصول على رحمة الله تعالى في وقت الشدائد والأزمات.
  • إن توافرت جميع شروط التوبة، وأقبل العبد على الاستغفار، فإن ذنوبه مغفورة بإذن الله تعالى سواء كانت كبيرة أو صغيرة.
  • يدفع الضرر والأذى عن العبد، كما أنه يقدر العبد على مواجهة التحديات والصعوبات التي تواجهه في حياته.
  • أحد أسباب الدخول إلى الجنة، كما أن العبد كلما أكثر من الاستغفار، كلما زادت درجته بها.

صيغ الاستغفار من القرآن الكريم

ورد بالقرآن الكريم العديد من الآيات القرآنية الدالة على طلب مغفرة وعفو الله تعالى، لذا ينصح أهل العلم المُداومة عليها في حالة الرغبة في إدراك فضل الاستغفار في استجابة الدعاء.

  • ” إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ” (سورة المؤمنون: الآية 109).
  • “الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ* رَبَّنَا إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ ۖ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ* رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا ۚ رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ” (سورة آل عمران: الآية 191: 193).
  • “رَّبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا” (سورة نوح: الآية 28).
  • “رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ” (سورة التحريم: الآية 8).
  • “رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا ۚ رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ” (سورة آل عمران: الآية 193).
  • “وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَن قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ” (سورة آل عمران: الآية 147).

اقرأ أيضًا: الدعاء المستجاب من أول مرة

صيغ الاستغفار من السنة النبوية

حثنا الرسول- صلى الله عليه وسلم- على طلب عفو الله تعالى في كل وقت وحين، وقد ذكر في بعض الأحاديث الصيغ التي من خلالها يتحقق فضل الاستغفار في استجابة الدعاء سريعًا.

  • اللهمَّ إني ظَلَمتُ نَفْسي ظلمًا كَثيرًا، وَلاَ يَغفر الذنوبَ إلا أنتَ، فَاغفرْ لي مَغفرَةً مِن عندكَ، وارحَمني، إنَّكَ أنتَ الغَفورُ الرحيم.
  • أَستغفِر اللهَ الذي لا إلَهَ إلا هوَ الحَي القَيوم وَأَتوب إلَيه؛ غفر له وإنْ كانَ فَرَّ مِن الزحف.
  • اللهمَّ اغفرْ لَنا وارحَمْنا، وَتُب عَلَينا، إنَّكَ أنتَ التوَّاب الرَّحيم.
  • اللهمَّ أَنْتَ السلامُ ومِنكَ السلامُ تَبارَكتَ ذا الجَلالِ وَالإكرَام.
  • رَبِّ اغفرْ لي وَتبْ عَلَيَّ، إنَّكَ أَنتَ التوَّاب الرحيم.
  • اللهمَّ اغفرْ لي ما قدَّمتُ وما أخَّرت، وما أسررتُ وما أعلنتُ، وما أسرفْت، وما أنت أعلمُ به منِّي، أنت المقدِّم وأنت المؤخِّر لا إله إلا أنت.
  • اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي، وإسرافي في أمري، وما أنت أعلم به مني، اللهم اغفر لي جدي وهزلي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي. اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، وما أسرفت وما أنت أعلم به مني، إلهي لا إله إلا أنت.

اقرأ أيضًا: اللهم اغفر له وارحمه واسكنه فسيح جناتك

أسباب عدم تحقق آثار الاستغفار

قد لا يستشعر العبد فضل الاستغفار في استجابة الدعاء بالرغم من أنه يُداوم عليه، وقد أورد العلماء أسباب كثيرة لذلك الأمر.

  • في حالة إقبال العبد على الاستغفار بهدف التوبة من معصية كان مُعتاد على ارتكابها دون أن يتحقق من تطبيق كافة شروط التوبة الأخرى.
  • أن يكرر العبد صيغ الاستغفار دون أن يستشعرها في قلبه، أي تصبح الصيغ مجرد كلام عادي خالي من المشاعر الصادقة في العودة إلى الله تعالى.
  • الاستغفار أحد أنواع الدعاء، فإن لم تتحقق كافة شروطه، فإنه لا يمكن أن تؤتي ثماره.

الاستغفار يُعد أفضل الأدعية والأذكار فبه العبد يتمكن من تجاوز الضيق والحزن، ويُدرك به ما يريد خاصةً إذا توافرت كافة شروطه.