عقوبة الخائن والخيانة في الإسلام أمرٌ لا يُستهان به، حيث تُعد من الأشياء التي حرمها، كما أن لها مفاهيم كثيرة ومختلفة، ولكن يختلف حكمها وفقًا للأسباب التي قادت الإنسان نحوها، ولكن بشكل أو بآخر يعتبر الخائن شخصًا منبوذًا في جميع المجتمعات، وهو ما يُبينه لنا موقع سوبر بابا.

عقوبة الخائن والخيانة في الإسلام

الخيانة ما هي إلا نقصان في الوَفاء، وهي ألا يكون للإنسان له القدرة في الحفاظ على حقوق غيره، سواء كانت هذه الحقوق مادية أو معنوية، ووفقًا لنصوص كثيرة في القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة، أن الخائن إن استطاع أن يفر من عقوبة الدنيا فلن يقدر على الهروب من عقاب الآخرة.

فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الغادر ينصب الله له لواء يوم القيامة، فيقال: ألا هذه غدرة فلان” (صحيح البخاري)، بالإضافة إلى أن الله تعالى نهى عن الخيانة في العديد من الآيات القرآنية، ومنها قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ) “سورة الحج: 38”.

اقرأ أيضًا: عقوبة الانتحار في الإسلام

الخيانة في القرآن الكريم

ذكر القرآن الكريم الخيانة في العديد من الآيات القرآنية، ونبذ فيها الخائن ومنها:

  • قال تعالى: “إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا” (النساء: 105)
  • قال تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ” (الأنفال: 27).
  • قال تعالى: “وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الخَائِنِينَ” (الأنفال: 58).
  • قال تعالى: “وَإِنْ يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ” (الأنفال: 71).
  • قال تعالى: “ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ” (يوسف: 52).
  • قال تعالى: “َعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ” (غافر: 19).

اقرأ أيضًا: عقوبة تداول العملات الرقمية في السعودية

الأحاديث النبوية التي حذرت من الخيانة

تُعد الأحاديث النبوية المصدر الثاني الموثوق منه لأخذ الأحكام الشرعية، ومن الأحاديث النبوية الشريفة التي أشارت إلى عقوبة الخائن والخيانة في الإسلام:

  • عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أربع من كنَّ فيه كان منافقًا خالصًا، ومن كانت فيه خصلة منهنَّ كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا اؤتمن خان، وإذا حدَّث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر) “صحيح البخاري”.
  • عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (اللهم إني أعوذ بك من الجوع، فإنَّه بئس الضجيع، وأعوذ بك من الخيانة، فإنها بئست البطانة) “صحيح أبي داود”.

اقرأ أيضًا: جزاء الظالم عند الله وعقابه

الخيانة على لسان العرب

لا تقتصر عقوبة الخائن والخيانة في الإسلام فقط، بل إن العرب استطاعوا التحدث عن الخيانة بجميع أشكالها، وهو ما ظهر واضحًا في أقوالهم:

  • الخيانة هي الاستِبداد بما يؤتمَن الإنسان عليه من الأموال والأعراض والحرم، وتملك ما يستودع ومُجاحدة مُودعه، وفيها أيضًا طيُّ الأخبار إذا نُدِب لتأديتها، وتحريف الرسائل إذا تحمَّلها فصرفها عن وجوهها” (الجاحظ).
  • “الخيانة والنِّفاق واحد، إلَّا أن الخيانة تُقال اعتبارًا بالعهد والأمانة، والنفاق يُقال اعتبارًا بالدِّين، ثمَّ يتداخلان؛ فالخيانة: مُخالفة الحقِّ بنقض العهد في السِّر، ونقيض الخيانة الأمانة” (الراغب).
  • “حقيقة الخيانة عمَل مَن اؤتمن على شيءٍ بضدِّ ما اؤتمن لأجله، بدون عِلم صاحب الأمانة” (ابن عاشور).

إن التعرض للخيانة قد يكون أسوأ شيء يمُر به الإنسان، ولذلك فإن الله أعد للخائنين عذابًا أليم في الدنيا والآخرة، كما أن صفة الخيانة وصفها نبينا الكريم على أنها إحدى صفات المنافقين.